جدة – ياسر خليل

أكد أطباء مختصين بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أن من أسوأ العادات التي تعيق جودة النوم وتمهد للأرق ، هي إشغال الذهن والتفكير بأمور عديدة ومنها العمل قبل النوم، مشيرين إلى أن هذه العادة تجعل الفرد لا يتمتع بمراحل النوم الصحية، إذ يكون الفرد في حالة من الأرق والتقلبات النفسية.

يقول استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، البروفيسور سراج عمر ولي: التفكير واشغال الذهن بأمور العمل قبل النوم يعتبر من أسوأ العادات التي قد ينتهجها البعض وخصوصًا الأشخاص الذين يعملون في مهن تتطلب منهم وضع خطط جديدة يوميًا في مهام أعمالهم، فهذا الأمر يعيق الدخول في مراحل النوم والتمتع بجودته الصحية، والأفضل أن ينهي الفرد كل ارتباطاته وخططه قبل ساعات من موعد النوم حتى تكون التهيئة للنوم بطريقة صحية.

وأضاف: هناك أمر آخر، إذ يكون إشغال الذهن من خلال استخدام الجوال، فمن أسوأ العادات اصطحاب الجوال إلى سرير النوم لمتابعة بعض الأمور المرتبطة بالعمل إلى آخر لحظات الدخول في النوم، فهذا الأمر يؤثر على النوم بشكل كبير بسبب الضوء الأزرق الساطع الخارج من شاشات الأجهزة، إذ يسبب للمخ حالة من الارتباك؛ فهذا الضوء له تأثير مشابه لتأثير ضوء الصباح الذي يحفز المخ على عدم إفراز هرمون الميلاتونين، وهو هرمون يحفز الجسم على النوم.

واختتم البروفيسور ولي حديثه بقوله: التفكير قبل النوم أو استخدام الجوال يترتب عليه استهلاك المزيد من الوقت ، وبالتالي فإن عدم حصول الإنسان على ساعات كافية من النوم بصورة يومية، له مضاعفات تنعكس سلباً على جودة العمل، والدراسة، وأداء الوظائف المعرفية الأخرى، لذا فإن نقص العدد المطلوب يومياً من ساعات النوم، يسبب ضعف الذاكرة، وقلة التركيز، وضبابية التفكير، والنعاس المُفرط أثناء ساعات النهار، مما يضعف إنتاجية الفرد وتدهور أدائه المهني، وهذا ينعكس سلباً على مقدّرات المجتمع ومستوى اقتصاده، فالأولى أن نبعد التفكير وإشغال الذهن من غرف النوم.


أما استشاري أمراض الصدرية واضطرابات النوم بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور فارس الحجيلي فيقول: كثرة التفكير قبل النوم من أهم مسبِّبات الأرق الذي يعتبر من أكثر اضطرابات النوم شيوعاً، فمن الصعوبة أن نجد إنساناً لم يمرّ بتجربة الأرق في يوم من الأيام خلال فترة حياته، وتتعدد أنواع وأسباب الأرق، ويشمل الأرق أي مشكلة تتعلق بالشروع في النوم أو القدرة على الاستمرار فيه، وقد يسبب الأرق كثيراً من المشكلات، إذا كان من النوع المزمن، وتعد معرفة أسباب عدم النوم بشكل جيد والتفكير الزائد من الخطوات الأولى للعلاج، فعند معرفة السبب يمكن التوجه نحو العلاج، كونها تعد مرحلة تشخيص للحالة التي يمر بها الشخص، وهنا أولاً علينا أن نعلم فيما إذا كانت الحالة سببها عضوي أم لا، لذلك ينصح التوجه إلى الطبيب المختص لاستشارته من أجل معرفة فيما إذا كان السبب عضوياً أم لا.


وأضاف: عند حالات التفكير الزائد قبل النوم يجب الابتعاد عن السرير مع الأخذ بعين الاعتبار ألا تيشغل الفرد نفسه بأمور قد تجعله أكثر نشاطاً، مثل تصفح الإنترنت أو مشاهدة التلفاز؛ لتجنب استمرار السهر وصعوبة الرجوع إلى النوم، كما أن ممارسة تمارين الاسترخاء قبل الذهاب إلى النوم بساعة واحدة، مع عدم ممارسة أي عمل أو الانشغال بأي شيء، يساعد الفرد على النوم بسهولة دون تفكير زائد يسبب له القلق والتوتر.

