«يعلم الطفل الاعتماد على نفسه».. ماذا تعرف عن منهج المونتيسوري؟
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
«ما تفعله اليد، يتذكره العقل»، هذه المقولة تعود للطبيبة الإيطالية، ماريا مونتيسوري، صاحبة أشهر نظام تعليمي عرف باسمها، اهتمت بمجال تعليم الأطفال وبالأخص الذين يعانون من تأخر الفهم، فأسست عام 1907 حضانة «كاسا دي بامبيني»، أي «دار الأطفال» وبدأت العمل على تسهيل عملية التعلم لدى أطفال الحضانة، فأدخلت العديد من الألعاب والأنشطة المختلفة إلى جانب عملية التعلم، حتى توصلت إلى نتيجة مفادها أن الأطفال حين يتواجدون في بيئة مصممة لتعزيز نموهم الطبيعي، قائمة على التعلم باللعب، فإنهم يتمكنون من تطوير أنفسهم بنفسهم.
وحسب تصريحات الدكتورة نهال رأفت، خبيرة علم نفس النمو لـ«الوطن»، فمنهج «المونتيسوري» يُطبق منذ أكثر من قرن بعد ملاحظة الطبيبة الإيطالية سالفة الذكر، للنتائج الإيجابية التي حققتها الألعاب والأنشطة التي ابتكرتها للأطفال ضعاف العقول، في تعليمهم بشكل أيسر وأكثر فعالية، الأمر الذي شجعها على تطبيق الطريقة نفسها على الأطفال العاديين.
وتقوم فلسفة منهج الطبيبة «مونتيسوري» في التعليم، على تطبيق أنشطة تعمل على تقوية التركيز وتنمية مهارة الاعتماد على النفس والنظام وتقوية العظام الدقيقة عن طريق اللعب الذي ينمي بدوره مهارات الإبداع والتفكير، خلال مرحلة رياض الأطفال التي تعتبر مرحلة «حس حركية»، بمعنى أن الأطفال يتعلمون فيها عن طريق ما تلتقطه حواسهم إلى جانب الحركات التي يقومون بها.
تقول عبير بدر الدين، المعلمة بإحدى رياض الأطفال التي تطبق منهج المونتيسوري، لـ«الوطن»، إن الأطفال يتعلمون العمل الجماعي والتعاون من خلال تنظيم أدوارهم في الأنشطة المختلفة وممارسة الأداء التكاملي الذي يتطلب مشاركة الجميع في تحقيق غرض معين، هذا بالإضافة إلى التعلم الذاتي بحيث يعلم الطفل نفسه من خلال استخدامه للمواد والأدوات المختلفة في جو من السعادة والمرح.
لا شك أن «المونتيسوري» يتيح تطوير المهارات الاجتماعية والجسمانية والحركية والنفسية، بالتوازي مع المهارات المعرفية والعقلية، وهو ما جعل هذا المنهج «متربعاً على عرش تعليم الطفولة المبكرة».
وتضيف عبير بدر الدين، أن هناك ركنا يُسمى «ركن الحياة العملية» يهدف إلى تعليم الطفل كيفية الاعتماد على ذاته، فينظم ملابسه بنفسه ويطعم نفسه وينظف يديه والبيئة المحيطة به دون الحاجة إلى مساعدة من أحد، وبالتالي يكتسب الطفل ثقته بنفسه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التعليم الحديث
إقرأ أيضاً:
«المنتدى الإسلامي» في الشارقة يناقش أساليب تعليم القرآن للطفل
ينظّم المنتدى الإسلامي بالشارقة، بعد غد، ندوة علمية تحت عنوان «أساليب تعليم القرآن الكريم للطفل بين التاريخ والمعاصرة»، في إطار جهوده المستمرة لتعزيز الثقافة الدينية لدى مختلف شرائح المجتمع، وتأكيداً لدوره الرائد في رعاية القرآن الكريم وتعاليمه، وتنطلق فعاليات اليوم الأول للندوة بمقر المنتدى في منطقة سمنان الشارقة.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة من المبادرات الهادفة التي يطلقها المنتدى لإعادة إحياء أساليب التعليم الشرعي، وتوسيع نطاقها، لتشمل فئات متعددة من المجتمع، وبشكل خاص النشء، حيث يمثل الطفل نواة المجتمع ومستقبل الأمة.
وتستهدف الجلسات العلمية المتخصصين في علوم الشريعة، والمهتمين بتعليم القرآن الكريم، وأولياء الأمور والمهتمين بشؤون الطفولة، حيث تتمحور جلسات اليوم الأول حول محورين بارزين في تنشئة الطفل المسلم، أولهما أهمية تعليم القرآن وأثره على الطفل، ويستعرض خلاله د. هادي حسين، أستاذ في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، القيمة التربوية والروحية العظيمة التي يقدمها القرآن للطفل في مرحلة التكوين، وأهمية عملية التعليم منذ الصغر.
بينما يتناول المحور الثاني، تعليم القرآن للأطفال عبر الزمن، حيث يستعرض د. صالح محمد اللهيبي، أستاذ مشارك في جامعة الشارقة، المراحل التاريخية التي مرّ بها تعليم القرآن الكريم للأطفال، بدءاً من الكتاتيب التقليدية التي اعتمدت على التلقين واللوح الخشبي، وصولاً إلى اعتماد الوسائل التقنية الحديثة، مثل التطبيقات الإلكترونية والتعليم التفاعلي، وتطرح الجلسة أساليب مبتكرة للمواءمة بين الأصالة والمعاصرة في أساليب التعليم لضمان جذب الطفل واستيعابه.