حكاية رجل عاش 30 عاما بدون كهرباء ولا ماء.. ماذا حدث؟
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح جزءا لا يتجزأ من حياة الإنسان، خاصة في ظل التطورات التكنولوجية المستمرة، لذلك حينما تم اكتشاف رجل عاش ما يقرب من 30 عامًا في إحدى المناطق النائية في الولايات المتحدة، دون كهرباء أو ماء يصلح للشرب، أو هاتف محمول، الشعور بالغرابة سيطر على الجميع، وجعلهم يتساءلون عن حياته طوال هذه الفترة بدون تلك الأشياء.
نستعرض في التقرير التالي، قصة ريتشارد بروينيكي، عالم طبيعة، رجل عاش 30 عامًا، بدون كهرباء أو ماء أو أي من وسائل التواصل الاجتماعي، دون التفكير لمرة واحدة للعودة إلى حياته الطبيعية في أحد شوارع المدينة.
ووفق ما نشرته صحيفة «ديلي ميل»، فإن ريتشارد بروينيكي، عالم طبيعة، اختار أن يعيش في الحياة النائية بعيدًا عن أي تطور لمدة عام واحد فقط، لذلك بنى كوخا صغيرا على ضفاف بحيرة، عن طريق مواد محلية وأدوات يدوية بسيطة.
كيف عاش بروينيكي 30 عامًا في الكوخ؟على الرغم من أن «بروينيكي» قرر العيش في الكوخ لمدة عام واحد، إلا أنه وجد جمالًا في بساطة العيش مع الطبيعة وراحة لم يجدها من قبل، وقضى هناك 30 عامًا حتى بلغ من العمر 81 عامًا، عاش عقودا من الزمن بدون مياه صالحة للشرب أو كهرباء أو هاتف أي من الضروريات الحديثة، وكان يستخدم مياه البحيرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كوخ كهرباء بحيرة 30 عاما
إقرأ أيضاً:
حكاية هوية تتجدد لتعانق المجد
شهد بنت محمد القطيطية
منذ طفولتي، تشبعتُ بحب هذه الأرض، أرض الجبال الراسخة والبحر المتلاطم بلونه اللازوردي، ولم يكن ارتباطي بها مجرد مكان عشت فيه؛ بل هوية تسري في دمي، وكنت أجري في الشوارع، ألعب بين النخيل، وأستنشق عَبير التراب بعد المطر. كبرت وأنا أحمل في داخلي وعًدًا غير معلن: هذه الأرض تسكننا كما نسكنها، وهويتنا ليست مجرد تاريخ نقرأه؛ بل حياة نعيشها ونرويها جيلاً بعد جيل.
لم يكن العُماني يومًا مجرد اسم في كتب التاريخ؛ بل هو أسطورة حية ترُوى عبر الأجيال. في طفولتي، كانت جدتي هي مرشدتي إلى تاريخنا. كل حكاية كانت تأخذني إلى زمن بعيد؛ حيث رجال كأشجار اللبان العتيقة، صامدون أمام البحر والأمواج العاتية، ونساء كالنخيل الممتد في الأرض، ثابتات وجذورهن تغذي تاريخنا. تلك الحكايات لم تكن مجرد كلمات؛ بل كانت جزءًا من هويتنا، تعلمنا أن التاريخ ليس شيئاً بعيًدًا؛ بل هو شيء نعيشه في تفاصيلنا اليومية ونحمله في داخلنا.
يمكن رؤية بصمة عُمان واضحة في كل تفاصيل حياتنا.. في القهوة التي تقُدَّم في المجالس، في الزخارف المطرزة على ملابسنا، في رائحة اللبان التي تعبق في الأسواق، وحتى في النخيل التي تمتد جذورها في الأرض كما تمتد هويتنا في قلوبنا. ليست هذه مجرد عادات وتقاليد؛ بل هي انعكاس لهويتنا التي تتجسد في سلوكنا، ملابسنا، وأطعمتنا، وتشكل جزءًا أصيلًا من قصصنا التي ننقلها من جيل إلى جيل.
ومع تغير الزمن، لم تتوقف الحكايات؛ بل وجدت طرقًا جديدة للرواية. اليوم، أرى أبناء جيلي يحملون هذه القصص إلى الإنترنت، يشاركون صور أجدادهم، يكتبون عن الماضي بحب، ويعيدون إحياء التراث العُماني بطرق حديثة. لم يعد الماضي مجرد ذكرى في الكتب؛ بل أصبح محتوى رقميًا يُنشر في منصات التواصل، يتفاعل معه الناس، ويتناقلونه ليبقى حاضرًا في وجداننا. التكنولوجيا لم تضعف ارتباطنا بالهوية؛ بل أعطتنا أدوات جديدة للحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة.
مع تطور التقنيات، قد تتغير أساليب روايتنا لقصصنا، لكن جوهر الهوية العُمانية سيبقى. ربما في المستقبل سنروي قصصنا عبر تقنيات الواقع الافتراضي أو الذكاء الاصطناعي، لكن السؤال الحقيقي هو: هل ستؤثر هذه التطورات على ارتباطنا بأرضنا وقيمنا؟ أعتقد أن العُماني سيجد دائمًا طريقته في الحفاظ على هويته، تمامًا كما فعل أسلافه عندما انتقلوا من الحكايات الشفهية إلى التدوين، ومن الرسائل الورقية إلى المحتوى الرقمي.
جدتي كانت تردد دائمًا: "اللي يعرف أصله ما يضيع حتى في غربته". لم أفهم معنى هذه العبارة تمامًا عندما كنت صغيرة، لكنني اليوم أدركُ كل كلمة فيها. الهوية ليست شيئاً نمتلكه؛ بل شيء نحياه، نتمسك به، ونجدده مع الزمن. عُمان ليست مجرد وطن، إنها جزء منا، نروي قصصها بطرق مختلفة، لكنها دائمًا تعيش فينا، تتجدد معنا، وتبقى نابضة في قلوبنا.