رحلة صعود "بكيزة هانم" إلى النجومية.. محطات في مسيرة سهير البابلي الفنية
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
يحل اليوم 14، فبراير ذكرى ميلاد أحدى أيقونات الفن في مصر، وأشهر هانم في تاريخ الفن ليس فقط المصري بل العربي كله، بكيزة هانم الدراملي النجمة الراحلة سهير البابلي، والتي سُميت بـ “ملكة الكوميديا”، أو “ناظرة مدرسة الكوميديا”، فهي هرم من أهرامات الفن المصرى.
عشقت الفن وغرمت به فبدأت ظهور الموهبة في سن مبكرة، فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الموسيقى في ذات الوقت، وتتلمذت على يد أستاتذتها بالمعهد عبد الرحيم الزرقانى وحمدى غيث ونبيل الألفى، الأمر الذي كانت ترفضه والدتها على الرغم من تشجيع والدها والذي تنبأ منذ صغرها بأن تكون فنانة مشهورة لأنها كانت تجيد تقليد الممثلين، مما جعلها تواجه ضغوطًا عائلية كبيرة.
لها رصيد مسرحي وسينمائي وتلفزيوني لا حصر له، فأبدعت في الكثير من الأعمال بمختلف الأدوار لتصنع البهجة في قلوب كل من رآها وتترك علامة صاخبة في قلوب الجمهور حتى بعد رحيلها، فهي قادرة على تجسيد جميع الأدوار سواء كانت هانم أو فقيرة، تألقت كذلك في الكوميدي والدرامي، فهي فنانة بكل ما تشمله الكلمة، فهي الأستاذة عفت في مسرحية “مدرسة المشاغبين”، وسكينة في مسرحية “ريا وسكينة” مع النجمة الراحلة شادية، وبكيزة هانم في مسلسل “بكيزة وزغلول”.
قدمت سهير البابلي، للفن نحو ما يقرب من مائة عمل بين السينما والمسرح والتليفزيون، فبدأت أولى أعمالها الفنية في السينما، حيث شاركت في أول أفلامها مع النجم شكري سرحان وصباح مع المخرج حسن الأمام عام 1957، لتبدأ من خلالها انطلاق رحلتها الفنية فور التخرج.
في السينما قدمت الكوميديا والتراجيديا ومن أهم أعمالها السينمائية أفلام: فيلم "ليلة القبض على بكيزة وزغلول، الأونطجية، ليلة عسل، السيد قشطة، دقة زار، انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط، استقالة عالمة ذرة، جناب السفير، لحظة ضعف مع صلاح ذو الفقار، أميرة حبي أنا، أنا ومراتي، الحلوة عزيزة، نهر الحب"، وغيرها.
أما على مستوى الدراما قدّمت سهير البابلي عدد من الأعمال الدرامية منها "عش المجانين"، "وتوالت الأحداث عاصفة"، "عم حمزة"، "ومشيت طريق الأخطار" وغيرها، ولمعت في مسلسل "بكيزة وزغلول".
سهير البابلي تقتحم عالم الفن
لم تبدع فقد سهير البابلي في التمثيل إلا أنها اقتحمت عالم الغناء في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، عندما طرحت ألبومًا غنائيًا بعنوان "سي السيد" عام 1987، بعدما نصحتها المطربة والفنانة الراحلة شادية بذلك، وضم سبع أغنيات هي" سي السيد - أهلا - استراحة - هيجننوني -أهي دي الناس - الدنيا كدة - حب الزمن.
ولم تستطع أن تحقق نجاحًا هائلًا علىى مستوى الدراما والسينما مثلما حققت في المسرح، سُميت بـ “ملكة الكوميديا”، أو “ناظرة مدرسة الكوميديا”، وقدمت العديد من المسرحيات بدأت أولى خطواتها الفنية بالمسرح مع المخرج فتوح نشاطي إليه وساعدها في الانضمام إلى المسرح القومي فقدمت عددًا من المسرحيات بدأتها بـ "شمشون وجليلة، قدمت بعدها مجموعة من المسرحيات منها: العالمة باشا، على الرصيف، الدخول بالملابس الرسمية، نص أنا ونص إنتى، سليمان الحلبى، ومن قبلها مدرسة المشاغبين التي قدمت فيها دور مدرسة الفلسفة ومواقفها مع مجموعة من الطلاب لتعكس حال المجتمع خلال فترة الانفتاح.
أما مسرحية “ بلدى يابلدى” التى كتبها رشاد رشدى عام 1968 واخرجها جلال الشرقاوى وهى تستعرض معاناة المواطن ايضا فى رمزية كاملة، رفضتها محسنة توفيق وقبلت بطولتها سهير البابلى وعرضت عام 1972.
فهي صنفت سيدة المسرح السياسي كلها أدوار عن انحيازها للمسرح السياسى الذى يعتبر علامة أساسية فى مشوارها الفنى، وعلامة على تميزها ووعيها السياسى والاجتماعى قبل الوعى الفنى بدور المسرح فى المجتمع، وكان أجمل مسرحياتها " ريا وسكينة " التي استمر عرضها ثلاث سنوات على المسرح حققت من خلالها نجاحا كبيرا مع شادية وعبد المنعم مدبولى وأحمد بدير.
