الوطن:
2024-10-05@00:08:45 GMT

‏د. عمرو صالح يكتب: مصر قادرة

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

‏د. عمرو صالح يكتب: مصر قادرة

لا توجد دولة فى العالم، وأكرر، لا توجد دولة فى العالم، تمتلك ما تمتلكه مصر من ثروات سياحية، وليست الثروة المالية والموارد الطبيعية هى الأهم، ولكن امتلاك مصر لثقل حراك سياسى واقتصادى رائع ومذهل صعب أن يتكرر هو الأهم، وهذا الحراك الذى أرساه الرئيس عبدالفتاح السيسى بجولاته وعلاقاته وإدخال مصر فى محيط من التشابكات والتوازنات والمصالح الراقية مع الدول الكبرى قبل الصغرى، لتعود لمصر ريادتها وهيبتها ومكانتها ومحبتها فى قلوب العالم، هذا الحراك لا بد من استغلاله والاستثمار عليه، ونحن نرى إخواننا من دولة الإمارات العربية المتحدة، زايد الكرم، ومن السعودية، ومن الكويت، يضخون مليارات الدولارات فى الاستثمار السياحى والصناعى والتجارى فى مصر، ليس فقط إيماناً منهم بانطلاق الجمهورية الجديدة، ولكن لرؤية مصر وهى تقود معارك التنمية وتغير المناخ وتقود قارة مثل أفريقيا نحو التنمية المستدامة من خلال مبادرات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ودائرة العمل معه من أصحاب الفكر الراقى، لتشبيك أفريقيا مع دول الاتحاد الأوروبى والدول الصناعية والصين، وفتح أسواق جديدة، فكم رأينا من مبادرات مصرية ومؤتمرات ربطت أفريقيا ببرلين وأفريقيا بباريس وأفريقيا بموسكو وأفريقيا باليابان، وأفريقيا بالدول العربية، وأيضاً أفريقيا بالمؤسسات الدولية، هذا كله إن دل على شىء، فإنما يدل على الثقل السياسى والاقتصادى والتاريخى بعودة واستغلال مصر لـ«قوتها الناعمة»، تلك القوة التى تحدث عنها مراراً وتكراراً السيد رئيس الجمهورية ودعا وزراء الحكومة إلى استغلالها واعتبارها كنز مصر فى القرن الواحد والعشرين.

‏وإن كنت أجزم بشكل قطعى أن حكومة دولة رئيس الوزراء الدؤوب، الدكتور مصطفى مدبولى، تعمل بتناغم ولا تدخر جهداً فى التخطيط للتنمية المستدامة فى مصر، إلا أننى أعتقد أن مصر يمكن أن تستغل بشكل أفضل وأكبر بكثير وأسرع قوتها الناعمة، وبالتحديد فى مجال السياحة، التى ارتفع إليها عدد السياح الوافدين إلى مستوى قياسى بنحو ١٥ مليون زائر فى العام الماضى، ولم تشهد مصر هذا الرقم من قبل فى تاريخها، بل خططت مصر لمضاعفة خمس مرات إيرادات المجلس الأعلى للآثار، ومضاعفة طاقة الطيران المصرية لتصل إلى 3 أمثالها حتى عام 2028، وهى جهود أدت إلى زيادة أعداد مقاعد الطيران المحفزة والوافدة من ٥٦٠ ألف مقعد تقريباً فى أواخر العام 2022 إلى نحو ٧٨٠ ألف مقعد قبل نهاية العام 2032.

جهود جبارة تبذلها الحكومة المصرية لكى تزيد من الحصيلة الدولارية التى تضخ فى الاقتصاد المصرى من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية السياحية، ولكننى مؤمن بأن إمكانيات مصر أكبر بكثير، ولا أريد أن تقارن مصر ببعض الدول الآسيوية المجاورة أو العربية حديثة النشأة والقريبة جداً منا، والتى تقريباً لها ضعف هذا الرقم، رغم أنها لا تمتلك فقط إلا الشواطئ وبعضاً من أعلى مبانى العالم الحديثة، فمصر العظيمة يمكن فى رأيى الشخصى أن تصل إلى ٢٠ مليون سائح خلال عامين فقط، نعم عامان فقط، ومن خبرتى كمستشار دولى مع بعض الحكومات العربية والدولية، ومن خلال العمل مع البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، مؤمن تماماً بأن مصر يمكن أن تخلق «جزراً سياحية» خارج إطار الشرق الأوسط وما يدور فيه من صراع وحروب، بحيث تخلق صورة ذهنية للسائح العالمى لا ترتبط إطلاقاً بالشرق الأوسط أو الصراع العربى - الإسرائيلى، ولكن كل ما علينا فعله هو فى رأيى الشخصى الآتى:

١- خلق «جزر مصرية سياحية» ومناطق سياحية خارج إطار الصراع الشرق أوسطى.

٢- الاستثمار على جولات ومؤتمرات ومبادرات مصر الدولية، والأهم استغلال والاستثمار على شخصية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى المحبوبة عربياً وعالمياً، لخلق بطل سياحى يبنى عليه المشروع المصرى السياحى، ونستغل معها مكاسب مصر السياسية خلال الأعوام العشرة الماضية.

٣- إشراك مؤسسات التمويل الدولية وبصورة مباشرة فى الاستثمار السياحى وليس فقط الدول الصديقة والشقيقة.

٤- جعل الدولة محركاً ونترك للقطاع الخاص مهمة التجديف بالمركب، لأنه صاحب المصلحة، وإذا لم يقم بما يجب أن يقوم به، فهذا هو أهم امتحان له فى التنمية السياحية، ولكنه قادر بالفعل معنا على هذه المهمة.

٥- الاستفادة من القوة والسلطة والخبرة والرؤية لبعض الجهات السيادية فى مصر لتطوير بنى تحتية عملاقة لصالح قطاع السياحة من خلال ما تمتلكه من أذرع استراتيجية، وهى صاحبة أكبر مصلحة فى بناء هذا الوطن.

٦- جعل الآثار فى خدمة السياحة وليس العكس، وهو المفهوم الذى يجب أن يتغير فى «صناعة السياحة المصرية» بإدخال لغات وأفكار دولية للآثار لقطاع السياحة المصرية، فأين أفريقيا مثلاً أو الدول الآسيوية التى زارها السيد الرئيس خلال السنوات العشر الماضية من السوق السياحية المصرية؟

‏هذه الأفكار والمقترحات لا تعنى أن الوزارات المتعاقبة لم تؤدِّ واجبها، إنما تعنى ببساطة الإيمان والمعرفة والخبرة الأكيدة والتأكيد أيضاً أن مصر قادرة وتستطيع أن تضيف لهذه الأرقام أضعافاً من خلال عمل مبتكر خارج إطار الصندوق، ولكن الأهم أن نبنى على المكتسبات المصرية السياسية والاقتصادية التى حققتها الدولة فى عهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وساندته فيها الأجهزة الوطنية والسيادية المصرية خلال رحلة السنوات العشر الماضية، منذ الوقوع فى وهم الثورة وحتى الصعود الشامخ إلى قمة الجبل بجهد وعرق وتضحيات ورؤية مصرية خالصة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قطاع السياحة السياحة السياح اقتصاد مصر الرئیس عبدالفتاح السیسى السید الرئیس من خلال

إقرأ أيضاً:

حكم تاريخي بعد 90 جريمة اغتصاب على البستاني المزيف في جنوب أفريقيا

أصدرت محكمة في جنوب إفريقيا، الخميس، قرارا تاريخيا بـ 42 حكما بالسجن مدى الحياة على رجل أدينَ بـ90 جريمة اغتصاب، معظمها لطفلات، وهي قضية أثارت ضجة كبيرة لدى توقيفه عام 2021.

وتُليَ منطوق الحكم على نكوسيناتي فاكاثي، المسجون والمدان منذ عام 2022، خلال جلسة عقدت الخميس وتولّت محطات التلفزة الإخبارية الرئيسية في جنوب إفريقيا نقلها مباشرة على الهواء.

وأشارت القاضية ليسيغو ماكولوماكوي خلال الجلسة إلى أن بعض ضحاياه تلميذات "كنّ في طريقهنّ إلى المدرسة، بالزي المدرسي، فيما كانت أخريات في منازلهن يتهيأن للذهاب".

وكان وجه الرجل البالغ 40 عاما مغطى بكمامة طبية خلال الجلسة التي عُقدت في محكمة بالم ريدج قرب جوهانسبرغ.

وذكّرت القاضية بأن بعض ضحاياه "سمحن له بدخول منازلهنّ بعدما انتحل صفة بستاني، أو ادّعى أنه حضر لتصليح الأنابيب أو حتى لاستكمال وثائق البلدية".

وبقي نكوسيناتي فاكاثي متماسكا خلال التلاوة الطويلة لعقوباته، وخبأ رأسه بين ذراعيه، واسنده إلى عكازين، إذ بُترت ساقه بعد إصابته بطلق ناري عندما أوقفته الشرطة.

وبالإضافة إلى جرائم الاغتصاب التسعين، دينَ الرجل أيضا بإجبار أربعة أشخاص آخرين على الاغتصاب، وبإجبار طفل ثلاث مرات على مشاهدة فعل جنسي، وب43 عملية خطف وباعتداءين وبأربع سرقات.

ويُعدّ معدّل الجرائم في جنوب إفريقيا من الأعلى في العالم. وأفادت بيانات الشرطة بأن عدد حالات الاغتصاب بلغ 9309 بين أبريل ويونيو 2024، اي بزيادة مقدارها 0,6 في المئة عمّا كانت عليه خلال الفترة نفسها من العام المنصرم.

وانتقد الناشطون في مجال حقوق المرأة الحكومة لعدم اتخاذها إجراءات كافية لمكافحة العنف ضد النساء.

مقالات مشابهة

  • حكم تاريخي بعد 90 جريمة اغتصاب على البستاني المزيف في جنوب أفريقيا
  • د. عبدالمنعم السيد يكتب: الرقمية الصناعية وجذب الاستثمارات
  • عمومية الجمعية المصرية للتأمين التعاوني تعتمد مركزها المالي عن العام 2023/ 2024
  • رئيس الكونفدرالية الإيطالية يكشف لـ«البوابة نيوز» تفاصيل إطلاق مشروع ضخم لتدريب العمالة المصرية 
  • عمرو الحلواني: الأهلى والزمالك الأقرب للوصل إلى نهائي كأس الرابطة.. لدى طموح لنقل تجربة مانشيستر سيتى إلى الاندية المصرية
  • أبوبكر الديب يكتب: القاهرة والرياض..تكامل التنمية وتعظيم القدرات
  • «مركز التلقيح الاصطناعي» بكفر الشيخ: مصدر سلالات الأبقار والجاموس عالية الإنتاجية المناسبة للظروف المناخية المصرية
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»
  • مدبولي: الدولة المصرية بأذرعها المختلفة قادرة على مواجهة أي تحديات خارجية
  • السياحة تنظم ورشة عمل مع الشركات التركية للترويج للمقاصد المصرية