مفاوضات الهدنة في غزة مستمرة وإسرائيل تطرد الآلاف من «خان يونس»
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
تتواصل المفاوضـــات والضغـــوط الديبلوماسية للتوصل إلى هدنة جديدة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، فيما يواجه نحو مليون ونصف المليون من المدنيين خطر تنفيذ هجوم على مدينة رفح التي تشكل ملاذهم الأخير مع ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب. ويجري وفد من «حماس»، برئاسة مسؤول المكتب السياسي للحركة خليل الحية، مباحثات مع رئيسي الاستخبارات المصرية والقطرية حول الهدنة المرتقبة، حسبما أفاد مصدر مسؤول لوكالة «فرانس برس».
يأتي ذلك بعد مغادرة وفد استخباراتي اسرائيلي للقاهرة، عقب اجرائه محادثات مماثلة حول الهدنة ذاتها، مع كل من: مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين.
واتسمت أجواء هذه المباحثات بـ «الإيجابية»، بحسب مسؤول مصري رفيع المستوى، أكد في الوقت ذاته أن المفاوضات حول الهدنة الجديدة «ستستمر خلال الأيام المقبلة».
وقال مسؤول في «حماس» لوكالة «فرانس برس» ـ طالبا عدم نشر اسمه ـ إن الحركة «منفتحة على فكرة مناقشة أي مبادرة لوقف العدوان والحرب». وأضاف أن «حماس وبقية الفصائل الفلسطينية تنتظر النتائج النهائية لمحادثات القاهرة».
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من واشنطن «نعمل بشكل مكثف مع مصر وقطر بشأن مقترح للإفراج عن الرهائن»، فيما حضت الصين إسرائيل على وقف عمليتها العسكرية في رفح «في أقرب وقت ممكن»، محذرة من «كارثة إنسانية» في حال تواصل القتال.
بدوره، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة «حماس» إلى أن تنجز بسرعة صفقة تبادل في قطاع غزة، لتجنب «كارثة أخرى».
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن عباس قوله «نطالب حركة حماس بسرعة إنجاز صفقة الأسرى، لتجنيب شعبنا الفلسطيني ويلات وقوع كارثة أخرى لا تحمد عقباها، ولا تقل خطورة عن نكبة عام 1948، ولتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا».
وفي هذه الأثناء، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن إسرائيل ستقترح إنشاء 15 مخيما يضم كلا منها 25 ألف خيمة في جنوب غرب غزة، كجزء من خطة إخلاء المدنيين بالقطاع.
من جهته، حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح «يمكن أن تؤدي إلى مجزرة في غزة»، داعيا إسرائيل إلى عدم «الاستمرار في تجاهل» نداءات المجتمع الدولي.
وأشار إلى تحذيرات المجتمع الدولي من العواقب الخطيرة للغزو البري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، قائلا إنه لا يمكن أن تستمر الحكومة الإسرائيلية في تجاهل هذه الدعوات. وتابع موضحا أن الناس في رفح وبقية أنحاء غزة ليسوا سوى ضحايا لاعتداء لا مثيل له في شدته ووحشيته ونطاقه.
وفي معرض تأكيده على أن العاملين الإنسانيين يبذلون ما يبدو مستحيلا لأكثر من 4 أشهر لمساعدة المحتاجين، حذر «أننا نفتقر إلى ضمانات السلامة، وإمدادات الإغاثة وقدرة العاملين التي تبقى هذه العملية قائمة».
وفي اليوم الـ 131 من الحرب، طردت قوات الاحتلال الإسرائيلي آلاف النازحين من مستشفى ناصر المحاصر بمدينة خان يونس، ونفذت قصفا مكثفا على مناطق بوسط وجنوبي غزة مما أسفر عن شهداء وجرحى، بعد أن ارتكبت 11 مجزرة جديدة خلال 24 ساعة، بينما واصلت المقاومة الفلسطينية الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي في عدة محاور بالقطاع.
من جانبها، أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» بأن 104 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم في غارات إسرائيلية جديدة على رفح، معظمهم من النساء والأطفال.
واعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي والعمليات البرية في القطاع إلى 28576 قتيلا، بينما بلغ عدد الجرحى 68291 منذ بدء الحرب.
في الغضون، طلبت إسبانيا وإيرلندا من بروكسل التحقيق «بشكل عاجل» من احترام إسرائيل لحقوق الإنسان في غزة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبر منصة «إكس».
وقال رئيس الوزراء الاشتراكي أمس «نظرا إلى الوضع الحرج في رفح»، أرسلت الحكومتان الإسبانية والإيرلندية رسالة إلى المفوضية الأوروبية تطلبان فيها منها إجراء تحقيق «عاجل فيما إذا كانت إسرائيل تفي بالتزاماتها احترام حقوق الإنسان في غزة».
