هل تعزز واشنطن قواتها في جيبوتي لمهاجمة اليمن؟.. حقيقة الصور المتداولة
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
في ظلّ التصعيد العسكريّ في البحر الأحمر، مع استهداف المتمرّدين الحوثيين في اليمن سفناً يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل ودخول الولايات المتحدة وبريطانيا في مواجهة مباشرة معهم، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة صوراً قيل إنّها تُظهر قوّات غربيّة في جيبوتي استعداداً لغزو اليمن.
لكن هذا الادّعاء غير صحيح، والصور قديمة ومصوّرة في أمكنة وفي سياقات مختلفة.
تُظهر الصورة الأولى ما يبدو أنّها آلية عسكريّة أمام طائرة نقل عسكريّ على مدرج مطار.
وتُظهر الصورة الثانية جنوداً يتّجهون إلى طائرة.
وجاء في التعليقات المرافقة "أميركا تحشد قوّاتها ومعدّاتها في قاعدتها في جيبوتي".
وأضافت المنشورات "يبدو أنّ هناك تدخّلاً عسكريّاً أميركياً في اليمن".
يأتي ظهور هذه المنشورات في ظلّ دخول القوّات الأميركيّة والبريطانية منذ أسابيع في مواجهة مباشرة مع المتمرّدين الحوثيين في اليمن، فقصفت مواقع تابعة لهم مرّات عدّة.
ويشنّ الجيش الأميركي منفردًا بين الحين والآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق داخل اليمن.
وتأتي هذه الضربات الغربيّة ردّاً على هجمات ينفّذها الحوثيون منذ أكثر من شهرين، على سفن في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في ما يعتبرونه دعماً لفلسطينيي غزّة في ظلّ الحرب المتواصلة هناك منذ السابع من أكتوبر.
وتسعى الدول الغربية إلى معاقبة الحوثيين مع إعادة الولايات المتحدة إدراجهم على لائحتها "للكيانات الإرهابية"، وفرضها ولندن عقوبات على مسؤولين في صفوفهم.
وفي هذا السياق، انتشرت هاتان الصورتان اللتان قيل إنّهما لقوّات أميركيّة أو غربيّة في جيبوتي تمهيداً لغزو اليمن، علماً أن الجيش الأميركيّ يملك بالفعل قاعدة في جيبوتي الواقعة على ساحل البحر الأحمر من الجهة الأفريقية.
حقيقة الصورلكن هذا الادّعاء غير صحيح.
فالصورة الأولى، التي تُظهر طائرة نقل عسكريّة وآليّة، منشورة في الحقيقة عام 2019، مما ينفي ما قيل عنها على مواقع التواصل.
ونُشرت الصورة على مواقع وكالات، وعلى مواقع متخصّصة بالشؤون العسكريّة، على أنّها مصوّرة في قاعدة في الولايات المتحدة.
أما الصورة الثانية، التي تُظهر جنوداً متّجهين إلى طائرة، فقد تبيّن أنها منشورة على مواقع إخباريّة، من بينها وكالة غيتي، في مارس من العام 2022، ما ينفي أيضاً ما قيل عن الصورة على مواقع التواصل.
وتُظهر الصورة في الحقيقة جنوداً من المشاة في الجيش الأميركي متجّهين إلى أوروبا ضمن قوّات حلف شمال الأطلسي، وفقاً للموقع الناشر.
والتقطت الصورة تحديداً في الثاني من مارس من عام 2022.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: البحر الأحمر فی جیبوتی على مواقع
إقرأ أيضاً:
“11 فبراير” يعود بحصيلة تاريخية لـ 12 شهرًا.. اليمن يضاعف “الخروج الأمريكي المذل”
يمانيون../
يحل الـ 11 من فبراير مجدّدًا، وتتجدد فيه محطات النضال المشرفة التي عمدها الشعب اليمني الحر الأبي بدمه وتضحياته العظيمة، في مسار ثوري خلق أعظم التحولات في المنطقة بقيادة السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي.
