يقول مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون إنه متأكد أن الخطة الحقيقية للرئيس السابق دونالد ترامب للناتو هي القضاء على الحلف وليس تعزيزه بالضغط على الحلفاء لزيادة إنفاقهم على الحلف.

ورد ذلك خلال مقابلة أجرتها مجلة "بوليتيكو" الأميركية مع بولتون، الذي عمل خلال فترة حكم ترامب، حيث أشار إلى أنه لا يصدق ما قاله ترامب في قصته حول إخبار رئيس دولة لم يذكر اسمه أنه سيشجع روسيا على فعل "ما تريد" بالدول التي لا تفي بمعايير الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو، لكنه متأكد من أن تهديدات ترامب بالتخلي عن الحلف حقيقية.

وقال بولتون للمجلة إنه كان هناك عندما كاد ترامب أن ينسحب من الحلف، مضيفا أن ترامب لا يتفاوض، وهدفه ليس تعزيز الناتو، بل وضع الأساس للخروج منه.

حتى إذا أوفوا بالتزاماتهم

وأضاف أنه لا يعتقد أن ترامب سيتوقف عن تهديد الحلفاء إذا حققوا هدف الناتو المتمثل في إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.

وقال بولتون إنه يريد من المدافعين عن ترامب أن يدركوا ذلك، وأعرب عن اعتقاده بأن هناك بعض الجمهوريين الذين يدعمون ترامب يقولون إن ما يقوله ليس مشكلة كبيرة، إنه لن يفعل ذلك، وهكذا دواليك، مؤكدا: "أقول لهم، كنتُ هناك بالقرب منه في بروكسل عندما فعل ذلك".

وحذر بولتون من أنه إذا قام ترامب بتدمير الناتو، فإن العواقب ستكون وخيمة. وأوضح أن أميركا كانت تخبر حلفاء الناتو منذ عقود أنه يتعين عليهم زيادة إنفاقهم الدفاعي لتقوية الحلف، حتى تتمكن الولايات المتحدة من أن تكون أكثر مرونة في جميع أنحاء العالم، لكن عندما يشكو ترامب من أن حلفاء الناتو لا ينفقون ما يكفي على الدفاع، فإنه لا يشتكي لحملهم على تعزيز الناتو، إنه يستخدم ذلك لتعزيز عذره للخروج من الحلف.

الكونغرس لن يقيّد ترامب

وردا على ملاحظة من المجلة بأن الكونغرس سن قيودا جديدة يمكن أن تحد من قدرة الرئيس على مغادرة الناتو، وأن ذلك من شأنه أن يقيّد ترامب، أجاب بولتون بأنه لم يتم الفصل النهائي في ما إذا كان بإمكان الرئيس الانسحاب من جانب واحد من أي معاهدة، إذ حدث ذلك مرارا وتكرارا عبر التاريخ الأميركي.

وأكد مستشار الأمن القومي السابق أنه شارك بنفسه في عدة أمثلة: انسحاب جورج دبليو بوش من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية لعام 1972، وانسحاب ترامب من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، ومن معاهدة الأجواء المفتوحة مع روسيا، مضيفا بأن ما سنه الكونغرس "لن يكبح جماحه".

وأوضح بولتون أن انسحاب أميركا من الناتو سيكون مدمرا، وأن ترامب "ليس لديه فكرة عما تفعله هياكل التحالف ومدى فائدتها. فقد أمضى 4 سنوات كرئيس، ولم يكن يعرف شيئا عن هياكل الناتو أو فائدتها عندما دخل البيت الأبيض، ولم يكن يعرف شيئا عنها عندما غادر".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ماهي أسباب عزل “العراق” عن اجتماع “الناتو العربي” في الرياض؟

بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :
لِمن لا يتذكر نُذكّرهُ ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب وفي دورته الاولى حرص على ترتيب قمة عربية وإسلامية ضخمة في الرياض وهي قمة المال والأعمال والتغيير ( ويبدو ان الرجل يتفائل بالرياض ويثق بها ويعشق كرمها الملياري)ولقد حضر ترامب تلك القمة بنفسه ورقص رقصة السيف هو وصهره كوشنير والآخرين . وتقررت خلالها قرارات مهمة وخطيرة واهمها ” صفقة القرن ، والمشروع الإبراهيمي ، والاتفاق على تشكيل نواة لحلف الناتو العربي مع إسرائيل … الخ من القرارات المهمة ) . وعندما خسر ترامب الانتخابات حدث شبه تعطيل في تلك القرارات .ولكن الرئيس ترامب لم ينسى ( لان رجال الاعمال لا ينسون ) فمباشرة وبعد تنصيبه لولاية ثانية باشر بمغازلة السعودية ماليا ولوجستيا فقالت له الرياض ” لبيك بالفلوس ولا بالنفوس” وهي استراتيجية اعطت ثمارها في حماية البلدان( وبالمال تُحفظ الأوطان ) خصوصا مع قائد العالم ترامب الذي يُقدّر المال جدا !
ثانيا:-
ومباشرة وقبل قدوم الرئيس الاميركي ترامب إلى الرياض في السعودية قريبا باشرت القيادة السعودية بتحريك الاتفاقيات القديمة وهي رسالة سعودية مفادها ” اننا لا ننسى وعلى العهد والاتفاق يا ترامب ” خصوصا وان هذه المرة الأوضاع مختلفة حيث الخسائر الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة . فقرر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعوة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ورئيس جمهورية مصر العربية في توقيت خطير جدا .وتزامن هذا مع وجود امير قطر في طهران والذي نقل رسالة أميركية اخيرة على مايبدو فيها دعوة لايران للجلوس مع الجانب الاميركي بلا شروط وحسب المتغيرات الجديدة في المنطقة (والتي رفضتها ايران من خلال وسائل إعلامها بقولها ” اننا لا نجلس بموقع الذليل امام ترامب”) وتزامن هذا مع تواجد الوفدين الامريكي والروسي في الرياض لهندسة صفقة ايقاف الحرب الروسية الاوكرانية بشروط ترامب الذي اذل القيادة الاوكرانية وحشرها في زاوية حتى الآن . وكل هذا ليس في صالح ايران اطلاقاً!
ثالثا:-
نعم سيباشر قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الملك الأردني والرئيس المصري في الرياض المشاورات والنقاشات لوضع اللمسات الأخيرة لتشكيل ( حلف الناتو العربي ) وانطلاقه حسب اتفاقية قمة ترامب الرياض السابقة .ولقد نجح الرئيس الاميركي ترامب باجبارهم على ذلك من خلال ( ورقة تهجير سكان غزة إلى الأردن ومصر ) فجاءت المقايضة التي يريدها أصلا ترامب وهي ( ناتو عربي بقيادة إسرائيل او يكون لإسرائيل الدور الأكبر فيه بحكم قربها من الولايات المتحدة ) وهم مجبرين على ذلك لارضاء ترامب . وحتما تنتظر هذا الناتو العربي مهام استراتيجية وامنية وعسكرية مهمة في المنطقة تتماشى مع تشكيل المنطقة من جديد بموازاة ولادة العالم الجدبد .ونستطيع القول ( ان الدول الخليجية ومصر والأردن وإسرائيل سوف يستلمون قيادة المنطقة خلال هذه السنوات المقبلة ) وهذا بحد ذاته يمثل ضربة امنية واستراتيجية موجعة لايران التي ستغادر الدول العربية بلا رجعة !
رابعا :-
العراق بدوره وجد نفسه معزول ومنبوذ ومحشور في زاوية لا يُحسد عليها” اي القيادة العراقية ” بسبب اصرارها ولمدة ٢٢ سنة على وضع البيض العراقي في السلة الإيرانية وجعل العراق حديقة خليفة لايران .والنتيجة نبذ العراق وانعدام الثقة بقيادته التي اثبتت انها لا تستطيع ترك ايران والإملاءات الإيرانية اطلاقا . بحيث حتى رغبة العراق بالحضور في قمة الرياض جوبهت بالرفض من الخارجية السعودية لعدم ثقة قادة تلك الدول وادارة ترامب بالقيادة في العراق اولا ، وثانيا لأن قادة تلك الدول لديها علم ب( التغيير القادم في العراق ) والذي بموجبه سوف تطرد إيران من العراق والمنطقة ،وتستبدل تلك القيادة العراقية الحالية بقيادة وطنية جديدة تؤمن باللحمة العربية والتحالف مع المجتمع الدولي اي (وضع البيض العراقي في اكثر من سلة مهمة )وحينها سيجد العراق طريقه سالكا نحو الدول الخليجية ومصر والأردن والولايات المتحدة ودول العالم !
ولا تفصل العراق عن ذلك إلا خطوة واحدة وهي قادمة وقريبا .خصوصا بعد الشروع بالحرب الاقتصادية الاميركية والعقوبات ضد المصارف العراقية ،وضد تمويل إيران من المال العراقي عبر اتفاقية استيراد الغاز الإيراني والتي توقفت بأمر أميركي .والعراق مقبل على خواء تام في خزينته الرسمية( اي لا يستطيع حتى دفع الرواتب في الايام القادمة ) .وحينها ستكون الحكومة والطبقة السياسية في العراق منبوذتان شعبيا .ولا حل إلا برحيلهما وقريبا جدا !
ملاحظة :-
هذه قراءة عن معلومات وليس تشهير او تحقير لأحد إطلاقا، وليس شائعات . فالذي يريد سماع الحقيقة فهذه هي الحقيقة .ومن لا يريد سماع الحقيقة فلقد تعودنا على شتم وتسقيط جيوشهم الإلكترونية ومرتزقتهم الإعلامية ضدنا وضد الذين ينقلون الحقيقة !
حمى الله العراق واهله من كيد الكائدين !
سمير عبيد
٢١ فبراير ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • ميرز يحذر من أن أوروبا يجب أن تستعد لإنهاء ترامب لحماية الناتو
  • ماهي أسباب عزل “العراق” عن اجتماع “الناتو العربي” في الرياض؟
  • توماس فريدمان: ترامب يريد أن يكون رئيسا مدى الحياة
  • الناتو: الجميع يريد أن يرى نهاية للعدوان الروسي الرهيب ضد أوكرانيا
  • الرئيس البرازيلي: ترامب يريد طرح نفسه إمبراطورا للعالم
  • وزير التجارة الأمريكي: ترامب يريد إلغاء خدمة الضرائب
  • ترامب: زيلينسكي نجح في التلاعب بجو بايدن ويبدو أنه يريد استمرار الحرب
  • ترامب: الرئيس الأوكراني ربما لا يريد إنهاء الحرب مع روسيا
  • «بوليتيكو»: ملاحقة ترامب لأعدائه السياسيين المفترضين وتقديمهم للمحاكم العسكرية بالونة اختبار
  • زيلينسكي يرد على ترامب بصرامة: من يريد استبدالي لن ينجح أبدا