الوطن:
2025-01-31@17:41:17 GMT

‏د. عمرو صالح يكتب: مصر قادرة

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

‏د. عمرو صالح يكتب: مصر قادرة

لا توجد دولة فى العالم، وأكرر، لا توجد دولة فى العالم، تمتلك ما تمتلكه مصر من ثروات سياحية، وليست الثروة المالية والموارد الطبيعية هى الأهم، ولكن امتلاك مصر لثقل حراك سياسى واقتصادى رائع ومذهل صعب أن يتكرر هو الأهم، وهذا الحراك الذى أرساه الرئيس عبدالفتاح السيسى بجولاته وعلاقاته وإدخال مصر فى محيط من التشابكات والتوازنات والمصالح الراقية مع الدول الكبرى قبل الصغرى، لتعود لمصر ريادتها وهيبتها ومكانتها ومحبتها فى قلوب العالم، هذا الحراك لا بد من استغلاله والاستثمار عليه، ونحن نرى إخواننا من دولة الإمارات العربية المتحدة، زايد الكرم، ومن السعودية، ومن الكويت، يضخون مليارات الدولارات فى الاستثمار السياحى والصناعى والتجارى فى مصر، ليس فقط إيماناً منهم بانطلاق الجمهورية الجديدة، ولكن لرؤية مصر وهى تقود معارك التنمية وتغير المناخ وتقود قارة مثل أفريقيا نحو التنمية المستدامة من خلال مبادرات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ودائرة العمل معه من أصحاب الفكر الراقى، لتشبيك أفريقيا مع دول الاتحاد الأوروبى والدول الصناعية والصين، وفتح أسواق جديدة، فكم رأينا من مبادرات مصرية ومؤتمرات ربطت أفريقيا ببرلين وأفريقيا بباريس وأفريقيا بموسكو وأفريقيا باليابان، وأفريقيا بالدول العربية، وأيضاً أفريقيا بالمؤسسات الدولية، هذا كله إن دل على شىء، فإنما يدل على الثقل السياسى والاقتصادى والتاريخى بعودة واستغلال مصر لـ«قوتها الناعمة»، تلك القوة التى تحدث عنها مراراً وتكراراً السيد رئيس الجمهورية ودعا وزراء الحكومة إلى استغلالها واعتبارها كنز مصر فى القرن الواحد والعشرين.

‏وإن كنت أجزم بشكل قطعى أن حكومة دولة رئيس الوزراء الدؤوب، الدكتور مصطفى مدبولى، تعمل بتناغم ولا تدخر جهداً فى التخطيط للتنمية المستدامة فى مصر، إلا أننى أعتقد أن مصر يمكن أن تستغل بشكل أفضل وأكبر بكثير وأسرع قوتها الناعمة، وبالتحديد فى مجال السياحة، التى ارتفع إليها عدد السياح الوافدين إلى مستوى قياسى بنحو ١٥ مليون زائر فى العام الماضى، ولم تشهد مصر هذا الرقم من قبل فى تاريخها، بل خططت مصر لمضاعفة خمس مرات إيرادات المجلس الأعلى للآثار، ومضاعفة طاقة الطيران المصرية لتصل إلى 3 أمثالها حتى عام 2028، وهى جهود أدت إلى زيادة أعداد مقاعد الطيران المحفزة والوافدة من ٥٦٠ ألف مقعد تقريباً فى أواخر العام 2022 إلى نحو ٧٨٠ ألف مقعد قبل نهاية العام 2032.

