صحيفة الاتحاد:
2025-03-10@10:27:57 GMT

أحلام لمسفر.. تستلهم شاعرية «الأزرق»

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

محمد نجيم (الرباط)

أخبار ذات صلة التشكيلي إبراهيم غزالة لـ«الاتحاد»: لا نهاية للفن.. والإحساس باللون أساس الإبداع عبداللطيف اللعبي بين شعرية التشظي وتمثُّل العالم

بتقنيات حديثة في الشكل التعبيري والرؤية الجمالية، تطل الفنانة التشكيلية المغربية العالمية أحلام لمسفر بمنجزها البصري من خلال أعمالها بمعرض في مدينة طنجة بعنوان «الأزرق».


وتعمل الفنانة أحلام لمسفر على استدعاء زرقة البحر في أعمالها التي يغلب عليها كبر الحجم وأحادية اللون ما يمنح المتلقي رؤية عميقة الدلالة تبعث على الراحة والسكينة والصفاء الذهني فتأخذ المتلقي للغوص في بحر من الزرقة واللذة الجمالية لأن أعمالها مشحونة بمفردات ومضامين جمالية تمتزج فيها الألوان وتنساب بمشاعر الفرح والرؤى الجمالية. وفي حفل افتتاح المعرض، قالت الفنانة أحلام لمسفر إنها متأثرة بزرقة البحر في المدينة التي رأت فيها النور، مضيفة أنها سعيدة بلقاء عشاق فنها بمدينة طنجة «المدينة الأسطورية» التي استقبلت العديد من الفنانين والمفكرين والمثقفين عبر تاريخها الممتد.
أما الشاعرة المغربية وداد بنموسى، فقد أشارت في كلمتها إلى أن اللون المفضل في أعمال أحلام لمسفر هو اللون الأزرق الذي يستحضر في الأذهان الأحلام والزمن، مؤكدة أن هذا اللون الذي يمكن أن يشير إلى البحر والسماء يعكس في الوقت ذاته وبشكل رئيس مفهوم الحرية.
أما الفنان والناقد الجمالي بنيونس عميروش، فوصف الأعمال المعروضة للفنانة أحلام بكونها تفصح عن مساحاتها الشاسعة كإلزامية بَدَهِيَّة. فلطالما ارتبطت أعمالها بالمقاسات الكبيرة التي تمنح فسحتها لاستيعاب الجسد بكامله، بحيث ينبع جوهر الفعل التشكيلي من الحيوية الكامنة في طاقة الجسد، بارتعاشه وسكناته، بإيقاعه الموزون عبر حركة اليد والذراع. فهناك باستمرار ذلك التماهي الواعي مع مفاهيم الحيِّز والفضاء والفضائية، بقدر كبير وفير من التوازن والدقة، والشعرية. وفي أعمال أحلام المسفر باعتبارها مشاهد طبيعية، على رغم كونها تجريدية صرفة، كما هي في أعمالها السابقة، تَتَجَمَّع التلوينات الأفقية في الأسفل لتَفْتَح ألقها على الأفق والمدى. ذلك أن ضربات الأسود والأحمر والأخضر والأزرق، مع فجوات الأبيض الرفيعة والبرّاقة، هي اختزال لجمال الطبيعة ورونقها، وما تُحْدِثُه من تفاعلات بصرية مع الفراغ الغائم في الأعلى. إذ يتماهى الأزرق مع أشكاله البسيطة التي تتمظهر كمسطحات، بينما هي غير ذلك بما تحتويه من عمق وظلال ومسافات وتدرجات ضوئية في غاية الدقة. وهكذا، تبرهن أحلام المسفر، مرة أخرى، على التقدم الحثيث في بحثها التشكيلي، وتجويد أسلوبها الموصوف بدرجات قصوى من الاختزال، والبساطة التي تكتنز حساسية فائقة في التركيب ومُعالجة اللون وتَنْقِيته. 
أما الناقدة المغربية فوزية المكناسي، فقد قالت مُعبرة إن أحلام لمسفر من الفنانات المرموقات في مجال الفن التشكيلي بالمغرب، ومن الفنانات القليلات اللاتي أثبتن مكانتهن في الحقل التشكيلي العالمي. وتتميز بثقافتها الواسعة وخبرتها العالمية، وأعمالها تتمحور حول الرسم والنحت والتركيب وهي غالباً ما تشتغل على قماش أبيض، ثم تقوم بإعداد المادة عليه قبل إضافة اللون، فهي تحب المادة التي تطاوعها، وتتيح لها المزيد من الخيارات، وغالباً ما تكون لوحات أحلام أحادية اللون.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفن التشكيلي

إقرأ أيضاً:

