غزة.. مجازر الاحتلال تتواصل وجنود إسرائيليون يرفضون أوامر عسكرية
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي 11 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما استهدفت المقاومة الفلسطينية أفرادا من قوات الاحتلال في أنفاق، وقالت وسائل إعلام إن جنودا رفضوا أوامر عسكرية بسبب سوء أوضاعهم النفسية في الحرب.
فقد أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 103 فلسطينيين وإصابة 145 في مجازر الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى أن عدد شهداء العدوان الإسرائيلي ارتفع بذلك إلى 28 ألفا و576، فيما وصل عدد المصابين إلى 68 ألفا و291 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد شخص وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف ساحة مستشفى المعمداني ومباني أخرى وسيارة في محيطه.
كما استشهد 6 فلسطينيين وأصيب 25 في قصف إسرائيلي استهدف مربعا سكنيا بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
واستهدف القصف منزل أحد أفراد عائلة نويجع الموظف في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، بالإضافة إلى منازل مجاورة.
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي نسفت مربعين سكنيين في حيي الأمل وجورة العقاد غرب خان يونس.
رفض أوامر عسكريةوأعلن الجيش الاسرائيلي إصابة 15 عسكريا في معارك بقطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن إدارة التأهيل بوزارة الدفاع تستعد لاستقبال 20 ألف جريح العام الحالي بعد استقبال 5500 العام الماضي.
من جهتها، قالت صحيفة هآرتس إن جنودا من لواء غفعاتي رفضوا الانصياع للأوامر وتنفيذ مهام عسكرية داخل مدينة غزة بسبب تردي أوضاعهم النفسية والجسدية.
وفي السياق ذاته، قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها قتلت وجرحت أفرادا من قوة إسرائيلية بتفجيرها فتحات 3 أنفاق بمنطقة القرارة.
كما قالت القسام إنها قتلت وجرحت أفرادا من قوة إسرائيلية أخرى بتفجير منزل في منطقة السطر، وإنها استهدفت دبابة إسرائيلية وجرافة عسكرية بقذائف الياسين 105.
وفي معارك بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس قالت كتائب القسام إن مقاتليها قتلوا وجرحوا أفرادا من قوة إسرائيلية مكونة من 7 جنود اشتبكوا معها من مسافة صفر، كما تمكنت من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة إسرائيلية أخرى مكونة من 5 جنود تحصنت داخل أحد المنازل.
وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت بالاشتراك مع كتائب الأنصار تجمعات لجنود وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة بوابل من قذائف الهاون.
وكانت سرايا القدس قد أكدت في وقت سابق قصفها بقذائف الهاون موقعا للقيادة والسيطرة لجيش الاحتلال وسط خان يونس جنوبي قطاع غزة.
يأتي ذلك في الوقت الذي دخلت فيه الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الخامس متسببة في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة بحسب الأمم المتحدة، مما أدى إلى محاكمة تل أبيب بتهمة "جرائم إبادة" أمام محكمة العدل الدولية للمرة الأولى منذ تأسيسها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوة إسرائیلیة أفرادا من قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وزراء وبرلمانيون إسرائيليون يطالبون الكونغرس الأميركي بإعلان حق اليهود الديني بالأقصى
"الحق الديني القومي اليهودي في جبل الهيكل"؛ تحت هذا العنوان وقّع مجموعة من الوزراء وأعضاء الكنيست الحاليين والسابقين رسالتهم التي وجهوها قبل أيام للكونغرس الأميركي بمجلسيه "الشيوخ والنواب" من أجل المضي قدما لإعلان في الكونغرس "للاعتراف بالحق الأبدي وغير القابل للجدل للشعب اليهودي" في المسجد الأقصى.
وفي رسالتهم يدّعي الموقعون أنه تقع في هذا المسجد معابدهم التي دمرتها الإمبراطوريتان البابلية والرومانية منذ حوالي 2500 و1900 عام، ويزعمون أنه "بينما تضمن دولة إسرائيل ذات السيادة الوصول إلى الأماكن المقدسة لجميع الأديان، فإن الشعب اليهودي على وجه التحديد هو الذي يُحرم من الوصول الحر الكامل إلى مكانه المقدس بسبب الضغوطات الدولية الشديدة".
وبالتالي -وفق نص الرسالة- فإن "الاعتراف الرسمي من جانب الدولة الرائدة في العالم والصديقة الكبرى لإسرائيل من الممكن أن يساعد في تحييد هذه الضغوط".
وفي ذيل الرسالة وقّع 16 شخصا من المطالبين بهذا الإعلان الرسمي، بينهم وزير الاتصالات الإسرائيلي ووزير الثقافة والرياضة وكلاهما من حزب الليكود، بالإضافة لأعضاء كنيست حاليين بينهم يهودا غليك، وعضو الكنيست السابق موشيه فيغلين، كما وقع على العريضة نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس أرييه كينغ.
