ماذا يحدث حولنا؟ لماذا كل حدودنا مطمع للقريب والبعيد؟ ماذا يريد منا العدو والحبيب؟ الأشقاء العرب البعض منهم لم يعِ بعد مصر، مصر الكبرى مصر العظيمة قبل التاريخ وقبل الزمان بزمان، مصر فجر التاريخ والتى أرست للعالم كله ولدول لم تكن على الخرائط قبل الزمان بزمان دعائم الديمقراطية.
وهنا يأتى دور المصريين جميعاً.
حمى الله مصر بشعبها وتاريخها وأرضها وسمائها وألهم الرئيس السيسى وجيشنا وشرطتنا وكل مسئول على أرضها الصبر والعمل من أجل دفع الشر والجهاد من أجل رفعتها بكل مكان.. اللهم أمين.
وهنا أهمس فى أذن رئيس الوزراء مصطفى مدبولى بتغيير بعض قيادات المحليات لأن «النار تأتى من مستصغر الشرر» فهناك قيادات بسيطة وتلاعباتها خطيرة.. متابعة العمل ميدانيا سمة من سمات الرئيس السيسى وبعض الوزراء وهم قلة، فيارئيس الوزراء نحن مستهدفون بكل الحدود ولابد من قيادات تعى المسئولية وخطورة ما يحدث وما سيحدث حولنا.. إن الجهة الداخلية تحتاج دعما باختياراتكم ورقابة أجهزة الدولة والتى تبذل جهودا كبرى تتحطم بقرارات بسيطة غير مدروسة من مسئول غير مؤهل أو جاء صدفة.
اللهم إنى بلغتكم اللهم فاشهد
وسوف أضرب لكم بعض الأمثلة البسيطة والتى تفرض القوانين فرضا وتجلب حصيلة مالية وربما تحدث مرة واحدة فقط ويلتزم الجميع ومنها على سبيل المثال وليس الحصر.. النظافة المفقودة سببها إلقاء القمامة بالشوارع بالرغم من جهود جبارة من هيئة النظافة وبعض الأحياء ولكن لا تحرر المحاضر التى نص عليها القانون.
لماذا؟ لا نعرف علما بأن محضرا واحدا يطبق لن تتكرر هذه الظاهرة إطلاقا بكل منطقة وهذا يتطلب «كاميرا» بكل منطقة أو شارع وسوف نرسخ مبدأ النظافة بالشوارع ومعمول بهذا النهج فى بعض الشوارع والميادين.. ومن الحصيلة كغرامات ندعم الأمن والنظافة ونحافظ على البنية الأساسية.
أيضا عدم استخراج تصريحات من الأحياء لتشطيب الشقق التى تباع وسبق أن كتبت وحدث ما توقعته من هدم العمارات من الدور الأول والتى تقترب من توصيفها كظاهرة الآن بالبرغم من أن هذا التصريح يجلب موارد للمحليات ويضمن سلامة السكان وأيضا الحفاظ على الثروة العقارية.
وآخر مثال اليوم هو عدم قيام الأحياء بإزالة مخالفات داخلية بالعمارات لعدم تواجد الامكانيات والخبرات أحيانا ولهذا لابد من لجنة موحدة من كبار المهندسين لإنهاء هذه المخالفات حفاظا على الأفراد والعمارات وما يجاورها.
إن مصر تمر بأصعب الظروف وعلينا جميعا العمل على رفع شأنها لنكمل المشوار بأمان إن شاء الله.
زيادة مساحة مصر بتعميرها أمر هام جدا للمصريين جميعا.. وزيادة الرقعة الزراعية واضافة مساحات بملايين الأفدنة دفعة قوية لمستقبل مصر والمصريين.. ورحم الله الشيخ زايد عندما قال أثناء إحدى زياراته لمحافظة الإسماعيلية الخضراء بحدائقها الرائعة «لو استطعت أن أزرع كف يدى لزرعتها».. تقديرا منه للزراعة وها نحن نقطع خطوات فى الزراعة وليتنا ننتبه لعدم فقد سنتيمتر زراعى واحد للبناء والمخالفات التى أضاعت منا 50 ألف فدان سنويا فى الماضى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر سوار من نار الشعب يريد حدودنا العرب البعض مصر الكبرى مصر العظيمة دور المصريين الرئيس السيسي
إقرأ أيضاً:
قيادات تعصف بلا مطر
د. سعيد الدرمكي
القيادة الحقيقية لا تُقاس بالمناصب أو الألقاب؛ بل تتجلى في القدرة على إلهام الآخرين، وترجمة الرؤية إلى واقع ملموس، وخلق تأثير مستدام. في عالم الأعمال، هناك قادة أحدثوا تحولات جذرية، فعززوا الأداء، ونقلوا شركاتهم من "جيد إلى عظيم".
من بين هؤلاء ستيف جوبز في شركة أبل الأمريكية، وجاك ويلش في جنرال إلكتريك الأمريكية أيضًا، اللذان لم يكتفيا بإدارة مؤسساتهما؛ بل أصبحا جزءًا من هويتها، مدفوعين برؤية بلا حدود وإنجازات ذات قيمة حقيقية. وفي المقابل، هناك من يتوهمون النجاح، لكن أثرهم ليس سوى ضجيج عابر سرعان ما يتلاشى. تبقى شركاتهم عالقة في المتوسط أو تتراجع، تمامًا كعاصفة تهدر دون أن تمطر، أو كما قال الأديب الإنجليزي ويليام شكسبير: "جعجعة بلا طحين".
