استخدام الذكاء الاصطناعي يتضاعف 10 مرات خلال سنوات قليلة
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أخبار ذات صلةأعلن الدكتور عيسى البسكتي، رئيس جامعة دبي، أن العالم سيكون فيه نحو 50 مليار جهاز مرتبط بالذكاء الاصطناعي ويتم التحكم فيه عن بعد في عام 2025، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي سينمو ويتضاعف استخدامه 10 مرات خلال السنوات القليلة المقبلة، وربما خلال ثلاث أو أربع سنوات.
وقال البستكي، في تصريح خاص لـ «الاتحاد»: «في العام 2030 سيكون هناك قفزة هائلة في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ولذلك رأينا حكومة دبي وضعت خطة 10X التي تستهدف تجاوز العالم بـ 10 أضعاف ما سيحققه».
وأشار إلى أنه في العام 2030 من المرجح أن يصل الأجهزة المعتمدة والمستخدمة للذكاء الاصطناعي في العالم نحو 1 مليار جهاز، بسبب تطور العمليات الحوسبية.
وذكر أن القمة العالمية للحكومات التي تنظمها دولة الإمارات تخدم العالم، وتركز على دور وخدمة التكنولوجيا للإنسان، فمثلاً التغير المناخي يحتاج إلى عمليات سريعة لا يمكن للإنسان القيام بها بشكل سريع.
وقال: «التغير المناخي يحتاج إلى عمليات سريعة ومعقدة لن يقوم بها الا الذكاء الاصطناعي، حيث يصعب على الإنسان أن يقوم بها، فالذكاء الاصطناعي يمكنه القيام بحل المشاكل المتعلقة بالبيئة والصحة والتعليم وبكفاءة عالية».
وأشار إلى أن الجامعات في الدولة أصبحت تولي اهتمام كبير بالذكاء الاصطناعي، حيث سيكون المستقبل هو الاعتماد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، ولذلك نرى الجامعات وفرت الكثير من التخصصات التعليمية لدراسة الذكاء الاصطناعي بكل تفاصيله ومجالاته. وأفاد أن هناك تخصصات كثيرة في الجامعات بالدولة تتعلق بالذكاء الاصطناعي، سواء في الجامعات الحكومية والخاصة، مؤكداً أنه سيكون كلمة السر في تخطي التحديات المستقبلة.
وقال: «أصبح هناك مجالات وقطاعات في العالم تعتمد على الذكاء الاصطناعي، الذكاء الاصطناعي يقدم حلولاً غير تقليدية ومبتكرة في مختلف المجالات والقطاعات، فمستقبل العالم هو الذكاء الاصطناعي، الذي يتجه حالياً إلى التطور ليكون ذكاء اصطناعياً توليدياً إدراكياً».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي القمة العالمية للحكومات دبي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ذبح الخنازير.. كيف يحوّل الذكاء الاصطناعي الاحتيال المالي إلى كارثة عالمية؟
رغم أن العالم يشهد تقدما تقنيا مذهلا في ظل الذكاء الاصطناعي، فإن هذه الثورة تأتي بجانبها المظلم الذي يهدد سلامة الأنظمة المالية والشخصية. فما بين الفوائد الكبيرة التي يقدمها هذا الذكاء، وبين مخاطر الاحتيال المتزايدة، تزداد الحاجة إلى التأهب لمستقبل أكثر تعقيدا.
لقد شهدنا عام 2024 لمحات عن قدرات الذكاء الاصطناعي في التزييف العميق، واستنساخ الصوت، وعمليات الاحتيال، لكنها كانت مجرد عجلات تدريب للمحتالين أثناء اختبارهم للأوضاع.
ومع دخولنا عام 2025، المليء بالتطورات التقنية المثيرة، يظهر الذكاء الاصطناعي كسلاح ذي حدّين. ففي حين يعزز من قدراتنا، يضعنا أمام خطر داهم قد يجعل من هذا العام نقطة تحول، حيث تصبح العمليات الاحتيالية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قوة مهيمنة تهدد الأنظمة المالية والبنوك العالمية، إضافة إلى سمعة البشر ومصداقية الأحداث ومن أبرز هذه العمليات الجديدة عمليات "ذبح الخنازير" (pig butchering scams).
