كل شىء فى مصر تأثر بالحرب الروسية الأوكرانية، وحرب غزة وتوابعها فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب وشرايين الملاحة العالمية، ولم يتأثر الجنيه فقط وإنما صحة المصرى نفسه، ولم تسلم مفاصله هى الأخرى من دفع ثمن هذه الحروب، (وكأن العملية ناقصة أزمات)؟!.
فمنذ أكثر من 6 شهور تقريبا توقفت جراحات المفاصل واستبدالها باخرى صناعية بمعظم المستشفيات العامة والخاصة، نتيجة عدم توفر هذه الأعضاء، وبدلا من ان تتقلص قوائم الانتظار لهذه النوع من العمليات، عادت مجددا تزداد طولا وعددا، وازدادت معها دموع وآلام من كانوا ينتظرون دورهم فى مبادرة مليون صحة التى تعطى أولوية قصوى لمثل هذا النوع من الجراحات الضرورية والعاجلة .
ولم أكن أتخيل أبدا أن مصر بلد السبعة آلاف سنة حضارة والجراحات المتقدمة والأطباء المهرة، لا يوجد بها مصنع مفاصل، إلا عندما قرأت مؤخرا عن قرب تصنيع أول مفصل مصرى بالتعاون مع وزارة الانتاج الحربى، لتوفير نحو 15 ألف مفصل تحتاجه المستشفيات المصرية سنويا، إلا أن هذا الحلم لم يتحقق، ومازال فى بدايات تكوينه، وربما يكون قد تاه أو ضل الطريق كبقية أحلام المصريين التى تبخرت وسط كل هذه الأزمات الاقتصادية الرهيبة التى يعانى منها العالم والمنطقة.
وعلمت أن وزارة الصحة، كانت وحتى وقت قريب تستورد هذه المفاصل ومستلزماتها وخاماتها بالمجان وعلى نفقة الدولة، وكان المفصل فى المستشفى الحكومى يكلف الدولة قبل أزمة الدولار ما بين 100 إلى 150 ألف جنيه إضافة الى تكلفة العملية ومتطلباتها، وكان الثمن أضعاف ذلك فى مستشفيات القطاع الخاص .
والآن وفى ظل ندرة المفاصل وارتفاع الاسعار وصلت تكلفة تغيير المفصل الواحد فى المستشفى الخاص إلى 500 ألف جنيه من دون أتعاب الطبيب الجراح التى تتراوح ما بين 120 إلى 150 ألفا، يرتفع هذا الرقم إذا كان المفصل من النوع السيراميك الفاخر، وليس أسمنتيًا، يعنى بالصلاة على النبى كده ندخل فى 650 ألف جنيه، وبعدها تدخل فى الحلقة الثانية من الأسعار الخيالية لجلسات العلاج الطبيعى فى المراكز الخاصة التى يتم حسابها بالساعة والدقيقة.
والمشكلة إن تغيير مفصل الفخد، عملية دقيقة جدا تحتاج إلى جراح (جزار) شاطر، يزيل الرأس المدور( الخربان ) والتجويف المفصلى من عظم الفخذ ثم يقوم بتثبيت رأس مفصل الفخذ الصناعي في تجويف العظم، والرأس المدور، وغالبا ما تستغرق الجراحة من ساعتين إلى ثلاث ساعات، وتصل لأربع فى الحالات الحرجة.
هذه الازمة التى تهدد حياة الملايين من المصريين شيوخا وشبابا وأطفالا، دفعت النائب أبوالعباس فرحات تركى، عضو مجلس النواب لأن يتقدم بطلب إحاطة إلى المستشار حنفى الجبالي، رئيس مجلس النواب، يطالب فيه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بسرعة توفير هذه المفاصل وغيرها من المستلزمات الطبية الصناعية، وذلك رحمة بالمصريين البسطاء والذين لا يستطيعون شراء العلاج اليومى البسيط فما بالك بالمفاصل التى لم تعد أمراضها قاصرة على العواجيز بل صارت تضرب الشباب .
