نعم.. مصر قادرة على حماية أرضها وحدودها.. قادرة على ردع أى عدوان غاشم على ترابها.. مصر قادرة على كبح جماح الكيان الصهيونى المجرم الذى يعيث فى الأرض فسادا ويحرق الحرث والنسل فى غزة وسط صمت وعجز دولى مريب.
رسالة مصر واضحة.. لسنا دعاة حرب.. ولكننا قادرون على الردع إذا فكر العدو المجرم فى خرق اتفاقية السلام التى تحكم العلاقة بيننا وبينهم على مدار السنوات الماضية منذ انتصارنا عليهم فى حرب أكتوبر المجيدة.
نعم مصر قادرة وتدير الأزمة بحكمة وقوة..
فى البداية أعلنت مصر موقفها بكل وضوح وهو أنها ضد التهجير وضد الاعتداء على الشعب الفلسطينى الأعزل وضد تصفية القضية وتسعى بكل قوة من خلال الاتصالات الدبلوماسية مع العالم أجمع لوقف إطلاق النار وتعمل مع قطر والولايات المتحدة للتوسط بين الكيان المجرم والفصائل الفلسطينية من أجل وقف العدوان والتوصل إلى هدنة دائمة.. بجانب ذلك تقود الدبلوماسية المصرية جهودًا كبيرة من أجل توحيد الجهود العربية لوقف الحرب.. وعلى المحور الإنسانى تبذل مصر جهودا كبيرة من أجل توصيل المساعدات إلى أهالى غزة المحاصرين واستقبال الحالات المرضية الحرجة لإنقاذها وهذا هو المحور الإنسانى الذى تتحمل فيه مصر المسئولية بكل شجاعة.
هذا هو الموقف المصرى بكل وضوح.. وهذه هى المسئولية التى تتحملها مصر الشقيقة الكبرى.. وهذه هى الثوابت التى تسير عليها.. ثوابت نابعة من إيمان برسالتها ودورها المحورى.
هذه الثوابت كانت حاضرة وبكل وضوح فى جميع المحافل والاجتماعات والاتصالات التى تقوم بها مصر على مختلف المستويات وما حدث فى لقاء الرئيس مع وزير الخارجية الأمريكى بلينكن برئاسة الجمهورية من إذاعة اللقاء على الهواء وهو أمر غير معهود فى مثل هذه اللقاءات يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مصر ليس لديها ما تخفيه وان ما يدور فى الغرف المغلقة هو نفسه ما يتم الإعلان عنه على الملأ.
من هذه الثوابت كان تعامل الدبلوماسية المصرية مع المعطيات طوال الأزمة..
منذ بداية الحرب الغاشمة بدأت مصر فى إجراء الاتصالات التى لم تنقطع سواء مع الكيان الصهيونى أو الفصائل وأطراف الوساطة من أجل التوصل لحل يسمح بهدنه تسمح بتبادل الأسرى.. وعندما نجحت الهدنة الأولى كانت مصر صاحبة الدور المحورى واستحقت اشادة العالم اجمع، وعندما تصاعدت الأزمة وهددت قوات الاحتلال باجتياح رفح فتحت مصر ذراعيها واستقبلت رئيس المخابرات المركزية الأمريكية ووفدًا من قادة الأجهزة فى الكيان الصهيونى ورئيس وزراء قطر وذلك من أجل التوصل إلى حل عاجل يحمى الفلسطينيين العزل ويمنع المنطقة من الانزلاق إلى منعطف خطير.
وعلى الجانب العربى نشطت الدبلوماسية المصرية وقامت بدورها الرائد من خلال محور القاهرة الرياض وذلك بالمشاركة فى القمة العربية والإسلامية التى انعقدت هناك أو من خلال الاجتماعات التشاورية التى عقدت فى العاصمة السعودية وكان آخرها الاجتماع الذى دعت إليه الخارجية السعودية منذ أيام فى الرياض.
لم تكتف مصر بالجهود الدبلوماسية ولكن كشرت عن انيابها عندما تعلق الأمر بحماقة وتخاريف اسرائيلية تحدث بين الحين والآخر.. وهذا ما سنتناوله فى المقال القادم إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر قادرة رسالة حب العدو المجرم حرب أكتوبر المجيدة مصر قادرة من أجل
إقرأ أيضاً:
السعودية.. “أسبوع كبير” في الدبلوماسية العالمية
تحظى السعودية بأسبوع حافل على صعيد الدبلوماسية الدولية في خطوة تعكس بما لا يقبل الشك تنامي نفوذ المملكة الخليجية سواء على الصعيد الإقليمي أو العالمي.
قبل بضع سنوات فقط، كانت واشنطن تصف السعودية بأنها “منبوذة” بسبب ملفها السيئ في مجال حقوق حقوق الإنسان، وخاصة بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
على إثر ذلك، ألغى رجال أعمال غربيون استثماراتهم في المملكة، وتعرض المشاهير ونجوم الرياضة لانتقادات بسبب مشاركتهم في فعاليات هناك.
لكن شيئا فشيئا اضطرت إدارة الريس الأميركي السابق جو بايدن للتعامل مع السعودية مجددا بفضل نفوذها الإقليمي ومواردها النفطية.
واليوم بعد أسابيع قليلة فقط من بداية الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، عادت السعودية إلى دائرة النفوذ مجددا، وأصبحت ملفات مهمة إقليميا في يد الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة.
فخلال هذا الأسبوع استضافت الرياض مسؤولين أميركيين وروسا لإجراء محادثات رفيعة المستوى حول أوكرانيا.
ومن المقرر أن يجتمع قادة عرب، الجمعة، في الرياض لصياغة مقترح مضاد يهدف إلى إقناع ترامب بعدم ترحيل نحو مليوني شخص من غزة إلى الدول العربية، خاصة مصر والأردن.
ترافق كل ذلك مع منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي من الحسابات الحكومية والإعلام الرسمي حملت وسم (هاشتاغ) يحمل عبارة “بلد السلام”، بينما حملت منشورات أخرى وسمًا يصف المملكة بـ”عاصمة قرارات العالم”. كذلك انتشر هاشتاغ “محمد بن سلمان صانع السلام” على منصة “إكس”.
وقبل ذلك كان الدور الذي لعبته الرياض بارزا في سوريا وقبلها لبنان، فأول رحلة خارجية لزعيم سوريا الجديد أحمد الشرع بعد سقوط نظام شار الأسد، كانت للرياض.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد، من أوائل القادة الذين هنأوا الشرع الذي ولد في السعودية وعاش فيها السنوات الأولى من طفولته.
وعلى وقع التغير في موازين القوى في لبنان، عادت السعودية في الآونة الأخيرة إلى المشهد السياسي، بعد انكفاء طويل اعتراضا على تحكّم حزب الله بالقرار اللبناني.
وانتخب قائد الجيش جوزاف عون رئيسا للبنان في التاسع من يناير، بضغط دولي خصوصا من السعودية والولايات المتحدة، بعد عامين من شغور في المنصب.
وجاءت الخطوة على خلفية نكسات مني بها حزب الله في مواجهته الأخيرة مع إسرائيل وسقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.
وفي السنوات الأخيرة، عززت السعودية كذلك علاقاتها الاقتصادية مع الصين وامتنعت عن الانحياز إلى أي طرف في الحرب الأوكرانية، ما سمح لها بلعب دور الوسيط في تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك بين روسيا والولايات المتحدة.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتساب