جريمة ومخدرات وحروب عصابات.. قاعدة بيانات عالمية تكشف عن أخطر مدينة في أوروبا (وثائق)
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
صنفت مدينة مرسيليا الساحلية الفرنسية في بداية العام 2024 كأخطر مدينة في أوروبا.
ووفقا للمسح نصف السنوي الذي تجريه قاعدة البيانات العالمية "نومبيو" (Numbeo) فقد شهدت المدينة ارتفاعا في معدلات الجريمة والفساد وحروب العصابات والخوف من السير في الشوارع.
وحسب التقرير نصف السنوي لـ"نومبيو" يبلغ مؤشر الجريمة في مرسيليا 65.
وتعتبر المشاكل المتعلقة بتعاطي المخدرات والاتجار بها مرتفعة في المدينة الساحلية الفرنسية، وكذلك الخوف من التخريب والسرقة وجرائم العنف والفساد والرشوة.
وقال العديد من المشاركين في الاستطلاع أيضا إنهم يترددون في المشي بمفردهم في شوارع مرسيليا ليلا، علاوة على ذلك، حتى الشعور بالأمان عند المشي في المدينة خلال النهار تم تصنيفه على أنه "معتدل".
ومن بين المواضيع التي سئل عنها المشاركون عمليات السطو ومشاكل المخدرات في المدينة وغيرها، وسئلوا أيضا عما إذا كانوا يخشون التعرض لاعتداء جسدي بسبب لون البشرة أو العرق أو الجنس أو الدين.
وتتوافق نتائج استطلاع "Numbeo" مع التقارير الأخيرة التي تفيد بأن مشاكل تهريب المخدرات وحروب العصابات في مرسيليا تفاقمت في العام الماضي، ففي عام 2023 وحده قتل 49 شخصا في حوادث متعلقة بالمخدرات في ثاني أكبر مدينة في فرنسا، وهي أرقام أعلى بكثير مما كانت عليه في السنوات السابقة.
كما أصيب 118 شخصا بينهم 18 قاصرا، بينما في عام 2022 كان هناك 32 قتيلا و33 جريحا.
وفي الاستطلاع السابق كانت مرسيليا في المركز الثاني بعد مدينة كاتانيا في صقلية، لكن المدينة الإيطالية تحسنت مؤخرا وأصبحت الآن في المركز السادس.
وفي المقابل، تفاقم الوضع في مدينة كوفنتري في بريطانيا، حيث تحتل المركز الثاني، وبعدها مباشرة تأتي مدينة بريطانية أخرى وهي برمنغهام، والتي احتلت أيضا هذا المكان غير الممتع في القائمة في عام 2023.
ترتيب أخطر المدن في أوروبا
ووفق "نومبيو" دخلت مدينتان جديدتان إلى قائمة المدن الأوروبية الخطرة هذا العام، وأولها العاصمة الفرنسية باريس، وبذلك أصبحت المدينة الفرنسية الرابعة في القائمة بعد مرسيليا (1)، ومونبلييه (5)، وغرونوبل (7).
ويبدو أن إدراج باريس على القائمة المشكوك فيها مرتبط بحالة الطوارئ الأمنية التي تعيشها فرنسا في الأشهر الأخيرة، مع التهديدات الإرهابية التي أدت عدة مرات إلى إخلاء المواقع السياحية والمطارات، فضلا عن وقوع هجمات، بما في ذلك هجوم في باريس قتل فيه شخص على جسر بالقرب من برج إيفل.
مدينة جديدة أخرى دخلت القائمة هي مالمو في السويد، حيث من المتوقع أن تقام فيها مسابقة الأغنية الأوروبية هذا العام.
وذكر استطلاع "نومبيو" أن معدلات الجريمة في المدينة زادت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وبينما يتعين على العديد من المدن فقط التعامل مع الخوف من تعاطي المخدرات أو التخريب، فإن مالمو لديها أيضا مشكلة مع جرائم العنف مثل السطو المسلح.
وعلى الرغم من أن التجول أثناء النهار آمن نسبيا، إلا أنه لا ينصح به ليلا.
ووفق قاعدة البيانات العالمية فإن مدينة لاهاي الهولندية هي الأكثر أمانا في أوروبا، حيث احتلت المركز 132 والأخير في القائمة التي نشرتها "نومبيو".