إن عملية تغيير مفصل الفخد (الورك) أصبحت حلما مستحيلا للكثيرين، وصار ثمنها يعادل شقة من وزارة الاسكان، وهى تختلف من حالة لأخرى، والمفصل عمره الافتراضى 20 عاما، وما يحتاجه المسن لا يصلح للشاب، وستتضاعف الأسعار مستقبلا مع ارتفاع الدولار والتعويم، فماذا نحن فاعلون؟
نتمنى من حكومة مدبولى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فى هذا المجال والتدخل السريع لإنقاذ مفاصل المصريين، فبدونها لا عمل ولا انتاج، وبصراحة مش ناقصين بطالة ولا سوق سوداء و«مهببة» فى أعضاء الإنسان.
SAMYSABRY19 @GMAIL.COM
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البحر الأحمر باب المندب صحة المصرى المستشفيات العامة
إقرأ أيضاً:
ترامب يعمل على تغيير عادة أمريكية منذ الحرب العالمية الأولى!
#سواليف
قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد #ترامب، الجمعة، إن الحزب الجمهوري سيحاول #إلغاء_التوقيت_الصيفي، واصفا إياه بأنه “غير مريح ومكلف”.
وأضاف ترامب، على منصته “تروث سوشال”، أن الحزب الجمهوري سيبذل قصارى جهده لإلغاء التوقيت الصيفي، وتابع أن “هذا التوقيت له قاعدة انتخابية صغيرة ولكنها قوية، ولا ينبغي له أن يكون كذلك لأنه غير مريح ومكلف للغاية لأمتنا”.
وتقدم معظم الولايات الأمريكية ساعاتها في مارس وتؤخرها إلى الخلف في نوفمبر في محاولة لموازنة كمية ضوء الشمس التي يتلقاها الناس.
مقالات ذات صلة القسام ينشر مشاهد من “كمين الفالوجا” / شاهد 2024/12/15وتم تقديم التوقيت الصيفي لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى للمساعدة في الإنتاجية الصناعية للبلاد خلال الحرب العظمى – وليس كما تشير الشائعات الشعبية كثيرا، لإعطاء المزارعين المزيد من وقت النهار أثناء الحصاد.
وتم الحفاظ على التوقيت الصيفي بشكل دائم خلال معظم فترة الحرب العالمية الثانية، وذلك لأسباب تتعلق بالصناعة والطاقة. وخلال أزمة الطاقة في سبعينيات القرن العشرين، حاولت أمريكا مرة أخرى جعل التوقيت الصيفي دائما، ولكن معدلات القبول العامة انخفضت بشكل كبير بعد شكاوى من تعرض أطفال للدهس من قبل السيارات أثناء انتظار الحافلة في الليل. لا يطلب من الولايات تغيير ساعاتها ولا تلتزم هاواي ومعظم أريزونا وبعض الأقاليم الأمريكية في المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي بالتوقيت الصيفي.
ويدعم بعض المدافعين عن التغيير التوقيت، مع إبقاء الساعات كما هي من نوفمبر إلى مارس على مدار العام، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى أن تشهد أجزاء من أمريكا شروق وغروب شمس مبكرين أكثر مما يحدث عادة خلال تلك الأشهر الخمسة- مما يترك المزيد من الضوء في الصباح وأقل في المساء.
ويدعم هذا النهج المجموعات الطبية والمهنيون الذين يقولون إنه يتماشى بشكل وثيق مع الإيقاع اليومي الطبيعي للجسم.
وغالبا ما تدعم هذا النهج مجموعات ومنظمات البيع بالتجزئة والأعمال والمطاعم التي تريد أن يتبقى للناس ما يكفي من ضوء النهار بعد العمل أو المدرسة للخروج والمشاركة في الاقتصاد، ومن قبل أولئك الذين يقولون إن المزيد من ضوء النهار في المساء يمكن أن يقلل من الجريمة.
وأعرب ترامب سابقا عن دعمه لإنهاء تغييرات التوقيت، حيث غرد في عام 2019: “جعل التوقيت الصيفي دائما هو أمر جيد بالنسبة لي”.
لكن المحاولات السابقة للقيام بهذا التغيير تعثرت، ففي العام 2022، أقر مجلس الشيوخ تشريعا يجعل التوقيت الصيفي دائما، لكن مجلس النواب فشل في التصويت عليه. وفي العام الماضي، أعادت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين تقديم تشريع من شأنه أن يجعل التحول إلى التوقيت الصيفي دائما. والآن، بدعم محتمل من ترامب، يبدو أن هذا التغيير بات ممكنا.