أما آخر أدوارها على المسرح فكانت في " عطية الإرهابية " التي عرضت عام 2005 مع المخرج جلال الشرقاوي، وتأليف إبراهيم مسعود وقام بالبطولة أمامها حسين الشربينى، جاءت المسرحية في ظروف ظهور تفجيرات إرهابية في مصر، وتتهم البطلة بأنها عضوة في تنظيم إرهابى وتتوالى الأحداث في إطار كوميدى.
وفاجأت سهير البابلى الجميع أثناء تمثيلها المسرحية بقرارها بأنها ستعتزل الفن وترتدي الحجاب، وتركت المسرحية، ووقتها استعان المخرج بابنته عبير الشرقاوي لتمثل الدور وتنقذ الموقف.
اعتزال سهير البابلي
اعتزلت النجمة الراحلة سهير البابلي العمل الفني سنة 1997 عد لقائها بالشيخ محمد متولي الشعراوي الذي نصحها باعتزال الفن وارتداء الحجاب، الأمر الذي كشفت الفنانة الراحلة حقيقته كاملة في حديث تليفزيوني سابق لها، لكنه وافق على أن تمثل أدوارا هادفة لا تخرجها عن دينها ووقارها وهى محجبة، إلا أنها اكتفت بتجربة تلفزيونية وحيدة بعد الاعتزال هي مسلسل "قلب حبيبة" عام 2005 لتعتزل الفن نهائيًا وابتعدت عن الساحة الفنية مجددًا.
وكانت قد كشفت الفنانة سهير البابلى أن سبب ارتدائها الحجاب عام 1992 كان لسببين، الأول أن الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي كان صاحب الفضل في ذلك، وأنه لم يقل لها نصًا اتركي الفن أو اعتزلي، ولكنه شجعها على اختيار وتنقية أدوارها، أما السبب الثاني فقالت إنها خجلت كون ابنتها ارتدت الحجاب وهي في سن صغيرة، بينما هي كانت مهتمة بالفن، وهو ما دفعها للخوف.
وفاة سهير البابلي
رحلت النجمة سهير البابلي عن عالمنا يوم 21 نوفمبر عام 2020، عن عمر يناهز 86 عامًا، بعد صراع مع المرض نتيجة إصابتها بغيبوبة سكر أدت إلى مضاعفتها واحتجازها بالرعاية المركزة، تاركة لنا باقة مميزة، وآثار خالدة من فنها الذي خلد جوا قلوب محبيها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بكيزة وزغلول الراحلة سهير البابلي الراحلة شادية مدرسة المشاغبين سهیر البابلی
إقرأ أيضاً:
سلوى عثمان: المسرح له هيبته ولكن التلفزيون جذبني أكثر
أكدت الفنانة سلوى عثمان أن المسرح يتميز بـالهيبة والعظمة، لكنها وجدت أن التلفزيون أكثر جذبًا لها من الناحية المهنية، رغم أنها قدمت العديد من المسرحيات مع نجوم كبار.
وخلال حديثها في بودكاست مبادرة "بداية", المذاع عبر قناة "الحياة", تحدثت عن رحلتها الفنية والتحديات التي واجهتها، مؤكدة أن التمثيل يحتاج إلى إتقان وتقمص عميق للشخصية ليصل الأداء للمشاهد بشكل طبيعي ومؤثر.
الصعيدي أصعب الأدوار.. و"مذاكرة الدور" سر النجاحأوضحت سلوى عثمان أن أصعب الأدوار التي قدمتها كان الدور الصعيدي، خصوصًا في أول مرة جسدت فيه شخصية تنتمي للبيئة الصعيدية.
وأكدت أن التحضير لمثل هذه الأدوار يحتاج إلى دراسة دقيقة للهجة والعادات والتقاليد، مشيرة إلى أن "مذاكرة الدور" هي المفتاح الأساسي لإتقانه.
مشاعر الأمومة في التمثيل.. وتأثير وفاة والدهاتطرقت الفنانة إلى جانبها العاطفي في التمثيل، مؤكدة أنها عندما تؤدي دور الأم تشعر أن الممثل الذي أمامها مثل ابنها، مما يساعدها على تقديم أداء واقعي وصادق.
كما تحدثت بتأثر عن وفاة والدها، الفنان محمد عثمان، موضحة أنه كان له أثر كبير في حياتها، خاصة أنها كانت مرتبطة به بشدة. وتعلمت منه الالتزام وحب المهنة، بالإضافة إلى أن موهبة التمثيل ورثتها منه بالفطرة.
مسلسل "سجن النسا".. نقطة التحول في مسيرتهاكشفت سلوى عثمان أن نقطة التحول في مشوارها الفني كانت من خلال مسلسل "سجن النسا", حيث قدمت لأول مرة دور سجانة، وهو دور مختلف وجديد عليها تمامًا.
وأشارت إلى أن التعاون مع المخرجة كاملة أبو ذكري في هذا العمل كان تجربة ثرية ومميزة.
التوفيق بين الحياة الشخصية والتمثيلأوضحت الفنانة أنها تحاول دائمًا التوفيق بين العمل الفني وحياتها الزوجية، مؤكدة أن زوجها متفهم لطبيعة عملها، وهو ما ساعدها على الاستمرار في مسيرتها الفنية دون عوائق.
دور "بداية" في تنمية المواهب الفنيةأشادت بمبادرة "بداية", مؤكدة أنها تعزز التعاون بين الوزارات المختلفة لدعم نمو الإنسان وتنمية المواهب الفنية منذ الصغر. كما نوهت إلى أن وزارة الثقافة تقدم ورشًا فنية تساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم الفنية والإبداعية.