الجزيرة:
2024-12-23@03:30:52 GMT

إلباييس: تصفية الأونروا تصفية لحق العودة

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

إلباييس: تصفية الأونروا تصفية لحق العودة

"علينا منعهم من العودة"، هكذا كتب ديفيد بن غوريون في مذكراته بعد شهرين من نكبة الشعب الفلسطيني وإعلان قيام إسرائيل عام 1948، حيث بدأت مأساة أكثر من 700 ألف لاجئ -هم نصف سكان فلسطين الأصليين آنذاك- وبدأت معهم قصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حافظة ذاكرة اللجوء وتذكار حق العودة الذي تحاول إسرائيل القضاء عليه، كما كتبت ترينيداد ديروس برونتي في صحيفة إلباييس الإسبانية.

لم يبق إلا قلائل من هؤلاء الـ700 ألف -الذين هُجّروا أو أجبروا على الفرار من مجازر العصابات اليهودية- لكن يوجد 6 ملايين فلسطيني مسجلين في قوائم اللجوء في غزة والضفة الغربية وسوريا والأردن ولبنان، ترفض إسرائيل عودتهم لأن ذلك يقضي على "الوطن القومي لليهود حصرا" وينهي إسرائيل ذاتها، كما تنقل برونتي عن المختصة في تاريخ الأونروا خوليتا إسبين أوكامبو.

وترى أوكامبو أن ارتباط الأونروا بحق العودة هو ما جعل إسرائيل تتهم 12 من موظفي الوكالة (وعددهم نحو 31 ألفا) بالمشاركة في هجمات 7 أكتوبر.

تصفية الوكالة

ورغم غياب الأدلة -تقول برونتي- قررت 12 دولة، بينها أهم داعمتين (الولايات المتحدة وألمانيا)، تعليق تمويلها للوكالة، مما يضرب في الصميم المساعدات الإنسانية، خاصة في غزة حيث 85% من السكان على حافة المجاعة.

وفي غزة يعتمد السكان أكثر من أي وقت مضى على الوكالة ومنشآتها (وبينها 700 مدرسة) التي تؤوي منذ بداية الحرب الإسرائيلية نحو 75% من حوالي 2.2 مليون غزّي، وكان ثمن ذلك مقتل نحو 160 من موظفي الوكالة، يضافون إلى أكثر من 30 ألف فلسطيني قتلتهم إسرائيل.

وتنقل الكاتبة عن لبنة شوملي من "المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين" (وهي منظمة مقرها الضفة الغربية المحتلة، وتقدم المشورة للأونروا) قولها إن إسرائيل ترمي في الهجوم على الوكالة إلى أهداف متنوعة عززتها الحرب، وأولها القضاء على مساعدات الوكالة بهدف تهجير من تبقى من سكان القطاع بحرمانهم من كل أوجه الحياة (غذاء وخدمات طبية وكهرباء، وغيرها) ثم ضم القطاع، والهدف الآخر القضاء على حق عودة 6 ملايين لاجئ.

تهديد السردية الإسرائيلية

وتضيف شوملي أن مجرد وجود الوكالة -بميثاقها الذي يقضي بتوفير العون للاجئين الفلسطينيين- "يهدد السردية الإسرائيلية وإصرارها على ألا وجود للاجئين الفلسطينيين. وإن غاب اللاجئ غاب حق العودة".

واستعرض المقال عددا من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين هاجموا الوكالة ودورها في هذا الإطار، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي اتهم الأونروا مؤخرا بإدامة "مشكلة اللاجئين الفلسطينيين".

وكذلك وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأونروا بأنها "جزء من المشكلة"، واتهمها بترسيخ ما سماها سردية كاذبة بوجود لاجئين فلسطينيين يجب أن يعودوا إلى البلاد، داعيا إلى "العمل بلا هوادة لفك الارتباط بين الوكالة وغزة".

تذكار النكبة

وتقول الكاتبة إنه رغم أن ميثاق الوكالة لا يشير إلى حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، فإن قرار الأمم المتحدة رقم 302 الذي أنشأت الوكالة بموجبه والصادر عام 1949 يستند بدوره إلى القرار رقم 194 الذي كفل هذا الحق.