جهود جبارة تبذلها الحكومة المصرية لكى تزيد من الحصيلة الدولارية التى تضخ فى الاقتصاد المصرى من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية السياحية، ولكننى مؤمن بأن إمكانيات مصر أكبر بكثير، ولا أريد أن تقارن مصر ببعض الدول الآسيوية المجاورة أو العربية حديثة النشأة والقريبة جداً منا، والتى تقريباً لها ضعف هذا الرقم، رغم أنها لا تمتلك فقط إلا الشواطئ وبعضاً من أعلى مبانى العالم الحديثة، فمصر العظيمة يمكن فى رأيى الشخصى أن تصل إلى ٢٠ مليون سائح خلال عامين فقط، نعم عامان فقط، ومن خبرتى كمستشار دولى مع بعض الحكومات العربية والدولية، ومن خلال العمل مع البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، مؤمن تماماً بأن مصر يمكن أن تخلق «جزراً سياحية» خارج إطار الشرق الأوسط وما يدور فيه من صراع وحروب، بحيث تخلق صورة ذهنية للسائح العالمى لا ترتبط إطلاقاً بالشرق الأوسط أو الصراع العربى - الإسرائيلى، ولكن كل ما علينا فعله هو فى رأيى الشخصى الآتى:

١- خلق «جزر مصرية سياحية» ومناطق سياحية خارج إطار الصراع الشرق أوسطى.

٢- الاستثمار على جولات ومؤتمرات ومبادرات مصر الدولية، والأهم استغلال والاستثمار على شخصية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى المحبوبة عربياً وعالمياً، لخلق بطل سياحى يبنى عليه المشروع المصرى السياحى، ونستغل معها مكاسب مصر السياسية خلال الأعوام العشرة الماضية.

٣- إشراك مؤسسات التمويل الدولية وبصورة مباشرة فى الاستثمار السياحى وليس فقط الدول الصديقة والشقيقة.

٤- جعل الدولة محركاً ونترك للقطاع الخاص مهمة التجديف بالمركب، لأنه صاحب المصلحة، وإذا لم يقم بما يجب أن يقوم به، فهذا هو أهم امتحان له فى التنمية السياحية، ولكنه قادر بالفعل معنا على هذه المهمة.

٥- الاستفادة من القوة والسلطة والخبرة والرؤية لبعض الجهات السيادية فى مصر لتطوير بنى تحتية عملاقة لصالح قطاع السياحة من خلال ما تمتلكه من أذرع استراتيجية، وهى صاحبة أكبر مصلحة فى بناء هذا الوطن.

٦- جعل الآثار فى خدمة السياحة وليس العكس، وهو المفهوم الذى يجب أن يتغير فى «صناعة السياحة المصرية» بإدخال لغات وأفكار دولية للآثار لقطاع السياحة المصرية، فأين أفريقيا مثلاً أو الدول الآسيوية التى زارها السيد الرئيس خلال السنوات العشر الماضية من السوق السياحية المصرية؟

‏هذه الأفكار والمقترحات لا تعنى أن الوزارات المتعاقبة لم تؤدِّ واجبها، إنما تعنى ببساطة الإيمان والمعرفة والخبرة الأكيدة والتأكيد أيضاً أن مصر قادرة وتستطيع أن تضيف لهذه الأرقام أضعافاً من خلال عمل مبتكر خارج إطار الصندوق، ولكن الأهم أن نبنى على المكتسبات المصرية السياسية والاقتصادية التى حققتها الدولة فى عهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وساندته فيها الأجهزة الوطنية والسيادية المصرية خلال رحلة السنوات العشر الماضية، منذ الوقوع فى وهم الثورة وحتى الصعود الشامخ إلى قمة الجبل بجهد وعرق وتضحيات ورؤية مصرية خالصة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قطاع السياحة السياحة السياح اقتصاد مصر الرئیس عبدالفتاح السیسى السید الرئیس من خلال

إقرأ أيضاً:

«التنظيم والإدارة»: تعيين 40 ألف معلم في المعاهد الأزهرية

استقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ظهر اليوم الأربعاء، الدكتور صالح الشيخ، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، والوفد المرافق له، لبحث عددٍ من القضايا المتعلقة بسد احتياجات المعاهد الأزهرية من المعلمين.