المصدر: وسائل إعلام + موقع "نومبيو"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أوروبا الاتحاد الأوروبي السلطة القضائية باريس جرائم شرطة مخدرات وفيات فی المدینة
إقرأ أيضاً:
10 دول تتصدر القائمة... أوروبا تسجل أسرع زيادة في درجات الحرارة عالمياً
أظهرت أحدث البيانات من الأمم المتحدة أن أوروبا هي القارة الأسرع في ارتفاع درجات الحرارة على وجه الأرض، مع تسجيل زيادة ملحوظة في درجات الحرارة خلال العام 2023 مقارنة بالفترة المرجعية (1951-1980).
وقد تجاوزت هذه الزيادة 2.5 درجة مئوية في بعض الدول مثل سويسرا وأوكرانيا. في عام 2023، سجلت أوروبا ارتفاعًا في متوسط درجات الحرارة قدره 2.4 درجة مئوية، مما يتجاوز المعدل العالمي البالغ 1.8 درجة مئوية، وهو أعلى معدل يتم تسجيله في التاريخ. وتعد السنوات التسع الأخيرة من عام 2015 إلى 2023 هي الأكثر حرارة على الإطلاق، مما يعزز فرضية أن أوروبا تشهد تغيرات مناخية سريعة ومستدامة.
لماذا تتسارع درجات الحرارة في أوروبا؟ووفقًا لمجموعة بيانات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) حول التغير في درجة حرارة الأرض، بلغ المتوسط العالمي للتغير السنوي لدرجات الحرارة 1.8 درجة مئوية فوق خط الأساس (1951-1980) في عام 2023. هذا هو أعلى ارتفاع في درجات الحرارة يتم تسجيله على الإطلاق.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن السنوات التسع الأخيرة منذ عام 2015 كانت الأكثر حرارة على الإطلاق. وفي هذه الفترة، شهدت أوروبا أكبر ارتفاع في درجات الحرارة بزيادة قدرها 2.4 درجة مئوية. وبذلك، تكون هذه هي المرة السابعة خلال السنوات التسع الماضية التي تتجاوز فيها درجات الحرارة في المنطقة درجتين مئويتين.
كما تم تجاوز حد 1.5 درجة مئوية المنصوص عليه في اتفاقية باريس في جميع المناطق في عام 2023، باستثناء أوقيانوسيا، التي سجلت زيادة قدرها 0.9 درجة مئوية، ما يدل على أن معظم أنحاء العالم باتت تتأثر بدرجات حرارة تفوق تلك التي كان من المتوقع الوصول إليها في المستقبل القريب.
Annual temperature change compared to the 1951-1980 baseline.أكثر المناطق تأثراً: جزيرة سفالبارد وأوروبا الشرقيةمن بين 198 بلدًا و39 إقليمًا، سجلت سفالبارد وجزر جان ماين في النرويج أعلى زيادة في درجات الحرارة في عام 2023، حيث سجلت زيادة بمقدار 3.6 درجة مئوية، وهو الرقم الأعلى عالميًا.
وفي هذا السياق، يقول سيباستيان سيبل، أستاذ الإسناد المناخي في معهد لايبزيغ للأرصاد الجوية: "يجب ألا نبالغ في تفسير إحصاءات درجات الحرارة قصيرة الأجل، مثل السنوية، خاصة بالنسبة للمناطق الصغيرة، بسبب تأثير التقلبات الداخلية".
أما في أوروبا، فقد شهدت كل من مولدوفا وأوكرانيا وأندورا وسويسرا وبيلاروس ارتفاعًا في درجات الحرارة تجاوز 2.7 درجة مئوية مقارنة بمتوسط (1951-1980).