القائد الذي يفتقر إلى رؤية استراتيجية واضحة، ويتجنب اتخاذ القرارات الحاسمة، ويفشل في التواصل الفاعل أو بناء بيئة عمل إيجابية، كمن يسير بلا بوصلة. هؤلاء القادة ينشغلون بالمظاهر والسلطة على حساب بناء الثقة وتعزيز العلاقات مع فرق العمل. يجيد بعض القادة فن الخطابة وصياغة الشعارات الرنانة حول التغيير، لكن غياب التنفيذ يكشف ضعف قراراتهم، التي تفتقر إلى استراتيجيات محكمة وخطوات عملية ملموسة. وهنا يظهر الفرق جليا بين القائد القادر على التحفيز وتحقيق الأهداف، وبين من يكتفي بالوعود دون إنجاز ملموس.
تُعد الترقية السريعة دون تأهيل كافٍ من أبرز أسباب الفشل القيادي. وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة "جالوب" البحثية، فإن 82% من قرارات تعيين المديرين لا تستند إلى معايير الكفاءة الحقيقية؛ مما يؤدي إلى شغل مناصب قيادية بأشخاص غير مؤهلين، وهو ما ينعكس سلبًا على الأداء المؤسسي. ومن بين العوامل الأخرى المؤدية إلى الفشل: مقاومة التغيير، وضعف القدرة على مواكبة التطورات، وغياب المهارات القيادية والإدارية. علاوة على ذلك، فإن انشغال القادة بالتفاصيل الصغيرة دون تفويض الصلاحيات يحدّ من الابتكار، ويؤثر على كفاءة المؤسسة بأكملها.
القيادة غير الفاعلة تترك بصمة سلبية على المؤسسات؛ حيث يؤدي ضعف القائد أو تسلطه إلى تآكل الحافز وانخفاض الإنتاجية؛ مما يزيد معدلات دوران الموظفين. في بيئة كهذه، يسود التوتر وتختفي روح التعاون، ما يخنق الابتكار ويعرقل النمو. ووفقًا لدراسة نشرتها مجلة "هارفارد بزنيس ريفيو" المرموقة، أفاد 50% من الموظفين بأنهم استقالوا بسبب سوء الإدارة، مما يؤكد أن القيادة الفاعلة ليست مجرد ميزة، بل ركيزة أساسية لاستدامة النجاح المؤسسي.
ويكمُن الفارق الجوهري بين القائد الناجح والقائد غير الفاعل في الرؤية والنهج. فالقائد الناجح يمتلك رؤية واضحة تشكل بوصلة توجيهه، وتلهم فريقه نحو الإنجاز، بينما يتكئ القائد غير الفاعل على سلطته فقط دون إلهام حقيقي. الأول يفتح أبواب الحوار، يستمع بوعي إلى التغذية الراجعة، ويتخذ قرارات قائمة على التفكير الاستراتيجي، في حين أن الآخر يغلق دائرة التواصل ويكتفي بفرض الأوامر. وعند مواجهة الأزمات، يظهر التباين بوضوح؛ فالقائد غير الناجح يتردد أو يندفع نحو قرارات متسرعة، بينما يتعامل القائد الناجح بمرونة وذكاء، محولًا التحديات إلى فرص، مما يعزز استدامة النجاح المؤسسي.
التحول من قائد غير ناجح إلى قائد فاعل ليس مجرد خطوات معدودة؛ بل رحلة مستمرة تتطلب وعيًا ذاتيًا والتزامًا حقيقيًا بالتطور؛ فالقائد الحقيقي لا يُولَد قائدًا؛ بل يصقل مهاراته عبر التعلُّم المُستمر، والاستماع الفاعل، وبناء بيئة قائمة على الشفافية والثقة. وإتقان فن التحفيز، وتقدير الجهود، والاستثمار في تطوير الفريق ليس ترفًا، إنما هو جوهر القيادة الفاعلة. الفرق بين القائد الملهم والقائد المتسلط يكمن في نهجه؛ الأول يمكّن فريقه، فيوقظ فيهم روح الإبداع والالتزام، بينما الآخر يفرض سلطته، فيقتل الدافعية ويحدّ من الإنجاز. القيادة ليست مجرد إدارة مهام، بل هي فن بناء العقول، وإطلاق الطاقات، وصناعة مستقبل مستدام يزدهر فيه الجميع.
وفي نهاية المطاف، القيادة ليست مجرد ألقاب براقة أو خطابات تحفيزية عابرة؛ بل هي الأثر العميق الذي يتركه القائد في مؤسسته وعلى من حوله. والقائد الناجح يشبه المطر الذي يغذي الأرض، فينعش العقول، ويزرع الإلهام، ويخلق بيئة تنبض بالحياة والابتكار. أما أولئك الذين لا يتركون سوى العواصف الجافة، فقد يُحدثون ضجيجًا مؤقتًا، لكن أثرهم يتلاشى سريعًا دون أن يتركوا إرثًا مستدامًا. والمؤسسات العظيمة لا تُبنى بالكلمات وحدها؛ بل تحتاج إلى قادة يجمعون بين الرؤية الواضحة والتنفيذ المحكم، لضمان نجاح لا يقتصر على الحاضر؛ بل يمتد ليشكل مستقبلًا أكثر إشراقًا واستدامة.