أكياس الشاي والخيار.. الأوكرانيون يفكون الطلاسم الروسية في الميدان
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
"قم بتحضير خمسة أكياس شاي صينية في 38 برتقالة"، بمثل هذه الجمل غير المفهومة الصادرة عن أجهزة اتصالات القوات الروسية، قضى الجندي الأوكراني ميخاس أشهرا في تحليل مضمونها حتى استطاع فك طلاسمها.
وفور سماعه هذه الجملة التي تعني "إعداد 5 قذائف مدفعية صينية الصنع وإطلاقها على موقع أوكراني محدد في غابة سيريبريانسكي، التي تشكل خط المواجهة في شمال شرق البلاد"، يبدأ ميخاس في الاتصال من قبو منزل مهجور يختبئ فيه، بقائد وحدة متمركزة بالقرب من ذلك الموقع ليحذره من هجوم وشيك، مما يمنحه دقائق حاسمة لإدخال رجاله إلى الخنادق، وإنقاذ حياتهم.
وباتت القوات الأوكرانية في حاجة ماسة للتنصت بفاعلية على اتصالات قوات الغزو الروسية في ظل نقص في العدد والعتاد بعد عامين من الحرب.
ويعد هذا العمل المضني جزءا من جهد أكبر لتعزيز وتحسين قدرات الحرب الإلكترونية للقوات الأوكرانية بحيث يمكن تحذير الجنود في وقت مبكر من الهجمات الوشيكة، مع الحصول على المعلومات الاستخبارية اللازمة في ساحة المعركة لجعل الضربات أكثر نجاحا والتصدي للهجمات الروسية.
جندي أوكراني يضع نظام تنصت بالقرب من خطوط المواجهة مع القوات الروسيةوتتمتع روسيا، التي تسيطر على حوالي خمس أوكرانيا، بإمكانيات صناعة الأسلحة محليا بشكل كبير، كما تستخدم التجنيد الإجباري لاستدعاء القوات.
أما بالنسبة لأوكرانيا، فإن نقص الذخيرة أجبر قواتها على استخدام القذائف باعتدال وبشكل أكثر حكمة.
وفي هذا السياق، أصبحت المراقبة والتنصت والتشويش أكثر أهمية، بحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس".
وميخاس واحد من وحدة استخبارات مكونة من 50 جنديا أوكرانيا يعملون على مدار الساعة.
وبعد الاستماع لساعات طويلة من الاتصالات الروسية كل يوم، معظمها يتعلق بتناوب القوات، ونيران المدفعية، واستطلاع الطائرات من دون طيار، نجحت الوحدة بفك شفرات كلمات لفهم المحادثات، بمساعدة برامج كمبيوتر متخصصة.
الخيار = مدافع هاونوتعني كلمة "الخيار" مدافع الهاون، و"الجزر" عبارة عن قاذفات قنابل يدوية، بينما يتم تحديد المواقع برمز رقمي مع لون مطابق.
استغرق الأمر أشهرا لفك تشفير هذه الأوامر الروسية.
وقد يشير رصد حديث عن وصول معدات قتالية وذخيرة جديدة إلى أن هجوما جديدا أصبح وشيكا.
وتتوقع أوكرانيا هجمات شرسة خلال الفترة المقبلة خاصة مع إعلان جديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن يكون هناك سلام حتى تحقق روسيا أهدافها، التي تشمل استعادة منطقة دونباس بأكملها في شرق أوكرانيا، بعدما كانت موسكو ضمتها بشكل غير قانوني في عام 2022.
وسلط القائد الجديد للجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، الذي تولى منصبه الأسبوع الماضي، الضوء على أهمية الحرب الإلكترونية، كما زادت وزارة الدفاع في البلاد من الإنفاق على الأفراد والتكنولوجيا التي تقف وراءها.
هوائيات مموهةوفي بلدة كونستانتينيفكا بمنطقة دونيتسك، تستخدم وحدة الحرب الإلكترونية التابعة للواء 93 أجهزة التشويش لمواجهة خطر الطائرات الهجومية من دون طيار، وهي السبب الرئيسي لإصابات الجنود في المنطقة.
وكان قائد الفصيلة في حالة تأهب، وهو يحدق في جهاز كمبيوتر محمول يُظهر إشارات التقطتها هوائيات صغيرة مزروعة بالقرب من خط المواجهة. وعندما تقترب طائرة من دون طيار تابعة للقوات الروسية تضيء الشاشة.
جندي أوكراني يتابع نظاما إلكترونيا يلتقط الإشاراتوالهوائيات التي يعتمد عليها لالتقاط إشارات الراديو الروسية مموهة بين أشجار الغابة بالقرب من المواقع الروسية.
وضاعفت الحكومة الأوكرانية مؤخرا عقدها مع شركة إنفوزهايست التي تقدم خدمات مكافحة التنصت وتصنيع أنظمة تعزز من قدرات المراقبة، بحسب أسوشيتد برس.