يقول خالد العويسي، الأستاذ المشارك بدراسات بيت المقدس ورئيس قسم التاريخ الإسلامي جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية إن ما تصبو إليه هذه الجماعات هو اتخاذ خطوات عملية لتغيير الوضع في المسجد الأقصى، والمباركة الأميركية حجر أساس للتقدم في إنجاح هذه التغييرات.
إعلانوأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن صفقة القرن التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى نصت على جعل الأقصى مكان عبادة لجميع الأديان، وكان ذلك نقطة تحول في سياسة الاحتلال للسماح لليهود بالقيام بطقوس داخل المسجد كالسجود الملحمي، بعد أن كان ممنوعا ويتم إخراج من يحاول القيام بأي طقوس يهودية.
"والآن بعد عودة ترامب وتشكيلته الصهيومسيحية وسياسة الكاوبوي، تحاول جماعات الهيكل الاستفادة قدر المستطاع لتحقيق أهدافها بالأقصى والتي تتقاطع مع الصهيونية المسيحية في فكرة بناء هيكل يهودي على أنقاض المسجد" وفق الأكاديمي العويسي.
وقطعت إدارة ترامب الجديدة -وفقا للأكاديمي عويسي- شوطا في تغيير المصطلحات، كاستخدام "يهودا والسامرة" بدل الضفة الغربية، وهذا أغرى الجماعات المتطرفة ودفعها للتقدم بمثل هذه العريضة لمطالبة مجلس الشيوخ الأميركي للاعتراف بالحق اليهودي في أولى القبلتين.
ورجّح العويسي أنه مع إدارة ترامب وسياساته غير المتوقعة تستطيع هذه الجماعات الحصول على أكثر مما تسعى إليه، "وبما أن إسرائيل مرتبطة بالغرب ارتباطا عضويا من بداية تاريخها إلى اليوم لا تستطيع أن تأخذ أي قرار بمفردها باعتبارها ممثل الغرب في المنطقة، رغم أنهم يحاولون الخروج من هذه البوتقة.
"إذا أخذوا اعترافا رسميا من أميركا بخصوص الحق اليهودي في الأقصى فسيلقون بالضغوطات الدولية الأخرى في سلة المهملات، وسيشرعون بتحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه حتى الآن كحلم بناء كنيس داخل المسجد والهيكل الثالث".
أما الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف فاستهل حديثه للجزيرة نت بالقول إنه رغم ما يظهر فعليا على السطح بأن جماعات المعبد المتطرفة وحكومة الاحتلال تملك سيطرة من نوع ما على الأقصى والأراضي المحتلة، فإن الحقيقة أنها تشعر بعدم إحكام سيطرتها بالكامل حتى اللحظة، وبالتالي تسعى لتحصيل الحماية الأميركية لأي تحرك دراماتيكي متطرف يتعلق بمسألة في غاية الحساسية مثل قضية الأقصى.
إعلان"تشعر الجماعات المتطرفة بأنها بحاجة لدعم غير مشروط من الإدارة الأميركية الحالية في الملفات الحيوية والحساسة كضم الضفة الغربية وتحقيق مشروع القدس الكبرى، بالإضافة للاعتراف بحقوق الصلاة والعبادة لليهود داخل الأقصى وهو الأمر الذي يوصلها إلى تحقيق هدفها المرحلي الأساسي بإقامة كنيس داخل المسجد".
وتخشى هذه الجماعات -وفقا لمعروف- من تبعات هذا التحرك في حال قامت به من دون غطاء أميركي، لأنها ترى فيها غطاء دوليا باعتبار أن الإدارة الحالية يمكن أن تفرض إرادتها على المجتمع الدولي، وأن تسكت أي أصوات دولية معارضة لأي تحركات إسرائيلية تتعلق بهذه القضية الحساسة.
وأضاف: "تسعى الجماعات المتطرفة الآن للحصول على اعتراف التيار المسيحي الصهيوني المحافظ الذي يسيطر على الحزب الجمهوري والكونغرس الأميركي بغرفتيه النواب الشيوخ، ومن خلال هذا الاعتراف تريد الحصول على الدعم الكامل من إدارة ترامب، فهي تظن أنها بذلك تستطيع تجاوز الرفض الدولي المتوقع".
وفي قراءته لهذه الخطوة الجديدة يرى معروف أن هذه الجماعات مخطئة بشكل كبير في تقديراتها لقوة إدارة ترامب وقدرته على فرض رؤيتها على العالم كله، وأكبر دليل على ذلك أنه عندما اعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال عام 2017 فشل في إقناع دول العالم الأخرى بذلك وبنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس كما فعل.
ولم يتعد الأمر مجموعة صغيرة جدا من الدول غير المؤثرة، وهذ الأمر يدل على ضيق الأفق والفشل الإستراتيجي بالنظر إلى الحراك والتغيرات العالمية التي أنتجتها الأحداث الأخيرة في قطاع غزة من تأثير على الرأي العام العالمي، وبالمقابل "ما تزال هذه الجماعات تظن أن إدارة ترامب بأسلوبها الاعتباطي يمكنها أن تفرض على المجتمع الدولي بالقوة ما لا تستطيع أن تفرضه بسلطة القانون" يضيف معروف.