خبراء ومحللون: إسرائيل ليست مستعدة لحرب في لبنان لكنها قد تفعل للفت الأنظار عن رفح
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
يعتقد محللون وخبراء أن إسرائيل عازمة على توسيع الحرب مع حزب الله اللبناني من أجل إلهاء العالم عما سيقع في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة من جرائم حال اجتياحها برا، بينما يقول آخرون إنها ليست مستعدة عسكريا لمواجهة شاملة مع لبنان لا سيما وأن حزب الله أقوى بكثير من حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ففي حين عمقت إسرائيل من ضرباتها الجوية داخل لبنان إلى مدينة النبطية رد حزب الله بقصف صفد التي تبعد 30 كيلومترا عن الحدود، لكي يؤكد عزمه على الرد بالمثل، كما يقول الخبير العسكري العميد محمد عباس.
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال عباس إن حزب الله أبدى تعمقا نسبيا في ضربته الأخيرة لكي يرسل رسالة بأنه سيرد على كل تطور في العمليات الإسرائيلية بالمثل.
وأعرب عباس عن اعتقاده بأن أي توسيع للحرب من جانب إسرائيل "سيكون رد الحزب عليه بشكل مناسب كما قال الأمين العام للحزب حسن نصر الله".
ومن وجهة نظر عباس، فإن إسرائيل قد لا تشن حربا برية في لبنان وإنما قد تلجأ لمزيد من الضربات الجوية، لكن حتى هذه "ستكون محسوبة خشية رد المقاومة عليها، خصوصا بعدما تم اختراق القبة الحديدية وصولا لصفد".
إسرائيل ليست مستعدة
وفي السياق، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى إن إسرائيل ليست مستعدة عسكريا لدخول حرب شاملة مع حزب الله، مشيرا إلى أن هذا الأمر كان ممكنا في أول الحرب على غزة، لكن لم يعد سهلا في الوقت الراهن.
وأكد مصطفى أن كل التهديدات الإسرائيلية بتوسع الحرب ليست سوى محاولة لردع حزب الله، لأن قدرة إسرائيل على شن الحرب تراجعت جدا، برأيه.
وعمليا، يقول مصطفى، فإن إبعاد حزب الله إلى شمالي نهر الليطاني "لن يحدث أبدا بالطرق الدبلوماسية، بينما إبعاده عسكريا يتطلب حربا برية شاملة لا تملك إسرائيل أدواتها حاليا".
ويعتقد مصطفى أن إسرائيل "تدرك جيدا أن إعلان حالة حرب شاملة مع لبنان سوف يكون أصعب بكثير من غزة لأن قدرات حزب الله أكبر بكثير من قدرات حماس".
وأضاف أن أي حرب برية في لبنان ستكلف إسرائيل 30 مليار دولار حسب معطيات رسمية إسرائيلية، فضلا عن أنها ستواجه 1500 صاروخ يوميا، وسيضطر 800 ألف إسرائيلي -يمثلون 20% من قوة العمل- للتوقف عن العمل.
كما لفت مصطفى إلى أن "20% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن الحل مع حزب الله سيكون عسكريا لأن الغالبية تعرف أنه ليس حماس".
وأشار إلى أن إسرائيل كانت لديها نية لفتح جبهة في الشمال تزامنا مع حرب غزة وتم إحباطها حسب ما أكده عضو مجلس الحرب غادي إيزنكوت الذي قال إن منع هذه الحرب واحدة من إنجازاته داخل مجلس الحرب.
بالتالي، فإن إسرائيل "تحاول الحفاظ على درجة معينة من العمليات مع حزب الله بحيث تضرب إمكانياته وتعيد سكانها للمستوطنات المتواجدة على الحدود"، وفق مصطفى.
ويرى مصطفى أن تل أبيب "تحاول تدفيع الحزب ثمنا معينا من خلال استهداف قياداته وبنيته العسكرية وإبعاده عن الحدود بأكبر قدر ممكن لكنها تعرف أن واشنطن ترفض توسيع الصراع مع لبنان، وأنها ليست جاهزة لهذه الحرب".
حرب حتمية
في المقابل، يرى الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات السياسية الدكتور لقاء مكي "أن الذهاب لحافة الهاوية سياسة دائمة بين حزب الله وإسرائيل، لكنها كانت دائما ضمن حدود"، مشيرا إلى أن الهجوم على رفح "لا يتعارض مع إمكانية توسيع العمليات أو ربما فتح حرب شاملة مع لبنان".
ويرى مكي أن الهجوم على رفح سيؤدي لخسائر فادحة في المدنيين وبالتالي فإن إسرائيل ستحاول لفت نظر العالم عما سترتكبه ضد المدنيين هناك من خلال فتح جبهة في جنوب لبنان".
كما أن ما يجري في رفح -برأي مكي- "سيكون على الأغلب بقوة أقل بكثير مما كانت عليه في وسط وشمال القطاع، وبالتالي لن يتطلب قوة عسكرية كبيرة بما يوفر فرصة حشد الجيش على حدود لبنان".