ففي 11 فبراير العام 2011 انفجرت إرادَة الشعب وخرج إلى الساحات والميادين حاملًا مطالب مشروعة تم الالتفاف عليها؛ لتأتي الثورة السبتمبرية الفتية وتصحح المسار، فخلقت اليوم التاريخي خلال الأشهر الأولى لانتصارها حينما تم طرد الوجود الأمريكي من اليمن في 11 فبراير العام 2015 وذلك بصورة مذلّة.
أما التاريخ ذاته من العام 2025 فيأتي وقد طرد اليمنُ القوات الأمريكية البحرية من المنطقة برمتها، وذلك بعد أن خاضت القوات المسلحة اليمنية أعظم الملاحم التاريخية في مواجهة الوجود العسكري المعادي الأمريكي والغربي؛ إسنادًا لفلسطين، حتى سحبت واشنطن أذيال الهزيمة وراء أربع من حاملات طائراتها التي كانت تهيمن على المنطقة إلى أقصى شرقها، والكثير من مدمّـراتها وسفنها العسكرية، ومعها كافة القطع العسكرية الأُورُوبية، ليكتب اليمن تاريخًا جديدًا خاليًا من السطوة الأمريكية الغربية، وهنا تظهر جليًّا آفاق الثورة التحرّرية التي فجرها الشعب في الـ21 من سبتمبر 2014، والتي يبدو أنها تتجه لتكون المخلص لكل الشعوب العربية والإسلامية من هيمنة واشنطن ومن يدور في فلكها.
وبهذه المناسبة التي تنفح بالحرية والاستقلال، نسلط الضوء في هذا التقرير، على أبرز المحطات التي استهدفت فيها القوات المسلحة اليمنية، الوجود الأمريكي في المنطقة، حتى أظهرت هشاشة وضعف واشنطن، وأكّـدت للعالم أن مواجهة السطوة الأمريكية يتطلب القرار الشجاع، وليس الإمْكَانيات الموازية، حَيثُ تمكّن اليمن بقدراته البسيطة –والتي طورها تدريجيًّا– من فرض معادلات أعجزت الولايات المتحدة، فأجبرها على إعادة حساباتها العسكرية وتطوير منظوماتها الحربية بما يوازي التحدي اليمني المفروض، وتصريحات القادة العسكريين الأمريكيين لم تخف ذلك وقد أكّـدت أنها تعيد دراسة البقاء في المنطقة وفق متطلبات عسكرية تواكب القدرات اليمنية.
وفي المقابل فَــإنَّ عجلة التطوير اليمنية مُستمرّة وستظل سابقة بخطوة لكل التحَرّكات الأمريكية، حتى تقتنع واشنطن أن الثورة التي طردتها من اليمن، ما تزال عجلتها تتحَرّك بوتيرة عالية وقاعدة صلبة لطردها من باقي أجزاء المنطقة، خُصُوصًا وأن سماء بلادنا وبرها وبحرها قد صار محرمًا على الطائرات والسفن والآليات الأمريكية، وجار العمل لتوسيع مبدأ الحرية والاستقلال على أوسع رقعة جغرافية عربية إسلامية.
بعد هروب فبراير 2015.. اليمن يوسع مطاردة أمريكا:
بعد ضربة التوتشكا اليمنية على باب المندب في الـ 15 من ديسمبر 2015 وسقوط 167 قتيلًا من جنسيات مختلفة، منهم الكثير من الأمريكيين، دشّـنت اليمن أولى بدايات الاستهداف العسكري المباشر للوجود الأمريكي، وما لحقها من ضربات، حتى استهداف قاعدة الظفرة في الإمارات والتي تضم قوات أمريكية وفرنسية في الـ 24 من يناير العام 2022، تأكّـد لواشنطن أن ما حدث في 11 فبراير 2015 كانت لعنة ستظل تلاحقها إلى ما لا نهاية.