وتنقل الكاتبة عن المؤرخ خورخي راموس تولوزا الأستاذ بجامعة فالنسيا -وصاحب مؤلفات عديدة عن فلسطين وإسرائيل- أن وجود الوكالة "يذكّر بالسبب الذي جعل هؤلاء لاجئين، وحرمهم العودة وأن إسرائيل مشروع استعماري يمنح كل الحقوق لليهود، لكنه يحرم الفلسطينيين حق العودة إلى أرضهم". ويضيف أن "مجرد كلمة لاجئ تحيل إسرائيل إلى طريقة قيامها: النكبة".

ويقول الخبير بشؤون الشرق الأوسط إيساياس بارينيادا إن إسرائيل تحاول خنق الوكالة حتى تعجز عن أداء مهامها، فهي تحكم عليها بالموت معتقدة أنها بذلك تستطيع ببساطة شديدة تصفية قضية اللاجئين.

لقد ساعد العون الإنساني الذي تقدمه الأونروا وفرص التوظيف التي توفرها (31 ألف لاجئ فلسطيني يعملون فيها) في تثبيت هؤلاء اللاجئين في غزة والضفة ودول الجوار، وحال دون ذوبانهم في الدول المضيفة، وهو الهدف الذي طالما رغب فيه قادة إسرائيل صراحة، لذا يرى الفلسطينيون في الأونروا -وفقا للمختصة بتاريخ الوكالة خوليتا أوكامبو- "تجسيدا لالتزام المجموعة الدولية بحق العودة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حق العودة فی غزة

إقرأ أيضاً:

كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!

هل هناك حدود للإجرام والوحشية الإسرائيلية ضد العرب عموما والفلسطينيين خصوصا؟
كنت أعتقد أن هناك حدودا يصعب حتى على أى مجرم مهما كان عتيا أن يتجاوزها، لكن ما تفعله إسرائيل فى قطاع غزة فاق كل خيال.

صدعت إسرائيل رءوسنا ورءوس العالم  بخرافة أنها واحة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فى غابة من الاستبداد العربى الإسلامى، إلى أن جاء عدوانها المستمر على قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر من العام الماضى، ليكشف أنها منبع وأصل الوحشية والعنصرية.

ما هو الجديد الذى يدفعنى للكتابة عن هذا الموضوع اليوم؟

صحيفة هاآرتس العبرية ذات الاتجاه اليسارى نشرت.

يوم الأربعاء الماضى عن قائد بالفرقة ٢٥٢ بجيش الاحتلال أن هناك خطا شمال محور الشهداء «نتساريم» فى قطاع غزة يسمى بخط الجثث ويعرفه أهالى المنطقة جيدا. يضيف أى شخص يتجاوز هذا الخط نطلق عليه الرصاص فورا، ولا يجرؤ الأهالى على سحب الجثث، بل نتركها لتأكلها الكلاب.
المئات من جثامين الشهداء ما تزال موجودة فى شوارع مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وكلما حاول الأهالى نقل الجثث تستهدفهم المسيرات مما يؤدى لسقوط شهداء جدد، والعشرات من المصابين ظلوا ينزفون لأيام طويلة حتى استشهادهم دون أن يتمكن أحد من إسعافهم.

«صور الكلاب وهى تنهش جثامين الشهداء أمام أعين جنود وضباط الاحتلال تكشف - حسب بيان لحركة حماس - عن مستوى الوحشية وحجم السادية والإجرام واللاإنسانية فى سلوك جيش الاحتلال وقيادته الفاشية».

صحيفة هاآرتس أيضا التقت بمجموعة من قادة وضباط وجنود الجيش الإسرائيلى فى شمال قطاع غزة وجاءت أهم تصريحاتهم كالتالى:

محور نتساريم مصنف بأنه منطقة قتل، وكل من يدخل نطلق عليه النار فورا، وهناك سباق بين الوحدات لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين. نحن نقتل مواطنين ثم نعدمهم على أساس أنهم مسلحون. ولدينا أوامر بإرسال صور الجثث، وقد أرسلنا صورا لـ٢٠٠ قتيل، وتبين أن عشرة فقط منهم ينتمون لحماس. وأحيانا يتصرف الجيش فى غزة وكأنهم ميليشيا مسلحة مستقلة لا تلتزم بأى قوانين، ولدينا سلطات غير محدودة، وهناك عمليات تجرى من دون أوامر. وبعض القادة الذين خدموا فى المنطقة كانوا يبحثون عن صورة نصر شخصى، وأحد القادة قال لجنوده أن صورة النصر لفرقته سوف تتحقق بعد إفراغ شمال غزة من سكانه.