أحلام العصافير

سعيد ذياب سليم
في الصباح، حينَ يبدأُ النورُ بالانتشارِ، يكونُ الهواءُ محمَّلًا بالرُّطوبةِ، وقطراتُ النَّدى تتكثَّفُ على أوراقِ الشَّجرِ. في هذا السُّكونِ، حيثُ تقلُّ الضَّوضاءُ، تصدحُ العصافيرُ بأصواتٍ واضحةٍ، كأنَّها تهمسُ بأسرارِ الفجرِ.
هلِ انتبهتَ يومًا لصَخَبِ العصافيرِ عندَ الفجرِ؟ عَمَّ تتحدَّثُ؟ هل فاجأها خبرٌ مثيرٌ؟ أم أرعبَها أمرٌ غامضٌ؟ أم أنَّها ببساطةٍ تثرثرُ بأسرارِنا، نحنُ الكائناتِ العُليا؟ لعلَّ هذا ما يجعلُها تُقيمُ مستعمراتِها قُربَ البشرِ.
أتراها تُغنِّي جزءًا من طقوسِها الطَّبيعيَّةِ؟ وسيلةً للتَّواصلِ، لجذبِ الشَّريكِ، أو للدِّفاعِ عن موطنِها؟ أم أنَّ أصواتَها تحملُ أكثرَ من ذلكَ؟ هل تُغنِّي احتفالًا بالحياةِ؟
ربَّما تُناقشُ أفضلَ الطُّرقِ لصَيدِ الحشراتِ. أو تُفكِّرُ فيما ترجوهُ قبلَ أن تنطلقَ في رحلتِها اليوميَّةِ: مكانٍ آمنٍ، طعامٍ وفيرٍ، شريكِ حياةٍ متفهِّمٍ. هل تُدركُ تلكَ المساحةَ الشَّاسعةَ التي تمتلكُها بينَ السَّماءِ والأرضِ؟ هل تشعرُ بحُريَّةٍ قد نفتقدُها نحنُ؟
لعلَّها تفعلُ مثلَنا تمامًا، تستمعُ إلى موسيقاها الصَّباحيَّةِ، وترتشفُ فنجانًا من قهوتِها، بينما تُتابعُ أهمَّ الأخبارِ على منصَّاتِها الاجتماعيَّةِ الخاصَّةِ. فالعصافيرُ كائناتٌ اجتماعيَّةٌ، مثلَنا تمامًا.
لكن، لماذا نستخفُّ بأحلامِها، ونظنُّها زهيدةً؟ حتى صارتْ أحلامُ العصافير مرادفا للبساطةِ والتَّفاهةِ؟ وهلْ أحلامُنا، حقًّا، أكبرُ؟
هناكَ طائرٌ يعيشُ بينَنا، لكنَّهُ مختلفٌ قليلًا. العصفورُ الورديُّ السِّينائيُّ، الطائر الوطني للأردن، لا يهاجرُ بعيدًا، بلْ يدورُ في الأفقِ ذاتِه، يطيرُ بينَ الجبالِ والوديانِ، كأنَّهُ يحرسُ أرضًا يعرفُها جيِّدًا. هل أخذَ من البتراءِ لونَها؟ أم أنَّهُ جزءٌ من أسطورةٍ ترويها الأمهاتُ لأطفالِهنَّ قبلَ النَّومِ، عن أميرٍ نبطيٍّ مسحورٍ؟ تروي الأسطورةُ أنَّ ساحرةً ألقتْ عليهِ تعويذةً، فصارَ عصفورًا ورديًّا بلونِ المدينةِ. ومنذُ ذلكَ اليومِ، وهو يطوفُ في سمائِها، يهبطُ إلى الصَّحراءِ، ثمَّ يعودُ، منتظرًا لحظةً يتحرَّرُ فيها منَ السِّحرِ. فإذا زرتَ البتراءَ يومًا، ورأيته يحلقُ فوقَ صخورها الوردية، فلا تتعجل بالمضيّ، فقد يكونُ في انتظارهِ رسالةٌ لم تصلْ بعد.
ألمْ ترَ طفلةً صغيرةً تقفزُ حولَ والدِها، تُغرِّدُ بلغتِها الخاصَّةِ، تطلبُ دُميةً أو قطعةَ حلوى؟ وحينَ يَعِدُها، تدورُ حولَهُ بسعادةٍ. تكبُرُ أحلامُها، فتصيرُ فستانًا، ثمَّ حقيبةً مدرسيَّةً، ثمَّ مقعدًا جامعيًّا. أليستْ هذهِ الأشياءُ، كما الضَّوءُ والماءُ والهواءُ للعصفورِ؟
وذلكَ العجوزُ، ما زالَ هناك، خلفَ زجاجِ نافذته، يتابعُ الحياةَ كغريبٍ في مشهدٍ مألوف، علّ رسالةً عابرةً تُذكرهُ بأنهُ لا يزالُ هنا. أليستْ هذهِ أيضًا بعض أحلامِ العصافيرِ؟