ومع معركة طوفان الأقصى التاريخية وما قابلها من إجرام أمريكي صهيوني غربي بحق الشعب الفلسطيني، دخلت اليمن الخط بعمليات خاطفة انطلقت في نوفمبر 2023، فكان التدخل الأمريكي متزايدًا لإسناد المجرم الصهيوني، فعززت واشنطن ذلك بتشكيل تحالف عدواني على اليمن بمشاركة بريطانيا في الـ 12 من يناير 2024، ليضم بلدنا العدوّ الأمريكي بجانب الصهيوني إلى دائرة الاستهداف في معركته “الفتح الموعود والجهاد المقدس” التي دشّـنها السيد القائد في بيانه الصادر بتاريخ 4 يناير 2024م، وهنا افتتح اليمن رسميًّا مسار ضرب القوات الأمريكية البحرية، وذلك في 24 يناير لذات العام، عندما تم الاشتباك معَ عددٍ مِنَ المدمّـراتِ والسفنِ الحربيةِ الأمريكيةِ في خليجِ عدن، وبابِ المندبِ أثناءَ قيامِ تلكَ السُّفُنِ بتقديمِ الحماية لسفينتينِ تجاريتينِ أمريكيتينِ وكانَ من نتائجِ عمليةِ الاشتباك إصابة سفينةٍ حربيةٍ أمريكيةٍ إصابة مباشرة، وإجبار السفينتينِ التجاريتينِ الأمريكيتينِ على التراجعِ والعودةِ، ووصولُ عددٍ من صواريخِنا البالستيةِ إلى أهدافها رغمَ محاولةِ السفنِ الحربيةِ اعتراضها، حسب تأكيد متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع؛ لتفتح هذه العملية –التي استمرت ساعتين– الشهية أمام قواتنا المسلحة لتواصل هذا المسار التحرّري الواسع، والمساند لفلسطين.
وبعدها بأقل من أسبوع وتحديدًا في الـ 31 من الشهر ذاته، أطلقت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عدة صواريخ بحرية مناسبة على المدمّـرة الأمريكية “يو إس إس غريفلي” في البحر الأحمر، فيما تم في الـ 22 من فبراير 2024 استهداف مدمّـرةٍ أمريكيةٍ في البحرِ الأحمر بعددٍ من الطائراتِ المسيَّرة.
ومع تطور القدرات اليمنية المواكبة لمتطلبات الردع، ارتفعت وتيرة العمليات بشكل متسارع ضد الوجود العسكري الأمريكي، حَيثُ نفذتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ في الـ 5 من مارس 2024 عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ من خلالِها مدمّـرتينِ حربيتينِ أمريكيتينِ في البحرِ الأحمر وذلك من خلال قواتِنا البحريةِ والقوةِ الصاروخيةِ وسلاحِ الجوِّ المسيَّر، وقدْ تمَّ تنفيذُ العمليةِ بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ والطائراتِ المسيَّرة حسبما أكّـده العميد سريع آنذاك، وبعد أقل من 20 يومًا ومع تزامن الذكرى التاسعة للعدوان على اليمن، نفذَ سلاحُ الجوِّ المسيَّر في الـ 26 من مارس لذات العام، عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ مدمّـرتينِ حربيتينِ أمريكيتينِ في البحرِ الأحمر، بالإضافة إلى ضرب سفينتين أمريكيتين وأُخرى بريطانيتين في خليج عدن والبحر الأحمر.
وتواصل الردع اليمني لينفذ سلاحُ الجوِّ المسيَّر في الـ 24 من إبريل 2024 عمليتين عسكريتين استهدفتْ إحداهما مدمّـرةً حربيةً أمريكيةً في خليجِ عدن، بعددٍ منَ الطائراتِ المسيَّرةِ واستهدفت العمليةُ الأُخرى سفينةَ (MSC VERACRUZ) الإسرائيلية في المحيط الهندي بعددٍ من الطائراتِ المسيَّرة، وقدْ حقّقتِ العمليتانِ أهدافهما بنجاحٍ، وبعد أقل من أسبوع نفذتِ القواتُ المسلحةُ في الـ30 من ذات الشهر، عملياتٍ عسكريةً ضدَّ السُّفُنِ الحربيةِ المعاديةِ في البحرِ الأحمر منها استهداف مدمّـرتينِ حربيتينِ أمريكيتينِ وذلكَ بعددٍ من الطائراتِ المسيَّرةِ، ونجحت في تحقيق الأهداف.
