على بعد خطوات قليلة من حي السيدة عائشة بميدان القلعة في حي الخليفة جنوب القاهرة، يظهر مسجد الإمام الشافعي، الذي شهد اليوم زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره التركي أردوغان، مع حرميهما، داخل الحي الذي عرفه السكان باسم المسجد، حيث تطل من خلف المباني العتيقة قبته التاريخية الضخمة والطراز المميز للمبنى الذي لا تخطئه العين، ولا يزال شاهداً على عظمة سيرة من يرقد داخلها، لتنعكس تلك المسيرة التي امتدت لخمسين عاماً على الفن المعماري لـ«مسجد الإمام الشافعي»، الذي يضم رفات محمد بن إدريس بن العباس الشافعي القرشي، صاحب ثالث المذاهب الإسلامية الذي تنتهجه المحروسة منذ أن حط رحاله فيها عام 199 هجرية.

تفاصيل مسجد وضريح الإمام الشافعي

لم يكن مسجد الإمام الشافعي كغيره من بيوت الله، إذ أمعن المصريون وتفننوا في طرازه المعماري الفريد، حتى بات علامة بارزة في مصر الإسلامية، حيث شُيِّد المسجد بعد إقامة ضريح للإمام والذي يُعد أكبر أضرحة مصر، ليحتضن بين جدرانه لوحة فنية مكونة من تابوت خشبي يعد آية من آيات زخرفة الخشب وضع فوق ضريح الإمام، أما الشكل الخارجي فلم يختلف الاهتمام به عن الضريح، إذ أمر السلطان الكامل الأيوبي ببناء وجهاته بالحجر، وحليت أعتاب الشبابيك بكتابات كوفية، وله منارة على شاكلة المنارات المملوكية، ومنبره مطعم بالسن والأبنوس، ليصبح المسجد الذي مرّ على إنشائه 813 عاماً، شاهداً على عظمة تلك الحقبة الزمنية.

ترميم مسجد وضريح الإمام الشافعي

وامتدت التحفة المعمارية لتشمل قبة المسجد الضخمة، حيث اهتم الملك الأيوبي ببنائها بشكل مميز فهي قبة كبيرة وتعد من أجمل قباب مصر، وهي خشبية ومكسوة بالرصاص، وكسيت جدرانها من الداخل بالرخام، وفي جدارها الشرقي ثلاثة محاريب، بينما تزخر قبة الإمام الشافعي بعدد كبير من النصوص المنوعة، منها آية الكرسي وما روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تحدث عن عالم سيأتي بعده من نسل عبد مناف، وهو ما يدل على أنه الإمام الشافعي رحمه الله، وبالإضافة إلى ضريح الشافعي فيضم المسجد أيضاً رفات الأميرة شمسة زوجة صلاح الدين الأيوبي ورفات العزيز عثمان بن صلاح الدين، كما يضم أيضا رفات والدة الملك الكامل، ولم يقتصر اهتمام مصر بالضريح والمسجد عند هذا الحد، ليقوم وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، في 18 أبريل 2021، بافتتاح مشروع ترميم قبة الإمام الشافعي، وتضمنت أعمال ترميم كاملة لجميع مرافقه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أردوغان السيسي الشافعي مسجد الإمام الشافعي مسجد الإمام الشافعی

إقرأ أيضاً:

هل الأتراك حزينون على الطفلة السورية لهذه الدرجة؟

بقلم: محمد أبو سبحة

(زمان التركية)- تثير أزمة الاعتداء العنيف على السوريين وممتلكاتهم، التي اندلعت شرارتها في قيصري، التساؤلات حول الدوافع وراء إشعال هذه القضية، في هذا التوقيت الذي ترسل فيه حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، إشارات قوية أكثر من أي وقت مضى، بشأن التطبيع مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بعد عداء لأكثر من عقد من الزمان، مع الحليف القديم الذي استعاد عرينه من جديد، بفضل دعم الدب الروسي.

ويظهر الغضب الشعبي التركي المنصب على اللاجئين السوريين، بعد تضخيم قضية تحرش مواطن سوري بطفلة سورية، قالت الشائعات في البداية إنها تركية، صورة غير متناسقة، تقول إن المواطن التركي الرافض لوجود اللاجئين في تركيا، يبحث عن الانتقام لطفلة عربية لاجئة، لا يقبلها هو في بلاده!

إن تضخيم قضية التحرش بالطفلة رغم مسارعة السلطات بكشف هويتها، وعدم ترك الأتراك مجالا للسوريين للتعبير حتى عن غضبهم من الجاني الذي أساء لطفلة من نفس جنسيته، ومعاملتهم جميعًا على أنهم جناة، يجب معاقبتهم بمن فيهم أسرة المجني عليها، مسألة تثير الكثير من الغرابة، وليس فيها شيء من المنطق، عدا رد الفعل في الشمال السوري على تركيا، الذي انتقده أردوغان وتوعد بالرد عليه، قائلا “نعرف كيف نكسر الأيادي القذرة التي تطال علمنا”، وأضاف “نعلم أيضا كيف نكسر تلك التي تمتد إلى المظلومين اللاجئين في بلادنا”، ومن المثير هنا أن أردوغان استخدم لفظ “الأيادي القذرة” حينما تحدث عن ما حدث خارج الحدود، ما يزيد من حنق حلفائه في جماعات المعارضة بالشمال السوري الذين يشعرون بطعنة قاسية في الظهر، ويؤكد الرئيس أن الخطاب هنا موجه لاسترضاء الداخل التركي، حتى وإن كان في ظاهره تهديد لمن يعتدي على اللاجئين السوريين.

