بوابة الوفد:
2025-03-04@20:53:10 GMT

الرابعة يا مصريين

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

نعيش اليوم حالة تكررت خلال المائتى عام الأخيرة ثلاث مرات.. وللأسف خرجنا من المرات الثلاث بكارثة مروعة.. فهل نكرر فى المرة الرابعة ما فعلناه فى المرات الثلاث السابقة؟

الحكاية ببساطة أن مصر شهدت خلال القرنين الأخيرين أربع محاولات جادة لتحقيق نهضة شاملة.. أولاها كان فى عهد محمد على الذى نهض بمصر زراعيًا وصناعيًا وتعليميًا وعسكريًا وتمكن من بناء إمبراطورية مصرية كبيرة.

ولكن تآمر على مصر أكبر دول ذلك الزمان: إنجلترا وروسيا وبروسيا والنمسا، وساندتها دولة الخلافة العثمانية، فيما خانت فرنسا «محمد على» فلم تقدم له الدعم الكافى لمواجهة الدول الخمس، فتم هزيمته عسكريًا وإجباره على قبول معاهدة 1840 التى قلصت نفوذ مصر وأجهضت نهضة مصرية كان كفيله – لو نجحت- بأن تجعل مصر دولة عظمى.

وتكررت تجربة مماثلة فى عهد الخديو إسماعيل، والذى حكم مصر بدءًا من 18 يناير 1863 وكان حلمه الكبير هو أن يجعل مصر قطعة من أوروبا، فنهض بالزراعة والصناعة والنقل والمواصلات والبريد، وحصل من السلطان العثمانى على فرمان يقضى بحق مصر فى سك النقود الخاصة بها، وشهدت البلاد نهضة عمرانية ما زالت آثارها بقاية حتى اليوم، ولكن تمت تصفية مشروع النهضة بإغراق مصر فى الديون تبعه ضغوط من إنجلترا وفرنسا أجبرا السلطان العثمانى على خلع إسماعيل من حكم مصر، وهو ما تم بالفعل فى 26 يونيو 1879، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل وجهت إنجلترا جيوشها فاحتلت مصر عام 1881 ولمدة 71 عامًا كاملة!

تجربة النهضة الثالثة كانت على يد الرئيس جمال عبدالناصر فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، الذى أراد أن يجعل من مصر دولة زراعية وصناعية ونووية، ولكن انجلترا وفرنسا وأمريكا وإسرائيل أجهضوا هذه التجربة بالعدوان الثلاثى عام 1956، ثم بالعدوان الإسرائيلى على مصر واحتلال سيناء عام 1967، وهو العدوان الذى ضرب مصر واقتصادها فى مقتل ما زالت تعانى من آثاره حتى اليوم.

والأن تعيش مصر تجربة النهضة الرابعة، وتم تشييد بنية أساسية تكفل تحقيق نهضة صناعية وزراعية كبيرة، ولكن ذات التجربة تتعرض لمحاولات إجهاض لا تخطئها عين، وهذه المحاولات بدأ تنفيذها بشكل مكثف منذ سنوات، بإشعال الحرائق على حدودنا الغربية فى ليبيا التى تسلل إليها عدد كبير من الإرهابيين الذين كانوا يستهدفون مصر أساسًا، ثم أشعلوا النار فى الحدود الجنوبية فى السودان فتدفق منها ملايين السودانيين لاجئين لمصر هربًا من الحرب الأهلية الدائرة هناك.

وليس هذا فقط، فهناك ضغوط مروعة على الاقتصاد الوطنى، وهى ضغوط جعلت الجنيه يتهاوى تحت ضربات الدولار، فاشتعلت أسعار كل شيء فى مصر بدرجة غير مسبوقة، لم يكتفوا بذلك، بل أرادوا قطع الشريان الرئيسى الذى يضخ العملة الصعبة فى قلب الاقتصاد المصرى وهى قناة السويس، فأغلقوا باب المندب ومنعوا مرور السفن فى البحر الأحمر وقناة السويس تحت زعم هجمات الحوثيين على السفن المارة فى البحر!

والآن يشعلون النار فى حدودنا الشرقية التى تشهد تصعيدًا وتحرشًا إسرائيليًا بمصر غير مسبوق منذ توقيع معاهدة السلام فى نهاية سبعينيات القرن الماضى.

