حيلة بسيطة لتوفير مساحة بهاتفك.. ينصح بها خبير تكنولوجيا المعلومات
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
كثيراً ما يأتينا إشعار من نظام الهاتف يخبرنا بأن ذاكرة التخزين ممتلئة، رغم تأكدنا أننا لم نستخدمها بالكامل، ومع ذلك نضطر إلى الاستغناء عن بعض مقاطع الفيديو الخاصة بنا وفقدان جانب من ذكرياتنا السعيدة، بسبب المساحة القليلة المتبقية من هواتفنا، ومع استمرار ظهور الإشعار المزعج ذاته والذي ينصحنا بحذف مزيد من الملفات، قد نلجأ إلى التخلي عن صور وأغانٍ أحببناها، لكن إلى متى سنستمر في هذه العملية؟، خاصةً بعد أن فتشنا عن كل ما يمكننا حذفه؟
لعلك بلغت هذه اللحظة التي لم تعد تجد فيها أي ملفات أو تطبيقات بإمكانك الاستغناء عنها وحذفها لتوفير مزيد من المساحة على هاتفك، حتى أرشدتك الصدفة إلى اكتشاف ملفات التخزين المؤقت أو ما تعرف بالـ Caches، التي يعرفها المهندس محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا المعلومات، لـ«الوطن»، على أنها ملفات مؤقتة يتم تخزينها على جهازك، سواء كان هاتفا محمولا أو كمبيوتر محمولا، تستخدم لتسريع عملية تحميل ووصول التطبيقات والمواقع إلى المعلومات التي تقدمها، عندما تعود لاستخدامها مرة أخرى، فعندما تقوم بزيارة تطبيق أو موقع ما، يتم تخزين بعض البيانات المؤقتة في ملفات الـ«Caches» على جهازك لتقليل وقت التحميل في المرات اللاحقة.
يضيف خبير تكنولوجيا المعلومات أن حذف ملفات الـ Caches يمكن أن يؤثر على أداء الجهاز بشكل مؤقت، فقد يؤدي حذف هذه الملفات إلى زيادة وقت تحميل التطبيقات والمواقع في المرة الأولى التي تفتحها، لأن عليها أن تنشئ ملفات الـ Caches من جديد، ومع ذلك، في الاستخدام العادي، يجد الجهاز طريقة لإعادة بناء ملفات الـ Caches وتحسين أدائه مرة أخرى.
هل يمثل حذف الـ«Caches» حلاً لنفاد المساحة؟إذا حذفت ملفات الـ Caches، فإنها لا تؤثر على الجهاز بشكل دائم، حيث ستتم إعادة إنشاء هذه الملفات تلقائيًا عند الحاجة، ولن يتأثر الجهاز بشكل سلبي في المستقبل بعد حذفها، ومع ذلك، قد يكون من النافع حذف ملفات الـ Caches بشكل منتظم لتوفير بعض المساحة على الجهاز، خاصةً إذا كان لديك مساحة تخزين محدودة وتحتاج إلى التخلص من الملفات غير الضرورية.
يمكن حذف ملفات التخزين المؤقتة من خلال الوصول إلى مجلد الوسائط الذي يحوي مقاطع الفيديو الخاصة بك، حيث تجد مجلد باسم «Caches»، قم بتحديده وحذفه، إضافة إلى الدخول على إعدادات كل تطبيق على حدة، والنقر على اختيار حذف الـ«Caches»، وستلاحظ توفير مساحة كبيرة بهاتفك قد تصل إلى جيجا بايت.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
لا تكن نجارا.. لماذا ينصح خبراء التربية بأسلوب البستاني؟
يسعى جميع الآباء إلى أن يمنحوا أطفالهم أفضل الفرص في الحياة، إلا أن أساليب التربية الحديثة والمبالغة في تنظيم حياة أبنائنا قد تؤدي إلى الانشغال الكامل بتشكيل عقولهم لتصبح وفق مواصفات معينة، بدلا من تهيئة الظروف التي تساعدهم على اكتشاف العالم من حولهم.
