بوابة الوفد:
2024-11-08@07:34:54 GMT

مجازر غزة تطارد «بايدن»

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

السلطة تهين من يقبض عليها ويتشبس بها، ويغفل عن قوانين الزمن وسنن ونواميس الحياة التى تطوى كل شىء أمامها، والرئيس الأمريكى جو بايدن بات مقالًا بالغ الدلالة لهذه القاعدة، بعد أن تحول إلى - ترند - الاعلام والسوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعى بسبب هفواته وذلات لسانه التى تكررت فى الفترة الأخيرة، وجعلته مادة للسخرية والفكاهة، وعلى جانب آخر أثارت حفيظة كثير من ساسة العالم باعتباره رئيس أكبر دولة، ومثل هذه الهفوات لها دلالات وآثار - أيضاً باتت حالة الرئيس الأمريكى مثار جدل كبير فى الرأى العام الأمريكى فى ظل تأكيد الأطباء أن حالة بايدن الذهنية مسار شكوك ولا تؤهله لفترة رئاسية ثانية وفى ظل تقدمه بالعمر وبلوغه الثانية والثمانين، وفى آخر استطلاعات للرأى، أكد 70٪ من الأمريكيين عدم رغبتهم فى استمرار بايدن، وجاء رفض الشريحة الأكبر من هذا الاستطلاع بسبب سن بايدن وحالته الذهنية، وهو أمر تلقفه واستغله منافسه دونالد ترمب، وقال إن بايدن استدعى روح الرئيس الفرنسى فرانسوا ميتران الذى توفى قبل حوالى ثلاثين عامًا، وتحدث معه بشأن الأحداث الجارية الآن فى إشارة إلى واحدة من سقطات بايدن.

آخر تخاريف بايدن الأسبوع الماضى كان حديثه عن الحرب الإسرئيلية على غزة، وادعاءه بالحرص على أبناء غزة وممارسة الضغوط من أجل دخول المساعدات عبر معبر رفح، بعد مطالبة الرئيس المكسيكى عبدالفتاح السيسى بفتح المعبر.. والحقيقة أن حالة الخرف التى يعيشها بايدن ليست بجديدة، وإن كانت هذه الواقعة تحديدًا تكشف عن النوايا الأمريكية الإسرائيلية تجاه معبر رفح وتهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى سيناء عبر هذا المنفذ، وهو أمر رفضته مصر بشكل قاطع منذ بداية الحرب، على اعتبار أنه يؤدى إلى تصفية القضية الفلسطينية ويشكل خطورة على الأمن القومى المصرى والسيادة المصرية على سيناء، والمؤكد أن رفض مصر القاطع لفتح المعبر فى بداية الحرب بهدف خروج المدنيين الأمريكيين والأوروبيين وغيرهم من الجنسيات الأجنبية، إلا بشرط دخول المساعدات لأبناء الشعب الفلسطينى أمر بات عالقًا فى ذهن الرئيس الأمريكى.. وعندما يستدعى بايدن هذا الموقف الآن، فهو أمر ليس بجديد فى ظل حالته الذهنية وذلاته المتكررة التى باتت جزءًا منه وتتكرر فى كل جولاته الانتخابية التى يتعرض فيها لانتقادات كبيرة بسبب استمرار الحرب على غزة وعملية الإبادة الجماعية التى تطال أطفال غزة فى أبشع صورة عرفتها البشرية، دون أن يحرك الرئيس الأمريكى ساكنًا حتى لا يفقد دعم اللوبى الصهيونى فى معركته.

الحقيقة أن انفصال بايدن عن الواقع لم يعد محل شك فى ظل جرائم الحرب وعملية الابادة الجماعية والمشاهد المروعة لأشلاء الأطفال التى وثقتها وسائل الاعلام والمنظمات الدولية، وباتت تشكل وصمة عار فى جبين الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يجد الرئيس الأمريكى بايدن ما يقوله عن هذه الجريمة التى تشارك فيها بلاده، فذهب إلى الحديث عن ممارسة ضغوط من أجل ادخال المساعدات فى التفاف على الانتقادات الشديدة والاتهامات الموجهة إليه لدعمه فى استمرار هذه الحرب القذرة، بعد أن باءت محاولات مجلس الأمن بالفشل فى كل اجتماعاته منذ اندلاع هذه الحرب بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض - الفيتو - فى مواجهة كل مشاريع قرارات وقف الحرب، والكل يعلم أن هذا الموقف العنصرى يأتى نتيجة التحدى الانتخابى الصعب الذى يواجهه بايدن، وسعى إدارته لاستمراره فى ولاية ثانية بكل السبل ومن خلال كسب اللوبى الصهيونى اليهودى.. وكلنا يذكر زيارة وزير الخارجية الأمريكى بلينكن إلى إسرائيل التى أعلن فيها أنه حضر بصفته يهوديًا، وهو أمر استغله رئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف نتنياهو للقضاء على أكبر عدد من الفلسطينيين، خاصة أنه يعى تمامًا أن توقف الحرب يعنى نهايته السياسية ومحاكمته وسجنه.

