د. مرتضى الغالي

بالأمس تم انتشال 13 جثة لسودانيين قبالة سواحل تونس بعد غرق مركبهم وتم الإعلان عن فقدان 27 آخرين..وهو التوقيت الذي تم فيه مقتل وإصابة العشرات في الفاشر نتيجة للقصف الجوّي..!!

تزامن ذلك مع رسالة للبرهان يهنئ فيها قيادة قطر بفوز فريق كرة القدم بكأس آسيا..!

ولم نكن نعلم أن البرهان الذي يخوض الآن حرباً ضد وطنه.

.كان يتابع تصفيات بطولة آسيا من (دور السطاشر) حتى المباراة النهائية..!

نعم هذا ما حدث (صدق أو لا تصدّق)..ويقول البرهان في رسالته إنه ينقل للقيادة القطرية تهنئته وتهنئة “الشعب السوداني”..!! بنيل الكأس و”روعة تنظيم البطولة”..!

وقد تكفل إعلام “مجلس السيادة” بتدشين الرسالة وطباعتها على الورق الفاخر..!

هل أرسل البرهان برقية تعزية في الشباب الغرقى على سواحل تونس..أو النساء والأطفال والذين مزقهم القصف في الفاشر..بجانب برقيته حول كأس آسيا..؟!

ظلت عبارة (عصر التفاهة) توصيفاً سياسياً واجتماعياً للمجتمعات عندما تنقلب فيها المعايير ويحتل فيها الأسافل مكان الأعالي ويتولى التافهون زمام القيادة ويتم استبعاد

أهل المعرفة والضمير والجدارة..! ولكن هذه الأمثولة تجسّدت الآن في شرذمة الانقلاب وتوابعها من (نافخي الكير) الذين انغمسوا في عفن أسواق النخاسة وبورصة الارتزاق..!

الآن يحدث هذا (بالكربون) وتتحقق توصيفات عصر التفاهة تحت هذه الفئة من البشر التي يقف خلفها إرهاب الكيزان و(مظاريفهم) التي تبحث عن القابلين للشراء..! هذه الفئة الضالة تدعو إلى مواصلة الحرب رغم كل ما جرى ويجرى..وبعد كل هذا الخراب ثم تجد لها مناصرين من بعض الصحفيين والإعلاميين والمطبلين وأصحاب الهشاشة النفسية ومرضى السفسطة من المتعلمين الذين يضعون زخرف القول والبراعة في المجادلة في مرتبة أهم من موت البشر تحت عجلات الحرب التي لا ترحم..والدانات التي تتساقط على الرءوس فتقتل الأطفال والنساء والصبيان والفتيات والعجزة والكهول والمواليد والحوامل ..وتطرد الناس من بيوتهم ومدنهم وقراهم بلا رحمة..!ّ!

لقد ظهرت عورات هؤلاء المنادين بالحرب من فئة المطبلين وانكشف أمرهم عندما ظهر ما يبدو وكأنه خلاف بين البرهان والكباشي..فطفق فريق منهم يدافع باستماتة عن موقف الكباشي..وتسمّر الفريق الآخر مع البرهان يدافعون عنه بأسنانهم.. واتضح أن السبب في هذا الانقسام والمشاكسة بين الفريقين والذي يحدث لأول مرة.. سببه مصدر المصاريف والأعطيات التي تصلهم…فبعضهم يستلم (الحوالة) من جهة الكباشي..والبعض الآخر مقيّد في قوائم صرف البرهان..!

مع أن الفريقين تجمعهم رعاية شاملة من جماعة الكيزان وأموال سحت المؤتمر الوطني المسروقة من الخزانة العامة..وكلها أموال عامة تفرّقت بها السُبل في عصر التفاهة..!!