وخلص د. الحجيلي إلى القول: هناك أسباب كثيرة تدعو الأفراد إلى كثرة التفكير قبل النوم، ومنها أن الدماغ يحاول استرجاع ما حدث عندما يكون الشخص على سريره، حيث إن كثيراً من الأشخاص يكون يومهم مزحوماً بالعديد من الأحداث وضغوطات الحياة، وخلال تلك الضغوطات لا يُفكر الإنسان كثيراً كونهُ يكون منشغلاً كثيراً بما بين يديه، لذلك عندما يأوي الشخص إلى فراشه يكون الجو ملائماً للتفكير، ويبدأ عندها التفكيرَ، لذا يتوجب عليه عدم اشغال الذهن بالتفكير وجعل النوم أولوية صحية مطلقة.


ويتفق الباحث في طب النوم بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عمر قصي قنبر مع الآراء السابقة ويقول: للأسف هذه مشكلة يعاني منها الكثيرون، فإشغال الذهن والتفكير في أمور عديدة قبل النوم يعني الدخول في مرحلة الأرق، والأفضل في هذه الحالة وإذا مضت 20 دقيقة على محاولة الخلود إلى النوم دون جدوى مغادرة السرير لأن مرحلة التفكير قبل النوم من أخطر الوسائل السلبية على الإنسان وصحته النفسية.

وأضاف: هناك بعض العادات السيئة التي تعيق الدخول في مراحل النوم الصحية ومنها: جدول نوم غير منتظم، قيلولة النهار غير المنتظمة، النوم في بيئة غير مناسبة، استخدام الهواتف الذكية أو مشاهدة التلفزيون أو اللعب بالألعاب الإلكترونية قبيل النوم، الإفراط بالطعام قبل النوم، الإفراط بتناول الكافيين والمنبهات، الإفراط بالتدخين.

وأكد د. قنبر في ختام حديثه أن فهم أسباب صعوبة النوم والتفكير الزائد والتخيل عند النوم يعتبر الخطوة الأولى في علاج حالة الأرق وصعوبة النوم، لذا يتوجب على الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة ضرورة مراجعة الطبيب المختص لدراسة الحالة ووضع العلاج اللازم.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الدخول فی

إقرأ أيضاً:

الصمت الانتخابي.. فترة التفكير الحر للناخبين

يوم الصمت الانتخابي يطلق عليه أيضا "يوم التفكير" أو "فترة التعتيم"، وهي فترة تُحظر فيها الحملات السياسية والتغطية الإعلامية للانتخابات، يحددها قانون البلد الذي يجري فيه الاقتراع، تمنح الناخبين فترة للتفكير قبل الإدلاء بأصواتهم.

وتختلف العقوبات الجزائية من بلد إلى آخر في حال مخالفة هذا القانون، ويقتصر عمل وسائل الإعلام في وقتها على تشجيع المواطنين على المشاركة في الانتخابات، وتزويد الناخبين بالمعلومات الضرورية عن الدوائر الانتخابية.

التعريف

الصمت الانتخابي فترة تقرها قوانين الانتخابات حول العالم، تتوقف فيها جميع الأنشطة المتعلقة بالحملات الانتخابية، فلا يسمح لأي شخص من المواطنين أو الصحفيين أو السياسيين بالمشاركة في أي نشاط متعلق بالانتخابات هدفه التأثير على توجهات الناخبين وآرائهم.

ويهدف هذا الإجراء إلى إعطاء الناخبين فرصة اتخاذ قرار مدروس دون تأثر بالحملات الانتخابية.

فترة الصمت

تختلف فترة الصمت من دولة لأخرى، ولكن غالبا ما تكون في اليوم السابق للانتخابات واليوم الذي تجري فيه، وقد تطول هذه المدة أو تقصر، ففي ليتوانيا تبدأ فترة الصمت 7 ساعات قبل يوم الانتخابات، أما في صربيا وإندونيسيا فتكون 3 أيام قبل يوم الانتخابات.