وبعد نصف شهر، وتحديدًا في منتصف مايو 2024 نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً استهدفتِ المدمّـرةَ الأمريكيةَ “ميسون” في البحرِ الأحمر وذلكَ بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ المناسبةِ وكانتِ الإصابة دقيقةً، ثم تفاجأ العدوّ في الـ 27 من الشهر ذاته، بعمليتين نوعيتين استهدف بها سلاح الجو المسيَّر مدمّـرتينِ حربيتينِ أمريكيتينِ في البحرِ الأحمر وقد حقّقتِ العملياتُ أهدافها بنجاح.
تدشين إجهاض وظائف “الحاملات”.. تاريخ جديد لملاحقة فلول واشنطن:
ومع اختتام شهر مايو 2024، افتتحت القوات المسلحة اليمنية مسارًا تصعيديًّا جديدًا ضد القوات الأمريكية، بأول استهداف تاريخي لحاملات الطائرات الأمريكية التي ظلت جاثمة على صدور شعوب المنطقة، وضاغطة على القوى العسكرية الكبرى، حَيثُ نفذت القوات المسلحة اليمنية في الـ 31 من الشهر ذاته، عملية مشتركة بين القوة الصاروخية والقوة البحرية، استهدفتْ حاملةَ الطائراتِ الأمريكيةَ “أيزنهاور” في البحرِ الأحمر، وقد نُفذتِ العمليةُ بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ والباليستيةِ وكانتِ الإصابة دقيقةً ومباشرةً.
وما إن التقط طاقم الحاملة أنفاسهم أخيرًا بعد تراجعها قليلًا إثر ليلة دامية، حتى افتتح اليمن الشهر الذي يليه، وتحديدًا في الأول من يونيو 2024 باستهداف ثانٍ للحاملة أيزنهاور شمالي البحر الأحمر بعد هروبها قليلًا من مكانها الذي استهدفت فيه في الليلة السابقة، وقد كانت هذه العملية في إطار ست عمليات نوعية، كانت الأولى والثانية من نصيب القوات الأمريكية، حَيثُ ومع الاستهداف الثاني لأيزنهاور، تم استهداف مدمّـرة تابعة لواشنطن في البحرِ الأحمر وأُصيبتْ إصابة مباشرةً بعددٍ من المسيَّرات، ليدرك الأمريكي أن فشله يتعاظم، أمام تعاظم القدرات اليمنية.
وفي منتصف يونيو أَيْـضًا نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ والقواتُ البحريةُ عمليتينِ عسكريتينِ في البحرِ الأحمر، الأولى استهدفتْ مدمّـرةً أمريكيةً بعددٍ منَ الصواريخِ الباليستية، وأُخرى سفينة تجارية مخالفة، وبمرور 20 يومًا عن ضرب أيزنهاور ظن العدوّ أن حاملته قد صارت في مأمن بعد تراجعها للمرة الثانية إثر الضربتين المذكورتين، ليتفاجأ في الـ 22 من الشهر ذاته بعملية للقوة الصاروخية استهدفت الحاملةِ (أيزنهاور) شماليَّ البحرِ الأحمر وذلكَ بعددٍ منَ الصواريخِ الباليستيةِ والمجنحةِ، وقدْ حقّقتِ العمليةُ أهدافها بنجاح حسب تأكيد العميد سريع، لتعلن أمريكا سحب هذه الحاملة بعد يوم من الضربة الثالثة، وبعد عقود من الهيمنة على شعوب المنطقة، قبل أن تتعرض الحاملة ذاتها لاستهداف رابع خلال هروبها من قناة السويس في الـ 24 من يونيو، لينسف اليمن أولى أركان السطوة الأمريكية، ويفتح مراحل جديدة ضد الحاملات الوافدة.
أما في شهر يوليو 2024 فكان باردًا نسبيًّا على العدوّ الأمريكي، غير أنه كان ساخنًا للغاية على العدوّ الصهيوني، حَيثُ شهد في الـ 19 منه أول عملية استهداف لـ”يافا” التي يسميها تل أبيب، بطائرة يافا التي تدم تدشينها لأول مرة، وفي الشهر ذاته أَيْـضًا نفذت أربع عمليات في عمق فلسطين المحتلّة، وذلك على وقع الانسحابات المتتالية للمدمّـرات الأُورُوبية والأمريكية، إلى جانب عمليات في البحر الأبيض المتوسط.