ومن هذا المنطلق، فإن جبهة لبنان "ستكون للإلهاء"، وفق مكي الذي أشار إلى أن قصف الحزب أهدافا أعمق داخل إسرائيل لن يردها وإنما سيزيد مخاوفها ومخاوف الولايات المتحدة التي تتفق مع إسرائيل في ضرورة هزيمة حماس وحزب الله معا، والتي لن تقبل بوجود أي قوة تهدد إسرائيل في المنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: لیست مستعدة مع حزب الله شاملة مع مع لبنان إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبراء: واشنطن قد ترتب حربا برية لإسقاط الحوثيين في اليمن
لم يعد ضرب منشآت مدنية ثمينة كافيا لردع جماعة أنصار الله (الحوثيين) عن توجيه هجماتها المتواصلة نحو إسرائيل، وهو ما قد يدفع الولايات المتحدة لترتيب ضربة إستراتيجية لإيران، أو شن حرب برية لإسقاط الجماعة اليمنية، كما يقول خبراء.
فقد أثار الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على يافا أمس السبت -ولم تتمكن الدفاعات الجوية الإسرائيلية من التعامل معه مما أدى لإصابة 30 شخصا، حسب البيانات الرسمية- سخطا كبيرا في إسرائيل على كل مستوياتها الرسمية والشعبية.
وكشف هذا الصاروخ الفشل الاستخباري الكبير الذي تعانيه إسرائيل مع الحوثيين الذين لم تثنهم الضربات العنيفة التي وجهها جيش الاحتلال لموانئ ومنشآت نفطية يمنية، عن مواصلة هجماتهم، كما قال يوسي يهوشوع -محلل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت- للقناة 12 الإسرائيلية.
ووفقا للقناة 12، فقد أطلق الحوثيون 270 صاروخا باليتسيًا و170 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومن الناحية العسكرية، فإن الصاروخ الجديد الذي استهدف به الحوثيون قلب إسرائيل، يعني أن الجماعة حصلت على سلاح جديد قادر على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية حتى بعد دعمها بمنظومة "ثاد" الأميركية، كما قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا لبرنامج "مسار الأحداث".
إعلانومع محدودية الدول التي تمتلك صواريخ فرط صوتية، فإن حنا يعتقد أن إيران ربما تحاول جعل الحوثيين رأس حربة "وحدة الساحات" حاليا، خصوصا وأن إسرائيل لن تتمكن من خوض حرب مباشرة في اليمن بسبب بعد المسافة التي لن تجعلها قادرة على جمع معلومات أو حسم معركة
تبرير ضرب إيران
ومن هذا المنطلق، فإن الجماعة اليمنية قد أصبحت صداعا فعليا لإسرائيل التي لم تتعود استهداف تل أبيب بصواريخ باليستية خاصة في الوقت الذي تحاول فيه الترويج لانتصار إقليمي داخليا وخارجيا، برأي الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى.
وتنحصر أزمة إسرائيل مع الحوثيين حاليا في أنها لم تفهم شيفرتهم، وكانت تتوقع ردعهم بضربة أو ضربتين وهو ما لم يحدث، وفق ما قاله مصطفى خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث".
وفي حين لم تكن إسرائيل مهتمة بالحوثيين قبل الحرب الحالية، فإن مصطفى يعتقد أنهم على الطاولة وأنها ستعمل على جمع المعلومات عنهم وضربهم بطريقة ما في يوم ما، كما فعلت مع حزب الله في لبنان.
لكن الأهم من ذلك -من وجهة نظر مصطفى- هو أن البعض داخل إسرائيل أصبح يتحدث عن ضرورة استغلال اللحظة التاريخية لتوجيه ضربة لمنشآت إيران النووية بل وضرب نظامها السياسي وإسقاطه.
ومع معرفة الإسرائيليين أنهم لن يكونوا قادرين على توجيه ضربة لإيران دون مشاركة أميركية مباشرة، فإنهم ربما يحاولون الحصول على مباركة الرئيس المقبل دونالد ترامب لتنفيذ هذه الضربة، برأي مصطفى.
وبعيدا عن مدى تهديد الحوثيين لإسرائيل من عدمه، فإن مصطفى يعتقد أن التفكير الإستراتيجي الإسرائيلي ربما يذهب إلى أن ضرب إيران قد يكون الخطوة الأكثر فائدة لأن انعكاساته الإقليمية ستكون واسعة وأهم بكثير من توجيه ضربات لحلفائها هنا أو هناك.
حرب برية في اليمن
ويتفق الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي مع حديث مصطفى، ويرى أن مواصلة الحوثيين ضرب إسرائيل بعد انهيار محور المقاومة وسقوط بشار الأسد وتحييد حزب الله، يمنعها من إعلان النصر.
إعلانلذا، فإن أضرار إسرائيل -التي تباهي بقوتها الجبارة- المعنوية من الضربة التي تلقتها من أفقر بلدان العالم ومن على مسافة ألفي كيلومتر، أكبر بكثير من الأضرار المادية التي ألحقتها الضربات الإسرائيلية باليمن، برأي مكي.
لكن مكي يعتقد أن الولايات المتحدة سترتب، لحرب برية جديدة -على غرار ما حدث في قطاع غزة ولبنان- لإسقاط الحوثيين على يد الحكومة اليمنية الشرعية، ويرى أن هذه الحرب ستحظى بدعم الدول الغربية التي تضررت من وقف الجماعة اليمنية للملاحة في المنطقة.
وبالنظر إلى بعد المسافة، وقلة المعلومات الاستخبارية، فإن إسرائيل قد تفضّل حشد طاقة الولايات المتحدة والغرب لضرب إيران وليس لضرب الحوثيين، بحسب ما ذهب اليه مكي.