بجانب المفارقة غير المنطقية، نجد حكومة العدالة والتنمية على غير العادة، لا تسعى فعليا لاحتواء أزمة الغضب المتصاعد والغير مسبوق ضد اللاجئين، بقدر سعيها الأكبر نحو استعادة العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهي خطوة تحرك نحوها أردوغان منذ البداية للتخلص من عبء اللاجئين السوريين، بعدما فشلت جهوده في إقناع الدول الأوروبية بتمويل مخطط المنطقة الآمنة في شمال سوريا لنقل اللاجئين إليها.

لطالما كان الأتراك ينظرون إلى اللاجئين السوريين الذين يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين، باعتبارهم المسئولين عن تراجع اقتصاد تركيا، متناسين الدعم الأوروبي الذي تحصل عليه الحكومة التركية مقابل استضافة الجيران الذين مزقت الحرب بلادهم على أراضيها، ومنعهم من الهجرة إلى البلدان الأوروبية، وهي ورقة لطالما استخدمتها تركيا لترهيب الكتلة الأوروبية.

الإعلام التركي الذي سلط الضوء بشكل كبير على حادثة التحرش وجعلها قضية رأي عام، أظهر لاحقا لقطات تظهر نقل “مجرمين” كما وصفتهم صحيفة “يني شفق”، بالشاحنات إلى الحي الذي شهد اندلاع شرارة العنف في قيصري، حيث تم إشعال النار في المركبات وأماكن العمل السورية، ووصلت الاعتداءات حد قتل شاب سوري طعنا بالسكين.
وأكد بيان وزير الداخلية علي يرليكايا أن الـ 474 شخصا الذي تم اعتقالهم بسبب أعمال العنف، من بينهم 285 لديهم سوابق جنائية في جرائم مختلفة، منها “تهريب المهاجرين، المخدرات، النهب، السرقة، إتلاف الممتلكات، التحرش الجنسي، الاحتيال، تزوير الأموال..”.

ولطالما كانت هناك حوادث اعتداء على اللاجئين السوريين في تركيا، تحركها على الأغلب شائعات، دون أن يكون هناك تعاطف فعلى مع الضحايا الذين يعانون من عنصرية البعض، ودون اهتمام إعلامي حقيقي، لكن أكثر ما يخشاه السوريون حاليا، هو تخلي الحكومة عنهم، بعد السعي لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، إذ يخشى اللاجئين السوريين من حتمية ترحيلهم من تركيا، إلى بلادهم التي مزقتها الحرب وترزخ تحت عقوبات اقتصادية خانقة.

إن رغبة أردوغان في تجاوز خلافات الماضي، وتطبيع العلاقات مع الأسد، مستذكرا “الزيارات العائلية” بينهما، مغامرة تفتح أمامه الباب واسعًا لترحيل اللاجئين السوريين من جهة، وتتلاقى مع رغبة طيف كبير من الأتراك الرافضين لاستمرار اللاجئين في تركيا وخاصة السوريين، وهي القضية التي تبناها أردوغان قبل الانتخابات الرئاسية، بعد أن كانت على رأس أجندة المعارضة لسنوات، كما يسمح التطبيع مع دمشق للرئيس التركي من جهة أخرى بالقضاء على النفوذ الكردي في شمال وشرق سوريا، وهذه رغبة يتشارك فيها أردوغان والأسد الذي يرفض الوجود الكردي المسلح المدعوم أمريكيا، وفي نفس الوقت لا يستطيع جيشه المنهك في الحرب الأهلية التصدي له، فسيكون التدخل العسكري التركي هو الخيار الأمثل أمام الأسد لتدمير (روج آفا) والقضاء على حلم الإدارة الذاتية، بعدما ضعفت كذلك الجماعات السورية المعارضة في الشمال السوري، منذ أن تحولت بوصلتها من قتال جيش الأسد، إلى قتال الكرد، فخاضوا مع جيش أردوغان معارك درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام، ومن المتوقع أن يكون مصيرهم في النهاية “مرتزقة” يقاتلون خارج الحدود تحت مظلة مؤسسة “صادات” شبه العسكرية، التي تعمل على غرار “فاجنر” الروسية.

Tags: احداث قيصرياردوغانالطفلة السوريةتحرش بطفلة سوريةترحيل السوريينشمال سوريا

مقالات مشابهة

  • في ذكرى انضمامها إلى التراث العالمي.. تعرف على تاريخ جرائم الاحتلال في الخليل والمسجد الإبراهيمي
  • أردوغان يعلن نيته دعوة الأسد إلى زيارة تركيا رفقة بوتين
  • هل الأتراك حزينون على الطفلة السورية لهذه الدرجة؟
  • بالأسماء.. الأوقاف تفتتح 16 مسجدًا اليوم في عدد من المحافظات
  • لوموند: لماذا كثرت الاعتداءات على المسلمين في السويد؟
  • «آيفون 16».. تعرف على كافة مواصفات وأسعار هاتف أبل الجديد
  • ألمانيا تستدعي سفير تركيا بسبب أزمة الذئاب الرمادية قبل زيارة أردوغان لبرلين
  • تعرف علي تفاصيل «برنامج زيارة العائلة» الذي تقيمه مكتبة الإسكندرية للأطفال
  • غدًا.. الأوقاف تفتتح 16 مسجدًا في عدد من المحافظات.. اعرفِ الأسماء
  • العدو الصهيوني يدمر مسجد “ابن عثمان” ثاني أكبر المساجد التاريخية بغزة