عرض تجارب ومبادرات عربية لتمكين الطفل في عصر الثورة الصناعية بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
أقيم اليوم الأربعاء على هامش منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة السادس بمكتبة الإسكندرية جلسة بعنوان "تجارب ومبادرات عربية لتمكين الطفل".
شارك في الجلسة الدكتورة لبنى ممدوح عزام، مدير إدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية والدكتورة مروة الوكيل، رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية والمهندسة هناء حسني بقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، والأستاذة مروة الغرباوي، مدير إدارة المكتبات المتخصصة بقطاع المكتبات، والدكتورة هدى دحروج، مستشارة وزير الاتصالات لشئون التنمية المجتمعية الرقمية وأدار الجلسة الدكتور محمد مقدادي، أمين عام المجلس الوطني لشؤون الأسرة بالأردن.
من جانبها تحدثت الدكتورة لبنى ممدوح عزام، مدير إدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية، عن دور جامعة الدول العربية في الاهتمام بالطفل العربي، مشيرة إلى أنهم قاموا بإطلاق حملة إعلامية عبر الإنترنت بعنوان "إنترنت آمن للأطفال"، وهدفت الحملة إلى حماية الطفل في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت أنهم يعملون على المرحلة الثانية من المبادرة خلال العام المقبل من خلال إطلاق حملة إعلامية للتوعية بضرورة الاستخدام الإيجابي للأطفال ومكافحة التنمر، فضلًا عن تعليم الأطفال التفكير الإبداعي والابتكار.
وأكدت عزام على ضرورة خلق بيئة آمنة ومحفزة لجميع الأطفال، فضلًا عن تقليل الفجوات الرقمية بين جميع الأطفال، بالإضافة إلى إتاحة تعليم رقمي جيد لكل الأطفال بشكل مجاني.
كما أكدت على ضرورة عقد شراكات بين الدول بهدف تبادل الخبرات في مجال تنمية مهارات الأطفال فضلا عن ضرورة وضع رؤية شاملة لتمكين الأطفال في جميع الأعمار.
بدورها استعرضت الدكتورة مروة الوكيل، رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، الأنشطة التي يقدمها المركز لصالح الأطفال والشباب، لافتة إلى أنهم يقدمون الكثير من الخدمات من خلال 7 مراكز بحثية في المكتبة.
وأوضحت أن المركز يختص بالبحث العلمي ولديه قناعة بضرورة أن يكون للشباب والأطفال دور في هذا باعتبارهم أساس المستقبل، لذلك يركز المركز من خلال البرامج المخصصة التي تهدف إلى تعزيز ثقافة الابتكار والانتماء.
من جانبها تحدثت المهندسة هناء حسني بقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، عن دور القطاع في دعم الطفل، مشيرة إلى وجود الكثير من البرامج المخصصة للأطفال سواء ورش العمل أو مدارس الكورال والمسرح والباليه من خلال القطاعات الموجودة في المكتبة سواء في بيت السناري أو القبة السماوية.
كما تحدثت مروة الغرباوي، مدير إدارة المكتبات المتخصصة بقطاع المكتبات، عن دور مكتبة الطفل والنشء التابع للقطاع، مشيرة إلى أنهم يقدمون ورش عمل طوال العام في شتى المجالات.
وقالت الغرباوي، إنهم يركزون أيضا على الورش التكنولوجية الخاصة بالنشء، مثل برنامج كوردر دوجو والتي أقيمت بالتعاون مع الجامعة اليابانية، فضلا عن ورش عمل عن الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى ورشة عمل للروبوت وكيفية عمل روبوت من إعادة التدوير.
بدورها، قالت الدكتورة هدى دحروج، مستشارة وزير الاتصالات لشئون التنمية المجتمعية الرقمية، إن الوزارة وضعت إستراتيجية قوية لدعم وتقوية القدرات الإبداعية للشباب لكي نستطيع الوصول للتحول الرقمي.
وأشارت إلى أن هناك تحديات ولكن الدولة تسير بخطى كبيرة في هذا الاتجاه، لافتة إلى أن المهارات الشبابية يجب أن تتطور لكي يكونوا مستعدين لسوق العمل وهو ما تقوم به وزارة الاتصالات من خلال مبادرات للشباب لتدريبهم وتجهيزهم رقميًا.
وكشفت أن الوزارة قامت بتدريب 10 آلاف طفل في التعليم الأساسي لتأسيسهم وتنمية قدراتهم التكنولوجية لكي يكونوا مستعدين لدراسة المجالات الخاصة بالتكنولوجيا الحديثة، مشيرة إلى أنهم قاموا أيضا بعمل برامج مخصصة للبراعم والأطفال الصغار.
وتحدثت عن مبادرة المواطنة الرقمية، والتي تهدف إلى توعية المعلمين والآباء ورفع مهاراتهم من أجل خلق جيل جديد قادر على التفكير الإيجابي ولديه رؤية نقدية واستخدام منصات التواصل الاجتماعي بشكل جيد وآمن.
