الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس التركى رجب طيب اردوغان لمصر أمس سيكون لها ما بعدها بالنسبة لأنقرة والقاهرة على حد سواء.
الزيارة تأتى فى توقيت دقيق جدًا وناقشت ملفات سيكون التوافق حولها من الجانبين مفيدا خاصة ملفى غزة وليبيا.
الدولتان كبيرتان وكل منهما قوة لا يستهان بها والتقارب الان كان لابد أن يحدث.
تركيا أعلنت عن صفقة طائرات مسيرة قبل زيارة أردوغان لمصر، والحقيقة أن أنقرة أحدثت نقلة كبيرة فى تصنيع الطائرات المسيرة لدرجة استعانة روسيا وبعض دول الاتحاد الأوربى بهذه الطائرات، ولا شك أن الصفقة مفيدة لمصر وإن كان الاتفاق على التصنيع العسكرى بين البلدين إن حدث سيكون اهم من صفقة تأتى والسلام.
فى المجال الاقتصادى هناك شبه توافق على أن البلدين يحتاجان لبعضهما البعض.. تركيا بالاستثمار والمصانع هنا، ومصر أهم دولة بالنسبة للدولة التركية كنقطة عبور إلى افريقيا.. وهو السوق الذى تعمل عليه تركيا منذ سنوات.
من الملفات المهمة أيضا غاز المتوسط، والدولة التركية تحفظ لمصر حرصها على الحقوق التركية وعدم الانصياع لمطامع اليونان وقبرص.. ومعروف أن مصر رفضت خروج تركيا من معادلة الغاز بشكل لاقى ارتياح الاتراك وأصبح مقدرًا تماما، وساعد فى عودة العلاقات سريعا.
الحقيقة أن أردوغان تشدد فى مقاطعة مصر بعد ثورة 30 يونيه ومنذ عام 2013ولكنه عاد بعد سنوات برسائل إيجابية عديدة تعكس رغبته الملحة فى إعادة العلاقات مرة أخرى.
باختصار الوضع السابق والقطيعة لم يكن ليستمر باية حال وأن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى ابدا.
التفاؤل الذى صاحب تلك الزيارة له ما يبرره وبالتأكيد يستند إلى حقائق الجغرافيا والتاريخ.
علاقات من هذا النوع ستكون ذات أثر مباشر على مصر، ويجب أن يحدث تقارب مماثل أيضًا مع إيران، وبالفعل هناك إشارات لعودة العلاقات الطبيعية مع إيران.
فى السياسة ليس هناك عدو أو صديق دائم، وانما هناك مصالح دائمة.
اردوغان يحمل فى كفيه السلام والتعاون ومصر كذلك ومن هنا نبدأ فى جنى ثمار كل ذلك فى المجال العسكرى والسياسى والاقتصادى.
مصر ابدا لم تكن دولة حبيسة، وسياستها دائما تقوم على الانفتاح على كل دول العالم فما بالك بدولة شقيقة مثل تركيا بيننا وبينها روابط تاريخية لا يمكن تجاهلها.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ما يحمله أردوغان الزيارة التاريخية الرئيس التركي والقاهرة
إقرأ أيضاً:
أردوغان: تركيا لا تتوقع تأثر تجارتها سلبا برسوم ترامب
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا لا تتوقع تأثر تجارتها وإنتاجها وصادراتها سلبا بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودخلت حيز التنفيذ اليوم الأربعاء.
وفي كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، قال أردوغان إن البرنامج الاقتصادي التركي جعل البلاد قادرة على الصمود في وجه الصدمات الخارجية، وإنه يتوقع نموا اقتصاديا أقوى في المدى المتوسط والطويل مقارنة بالدول المماثلة.
وفي وقت سابق، رأى وزير المالية التركي محمد شيمشك أن بلاده قد تكون من بين الدول القليلة في الأسواق الناشئة التي تتمكن من الاستفادة من العاصفة الجمركية التي أطلقها ترامب، مؤكدا أن انخفاض أسعار النفط ومرونة العلاقات التجارية يمنحان الاقتصاد التركي مساحة للمناورة.
وفي مقابلة مع فايننشال تايمز نُشرت، قال شيمشك: "عندما ينقشع الغبار، نأمل ونؤمن أن تركيا يمكن أن تتفوق إيجابا في نظر المستثمرين مقارنة باقتصادات ناشئة أخرى".
ورغم فرض ترامب تعريفة جمركية أساسية بنسبة 10% على الواردات التركية، أشار شيمشك إلى أن الاقتصاد التركي البالغ 1.3 تريليون دولار ليس من بين الأكثر تضررا.
وأوضح أن 80% من التجارة الخارجية لتركيا تتم مع دول تربطها بها اتفاقيات تجارة حرة، مثل الاتحاد الأوروبي ودول الجوار في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا.
إعلان