والمعنى ببساطة أننا أمام محاولات خبيثة تستهدف إجهاض المحاولة الرابعة لنهضة مصر، وعلى كل مصرى أن يدرك هذا الأمر جيدًا، فالحكاية أخطر بكثير من غلاء الأسعار واحتفاء بعض السلع وتراجع قيمة الجنيه والتضخم، الحكاية أننا أمام مؤامرة خبيثة لتدمير مصر وإجهاض حلمها فى النهضة

وإما أن ننتبه لهذا الأمر فنتصرف كما لو كنا فى حالة حرب، وإلا ستكون نهايتنا جميعًا.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كلمات عام الأخيرة أوروبا

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة يشيد بمبادرات محمد بن راشد وجهوده في تعزيز نهضة الوطن

أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بمبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وجهوده في تعزيز القيم الإنسانية المنطلقة من قيم الإسلام ومبادئه السمحة.
جاء ذلك بمناسبة اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “شخصية جائزة الإمارات الدولية للقرآن الكريم” في نسختها الأولى لعام 2025 تقديراً لما قدمه سموه من خدمات إلى كتاب الله وحفظته وقرائه محليا وعالمياً.
وأهدى صاحب السمو رئيس الدولة بهذه المناسبة، أخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم طبعة خاصة من “مصحف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان” بجانب صورة تجمعهما مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إضافة إلى رسالة موقعة من سموه أعرب خلالها عن شكره وتقديره لجهوده المخلصة في خدمة كتاب الله وتكريم أهل القرآن وطباعة المصاحف ورعاية مسابقاته ونشر لغته العربية وتعزيز مكانتها في المجتمع.. وذلك بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وصاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان وصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين وصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة وسمو أولياء العهود ونواب الحكام وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة.

وقال صاحب السمو رئيس الدولة خلال اللقاء الذي جرى في مزرعة الشيخ زايد في منطقة الخوانيج في دبي.. إن جهود أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أجل نهضة الوطن ونماء شعبه علامة بارزة في مسيرة دولة الإمارات ومبادراته الإنسانية والحضارية في المنطقة والعالم مصدر إلهام من أجل تقدم الإنسان وازدهاره.
يذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم له مبادرات عديدة في خدمة القرآن الكريم من أبرزها “جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم” التي تضم عدة فروع منها “جائزة شخصية العام الإسلامية، ومصحف الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ومركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمخطوطات القرآنية، والمسابقة الدولية للقرآن الكريم، ومسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم للإناث، ومسابقة الشيخة هند بنت مكتوم للقرآن الكريم، ومسابقة أجمل ترتيل، ومسابقة الحافظ المواطن، وتحفيظ القرآن في المؤسسات العقابية الإصلاحية في دبي، والمحاضرات والندوات، والبحوث والدراسات، وتعليم القراءات”.. إضافةً إلى مركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف، وجهوده في إنشاء المراكز والمعاهد القرآنية.
وكانت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة قد أطلقت النسخة الأولى لـ”جائزة الإمارات الدولية للقرآن الكريم” من العاصمة أبوظبي تحت رعاية صاحب السمو رئيس الدولة حرصاً من سموه على العناية بكتاب الله على المستويين المحلي والدولي، كما أنها تجسد التزام الدولة بتعزيز المواهب القرآنية المواطنة، ودعم الحفظة والمجودين، وتكريم المتميزين من المواهب العالمية.
وتتضمن الجائزة في بدايتها ثلاثة فروع رئيسية الأول “جائزة المركز الأول الدولي في القرآن الكريم” وفيه تصفيات أولية ونهائية وفق معايير دقيقة، حيث يجري هذا العام تكريم 10 متسابقين من الذكور والإناث، الذين حصدوا المراكز الأولى في مسابقات دولية.

والفرع الثاني “جائزة المركز الأول المحلي في القرآن الكريم” الذي يركز على المواهب الوطنية في جميع إمارات الدولة، حيث يضم ثمانية فروعٍ استكملت جميع مراحلها، وأسفرت عن فوز 86 مشاركاً على مستوى الدولة في دورة 2024م.

والفرع الثالث هو “الجائزة الدولية الأولى للقرآن الكريم وتكريم شخصية قرآنية عالمية ” حيث تكرم في هذا الفرع شخصية قرآنية بارزة أو مؤسسة قرآنية متميزة.


مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يشيد بمبادرات محمد بن راشد وجهوده في تعزيز نهضة الوطن
  • مباريات حارقة تسفر عن قرعة سدس عشر كأس العرش
  • الحكومة لم تُقصِّر.. ولكن!
  • هالة صدقي: أتعرض عليا دور إنتصار في "إش إش" ولكن رفضته
  • دستور عدالة المحاكم.. كيف يعمل نظام إخلاء السبيل بكفالة ومن يقدر قيمتها؟
  • بعد حادثة التمثال.. من يمول الدكتور زاهي حواس وبعثته؟ ولماذا تصمت وزارة السياحة والآثار؟!
  • جائزة الشيخ زايد للكتاب تعلن قوائمها القصيرة للدورة الـ 19.. و3 مصريين ينافسون
  • الدردير يشيد بأداء صلاح الدين مصدق.. تفاصيل
  • بهاء عبد الحسين عبد الهادي: مشاهير العرب قوة مؤثرة.. ولكن المسؤولية الاجتماعية أولًا
  • ترند زمان.. أنا ضحية جبروت امرأة .. اعترافات المذيع إيهاب صلاح بقتل زوجته