لجريدة عمان:
2024-10-05@06:27:44 GMT

رفح .. الانتحار السياسي لنتانياهو

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

لا تكف المؤشرات التي ظللنا نستعرض دلالاتها فيما كتبنا من مقالات - حيال المصائر العدمية التي تحيط بإسرائيل عبر سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عن تأكيد أن الأخير يمارس السقوط الحر في ما لا يجعل له سبيلاً سوى الانتحار السياسي.

وبالرغم من الضغوط التي تعبر عنها الإدارة الأمريكية نظريًا عبر تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أن قرار نتانياهو باجتياح رفح والوقوع في المزيد من المتاعب الكارثية لإسرائيل يبدو أنه القرار الأخير للرجل.

يدرك نتانياهو -وهو الأكثر خبرةً في طرائق التأثير على الرأي العام الأمريكي من بين كافة رؤساء إسرائيل- متاعب الإدارة الأمريكية مع جملة من صعوبات اتخاذ القرار التي تواجهها؛ نتيجة للمشكلات التي أصبحت تطرأ في أوساط الرأي العام الأمريكي حول القلق من ذاكرة الرئيس بايدن، وأثر ذلك في كثير من القرارات المصيرية لهذه الإدارة، ناهيك عن الحيرة التي تحيط بالرئيس بايدن بين ضغطين، ضغط شعبي في أوساط الحزب الديمقراطي والشعب الأمريكي بضرورة لجم الدولة العبرية عمَّا ترتكبه من أضرار بمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من خلال المجازر غير المقبولة في غزة، وضغط من طرف اللوبي الإسرائيلي الذي يدرك بايدن تأثيره الحاسم في الانتخابات المقبلة بداية نوفمبر القادم، خصوصًا وأنه منذ شهر مارس القادم سيدخل الرئيس بايدن المرحلة السياسية المعروفة بمرحلة «البطة العرجاء».

هذه الملابسات والظروف التي تحيط بإدارة الديمقراطيين في واشنطن بالنسبة لنتانياهو وضع مثالي لاتخاذ القرارات التي يدرك تمامًا أن مصلحته الذاتية تكمن فيها وهي البقاء متشبثًا بالسلطة في وجه أي محاولة من المعارضة لفرض انتخابات مبكرة أكثر من كونها قرارات عقلانية تصب في مصلحة أمن إسرائيل حيال معضلة عملية طوفان الأقصى التي لاتزال تداعياتها تهز إسرائيل منذ يوم 7 أكتوبر الماضي.

انتحار نتانياهو السياسي وورطته اليوم، ستأتيه من ردود الفعل الظاهرة لسياساته العسكرية منذ 4 أشهر وفشل تلك السياسات عن تحقيق تقدم أو اختراق يحسب لها، ومع ذلك يصر نتانياهو على مواصلة ما يزعم أنه الطريق الصحيح لتصفية حماس من قطاع غزة.

نتانياهو في طريقه الهائج لاجتياح رفح، قد لا يدرك أنه يقترب من خطوط خطيرة تمس معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية منذ عام 1978 التي ظلت صامدة -كسلام بارد- لأكثر من 46 عامًا، لكنها - في ظل ما أبدته مصر وأمريكا والعالم من تحذيرات لنتانياهو على خطورة المجازفة التي يريد أن يقدم عليها باجتياح رفح- قد تكون منزلقًا خطيرًا.

وفيما تظل المساعي المكوكية بين أجهزة مخابرات دولية وإقليمية تضغط الوقت استباقاً لصفقة رابحة تقطع الطريق على اجتياح رفح، تبدو حماس، في الوقت ذاته، أكثر قدرة على إدارة التناقضات، حين وصفت الساعات الـ24 القادمة أنها الساعات الحاسمة على مصير الصفقة المقبلة، في ما يشبه لعبة عض الأصابع مع نتانياهو.

وإذا كان واضحاً أن نتانياهو، الذي أرسل وفد من رؤساء المخابرات الإسرائيلية إلى اجتماع القاهرة يوم أمس لمقابلة رئيس المخابرات الأمريكية ورئيس الوزراء القطري والمخابرات المصرية بدون أي تفويض، وإنما لسماع ما يجري في تلك المفاوضات، فإن حماس هي الأخرى تدرك أن اجتياح إسرائيل لرفح سيجعلها أكثر قدرةً على توريط الجيش الإسرائيلي في مزيد من المتاعب والخسائر، لأنه إذا كانت العملية الأخيرة للجيش الإسرائيلي، التي تمكن فيها من إرجاع مخطوفين من داخل قطاع غزة، قد أدت إلى مقتل أكثر من 100 فلسطيني في محيطها، فلنا أن نتصور كيف سيتمكن الجيش الإسرائيلي استعادة أكثر من 100 مختطف إسرائيلي وفق هذه الشروط في منطقة كرفح يكتظ فيها أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني نزحوا من داخل عزة إلى جنوبها؟

ردود الفعل على اجتياح رفح سيكون أخطر وفوق ما يتصور نتانياهو، لأن القدر الكبير من الضحايا الذي وصل حتى الآن إلى 28 ألف شهيد فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال في كافة قطاع غزة، خلال 4 أشهر، سيكون الضحايا في عملية اجتياح رفح أضعاف هذا الرقم.