تهديدات مالية غير مسبوقة.. الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف الاحتيالوفقا لتقرير مركز "ديلويت للخدمات المالية" (Deloitte Center for Financial Services)، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحقيق خسائر قد تصل إلى 40 مليار دولار بحلول عام 2027، بزيادة ملحوظة عن 12.3 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي مركب يبلغ 32%.
إعلانوقد جذب هذا الارتفاع الملحوظ في الخسائر انتباه مكتب التحقيقات الفدرالي، الذي حذر في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي من أن المجرمين يستغلون الذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات احتيال على نطاق أوسع، بهدف تعزيز مصداقية مخططاتهم.
الاحتيال كخدمة.. كيف انتقلت الجرائم الإلكترونية إلى مستوى جديد؟في عالم الاحتيال المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ظهرت شركة "هاوتيان إيه آي" (Haotian AI) التي تقدم برامج تغيير الوجه عبر "تليغرام"، في إعلان يظهر أن فريقهم جادّ في عمله، حيث صرحوا علنا: "لدينا فريق بحث وتطوير مكون من مئات المبرمجين وعشرات الخوادم لخدمتكم".
حيث يروج الإعلان لبرامج تغيير الوجه العميقة التي يصعب تمييزها بالعين المجردة، والمصممة خصيصا للمكالمات الخارجية، وهو ما يتناسب تماما مع المحتالين الذين يرغبون في جعل عمليات الاحتيال الرومانسية أكثر مصداقية.
ومع ازدهار هذه التكنولوجيا، شهدت القنوات المخصصة للجريمة الإلكترونية باستخدام الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق على "تليغرام" نموا ملحوظا في المحادثات، وهو ما يعكس انتشار هذه الظاهرة.
ووفقا لتحليل أجرته شركة "بوينت برودكتيف" (Point Predictive) في عام 2023، كان هناك حوالي 47 ألف رسالة في تلك القنوات، بينما تجاوز عدد الرسائل عام 2024 أكثر من 350 ألف رسالة، مسجلا زيادة بنسبة 644%.
تخيل جدارا من الهواتف المحمولة، يدير آلاف المحادثات الوهمية لخداع ضحايا من جميع أنحاء العالم في كل دقيقة.
إنه ليس مشهدا من فيلم خيال علمي، بل واقع تكشفه مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات مثل "تليغرام". بل إنها تقنية جديدة تستخدم لتوسيع نطاق عمليات الاحتيال بشكل غير مسبوق.
أحد الأمثلة البارزة هو برنامج ذكي يعرف باسم "معجبو إنستغرام التلقائيون" (Instagram Automatic Fans)، الذي يرسل آلاف الرسائل في الدقيقة لإيقاع المستخدمين في مصيدة عمليات احتيال "ذبح الخنازير" (pig butchering scams).
إعلانحيث تبدأ الرسائل عادة بجمل بسيطة مثل "صديقي أوصاني بك. كيف حالك؟"، ويتم إرسالها بشكل متكرر لإغراء الضحية.
ومع دخول عام 2025، يتوقع الخبراء أن تستفيد العصابات الإجرامية المتورطة في عمليات "ذبح الخنازير" من تقنية التزييف العميق المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مكالمات الفيديو، واستنساخ الصوت، والدردشة الآلية لتوسيع نطاق عملياتها.
لكن ما عمليات احتيال "ذبح الخنازير"؟وفقا لـ"مكتب المفتش العام" (Office Of Inspector General – OIG) -وهو هيئة مستقلة تشكل داخل الوكالات الحكومية في الولايات المتحدة، مسؤولة عن مراقبة نزاهة وكفاءة العمليات داخل هذه الوكالات- فإن عمليات "ذبح الخنازير" هي نوع من الاحتيال يتعلق بالثقة والاستثمار.
حيث يتم استدراج الضحية تدريجيا لتقديم مساهمات مالية متزايدة، عادة في شكل عملات مشفرة، لصالح استثمار يبدو موثوقا، قبل أن يختفي المحتال بالأموال التي تم تقديمها.