في هذا التوقيت من المفارقات السودانية المخجلة والمخزية والمهينة والملطخة بكل عار الأزل والأبد تُفجع الأمة السودانية برحيل رجل من أركان الوطن الذين يفزع الناس إليه في الملمات والجائحات..فيجدون صوت الحق ورجاحة العقل وقسطاط الضمير..فبالأمس برحيل الأستاذ محجوب محمد صالح “الرائد الذي لا يكذب أهله” ينهدم ذلك الركن الركين المكين..وينقضى عصر المرجعيات الوطنية وعصر خزائن المعارف ومظان الحكمة والتنوير.. وكأن رحيله-استغفر الله- ذهداً في التعايش مع عصر التفاهة الذي أطل على الحياة السودانية بوحوش الظلام وأئمة الغباء ومسوخ الأبالسة و(المعاتيه ناقصي النمو) الذي أشعلوا الحرب ودمروا الوطن وطردوا أهله..ولا يزالون يلعقون في تلذذ دماء الضحايا..!

العسكر للثكنات والجنجويد ينحل…! الله لا كسّبكم…!

 

 

الوسومحرب الجيش والدعم السريع لا للحرب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: حرب الجيش والدعم السريع لا للحرب

إقرأ أيضاً:

العملية السياسية

أعلن البرهان عن عملية سياسية شاملة للقوى السياسية. في تقديرنا هذا دليل على تنفيذ البرهان لوعده مع الشعب بأن الجيش للثكنات في نهاية المطاف في ظاهر الأمر. ولكن في باطنه هو كشف حقيقة تلك القوى السياسية للشارع. السؤال: هل تستجيب جميع القوى السياسية لهذه العملية؟. نؤكد بأن جميع أحزاب تقزم سوف ترفض بحجج أوهن من خيط العنكبوت. ورفضها نابع من عدم امتلاكها لقرارها. وفي نفس الوقت سوف تقوم بعملية إلتفافية من خلف جبل رماة العسكر. أي: المشاركة باسم لافتات أخرى (مهنيون وأكادميون وشخصيات قومية… إلخ). ولليسار باع طويل في هذا المجال. الإسلاميون فرضوا أنفسهم بعد معركة الكرامة. سوف يدخلون الحوار. ولكنهم لا يشاركون في الفترة الإنتقالية. بل يضغطون من داخل الحوار من أجل قيام الإنتخابات في أقرب وقت. لأن ظروف الواقع غالبيتها في صالحهم. الإنتهازيون أمثال: مبارك الفاضل. سوف يدخلون الحوار وعينهم على كراسي وزارة الفترة الإنتقالية. لعلمهم التام بأن صندوق الناخب غير مضمون. حركات سلام جوبا نجزم بأنها الآن تعيش في عسل السلطة. فأي حوار بالنسبة لهم غير محبب. التمرد (الحلو ونور) لو وضع البرهان الشمس عن يمينهم والقمر عن يسارهم لا يشاركون. لأن المدرب محتفظ بهم في كنبة الاحتياطي لمباريات مستقبلية. العسكر بأي حال من الأحوال لهم الصوت العالي في ذلك الحوار. لأن سندهم من بعد الله سبحانه وتعالى الشارع. وخلاصة الأمر في نهاية المطاف إذا استجابت تلك القوى السياسية لنداء البرهان نرى إنها وضعت إمرتها تحت رحمة ومزاج العسكر. وإن لم تستجيب فهذا ما يتمناه البرهان. ويصبح عنده ذلك كرت مناورة. أي: مازالت القوى السياسية السودانية في فترة الحضانة. وهي غير قادرة على تحمل المسؤولية التاريخية.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٤/١٢/١٣

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • "حصاد 2024".. أبرز الفنانين الذين فقدناهم وأثروا الساحة الفنية بأعمالهم الخالدة
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • ما الذي يخبئه فروٌ على كتفي سيدة؟ كاميرا خفية تدخل مزارع تربية الثعالب في فلنندا فماذا وجدت؟
  • مكالمة الوداع!!
  • وزير الداخلية التركي يكشف عن عدد السوريين الذين عادوا الى بلادهم بعد سقوط النظام
  • العملية السياسية
  • مكالمة الوداع !!
  • برلماني: الشباب دون 26 عامًا الذين يدرسون ولا يعملون بحاجة للدعم
  • الصحة: الدولة حريصة على تقديم أوجه الدعم لجميع الأشقاء العرب الذين تستضيفهم مصر
  • النيابة العامة حازمة ضد الميوعة.. وكيل الملك في محاكمة “ولد الشينوية”: لا تساهل مع التفاهة وقنوات الإبتزاز