وإزاء هذا الجنون الذي تقدم عليه سياسات نتانياهو الهوجاء؛ سيدرك الجميع أن الرجل يقدم على انتحار سياسي قد لا ينهي حياته السياسية فحسب، بل كذلك قد يؤدي به إلى السجن، وهذا ما ستكشفه الأسابيع والشهور القادمة لا محالة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اجتیاح رفح أکثر من

إقرأ أيضاً:

الخطأ الذي كلف نصر الله حياته.. تقرير يكشف كيف اخترقت إسرائيل حزب الله وعلاقة سوريا

 

كشفت وسائل إعلام غربية عن الأسلوب الذي تمكنت من خلاله إسرائيل من اختراق “حزب الله” استخباراتيًا، وربطت ذلك بدور الحزب في الحرب السورية حيث دعم الحزب النظام السوري في النزاع.

في تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز“، ذكرت أن زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله، نجا من ثلاث محاولات اغتيال خلال حرب لبنان عام 2006، ولكنه لم يستطع الإفلات من الضربة التي استهدفت مقر الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل عدد من القادة، أبرزهم قائد منطقة الجنوب علي كركي. وطرحت الصحيفة تساؤلات حول الفارق بين هذه الحرب وسابقتها.

 

أشارت الصحيفة إلى آراء مسؤولين سابقين وحاليين أكدوا أن الفارق الرئيسي يكمن في التطور الكبير الذي شهدته الاستخبارات الإسرائيلية، التي ظهرت بشكل واضح في عملية اغتيال قائد أركان “حزب الله”، فؤاد شكر، في يوليو الماضي.

 

ووفقاً لتلك المصادر، يُعتبر هذا التطور جزءاً من جهود أوسع للاستخبارات الإسرائيلية في أعقاب حرب لبنان الثانية عام 2006. فقد تمكنت “الوحدة 8200” وجهاز الاستخبارات العسكرية من جمع كميات هائلة من المعلومات حول “حزب الله”، وهو ما كان غائباً عن إسرائيل بعد انسحابها من جنوب لبنان في عام 2000، الذي اعتبر حينها نصراً للحزب.

 

وتقول الضابطة الإسرائيلية أيسن إن “الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اضطرت لتعويض هذا النقص بتوسيع نطاق تصورها لـ”حزب الله” ليشمل طموحاته السياسية وعلاقاته المتنامية مع إيران ونظام الأسد في سوريا، بالإضافة إلى دوره العسكري” . وأشارت إلى أن “إسرائيل بدأت تتعامل مع حزب الله كجيش إرهابي متكامل، بدلاً من التعامل معه كمنظمة عدائية صغيرة”.

 

ووفقًا لـ”فايننشال تايمز”، فإن التدخل العسكري لـ”حزب الله” في سوريا لدعم النظام السوري منذ 2012 منح إسرائيل فرصة لتوسيع عملياتها الاستخباراتية، إذ تمكنت من تتبع نشاطات الحزب ومعرفة المسؤولين عن عملياته، ومن يتم ترقيته ومن يتورط في الفساد.

 

ورغم اكتساب مقاتلي الحزب خبرة قتالية خلال الصراع في سوريا، فإن هذا التوسع الكبير في صفوفه أدى إلى فتح ثغرات أمام الاختراقات الإسرائيلية. فبحسب المحللة راندا سليم من معهد الشرق الأوسط في واشنطن، “كانت الأزمة السورية بداية توسع حزب الله، لكنها أضعفت آليات الرقابة الداخلية، مما أتاح فرصًا للتسلل”.

 

من جانب آخر، أضافت الصحيفة أن الحرب السورية التي بدأت عام 2011 أوجدت كماً هائلاً من المعلومات المتاحة للعامة، والتي استفادت منها الاستخبارات الإسرائيلية. وكان من بين تلك المعلومات “ملصقات الشهداء” لمقاتلي “حزب الله” الذين قتلوا في سوريا، والتي تضمنت تفاصيل دقيقة عنهم، مثل مكان مقتلهم ودوائرهم الاجتماعية، ما سهّل عملية التعرف على هيكلية الحزب.

 

وختمت الصحيفة بتصريح لمسؤول لبناني سابق في بيروت، الذي قال إن انخراط “حزب الله” في سوريا واحتكاكه بأجهزة استخبارات دولية كان له ثمن، حيث اضطر الحزب للتواصل مع تلك الأجهزة بطريقة لم تكن لتحدث لولا مشاركته في الحرب السورية.

 

مقالات مشابهة

  • الخطأ الذي كلف نصر الله حياته.. تقرير يكشف كيف اخترقت إسرائيل حزب الله وعلاقة سوريا
  • عميد بلدية سبها: أكثر من 3 آلاف منزل متضرر جراء سيول الأمطار الأخيرة التي شهدتها المدينة
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • من هو النصف الآخر للسنوار الذي أعلنت إسرائيل مقتله؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • بايدن:لا شيء سيحصل الخميس بشأن الرد الإسرائيلي
  • بايدن عن الرد الإسرائيلي على إيران: لا شيء سيحدث اليوم
  • من هو جعفر قصير الذي اغتالته إسرائيل؟.. صهر حسن نصر الله
  • ارتفاع ضحايا اعصار هيلين الذي ضرب اميركا الى أكثر من 160 قتيلا
  • صورٌ تنتشر... ما الذي جرى لجنود العدوّ الإسرائيليّ اليوم في بلدة العديسة؟