وكان هذا الهدوء على القوات الأمريكية بمثابة إعطاء الفرصة لواشنطن لمراجعة الحسابات قبل بدء ملاحقة الحاملة الوافدة “روزفلت” التي جاءت مطلع أغسطُس 2024 وغادرت بعد أربعين يومًا من قدومها، وما بين قدومها ورحيلها كانت قواتنا تترصد لها، فتم تنفيذ عملية في الـ 7 من أغسطُس الفائت –بعد ثلاثة أَيَّـام من قدوم الحاملة– استهدفت المدمّـرة الأمريكية “كول” في خليجِ عدن وذلكَ بعددٍ من الطائراتِ المسيَّرةِ، ونفذتِ القوات البحريةُ في ذات اليوم عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ المدمّـرةَ الأمريكيةَ “لابون” بعددٍ من الصواريخِ الباليستية، فكانت هاتانِ الرسالتان كافيتَينِ لأن تجبر واشنطن على سحب “روزفلت” في الـ13 من سبتمبر الماضي، وإخفائها في مسافات بعيدة حول القرن الإفريقي، خشية الاستهداف اليمني الحتمي، وبهذا طردت اليمن ثاني حاملة طائرات أمريكية، لتعود لعنة الانسحاب الأمريكي المذل إلى الواجهة من جديد.
وبعد سحب “روزفلت” توقفت العمليات اليمنية على القوات الأمريكية في البحر خلال ما تبقى من أغسطُس وسبتمبر الماضيين، حَيثُ كانت اليمن مشغولة جوًا بإسقاط طائرات أمريكا الحديثة المتطورة، حَيثُ تم خلال هذين الشهرين إسقاط 6 طائرات طراز إم كيو 9، بعد أن كانت فخر الصناعات الأمريكية، وهنا ثبّت اليمن الفشل الأمريكي جوًّا بعد تثبيته بحرًّا، فيما يشار أن الطائرات الأمريكية التي تم إسقاطها خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس كانت 14 طائرة، آخرها مطلع يناير الماضي.
المعركة البحرية الأوسع.. نقطة فارقة لإغراق الهيمنة الأمريكية:
ومع توقف العمليات بحرًا خلال الفترة المذكورة، ظنت أمريكا أن غاراتها الفاشلة على اليمن قد أفضت إلى نتيجة لتأمين قواتها في البحر، حتى جاء يوم الـ 27 من سبتمبر ليشهد العملية البحرية الأكبر بين اليمن وأمريكا، حَيثُ نفذتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ منْ خلالِها ثلاثَ مدمّـراتٍ حربيةٍ أمريكيةٍ معاديةٍ في البحرِ الأحمر وذلك أثناءَ توجّـههَا لإسنادِ ودعمِ العدوّ الإسرائيلي في معركته ضد فلسطين ولبنان، وقدْ نُفذتِ العمليةُ بـ 23 صاروخًا باليستيًّا ومجنحًا وطائرةً مسيَّرة، وكانتِ العمليةُ مشتركةً بينَ القواتِ البحريةِ وسلاحِ الجوِّ المسيَّرِ والقوةِ الصاروخية، فيما أَدَّت العملية إلى إصابة المدمّـراتِ الثلاثِ إصابات مباشرة، وقد وصفها العميد سريع آنذاك بالعملية البحرية الأوسع، ليتضاعف مسلسل الفشل الأمريكي، وتتصاعد معادلة الردع اليمنية الضاربة لحماية الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وبينما كان العدوّ الأمريكي يحاول تدارك الفشل، بعد تقريبه لحاملة طائرات ثالثة إثر هروب الاثنتين السابقتين “أيزنهاور، وروزفلت”، وتوقف العمليات ضده طيلة شهر أُكتوبر جراء انشغال اليمن بضرب عمق الاحتلال بخمس عمليات، وثلاث عمليات بحرية، جاء يوم الـ12 من نوفمبر الفائت، لتوجّـه القوات المسلحة اليمنية عملية مشتركة بين القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر، لاستهداف الحاملة “إبراهام لينكولن” في البحرِ العربيِّ وذلك بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ والطائراتِ المسيَّرةِ وذلك أثناءَ تحضيرِ العدوّ الأمريكيِّ لتنفيذِ عملياتٍ معاديةٍ تستهدفُ بلدَنا، فحقّقت العملية نجاحًا مزدوجًا، تمثل الأول في استهداف الحاملة وبدء تدشين متطلبات طردها، والثاني إفشال أكبر عملية عدوانية، وبالتزامن مع هذه العملية استهدفت القوات المسلحة اليمنية مدمّـرتينِ أمريكيتينِ في البحرِ الأحمر وذلك بعددٍ من الصواريخِ الباليستيةِ والطائراتِ المسيَّرةِ وحقّقتِ أهدافها بنجاحٍ.
