عندما أتأمل تجارب دول فى آسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية وكيف انتقلت من أوضاع كارثية متخلفة إلى حالة نمو وتطور متسارعة ومدروسة، أتساءل: هل مصر حالة مستعصية على التطور، ولماذا منذ حملة نابليون بونابرت على مصر (1798 – 1801) ونحن نبحث عن ذاتنا وعن فرصة تاريخية لنمو مستدام ولم ننجح أو نخرج من متاهات البحث عن هوية.
لماذا تغيرت الأرجنتين خلال 8 سنوات، ولم تتغير مصر بعد أكثر من 200 عام من البدايات التعرف على العصر الحديث؟ لقد اقتربت من الاقتناع بفكرة أن إمكانية تطورنا تزداد تعقيدًا، وقد نبه لذلك الدكتور طه حسين فى مؤلفه البديع «مستقبل الثقافة فى مصر» بقوله: إن مصر منذ ما يقرب من خمسة عشر قرنًا وقد انتقل ارتباطها الثقافى من الشمال إلى الشرق وأن الأوضاع التى سادت ما يعرف بالعالم العربى من قرون وحتى يومنا هذا قد ربطت مصر عضويًا ببنية التخلف المتجذرة فى الأطر السياسية والاجتماعية والثقافية فى محيطنا الإقليمى، وأنه من المستحيل على مصر أن تفلت من حالة الغرق فى المحيط العربى المتجمد منذ قرون».. ومن الإنصاف التسليم بأن سنن التطور من صناعة أصحابها، ولا يجب أن نحمل الواقع العربى المتهالك مسئولية إضعاف مصر. لكى نكون أقوياء فبأيدينا وافكارنا وليس بيد عمر أو زيد.
الفارق بين تجربة 30 سنة من حكم مبارك ترك مصر بعدها «مضطرًا» أمام ثورة حقيقية، وبين تجربة رئيسة الأرجنتين التى احترمت الدستور وتركت السلطة بعد فترتين رئاسيتين مدتهما 8 سنوات، أن هذه السيدة رسمت خريطة سياسية جديدة للأرجنتين ولم تترك نفسها لغوايات السلطة حتى تتعفن داخل دواليب سياسية قديمة..
وإعادة للسؤال الأساسى الموجع : لماذا تقدم الآخرون خلال 8 سنوات ولم نتقدم نحن فى مصر خلال 200 سنة؟.. أعتقد أن بلدًا مثل الأرجنتين لم يتغرب عن هويته كما حدث لنا، ولم يخطئ قادة الأرجنتين فى تحديد هوية حلفائهم ولم يقايضوا مصلحة بلدهم بمصالحهم هم، لأنهم ببساطة يحترمون دستور بلدهم ويعلون من قيمة وقدر القانون.. رئيسة الأرجنتين أدركت بوعى مصادر القوة فى بلدها وفتحت المجال العام أمام الجميع–معارضيها قبل مؤيديها.. إنها حكمة التاريخ الغائبة عنا منذ قرون.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح مصر آسيا وأمريكا اللاتينية أوضاع كارثية
إقرأ أيضاً:
إحصائية مقلقة لميسي مع الأرجنتين
يعاني النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مع منتخب بلاده عندما يلعب "التانغو" مباراة خارجية في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
وخسر أبطال العالم على أرض باراغواي 1-2 أمس الجمعة على ملعب "ديفينسوريس ديل تشاكو" في أسونسيون ضمن الجولة الـ11 من التصفيات، وشارك ميسي في المباراة كاملة دون أن ينجح في مساعدة بلاده في الخروج بنقطة التعادل على أقل تقدير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غضب عراقي ورضا أردني بعد تعادل المنتخبين في تصفيات كأس العالمlist 2 of 2ما نظام "دعم الفيديو" الذي يخطط الفيفا لاعتماده بدلا من "فار"؟end of listوذكرت صحيفة "أس" الإسبانية، أن ميسي لم يسجل أي هدف لمنتخب بلاده في 3 من آخر 4 مباريات خاضها في التصفيات المونديالية خارج البلاد.
وفشل "البرغوث" في هز الشباك في المباريات ضد البرازيل وفنزويلا وباراغواي فيما غاب عن مواجهتي كولومبيا وبوليفيا بداعي الإصابة.
وكانت المباراة الوحيدة التي تألق فيها ميسي خارج الديار تلك التي فاز بها منتخب الأرجنتين على بيرو في ليما والتي أقيمت يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي وفيها سجل هدفين.
وسيكون أمام ميسي 3 مباريات خارجية في التصفيات من أجل تصحيح الأوضاع والوصول إلى شباك المنافسين وذلك ضد أوروغواي في مونتيفيديو، وأمام تشيلي في سانتياغو، وأخيرا الإكوادور في العاصمة كيتو.
وكانت المباراة ضد باراغواي هي الأخيرة للأرجنتين خارج أرضها في العام الجاري، حيث سيلعب بطل العالم أول مباراة له في العام الجديد (2025) في مارس/آذار عندما يحل ضيفا على أوروغواي في الجولة الـ13 من تصفيات كأس العالم.
ويستضيف منتخب الأرجنتين نظيره البيروفي فجر الأربعاء المقبل على ملعب بومبونيرا، وذلك ضمن الجولة الـ12 من التصفيات، وستكون المباراة الأخيرة له في عام 2024 وسيسعى فيها لتجاوز الهزيمة الأخيرة، أما ميسي فيريد إسعاد مواطنيه بعد الأهداف الثلاثة (هاتريك) التي سجلها ضد بوليفيا في الجولة العاشرة.
View this post on InstagramA post shared by Selección Argentina (@afaseleccion)
ويعيش ميسي أسبوعا سيئا بعد أن ودّع فريقه إنتر ميامي، الدوري الأميركي على يد أتالانتا يونايتد، لتأتي الخسارة من باراغواي لتزيد من أوجاع "البرغوث".
ويتواجد ميسي على رأس قائمة هدافي التصفيات الحالية لقارة أميركا الجنوبية برصيد 6 أهداف سجلها في 8 مباريات، متفوقا على داروين نونيز مهاجم أوروغواي الذي هز الشباك 5 مرات.
يُذكر أن منتخب الأرجنتين يتصدر جدول ترتيب التصفيات المونديالية برصيد 22 نقطة بفارق 3 نقاط عن أوروغواي وكولومبيا صاحبي المركزين الثاني والثالث وفي جعبة كل منهما 19 نقطة.
ويتأهل أصحاب المراكز الستة الأولى في التصفيات مباشرة إلى بطولة كأس العالم المقبلة فيما سيتعين على صاحب المركز السابع خوض ملحق عالمي.