حفظ الله مصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بايدن صواريخ السلطة قوانين الزمن الرئیس الأمریکى

إقرأ أيضاً:

أستاذ علم الاجتماع: تربية الأجيال الجديدة على المنهج العلمي للتمييز بين الحقيقة والشائعة

أكدت د. هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى، أن الحرب النفسية ليست كالحروب المعتادة التى تعتمد على استخدام السلاح فى مواجهة السلاح، والجيوش فى مواجهة الجيوش، بل إنها لا تقتصر على الجيوش التى تواجه بعضها فى الحدود أو فى مواقع معيّنة، وإنما تمتد لتشمل الشعوب التى تنتمى إليها الجيوش. 

وقالت «هدى»، فى حوارها مع «الوطن»، إن فكرة الحرب النفسية بدأت فى القرن العشرين لتصدير الخوف والفزع، وإحداث حالة من الفتنة بين الشعوب وجيوشها، فى نوع جديد يُضاف إلى أنواع الحروب، ونوّهت بأن تربية الأجيال الجديدة على المنهج العلمى القويم، تتيح لهم تحليل المعلومات والتمييز بين الحقيقة والشائعة.

ما أبرز أساليب الحرب النفسية التى تمارسها الدول؟

- الحروب غير المرئية تستهدف تأليب الرأى العام وتغيير السلوكيات والقناعات، وعند الحديث عن أبرز الأساليب التى تم استخدامها فى الحرب النفسية، يمكن أن نأخذ مثالاً من الحركة الصهيونية سنة 1948، حيث كانت الحرب النفسية التى انتهجتها الحركة آنذاك تهدف إلى بث رسالة «لن تستطيع أن تقاومنا»، فى محاولة لبث فكرة أنهم القوة الغاشمة بالمنطقة، التى لا يمكن الانتصار عليها، فى وقت كانت فيه أعداد الجيوش العربية وإمكانياتها محدودة جداً، وتمثّل الجانب النفسى من تلك الحرب فى تهجير القرى من سكانها وتشريدهم خارجها، ورغم أن السكان كانوا يقاومون، إلا أنهم تعرّضوا لأشكال من التهجير من بلادهم وأوطانهم، منتهجين سياسة المغول فى مثل تلك الحروب النفسية، حيث كانوا يدخلون قرية ضعيفة ومسالمة ويقترفون فظائع، مثل قتل الرجال بشكل وحشى واغتصاب النساء، ثم يتركون بعض الناجين، ليبلغوا الرسالة إلى الباقين من أبناء الشعب.

كيف تختلف الحرب النفسية عن الحروب التقليدية أو العسكرية؟ وما الذى يجعلها أكثر خطورة على المجتمع؟

- الحروب النفسية مختلفة تماماً عن الحروب التقليدية، فهى ليست بالسلاح أو المدافع، ولكن عن طريق زعزعة النفوس وبث الأفكار الهدّامة فى الشعوب، ومن المهم أن نفهم كيف يمكن أن تؤثر الحرب النفسية على المجتمع، فالأعداء يسعون لضرب ملامح الشخصية الوطنية، التى تُعرف بالشخصية المنضبطة، حيث يتم ترويضها تجاه الخطر. وعندما يتعرّض المجتمع لخطر ما، يتجلّى ذلك فى تصرّفات الأفراد. وبالتالى نجد أن تلك الحرب النفسية تستهدف تفكيك الضمير الجمعى للشعب، مما يؤدى إلى فقدان الإحساس بالأمان الفردى والمجتمعى. فنحن نرى كيف أن الحرب النفسية يمكن أن تجعل الأفراد يشعرون بعدم الأمان حتى فى منازلهم، بسبب تلك الممارسات النفسية التى تمارس عليهم.