وقد كانت هذه العملية بما حملته من رسائل، كافية لأن تجبر العدوّ الأمريكي على سحب ثالث حاملات طائراته “إبراهام لينكولن”، حينما أعلنت ذلك في الـ 19من الشهر ذاته، أي بعد أسبوع تمامًا من ضربها، وهنا تتواصل لعنة الخروج المذل.
ومع خلو البحر الأحمر من أية حاملة أمريكية إثر طرد الثلاث وضرب أكثر من 30 مدمّـرة حربية و11 سفينة شحن عسكري، كانت واشنطن تستقدم مدمّـرات من نقاط أُخرى في المنطقة كمحاولات مستميتة لحماية العدوّ على أنقاض فشل غير مسبوق، فكان مصير ثلاث مدمّـرات أمريكية وست سفن عسكرية هو الاستهداف في ميناء جيبوتي وخليج عدن والبحر الأحمر، بواقع مدمّـرة وثلاث سفن مطلع ديسمبر الفائت، ومدمّـرتين وثلاث سفن شحن عسكري في الـ10 من الشهر ذاته.
أمريكا في محاولة أخيرة.. طرد نهائي لحاملات الطائرات
ومع هذه الحصيلة استقدمت واشنطن حاملة طائرات رابعة تحمل اسم “يو إس إس هاري ترومان”، كمحاولة أخيرة، غير أنها تفاجأت بردع يمني غير مسبوق، حَيثُ استهدفتها اليمن في 8 مناسبات، فتم إحباط أكبر عملية عدوانية على اليمن كانت تهدف لتدمير مقدرات الشعب، حَيثُ تناوبت أوقات الاستهداف بين لحظات الإعداد الأمريكي للاعتداء الواسع غير المسبوق على اليمن، وبين لحظات التمركز لمحاولة البحث عن مكان آمن لتنفيذ مخطّط واشنطن.
ومع ذروة التصعيد اليمني ضد العدوّ الإسرائيلي خلال شهر ديسمبر الذي وصل في بعض الأيّام إلى 3 عمليات أَو 4 خلال 24 ساعة في عمق فلسطين المحتلّة، بدأت اليمن أولى عمليات الاستهداف للحاملة “هاري ترومان”، حسبما أكّـده العميد يحيى سريع في الـ22 ديسمبر2024:، حَيثُ نجحتِ القواتُ المسلحةُ في إفشال هجومٍ أمريكيٍّ بريطانيٍّ على بلدِنا، حَيثُ تم استهداف حاملةِ الطائراتِ يو إس إس هاري أس ترومان وعددٍ من المدمّـراتِ التابعةِ لها بالتزامن مع بَدءِ الهجومِ العدوانيِّ على بلدِنا، وقد أَدَّت هذه العملية لإسقاط طائرة أمريكية طراز إف 18 ليتضاعف الفشل الأمريكي جوًّا وبحرًّا، وفي الـ31 من ذات الشهر تم تنفيذ عمليةٍ مشتركةٍ للقواتِ البحريةِ والقوةِ الصاروخيةِ وسلاحِ الجوِّ المسيَّرِ في القواتِ المسلحةِ اليمنية، استهدفت الحاملةَ بعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيَّرةِ والصواريخِ المجنحةِ أثناءَ تحضيرِ القواتِ الأمريكيةِ لشنِّ هجومٍ جويٍّ كبيرٍ على بلدنا، بعد فشل الهجوم السابق.