وأظن أن العبارة الأخيرة هى أحد الأهداف الأساسية للعدوان الإسرائيلى ضمن أهداف أخرى كثيرة. لكن هناك جيوشا كثيرة تحتل مناطق فى دول أخرى من دون أن تفعل ما فعلته وتفعله إسرائيل فى غزة من إجرام غير مسبوق.

فى نفس اليوم، لتقارير هاآرتس كانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» تتهم إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية. المنظمة قالت إن السلطات الإسرائيلية فرضت عمدا على سكان غزة ظروفا معيشية مصممة لتدمير جزء من السكان من خلال تعمد حرمان المدنيين من الوصول إلى المياه بشكل كاف. مما أدى إلى آلاف الوفيات، إضافة إلى الحرمان من الصرف الصحى، وتعطيل البنية التحتية، خصوصا قطع الكهرباء وكلها أعمال تشكل جريمة حرب متمثلة بالإبادة.

المنظمة استشهدت بما قاله يوآف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلى السابق بعد بدء العدوان مباشرة فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ «لن تكون هناك كهرباء ولا طعام ولا ماء، ولا وقود. كل شىء مغلق». يومها وصف جالانت الفلسطينيين بأنهم «حيوانات بشرية!!!».

تقرير هومان رايتش ووتش استغرق إعداده عاما كاملا، ومن المستحيل اتهام أصحابه بأنهم مغرضون أو عرب معادون للسامية. هو اعتمد على مقابلات سكان مدنيين وصور بالأقمار الصناعية وبيانات وتحليل صور وفيديوهات. وبالطبع فإن وزراء الخارجية الإسرائيلية قال إن التقرير ملىء بالأكاذيب، وافتراء دموى لتعزيز الدعاية المناهضة لإسرائيل!!!

ولا أعلم كيف يمكن أن يكون هذا التقرير ملىء بالأكاذيب فى حين أن أهم دليل على صحته هو سقوط ١٥٢ ألف شهيد وجريح فلسطينى وعشرة آلاف مفقود ودمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الآلاف من الأطفال والمسنين والنساء وتدمير أكثر من ٧٠٪ من قطاع غزة ونزوح أكثر من ٨٠٪ من السكان، مما شكّل واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية فى العالم.

أما ما يحدث فى شمال قطاع غزة من تدمير منظم لكل شىء وتسوية المبانى والمنشآت بالأرض خير دليل على الجريمة العظمى التى ترتكبها إسرائيل.

ختاما يقول ضابط إسرائيلى: «نحن فى مكان بلا قوانين وحياة البشر فيه بلا قيمة!!!».

(الشروق المصرية)

مقالات مشابهة

  • المفوض العام للأونروا: وقف عمل الوكالة في فلسطين يعني الكارثة
  • لازاريني: قرار السويد بوقف الدعم الأساسي يعمق معاناة اللاجئين الفلسطينيين في وقت حساس
  • كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!
  • انتهاكات لا تنتهي.. ماذا نعرف عن مشفى العودة الذي يستهدفه الاحتلال؟
  • خبير: الاحتلال يريد تصفية الفلسطينيين.. ومصر تحمي ما تبقى من حقوقهم «فيديو»
  • عضو «العمل الوطني الفلسطيني»: الاحتلال استخدم سلاح التجويع لقهر وقتل الفلسطينيين
  • الأمم المتحدة تطالب الدول الأوروبية بعدم ترحيل اللاجئين السوريين
  • منظمة الهجرة: سوريا ليست مستعدة لعودة اللاجئين على نطاق واسع
  • وزير سويدي: السويد لن تمول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد الآن
  • السويد تقرر وقف تمويل الأونروا.. ستساعد الفلسطينيين عبر قنوات أخرى