Relatedإيطاليا تستعد لموجة حر قاسية بعد العواصف: درجات الحرارة قد تصل إلى 39 درجةدراسة تُحذّر من انتشار انبعاثات "الزئبق" السام في القطب الشمالي مع الارتفاع المستمر في درجات الحرارةشاهد: الشواطئ الرومانية تعج بالسياح مع ارتفاع درجات الحرارةارتباك في توقعات العلماء بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة خلال العامين 2023 و 2024في الاتحاد الأوروبي، سجلت رومانيا وسلوفينيا أعلى ارتفاع سنوي في درجات الحرارة عند 2.62 درجة مئوية، فيما احتلت 27 من أصل 49 بلدًا وإقليمًا في أوروبا المراتب الثلاثين الأولى من حيث أعلى زيادات في درجات الحرارة. من بين هذه الدول، كانت فرنسا (2.59 درجة مئوية)، إسبانيا (2.57 درجة مئوية)، روسيا (2.53 درجة مئوية)، وألمانيا (2.44 درجة مئوية).
وكان الاحترار أكبر في غرب وشرق أوروبا، بينما سجلت ثلاث دول فقط من خارج أوروبا ضمن أعلى 30 دولة هي كازاخستان (2.58 درجة مئوية)، المغرب (2.56 درجة مئوية)، وتونس (2.4 درجة مئوية).
هذا يشير إلى أن أوروبا ترتفع درجة حرارتها بمعدل أسرع بكثير من معظم المناطق الأخرى على مستوى العالم. ويُعزى ذلك إلى أن أوروبا، بما في ذلك روسيا، تضم أكبر كتلة أرضية عند خطوط العرض الشمالية، كما يوضح فرانسيسكو توبييلو، كبير الإحصائيين وقائد الفريق في وحدة إحصاءات البيئة في المنظمة.
أيسلندا وفارو الأقل تأثراًكانت أيسلندا وجزر فارو استثناءات في أوروبا، حيث شهدت أقل ارتفاع في درجات الحرارة مقارنة ببقية القارة، إذ لم تتجاوز الزيادة 0.65 درجة مئوية. وجاءت النرويج والسويد والمملكة المتحدة في المرتبة التالية، مع ارتفاع درجات الحرارة بين 1.2 درجة مئوية و1.5 درجة مئوية.
وتشير ريبيكا إيميرتون، عالمة المناخ في خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ (C3S)، إلى أن البلدان المطلة على المحيط الأطلسي عادة ما تكون أقل تأثراً بارتفاع درجات الحرارة، في حين أن البلدان الواقعة في المناطق الشمالية، مثل القطب الشمالي، تشهد زيادات أكبر في درجات الحرارة.
وتضيف إيميرتون أن هذا التباين يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل، منها أنماط دوران الغلاف الجوي، والتأثيرات المحيطية، بالإضافة إلى العوامل المحلية مثل الغطاء الثلجي، ورطوبة التربة، والخصائص الجغرافية التي تؤثر في طريقة استجابة هذه البلدان لتغير المناخ.
أوروبا الأسرع في الاحترار عالمياً: حرارة مضاعفة في 10 سنواتبين عامي 2014 و2023، ارتفعت درجات الحرارة في أوروبا بوتيرة أسرع من أي مكان آخر على وجه الأرض. وفقًا لتقرير كوبرنيكوس حول حالة المناخ في أوروبا، كانت جميع البلدان والأقاليم الـ 15 التي سجلت أعلى زيادات في درجات الحرارة تقع في أوروبا.
توضح ريبيكا إيميرتون، عالمة المناخ في خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، أن درجة حرارة أوروبا ارتفعت بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي، مما جعلها القارة الأسرع ارتفاعًا في درجات الحرارة على كوكب الأرض. وتضيف: "القطب الشمالي هو المنطقة الأسرع ارتفاعًا في درجات الحرارة".
تشير الدراسات إلى أن هذه الزيادة السريعة ناتجة عن عدة عوامل، بما في ذلك التغيرات في دوران الغلاف الجوي التي تساهم في تكرار موجات الحرارة الصيفية. كما يساهم تضخم القطب الشمالي، الذي يعكس فقدان الجليد البحري، في تعزيز انتقال الحرارة من المحيطات إلى الغلاف الجوي. وتعتبر هذه الظاهرة أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بشكل أسرع من بقية العالم.
يستفيد تقرير كوبرنيكوس من خط الأساس للفترة من (1991 إلى 2020)، لكن دون الإشارة إلى التغيرات على المستوى القطري. كما يوضح سيباستيان سيبل، أستاذ الإسناد المناخي في معهد لايبزيغ للأرصاد الجوية، أن المناطق الشمالية، بما فيها أوروبا، تشهد زيادات في درجات الحرارة أكثر من المتوسط العالمي بسبب تضخم القطب الشمالي.