ومن مركز قيادة في قبو المنزل المهجور، يدخن ميخاس وجنود آخرون السجائر ويستمعون إلى محادثات الروس عبر سماعات الرأس، ثم يقارن الجنود ما يسمعونه بالصور التي يجمعونها من طائرات الاستطلاع من دون طيار، ويستخدمون خرائط تفصيلية لمواقع القوات الروسية ويحللون المعلومات ليستنتجوا ببطء ما يعنيه كل ذلك.
هوائيات مموهة بين الأشجاروكشفت اعتراضات الراديو أن الكرملين عازم على السيطرة على غابة سيريبريانسكي بأكملها، التي تفصل ليمان التي تسيطر عليها أوكرانيا، عن كريمينا التي تحتلها روسيا.
وتريد روسيا السيطرة على هذه الغابة من أجل الوصول إلى تورسكي، وهي قرية في دونيتسك.
ومن تورسكي، ستكون روسيا أقرب إلى استعادة مركز ليمان شمال مقاطعة دونيتسك (شرقي أوكرانيا)، الأمر الذي سيمثل نكسة مدمرة لأوكرانيا ويعطل قدرتها على نقل الإمدادات إلى الجبهة.
الروس يريدون إعادة احتلال ليمان لقطع الإمدادات على القوات الأوكرانيةفي المقابل، يعرف الروس أنه يتم الاستماع إليهم ويحاولون بشكل روتيني خداع القوات الأوكرانية بمعلومات كاذبة. والأمر متروك لميخاس وزملائه لتمييز المعلومات الواردة، وتحليلها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: من دون طیار بالقرب من
إقرأ أيضاً:
مخاطر خفية في فنجانك: اكتشاف هذا الأمر المرعب في أكياس الشاي
صورة تعبيرية (مواقع)
كشفت دراسة علمية حديثة أجريت في جامعة ألاباما عن خطر بيئي وصحي كبير يكمن في عادة شرب الشاي باستخدام الأكياس الشائعة. فقد أظهرت الدراسة أن هذه الأكياس تطلق كميات هائلة من الجسيمات النانوية والميكروبلاستيكية عند نقعها في الماء الساخن، مما يهدد صحة الإنسان والبيئة على حد سواء.
اقرأ أيضاً ماذا يحدث لجسمك عند شرب الحليب الدافئ قبل النوم في فصل الشتاء؟ 24 ديسمبر، 2024 قرار مفاجئ: سوريا توقف الرحلات الجوية القادمة من إيران لهذا السبب 24 ديسمبر، 2024
ـ التهديد المختبئ في فنجان الشاي:
وأوضحت الدراسة أن هذه الجسيمات الدقيقة، التي لا ترى بالعين المجردة، قادرة على اختراق جدار الأمعاء والانتقال إلى مجرى الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما يمكن لهذه الجسيمات أن تتراكم في الأعضاء الحيوية وتسبب التهابات مزمنة.
ـ أكياس الشاي: مصدر رئيسي للتلوث بالجسيمات الدقيقة:
استخدم الباحثون في الدراسة أنواعًا مختلفة من أكياس الشاي المصنوعة من مواد شائعة مثل البولي بروبيلين والنايلون والسليلوز. ووجدوا أن هذه المواد تطلق ملايين الجسيمات النانوية والميكروبلاستيكية عند تعرضها للحرارة والماء الساخن.
ـ أرقام صادمة:
البولي بروبيلين: يطلق حوالي 1.2 مليار جسيم لكل ملليلتر من الماء.
السليلوز: يطلق حوالي 135 مليون جسيم لكل ملليلتر من الماء.
النايلون: يطلق حوالي 8.18 مليون جسيم لكل ملليلتر من الماء.
ـ تأثير على البيئة والصحة:
تعتبر هذه النتائج مثيرة للقلق، حيث تشير إلى أن أكياس الشاي تساهم بشكل كبير في تلوث البيئة بالجسيمات الدقيقة، والتي تنتشر في المياه والتربة وتدخل السلسلة الغذائية. كما أن استهلاك هذه الجسيمات بانتظام يشكل تهديدًا خطيرًا على صحة الإنسان.
ـ ماذا يمكننا أن نفعل؟:
الانتقال إلى الأكياس القابلة للتحلل: يجب علينا التحول إلى استخدام أكياس الشاي المصنوعة من مواد طبيعية قابلة للتحلل، مثل تلك المصنوعة من الورق أو القطن.
الشاي السائب: يعد شرب الشاي السائب بديلاً صحياً وآمنًا، حيث يمكن تحضيره باستخدام مصفاة شاي من الفولاذ المقاوم للصدأ.
التوعية: يجب نشر الوعي بهذه المشكلة بين المستهلكين، وحث الحكومات والشركات على اتخاذ إجراءات لتنظيم إنتاج وتوزيع أكياس الشاي.
ـ تحذير هام:
على الرغم من أن هذه الدراسة تثير قلقًا كبيرًا، إلا أن الأبحاث في هذا المجال لا تزال في بدايتها، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج وتحديد الآثار الصحية طويلة الأجل لتناول هذه الجسيمات.