إلى ذلك، توجه نحو مئة من أقارب الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة إلى لاهاي لتقديم شكوى ضد حركة «حماس» أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»، حسبما أعلن ممثلون عنهم.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
مفاوضات بعيدا عن أعين الكاميرات لوقف إطلاق النار في غزة
◄ مساعٍ مصرية لصياغة تصوّر كامل لتهدئة مؤقتة
◄ المقترح المصري يركز على ترتيبات إدارة غزة في اليوم التالي لوقف الحرب
◄ وفد مصري يزور تل أبيب لبحث مقترحات وقف إطلاق النار
◄ حماس تتجه إلى القاهرة لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار
◄ باحث مصري: هناك مفاوضات تتم بعيدا عن الأعين والكاميرات
◄ نتنياهو: قد أوافق على وقف إطلاق النار بغزة وليس إنهاء الحرب
الرؤية- غرفة الأخبار
عقب إعلان وقف النار في لبنان بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي، تحركت المياه الراكدة في ملف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بعد توقف دام لشهرين، إذ أكدت حركة حماس ترحيبها بأي جهود تنهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتؤدي لوقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.
وقال قيادي بالحركة في تصريحات صحفية إن وفدا يزور القاهرة لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق نار. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية بأن وفد حماس "سيتوجه إلى القاهرة السبت لعقد لقاءات عدة مع المسؤولين المصريين، لمناقشة الأفكار المتعلقة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة".
كما أكد مصدران أمنيان مصريان لوكالة "رويترز" أن وفدا أمنيا مصريا توجه إلى تل أبيب الأسبوع الماضي في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال البيت الأبيض الأربعاء الماضي، إن الولايات المتحدة تبذل جهوداً دبلوماسية جديدة بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار والاتفاق على إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، بوساطة تركيا وقطر ومصر.
وكشفت تقارير صحفية إلى أن القاهرة كثّفت اتصالاتها مع كل من إدارة جو بايدن ومسؤولين محتملين في إدارة دونالد ترامب المقبلة، في مساعٍ لـ"تقديم تصور متكامل قابل للتطبيق"، إذ يعمل مسؤولو المخابرات المصرية حالياً على استكمال صياغته، علماً أنه يتضمن، بحسب المصادر، "إشرافاً مصرياً على طريقة إدخال المساعدات وتوزيعها داخل القطاع".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه قد يوافق على وقف إطلاق النار بقطاع غزة وليس إنهاء الحرب، بينما تحدثت تقارير عن انتظاره تولي دونالد ترامب منصبه قبل تغيير موقفه من المحادثات مع حركة حماس.
ويرى أشرف أبو الهول مدير تحرير صحيفة الأهرام والباحث في الشؤون الفلسطينية، أن هناك "مفاوضات تتم بعيدا عن الأعين والكاميرات"، مضيفا: "بالنسبة للأفكار التي طرحتها مصر فهي لم تعلن عنها رسميا وإنما تسربت عن أطراف أخرى وقيل إنها تشمل وقف إطلاق النار مدة خمسة أيام، لأن حماس في الفترة الأخيرة تقول إنه بسبب استمرار القصف الإسرائيلي على غزة هي لا تعرف مصير عدد من الأسرى، لذلك هي بحاجة لمعرفة مصيرهم".
وقال أبو الهول "بعد ذلك ستكون هناك محادثات بين لطرفين لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، ويكون التركيز على كبار السن والسيدات. وذلك مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ربما المئات أو الآلاف، وجزء منهم من أصحاب الأحكام العالية".
وبيّن أن هذه المرحلة "قد تمتد لشهرين، وسيتم خلالها إدخال مساعدات لا تقل عن 200 شاحنة في اليوم".
وبحسب "اندبندنت عربية"، فإن المقترح الذي صاغته مصر يختلف عما طُرح خلال أشهر الحرب الماضية، إذ تركز هذه المسودة على ترتيبات إدارة قطاع غزة في اليوم التالي لوقف إطلاق النار، وتشمل جوانب أخرى أبرزها التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
وبحسب الصحيفة فإن المقترح يبدأ بهدنة مدتها خمسة أيام متواصلة، تجمع خلالها "حماس" معلوماتها عن الرهائن الإسرائيليين الأموات والأحياء، إذ تقول الحركة إنها لا تعرف مصيرهم وعددهم بسبب القصف وتحتاج إلى وقت من أجل ذلك.
وبعد وقف إطلاق النار القصير تنتقل غزة إلى هدنة مدتها 60 يوما، خلالها يجري تبادل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، وإدخال 200 شاحنة مساعدات إنسانية يومياً إلى القطاع.
وفي تلك الفترة يُتباحث حول آليات إنهاء حقبة حكم "حماس" لقطاع غزة، ونشر قوات فلسطينية تساعدها بعثة دولية من أجل ضمان إزاحة "حماس" وعودة النظام المدني، وأيضاً دراسة كيفية الانسحاب الإسرائيلي.
وفي شأن اليوم التالي للحرب يقدم المقترح المصري تصوراً جاء فيه أن "السلطة الفلسطينية تشرف على الإدارة المدنية للقطاع، وتساعدها في تلك المهمة بعثة دولية أمنية مكونة من دول عربية وأوروبية وتركيا".