وفي عام 2016، قدمت عالمة النفس التنموي الأميركية أليسون جوبنيك تحليلا معمقا لهذه القضية في كتابها "البستاني والنجار". واستكشفت فيه المناهج المتباينة في تربية الأطفال، وطرحت فلسفتين رئيسيتين في التربية: نهج "البستاني" و"النجار". فالأخير يعتقد أن الطفل قابل للتشكل وفقًا لرغباته، بينما يوفر البستاني لطفله مساحة آمنة ليكتشف العالم من حوله.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2دليل الآباء للتعامل مع كسور عظام الأطفال قبل الوصول إلى المستشفىlist 2 of 2لتجنب الاختناق والإصابات.. 10 نصائح لشراء لعبة آمنة وممتعة لطفلكend of list نموذج "النجار" بالتربيةيجيد النجار تشكيل المادة الخام وفق قواعد وتوجيهات محددة أو خطط واضحة للحصول على المنتج النهائي الذي يرغب فيه، وبنفس الطريقة يبحث الآباء والأمهات الذين يتصرفون كـ"نجارين" عن أفضل الممارسات والأساليب المجربة التي من شأنها أن تنتج طفلا ناجحا قدر الإمكان، فيشكلون أطفالهم من خلال أنشطة مختارة ومراقبة بعناية، وغالبا ما يتبعون قواعد وجداول زمنية ومعايير تعليمية صارمة لتحقيق نتيجة محددة مسبقا، تماما كقطعة أثاث مصنوعة بإتقان.
إعلانووفق جوبنيك، فإن هذا ليس مرهقا للآباء والأطفال فحسب، بل إنه لا يأخذ في الاعتبار حقيقة أن البشر مختلفون، وأن ما يصلح لطفل قد لا يصلح مع لآخر. وأضافت أن الأطفال في نهج "النجار" لا يتمتعون بحرية المخاطرة والاستكشاف والاستقلالية والإبداع أو اكتشاف ذواتهم وصفاتهم الفريدة.
وأوضحت أن الآباء "النجارين" بتدخلهم المفرط وحمايتهم الزائدة قد ينجحون في تقليل المخاطر التي قد يتعرض لها أطفالهم ويدفعونهم نحو النجاح الأكاديمي، لكنهم في الوقت نفسه قد يؤثرون على صحتهم النفسية وكفاءتهم في الحياة العملية ويعززون بداخلهم مشاعر القلق والتوتر.
ويؤكد ذلك دراسة أجريت عام 2014 من قبل باحثين بجامعة كولورادو بولدر، وتوصلت إلى أن الطفولة شديدة التنظيم ترتبط بضعف في مهارات الوظائف التنفيذية، وأن الوقت الذي يقضيه الطفل في أنشطة أقل تنظيما يرتبط بتحسين مهارات إدارة الذات. وعلى العكس، كلما زاد الوقت الذي يقضيه في أنشطة أكثر تنظيما ضعفت قدرته على إدارة ذاته (تشمل مهارات إدارة الذات التنظيم، إدارة الوقت، الكفاءة، حل المشكلات، المرونة، المسؤولية والتفاؤل).
وقد أجريت عام 2013 دراسة أخرى على 297 طالبا جامعيا ونشرتها مجلة "دراسات الطفل والأسرة" فوجدت أن طلاب الجامعات الذين لديهم آباء مهووسون بتفوقهم وإنجازهم والإشراف على كل جانب من جوانب حياتهم أبلغوا عن مستويات أعلى بكثير من الاكتئاب والقلق وعدم الرضا، وافتقروا إلى الاستقلالية والكفاءة.
يغرس البستاني بذوره في التربة ويعمل على توفير الظروف المثالية للنمو، لكنه يدرك تمامًا أن هناك العديد من المتغيرات غير المتوقعة التي قد تحدث في حديقته، مثل ظهور آفات أو هبوب رياح مفاجئة أو سقوط أمطار غير متوقعة. ويقبل بفكرة أن النبتة التي كان من المتوقع أن تتسلق السياج قد تبقى قريبة من الأرض، في حين قد تظهر الزهور في أماكن غير متوقعة داخل الحديقة.