ويوضح الدكتور روبن لامبول، زميل باحث في جامعة إمبريال كوليدج لندن، أن حجم الدول في أوروبا يلعب دورًا أيضًا في هذه الزيادة. ويقول لامبول: "البلدان الأوروبية أصغر حجمًا بالمقارنة مع مناطق أخرى، مما يعني أن تقلبات درجات الحرارة قد تكون أكبر لأن التغيرات لا تُحسب عبر مساحة واسعة".
من جهة أخرى، يشير إيريك كييلستروم، الأستاذ في المعهد السويدي للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، إلى أن انخفاض مستويات الهباء الجوي (أو الضباب الدخاني) في أوروبا قد ساهم في تسريع الاحترار. إذ يعمل الضباب الدخاني على حجب بعض أشعة الشمس مؤقتًا، وعندما ينخفض، يسمح بزيادة درجات الحرارة.
تكشف بيانات العشر سنوات الأخيرة عن أن منطقة سفالبارد في النرويج شهدت أسرع ارتفاع في درجات الحرارة، حيث سجلت زيادة استثنائية بلغت 3.44 درجة مئوية مقارنة بالفترة المرجعية من 1951 إلى 1980، متفوقة بذلك على أي منطقة أخرى.
توضح دانييلا شميت، الأستاذة في كلية علوم الأرض بجامعة بريستول، أن المناطق القريبة من خط الاستواء شهدت زيادة أقل في درجات الحرارة، بينما تشهد المناطق القريبة من القطبين ارتفاعًا أكبر، وهو ما يُعرف بالتضخيم القطبي. وتضيف شميت: "لذا، فإن سفالبارد تشهد زيادة في درجات الحرارة بشكل أكبر من المناطق الأخرى".
تعد دول أوروبا الشرقية ودول البلطيق من بين الأسرع ارتفاعًا في درجات الحرارة، حيث سجلت بيلاروسيا زيادة بلغت 2.29 درجة مئوية، تليها روسيا بـ 2.27 درجة مئوية، وإستونيا بـ 2.26 درجة مئوية، ولاتفيا بـ 2.24 درجة مئوية، وليتوانيا بـ 2.24 درجة مئوية.
Temperature change in Europeأما وسط وغرب أوروبا، فقد شهدت هي الأخرى ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة. في ألمانيا (2.14 درجة مئوية)، بولندا (2.15 درجة مئوية)، وسويسرا (2.16 درجة مئوية)، كانت الاتجاهات واضحة، في حين سجلت بلجيكا وهولندا وفرنسا زيادات تتجاوز درجتين مئويتين مقارنة بمستويات 1951-1980.
على الرغم من الارتفاع السريع في درجات الحرارة في شمال وشرق أوروبا، فإن جنوب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط شهدت ارتفاعًا أبطأ. على سبيل المثال، إيطاليا (1.81 درجة مئوية)، إسبانيا (1.78 درجة مئوية)، البرتغال (1.65 درجة مئوية)، تركيا (1.59 درجة مئوية)، واليونان (1.29 درجة مئوية) سجلت زيادات أقل من تلك الموجودة في شمال القارة.
وتشرح شميت أن "اليابسة ترتفع درجة حرارتها أكثر من البحر، لأن البحر يستطيع امتصاص الحرارة وتخزينها في أعماقه، ما يعني أنه يستغرق وقتًا أطول لكي يسخن، بينما تسخن الطبقات العليا من اليابسة بسرعة أكبر".
من جهة أخرى، تبقى أيسلندا الأقل تأثرًا بالاحترار في أوروبا، حيث شهدت زيادة في درجات الحرارة أقل من 1 درجة مئوية. تليها المملكة المتحدة (1.28 درجة مئوية)، جزيرة مان (1.18 درجة مئوية)، أيرلندا (1.16 درجة مئوية)، وجزر فارو (1.06 درجة مئوية)، التي سجلت أيضًا أدنى الارتفاعات في درجات الحرارة.
تستند هذه البيانات إلى قياسات تغيرات درجات الحرارة السطحية التي تقدمها وكالة ناسا-جيس.