وفي بعض الدول ليس هناك فترات صمت انتخابي، ومنها بلجيكا والسويد، لكنها تحظر القيام بالحملات الانتخابية يوم الانتخابات داخل مراكز الاقتراع وعلى مقربة منها.

يقتصر دور الإعلام خلال فترة الصمت الانتخابي على تشجيع المواطنين على المشاركة في الانتخابات، وتزويد الناخبين بالمعلومات الضرورية عن الدوائر الانتخابية وأماكن التصويت وطريقته.

تختلف العقوبات الجزائية لخرق القوانين والشروط الخاصة بهذه الفترة، فتتراوح بين دفع غرامات مالية كما في فرنسا، وقد تصل أحيانا إلى الإطاحة بالمرشح أو الحزب الذي يخرق القانون.

الإجراءات المتخذة خلال فترة الصمت الانتخابي

تختلف قوانين الصمت الانتخابي بين دولة وأخرى، ففي تركيا يمنع بيع الخمور حتى ساعة معينة من يوم الانتخابات، وتغلق المنتجعات السياحية والمطاعم ونوادي الترفيه، ولا يسمح بحمل السلاح باستثناء أفراد الأمن، كما يمنع مسؤولو الدولة من استخدام السيارات الحكومية، إضافة لمنع البت بأي توقعات عن نتائج الانتخابات حتى الساعة 6 مساء (أي بعد مرور ساعة كاملة من وقف التصويت).

أما في فرنسا فلا يجوز نشر أي استطلاع انتخابي أو بثه أو التعليق عليه بأي وسيلة إعلامية بدءا من منتصف الليل الذي يسبق يوم الانتخابات، وتمنع الدعايات الصادرة عن الحملات الانتخابية الرسمية.

وبحسب المجلس الدستوري الفرنسي "يحظر على أي مرشح أن يعلن على الجمهور العمومي عنصرا جدليا جديدا في الوقت الذي لن يكون فيه لدى خصومه الفرصة للرد قبل الانتخابات". وتصل غرامة مخالفة الصمت الانتخابي في فرنسا حوالي 75 ألف يورو.

وفي الكويت تبدأ فترة الصمت الانتخابي "بموجب المادة 22 من قانون انتخابات أعضاء مجلس الأمة" قبل يوم من الموعد المحدد لبدء الانتخابات، فيمنع بث أو إعادة بث اللقاءات والبرامج والتقارير مع المرشحين أو عنهم، كما يحظر عرض أي إحصاءات أو أي استطلاع رأي.

وفي أيرلندا لا يوجد أحكام خاصة بفترة الصمت، ولكن المبادئ التوجيهية لهيئة الإذاعة تفرض وقفا اختياريا للدعاية الانتخابية أو الإشارة للانتخابات أو لمزايا المرشحين أو سياساتهم، اعتبارا من الساعة الثانية ظهرا من اليوم السابق للانتخابات.

مقالات مشابهة

  • متى تسبب الوحدة الوفاة بالسكتة الدماغية؟.. أطباء يحذرون من كارثة
  • أول قائدة كورال مصرية: الفن يساعد على وجود أشخاص يستطيعون تغيير المجتمع
  • الإعمار تعلن موعد إنجاز مدخلين للعاصمة بغداد
  • الصمت الانتخابي.. فترة التفكير الحر للناخبين
  • نقيب الفلاحين: 30 يونيو أنقذت الدولة من الأفكار الهدامة لجماعة الإخوان الإرهابية
  • مسؤولون أمميون يحذرون من تأثير انعدام الأمن الغذائي في السودان
  • حياة كريمة تطلق مسابقة «Save Watt» لاكتشاف أفضل الأفكار المبتكرة لترشيد الطاقة
  • رئيس القنطرة شرق بالإسماعيلية يتابع أعمال رفع المخلفات والنظافة بالوحدات المحلية
  • المباشرة بتأهيل 62 محلة في بغداد
  • التجارة توضح حقوق وواجبات الفرد عند استبدال أو استرجاع المنتجات