ما أهم الأدوات المستخدَمة فى الحروب النفسية لتأليب الرأى العام وتغيير قناعات الأفراد؟

- بالنسبة للأدوات المستخدمة فى الحرب النفسية، فهى تتنوّع إلى عدة أساليب، من أبرزها المنابر البعيدة التى يمكن أن تكون خارج نطاق رقابة المؤسسات الدينية. تُستخدم هذه المنابر لنشر الأفكار والأيديولوجيات التى يمكن أن تُؤدى إلى تفكيك التماسك الاجتماعى ووحدة الأفراد من خلال بث الأفكار الخبيثة، حيث يستخدم أصحاب الآراء تلك المنابر للتعبير عن أفكارهم ومعتقداتهم الهدّامة، ومن هذا المُنطلق يمكننا أن نُدرك أن الحرب النفسية لها تأثير عميق على المجتمع والأفراد، وتتطلب وعياً جماعياً لمواجهتها.

كيف تستغل القوى التى تشن حروباً نفسية وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى لتحقيق أهدافها؟

- وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى تُعد بيئة نشطة لشن الحروب النفسية والشائعات، حيث تُستخدم هذه المنصات كمنابر لتوجيه أفكار المواطنين، من خلال نشر أفكار خبيثة لتحقيق أهداف الدول التى تمارس تلك الحروب. كما أنّ من بين الأدوات التى تُسهم فى تشكيل وعى المواطن بجانب الإعلام، هناك دور للمدارس كذلك.

ماذا عن دور الشائعات والمعلومات الزائفة فى هذه الحروب؟ وكيف يمكن للمجتمع مواجهتها؟

- لمواجهة الشائعات وتأثيراتها الخطيرة، يجب تقديم الحقائق المجرّدة باستمرار، والرد على الشائعات والأكاذيب من خلال منابر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى، التى تُعد الوسيلة الأكثر انتشاراً فى المجتمعات. 

كما أنّه من المهم أيضاً تربية الأجيال على المنهج العلمى القويم، مما يتيح لهم تحليل المعلومات والتمييز بين الحقائق والشائعات.

لذا يجب تعزيز ثقافة التحرّى عن الدقة فى المجتمعات من خلال تكثيف مبادرات التوعية بخطورة الشائعات فى هدم وتفكيك ثوابت المجتمع ووحدته، لا سيما فى المجتمعات التى تعانى من الأمية وانعدام التعليم.

إحداث تغيير حقيقى

 يمكن للحروب النفسية إحداث تغيير فى سلوكيات الأفراد، وبالتالى فى قيم المجتمع. فالتواصل مع المجتمعات الريفية هو أمر حيوى، وهناك حاجة للاستماع إليهم وفهم ثقافاتهم، للتعرّف على الآليات المناسبة لحمايتهم من الأفكار الخبيثة وزيادة الوعى لديهم. فالتوجّه من القمة إلى القاعدة دون الاستماع إلى الناس قد يُفقد الرسائل أهميتها، وهو ما يتطلب تبنى استراتيجية التوجّه من القاعدة إلى القمة، بمعنى البدء بتوعية المجتمعات الريفية التى لم تحظَ بقسط كبير من التعليم، وزيادة توعيتها، وصولاً إلى النُّخب. 

ففى فترات الأزمات، إذا ما توافرت مقاومة من الأفراد والمجتمعات، فإن تلك الحروب النفسية لن تجد بيئة خصبة لتنمو فيها، لذا يجب تعزيز الهوية الجماعية والوعى العام لمواجهة التأثيرات السلبية لتلك الحروب.

مقالات مشابهة

  • من بايدن إلى ترامب: ثوابت أميركية «عميقة» تجاه لبنان
  • من هو الرئيس الأمريكى الأفضل للعرب؟ .. مسئولة ترد
  • البيت الأبيض: بايدن سيواصل تعزيز الجهود لإنهاء الحرب في غزة
  • ما تأثير إقالة غالانت على العلاقة بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن؟
  • أستاذ علم الاجتماع: تربية الأجيال الجديدة على المنهج العلمي للتمييز بين الحقيقة والشائعة
  • الرئيس الأمريكي جو بايدن: سأضمن انتقالا سلميا للسلطة
  • موجة غضب عارمة ضد وزير الاستثمار والتجارة بسبب خفض نسب الدعم المخصصة للمصدرين
  • حملة ترامب: الرئيس المنتخب يتطلع إلى لقاء قريب مع بايدن
  • أحمد موسى: «بايدن» لم يتحرك لإيقاف الحرب في غزة رغم قدرته
  • نواب وحزبيون: كلمة الرئيس السيسي في «المنتدى الحضري» أكدت مسارات مصر للتنمية رغم التحديات العالمية