إعلانوبنفس المنطق، يهيئ الآباء "البستانيون" بيئة آمنة وداعمة لأطفالهم تتيح لهم النمو بشكل طبيعي دون فرض قيود أو توقعات. ولا يسعى هؤلاء الآباء للتحكم في أطفالهم أو تحديد مسارهم، بل يركزون على توفير بيئة تشجع على السعادة والنجاح. وهم مستعدون لقبول أن ما قد يحدث ليس كما خططوا له، مدركين أن ما لم يتوقعوه قد يكون أفضل مما كانوا يظنونه.
كما يهيئ هؤلاء الآباء بيئة تحفز الفضول والإبداع واكتشاف الذات، تماما كما يعتني البستاني بنباتات حديقته التي تنمو كل واحدة منها بطريقة فريدة. كما لا يمكننا إجبار نبتة على الميل نحو الشمس، يعتقد البستانيون أنه لا يمكننا تغيير شخصية الطفل بشكل جذري، فلا يمكننا جعل الطفل الخجول منفتحًا أو الصاخب هادئًا، ولكن يمكننا دعم الخجول ليشعر براحة أكبر في المواقف الاجتماعية أو تعليم الطفل الصاخب كيفية احترام المساحات الخاصة بالآخرين.
لماذا ينصح بنموذج "البستنة"؟يتبع العديد من الآباء والأمهات نهج "النجار" في تربية أطفالهم بسبب الضغوط والتوقعات التي تفرضها المجتمعات المعاصرة. لكن علم نمو الطفل يشير إلى أن التربية الناجحة تعتمد عادة على نهج "البستنة" حيث يتعلم الأطفال بشكل أفضل كلما قل تدخل الكبار. وهذا ما توصلت إليه دراسة أجراها فريق من علماء النفس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2011 على 85 طفلًا في سن ما قبل المدرسة.
وللوصول إلى هذه النتائج، قدم العلماء للأطفال لعبة مكونة من عدة أنابيب بلاستيكية، حيث كان لكل أنبوب وظيفة مختلفة. فبعض الأنابيب يصدر أصواتًا صريرية، والبعض الآخر يضيء أو يعزف موسيقى، في حين يحتوي أحد الأنابيب على مرآة مخفية.
وبعد تقسيم الأطفال إلى مجموعتين، دخلت إحدى الباحثات إلى الغرفة واصطدمت بالأنبوب الذي يصدر صريرا كما لو كان ذلك بالصدفة، وقالت: هل رأيتم ذلك؟ ولدى المجموعة الأخرى، دخلت الباحثة وهي تضغط عمدا على الأنبوب الذي يصدر صريرا وقالت "انظروا إلى لعبتي! دعوني أريكم كيف تعمل" ثم تركت الأطفال بمفردهم للتعامل مع اللعبة.
وفي المجموعة "العرضية" لعب الأطفال بحرية بطرق عشوائية متنوعة، ومن خلال التجارب اكتشفوا كل وظائف الأنابيب المختلفة واستغرقوا وقتا أطول في اللعب. أما المجموعة الأخرى، وهي الأطفال الذين تلقوا تعليمات حول طريقة إصدار صرير من اللعبة، فقد لعبوا بطريقة أكثر محدودية وأطلقوا صرير جهاز الإنذار مرارا وتكرارا، دون أن يكتشفوا الوظائف الأخرى التي يمكن للعبة القيام بها.
كيف تصبح والدا بستانيا؟ احترم أفكار طفلك واهتماماته مع تقديم التوجيه والتشجيع الإيجابي. توقف عن المبالغة في الإرشاد وتقديم التعليمات، واسمح لطفلك بتطوير مهاراته الخاصة. اعترف بأهمية الدعم المجتمعي ودور العائلة الممتدة والأصدقاء والخدمات المجتمعية في حياة أبنائك. يجب تعليم الأطفال المرونة والقدرة على التكيف مع التغييرات، والنظر إلى التحديات كفرص للنمو. إعلان