ومع بداية العام الجاري، واصل اليمن ضرب الحاملة باستهداف ثالث في الـ 6 من يناير بصاروخينِ مجنحينِ وأربع طائراتٍ مسيَّرةٍ شماليَّ البحرِ الأحمر وذلكَ أثناءَ تحضيرِ العدوّ الأمريكيِّ لشنِّ هجومٍ جويٍّ كبيرٍ على بلدِنا وقدْ أَدَّت العمليةُ إلى إفشال الهجوم للمرة الثالثة، وبعد أربعة أَيَّـام جاء الاستهداف الرابع للحاملة وعدد من قطعها ومدمّـراتها الحربية في الـ10 من ذات الشهر، وتكرّر الهجوم بوتيرة أعلى لذات الهدف وقطع حربية أُخرى بعد أقل من 24 ساعة عن الاستهداف الرابع، وذلك في أكبر عملية اشتباك بحري استمرت 9 ساعات، أرهقت القادة الأمريكيين الذين اعترفوا بذلك.
وفي منتصف الشهر ذاته، نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِّ المسيَّر عمليةً عسكريةً مشتركةً استهدفت الحاملة للمرة السادسة وعددًا من القطعِ الحربيةِ التابعةِ لها شمالي البحرِ الأحمر بعد انسحاب بعيد قليلًا، وذلك بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ والطائراتِ المسيَّرة، خلالَ محاولة واشنطن تنفيذَ عملياتٍ لاستهداف اليمن، ليأتي الاستهداف السابع بعد يومين في الـ17 من يناير بعملية عسكريةٍ نفذتها القواتُ البحريةُ.
وقد اختتم اليمن سلسلة الهجمات على آخر الحاملات الأمريكية “هاري ترومان” فجر الـ19 من يناير العام 2025؛ أي قبل ساعات قليلة من دخول اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، ليؤكّـد اليمن إسناده لغزة حتى آخر اللحظات، فضلًا عن التأكيدات الثورية المتكرّرة لتكفل اليمن بدور المراقب الضامن لتنفيذ الاتّفاق، حَيثُ كانت آخر التأكيدات في خطاب القائد، الثلاثاء، بمناسبة ذكرى الخروج الأمريكي المذل 11 فبراير، والذي أكّـد أن اليمن جاهز للتصعيد في أي وقت ضد العدوّ الصهيوني إذَا أقدم على أي خرق في أية مرحلة من مراحل تنفيذ الاتّفاق.
ومع هذه السلسلة من الاستهدافات، أجبرت أمريكا على سحب الحاملة “ترومان” في الـ 6 من فبراير، لتأتي مناسبة 11 فبراير 2025، وقد صار الهروب المذل محطات متعددة بالنسبة للقوات الأمريكية؛ فمع سحب ترومان والعديد من المدمّـرات يتبقى لواشنطن في البحر الأحمر فقط مدمّـرة واحدة وفرقاطة حسب تقارير أمريكية ودولية، وهنا يتأكّـد للجميع أن اليمن قد أسس لمسار تحرّري استقلالي، نهايته طرد الوجود الأمريكي من المنطقة بالكامل، واستئصال الاحتلال الصهيوني المغروس في خاصرة الأُمَّــة.
وبالتأكيدات المُستمرّة للسيد القائد بشأن الاستعداد لتوجيه أقسى الضربات للعدو الصهيوني ورعاته إذَا ما تم خرق اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة أَو في لبنان، فَــإنَّ المراحل القادمة تنذر بسطوة عسكرية يمنية غير مسبوقة، تترصد واشنطن و”تل أبيب” ومن يدور في فلكهما الإجرامي، ليكون الـ11 من فبراير على موعد مع محطات جديدة من الإذلال اليمني لأمريكا، ولنا في ضرب وطرد أربع حاملات طائرات وأكثر من 30 مدمّـرة حربية و11 سفينة عسكرية، وإسقاط 14 طائرة تجسسية مقاتلة خلال عام فقط وخمسة أَيَّـام فقط –بين 24 يناير 2024 وحتى الـ 19 من الشهر الفائت– شاهد على أن التصعيد القادم سيختصر نصف الرواية في مسلسل الهروب الجماعي لواشنطن وجحافلها، ويكتب اليمن تاريخًا جديدًا مليئًا بالمحطات الفارقة في هذه المناسبة التاريخية.
نوح جلاس| المسيرة