كما شارك أيضًا في جلسة عرض التجارب والمبادرات العربية لتمكين الطفل في عصر الثورة الصناعية الرابعة، أحمد حسن، مدير إدارة تنمية المجتمع والمسؤولية المجتمعية بالمؤسسة الكشفية ومريم صالح، مديرة المنح بالمؤسسة الكشفية ومحمد عبد الحافظ، رئيس المجلس القومي لثقافة الطفل، آمال الهنجاري، رئيس مجلس إدارة مؤسسة آمالنا والدكتورة نوف بنت ناصر التميمي، أستاذ أصول التربية بجامعة الأمير سطام بن عبد العزيز بالسعودية.
واستعرض أحمد حسن، مدير إدارة تنمية المجتمع بالمؤسسة الكشفية، دور المؤسسة الكشفية وتاريخها إنشاءها، لافتا إلى وجود أعضاء من المؤسسة الكشفية في كل مراكز الشباب.
وأوضح أن الحركة الكشفية تهدف إلى تربية وتنمية الفتية ببعض القدرات الخاصة مثل الروحية والبدنية والرياضية والمساهمة في تربية النشء والشباب من خلال نظام تربوي مبني على القيم.
وقالت مريم صالح، مديرة المنح بالمؤسسة الكشفية، إنهم معنيين بتمويل المشروعات التي تحقق أهداف التنمية المستدامة، وذلك من خلال أنشطة وفعاليات سواء على المستوى العربي والعالمي.
من جانبه، تحدث محمد عبد الحافظ، رئيس المجلس القومي لثقافة الطفل، عن الشراكة بين المجلس القومي لثقافة الطفل والمجلس العربي للطفولة والتنمية، والتي تمثلت في مبادرة " معاك" والتي تهدف إلى تطبيق العدالة الثقافية من خلال الوصول بالثقافة إلى كل الأماكن وكل الفئات النوعية.
واستعرضت آمال الهنجاري، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أمالنا، تجاربهم في تعالمهم مع الأطفال في ليبيا، من خلال الاستثمار في مجال التكنولوجيا واستخدام الإنترنت الآمن.
وأوضحت أنهم أيضا قاموا بعمل حملات دعائية عبر الإنترنت من خلال إنتاج فيديوهات يقوم بتنفيذها الأطفال أنفسهم، فضلا عن حملات بمشاركة منظمات دولية.
من جانبها استعرضت الدكتور نوف بنت ناصر التميمي، أستاذ أصول التربية بجامعة الأمير سطام بن عبد العزيز بالسعودية، ورقة بحثية عن تمكين الطفل العربي.
وقالت إن أهدافهم تتمثل في تعليم الطفل وتأهيله تكنولوجيًا وكذلك الاقتداء بالتجارب الدولية الناجحة في هذا المجال، لافتة إلى أنهم قاموا بتطبيق مبادرتهم في ثلاثة دول وهم السعودية ومصر والأردن.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاسكندرية مكتبة الاسكندرية جامعة الدول العربية مبادرة المواطنة جامعة الدول العرب بمکتبة الإسکندریة مدیر إدارة مشیرة إلى تهدف إلى إلى أنهم من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
صدمات الطفولة.. كيف تترك بصمتها في العقل والجسم؟
لا تمر مشاعر القلق أو الصدمات التي يختبرها الطفل مرورًا عابرًا، بل يستمر تأثيرها العقلي والنفسي والبدني حتى مراحل متقدمة من العمر، حيث قد تظهر اضطرابات في المزاج، والاكتئاب، وقد تصل إلى الإصابة بألزهايمر. لكن الأسوأ من ذلك هو أن هذه النتائج تتفاقم إذا لم يتم تلقي العلاج المناسب.
صدمات منذ اليوم الأول في الحياةيمكن للطفل حديث الولادة أن يختبر في يومه الأول بعد الميلاد ما يكفي من التوتر والأحداث المجهدة التي قد تصل إلى مرحلة الصدمة أو ما يُعرف بـ"التروما"، والتي تهدد الأطفال من عمر يوم واحد وحتى 18 عامًا. وبحسب وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، فإن أبرز أنواع الصدمات التي يتعرض لها الأطفال تشمل:
الإساءة أو الاعتداء النفسي أو الجسدي أو الجنسي. العنف المنزلي أو المدرسي أو المجتمعي. الحروب والكوارث الوطنية. فقدان الممتلكات أو النزوح. الفقدان المفاجئ أو العنيف لأحد الأحباء. تجارب اللجوء أو الحرب. الضغوط المرتبطة بعمل أحد أفراد الأسرة في المجال العسكري. الحوادث الخطيرة والأمراض التي تهدد الحياة. الإهمال والتجاهل والتعرض للتنمر.وهو ما يظهر في صورة علامات واضحة وعديدة على الطفل، تؤكد إصابته بالصدمة أبرزها:
إعلان شعور الأطفال في سنة ما قبل المدرسة بالخوف من الانفصال والكوابيس والبكاء أو الصراخ كثيرا مع ضعف الشهية. إصابة الأطفال في عمر المرحلة الابتدائية بالقلق، والشعور بالذنب والخجل وعدم التركيز، مع صعوبة النوم والانسحاب من المجتمع وعدم الاهتمام، مع عدوانية واضحة. إصابة الأطفال في عمر المدارس المتوسطة والثانوية بالاكتئاب وإيذاء النفس وتعاطي المخدرات وأيضا الانسحاب أو عدم الاهتمام أو اتباع السلوك المحفوف بالمخاطر والعدوان.في عام 2012، حاول مجموعة من الباحثين في البرازيل دراسة "تأثير ضغوط الطفولة على الأمراض النفسية" بصورة أعمق، تحديدا عبر التصوير بالرنين المغناطيسي، وقد أظهرت تقنيات التصوير العصبي العديد من التغيرات العصبية الهيكلية مثل:
انكماش الحصين وهو الجزء المسؤول عن الذاكرة في الدماغ، وأيضا انكماش الجسم الثفني وهي عبارة عن حزمة من الألياف العصبية تعمل على ربط نصفي الدماغ أحدهما مع الآخر وتبادل المعلومات. زيادة خطر الإصابة باضطرابات المزاج. زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. زيادة خطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب. إمكانية الإصابة بالفصام. زيادة احتمالات إدمان المخدرات.وفي مقال علمي نشر بمجلة "السلوك البشري في البيئة الاجتماعية" عام 2018 أشارت الباحثة هيثر دي إلى العواقب السلبية طويلة المدى للصدمات المعقدة، تقول دي "تتسبب مثل تلك الصدمات في تغيرات عصبية حيوية تؤثر على نمو الإنسان وتسبب تغيرات كبيرة في وظائف المخ وهياكله المسؤولة عن الأداء الإدراكي والجسدي، فضلا عن أعراض جسدية وعقلية وعاطفية يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ".
مزيد من التأثيرات البدنية والنفسية والعقلية تظهر على الأطفال بوضوح عقب التعرض للصدمات أبرزها:
إعلان الشعور بالإجهاد البدني وأعراض جسدية مثل الصداع وآلام المعدة غير المبررة. تأثر القدرات المعرفية والعمليات العاطفية العقلية فتصبح أمور مثل حل المشكلات والتخطيط وتعلم معلومات جديدة، والتفكير وفق منطق فعال أمرا صعبا وغير ممكن. تدني احترام الذات والشعور بعدم القيمة والعار، والذنب واللوم المتواصل للذات والشعور بالعجز. صعوبة في إدارة العواطف التي تصبح مع الوقت عامرة بالخوف والقلق. تأثر قدرات الطفل على تكوين علاقات اجتماعية مع الأصدقاء أو مقدمي الرعاية أو المحيطين به بشكل طبيعي.الأطفال أكثر عرضة للتأثر بالأحداث المجهدة في حياتهم بسبب ضعف قدرتهم على التعامل مع التوتر. وقد ربط باحثون من معهد برشلونة للصحة العالمية -بالتعاون مع عدة مراكز أخرى- بين ضغوط منتصف العمر وصدمات الطفولة، وزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر نتيجة لارتفاع مستويات بروتين بيتا أميلويد، الذي يعد بروتينًا أساسيًا في تطور مرض ألزهايمر، بالإضافة إلى زيادة احتمالات الإصابة بالتهاب الأعصاب.
ويقول الباحث إيدر إرينازا أوركيو، أحد المشاركين في الدراسة، إن الاستجابة للتوتر تختلف بين الأفراد؛ ففي حين يتراكم بروتين الأميلويد لدى الرجال، تصاب النساء بضمور الدماغ. ويزداد الأثر بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الأمراض النفسية، حيث يتأثرون لاحقًا بانخفاض حجم المادة الرمادية في أدمغتهم مع تقدمهم في العمر.
هكذا تُجنب طفلك المعاناة مبكرا"لا يمكن تجنيب الأطفال الصدمات أو المعاناة، فهي خارج دائرة التحكم، كالمرض أو التعرض لمشاهد سيئة، أو الحوادث وغيرها". تحسم الأخصائية النفسية دعاء السماني الأمر مؤكدة للجزيرة نت "سوف يعاني الطفل ويتعرض للصدمات على طول الطريق، ولذلك جانب إيجابي فهي تساهم في تهذيب النفس، وتساعد الطفل على النمو وتكوين أساليب ومهارات أفضل للتكيف، لكن هذا مرهون بالطريقة التي يتم التعامل بها مع الطفل عقب الصدمات".
إعلانوتنصح السماني بإسعافات نفسية أولية إن تعرض الطفل لصدمة أو إجهاد نفسي شديد، تقول "في البداية ندع الطفل يتحدث بحرية عما حدث بطريقته، دون أسئلة تشعره بالتقصير أو أنه مسؤول عما جرى، أو أنه كان يمكن أن يتصرف بطريقة أفضل، التعافي من الصدمات يستغرق وقتا، يختلف من طفل لآخر بحسب شخصيته وطبيعة الصدمة التي تعرض لها، المهم ملاحظة سلوكه، والطريقة التي يتعامل بها مع من حوله، مادامت طبيعية فهو في طريقه للتحسن، أما إذا تأثرت حياته أو بدا عليه تغييرات فيجب اللجوء لمختص نفسي".