لطالما لجأ الإنسان إلى إسقاط مشاعره وحكمته على عالم الحيوان، فجعل منها أبطالًا لحكاياته، كما نرى في تراث الهند واليونان
لا بدَّ أنَّ بيدبا، الفيلسوفَ الهنديَّ، قدِ استوقفَهُ هذا الصَّخَبُ الصَّادرُ عن العصافيرِ، فأطلقَ لخيالِه العنانَ، ووضعَ كتابَه “كليلةَ ودِمنةَ”، تحدَّثتْ فيه الطُّيورُ والحيواناتُ، فهذهِ الحمامةُ المطوَّقةُ، تحُضُّ صويحباتِها على التَّعاونِ، فتحلِّقُ بهنَّ في الهواءِ، متَّحدةً في قوَّتِها، ممَّا يساعدُها على النَّجاةِ من الصَّيادِ. وتلكَ الغربانُ التي اتَّحدتْ لتوقِعَ بالبُومِ، مستخدِمةً الخِداعَ والدَّهاءَ. وفي قصة الأسد والثور، يتلاعب دمنة بمكرٍ ليوقع بين الأسد وصديقه الثور، فيدفع الثور ثمن المؤامرة غدرًا. تكشف هذه القصة كيف يمكن للخداع أن يقلب موازين القوة، حيث تصبح الثقة المفرطة مدخلًا للهلاك.
حكاياتها المليئةُ بالحِكمةِ والموعظةِ تُذكِّرُنا بأنَّ لكلِّ كائنٍ أمَّةً، كما قالَ تعالى:
﴿وما مِن دابَّةٍ في الأرضِ ولا طائرٍ يطيرُ بجناحَيهِ إلَّا أُمَمٌ أمثالُكُم﴾ (الأنعام: ٣٨)
مما يعكسُ حكمةَ بيدبا في ربطِ الحيواناتِ بالبشرِ في فلسفتِه.
لم تكن هذه القصص الرمزية مقتصرة على التراث الهندي وحده، فقد لجأت ثقافات أخرى إلى تصوير القيم الإنسانية عبر حكايات الحيوانات، كما نجد في حكايات إيسوب.
وكما فعلَ بيدبا، استخدمَ إيسوبُ أيضًا الحيواناتِ في حكاياتِه الرَّمزيَّةِ، حيثُ اشتهرَ بأسلوبِه في ترسيخِ القيمِ الأخلاقيَّةِ من خلالِ تصرُّفاتِها. تهدِفُ حكاياتُه، مثل “الغُرابِ والجُبنِ” حينَ احتالَ عليه الثَّعلبُ وأوهمَهُ أنَّ لهُ صوتًا جميلًا، و” الأسدِ والفأر ِ” التي تُثبتُ أنَّ لكلِّ شخصٍ دورَهُ وإنْ كانَ صغيرًا، إلى نقلِ دروسٍ حياتيَّةٍ عن التَّعاونِ، والصدقِ، وأهمِّيَّةِ الصِّفاتِ البشريَّةِ من خلالِ تصرُّفاتِ الحيواناتِ.
لماذا نعتقدُ أنَّ أحلامَها صغيرةٌ، بينما قد تكونُ أكثرَ نقاءً وصدقًا من أحلامِنا؟ أم أننا لا نلتفت لأحلامنا إلا حين نجدها خلف قضبان غير مرئية؟

مقالات مشابهة

  • بليسيه| بوسي تبهر متابعيها بإطلالة مميزة.. صور
  • قرارات ترامب تلاحق  مشاريع النيل الأزرق
  • رامز جلال يسخر من لاعب الهلال السعودي ويجبره على التعهد بالتجديد للفريق الأزرق
  • هنا الزاهد تشارك صورا من كواليس أحدث أعمالها| شاهد
  • أحلام العصافير
  • الأحمر والأزرق.. علاج جديد لحب الشباب بالضوء
  • بعد وفاتها .. من هى المطربة المغربية نعيمة سميح وأبرز أعمالها
  • خالد الصاوي لـ حسن عسيري: حاول تكشف في أول فرصة على الذاكرة أنت لسه صغير على الزهايمر
  • على أوتوستراد طبرجا.. سيارة صدمت رجلاً وقتلته وهويّته مجهولة
  • أسما إبراهيم تخطف الأنظار بقفطان رمضان.. شاهد