شيخ الأزهر الشريف

وبحس بيان مشيخة الأزهر خلال اللقاء، أبلغ الدكتور صالح الشيخ، شيخ الأزهر، بموافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على تعيين 40 ألف معلم بالمعاهد الأزهرية في مختلف التخصصات العلمية على عدة سنوات مالية، بناءً على الدراسة التي أعدها الجهاز بالتعاون مع قطاع المعاهد الأزهرية لسد العجز الحالي في معلمي المعاهد في مختلف التخصصات العلمية.كما استعرض وكيل الأزهر خلال اللقاء، الصورة النهائية للهيكل التنظيمي للأزهر الشريف، وفقًا للرؤية التي تقدمت بها مشيخة الأزهر في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر، تمهيدًا لاعتماده والموافقة عليه بشكل نهائي، موجهًا الشكر لفضيلة الإمام الأكبر على تذليل كل العقبات للخروج برؤية مستقبليَّة تستوعب كل الأجهزة الإدارية بالأزهر، كما أعرب عن تقديره للتعاون المشترك مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة خلال كل مراحل العمل المشترك.

تعيين 40 ألف معلم بالمعاهد الأزهرية

من جانبه، أعرب شيخ الأزهر عن تقديره لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للتعليم الأزهري، وحرصه على توفير كل أوجه الدعم لاستمرار الأزهر في نشر رسالته العالمية على الوجه الأكمل، وفي مقدمتها رسالة التعليم، الذي يعد ركيزةً أساسيةً لتقدم الأمم وصناعة نهضتها.

كما أعرب شيخ الأزهر عن تقديره لجهود الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة برئاسة الدكتور صالح الشيخ، وفرق العمل بالجهاز، التي لم تدخر جهدًا في إنجاز هذا العمل المهم خاصة في ظل النقص الشديد في تخصصات معلمي الأزهر، مطالبًا بضرورة الخروج بشروط المسابقة والإعلان في أسرع وقت ممكن لاستثمار هذا العدد في منظومة تطوير التعليم الأزهري والارتقاء به.

وأعرب الدكتور صالح الشيخ عن سعادته بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، وتقديره لمواقف فضيلته العالميَّة في دعم قضايا الأمة، مؤكدًا أن الدولة المصرية تُولي اهتمامًا كبيرًا بالتعليم الأزهري؛ لما يتمتع به خريجو الأزهر من سمعة مرموقة داخليًّا وخارجيًّا، مشيرًا إلى أن الجهاز بصدد الإعلان عن مسابقة لشغل 10.000 وظيفة معلم أزهري في بعض التخصصات كإعلان أول يتبعه إعلانات أخرى في السنوات المالية القادمة، وسيتم الإعلان عنها بالتنسيق مع الأزهر الشريف، من خلال موقع بوابة الوظائف الحكومية في أقرب وقت.

وقدَّم الدكتور صالح الشيخ خالص شكره وتقديره للرئيس السيسي، على دعمه المستمر لملف الإصلاح الإداري بشكل عام، وتوجيهه بسد العجز في الموارد البشرية بوحدات الجهاز الإداري للدولة بشكل خاص.

مقالات مشابهة

  • عمرو الليثي يكشف مستقبل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في 2030
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • الإنتربول: اعتقال 45 مطلوباً في أفريقيا
  • سعود بن صقر: تطوير الكفاءات الوطنية وبناء أجيال قادرة على مواكبة المستقبل
  • 20 مليار دولار صادرات تركيا إلى أفريقيا العام الماضي
  • السياحة المصرية ترفع شعار الجودة.. متابعة دقيقة للاستفسارات والشكاوى
  • د. منجي على بدر يكتب: زيادة الصادرات إلى 100 مليار دولار بين الرغبة والواقع
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • «التنظيم والإدارة»: تعيين 40 ألف معلم في المعاهد الأزهرية
  • برلمانية: مصر تمتلك مقومات فريدة تجعلها قادرة على جذب ملايين السائحين سنويًا