كيف يؤثر تدخين الحامل على دماغ طفلها؟
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
ارتبطت النقائص الإدراكية العصبية لدى الأطفال من سن التاسعة إلى 12 عاما بتعاطي الأمهات للتبغ أثناء الحمل (MTDP)، وفقا لدراسة جديدة.
وشملت الدراسة أكثر من 11 ألف طفل من 21 موقعا في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
إقرأ المزيدوقام الباحثون، بقيادة تروي بوغا، من المركز الطبي بجامعة نبراسكا في أوماها، بفحص الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 10 سنوات (في الفترة بين أكتوبر 2016 إلى أكتوبر 2018) ومن 11 إلى 12 سنة في "الموجة 2" (في الفترة بين أغسطس 2018 إلى يناير 2021).
وبحثت بوغا وزملاؤها في ما إذا كان استهلاك الأمهات للتبغ أثناء الحمل مرتبطا بالتطور المعرفي العصبي لدى الأطفال.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تعرضوا لتعاطي الأمهات للتبغ أثناء الحمل (MTDP) كان لديهم درجات أقل في الاختبارات المعرفية المختلفة، بما في ذلك المهارات اللغوية والذاكرة والوظيفة الإدراكية الشاملة. وبشكل أكثر تحديدا، حصل هؤلاء الأطفال على درجات أقل في التعرف على القراءة الشفهية، وذاكرة تسلسل الصور، واختبارات مفردات الصورة.
وتشير هذه النواقص إلى أن تدخين الأم أثناء الحمل يمكن أن يعيق بشكل كبير النمو المعرفي للطفل، وخاصة ما يؤثر على نمو الذاكرة والمهارات اللغوية.
وعلاوة على ذلك، وجدت الدراسة أن تعاطي الأمهات للتبغ أثناء الحمل (MTDP) لا يؤثر فقط على القدرات المعرفية، بل يؤثر أيضا على البنية الجسدية للدماغ.
إقرأ المزيدوكان لدى الأطفال المولودين لأمهات مدخنات أثناء الحمل مناطق قشرية أصغر وأحجام قشرية أقل في مناطق معينة من الدماغ مثل منطقة التلفيف أمام المركزي و الفصيص الجداري السفلي والقشرة الشمية الداخلية والتلفيف المجاور للحصين، مقارنة بأقرانهم ممن ولدوا لأمهات غير مدخنات.
وتؤكد هذه الملاحظة على التأثيرات المحتملة طويلة المدى على تعليمهم ونموهم الإجمالي، والتي تمتد إلى ما هو أبعد من العجز المعرفي إلى التغيرات الهيكلية المحتملة في الدماغ.
واستمرت أنماط الحجم القشري المميزة في الظهور في صور الرنين المغناطيسي حتى سن 12 عاما.
وكانت المناطق التي تظهر هذه الأحجام المختلفة تشمل الفص الجبهي، والفص الجداري، والفص الصدغي، بينما لم تظهر أي اختلافات كبيرة في الفص القذالي والفص الجزيري.
وكتب الباحثون: "تشير هذه النتائج إلى أن الأطفال لديهم مهارات معالجة لغوية وذاكرة عرضية أضعف مرتبطة بتعاطي الأمهات للتبغ أثناء الحمل (MTDP). وهناك حاجة إلى استراتيجيات التدخل التي تنطوي على توسيع نطاق توافر الخدمات الصحية قبل الولادة وسياسات مكافحة التدخين".
نُشرت الدراسة في مجلة JAMA Network Open.
المصدر: ميديكال إكيبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اطفال البحوث الطبية دراسات علمية طب معلومات عامة معلومات علمية نساء
إقرأ أيضاً:
ثوران بركان فيزوف يحول دماغ رجل روماني قديم إلى زجاج
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نادرًا ما يتشكّل الزجاج من مواد عضوية بشكلٍ طبيعي. ومع ذلك، في عام 2020، اكتشف الباحثون مادة زجاجية سوداء داخل جمجمة شخص قُتل أثناء ثوران جبل "فيزوف" في إيطاليا عام 79 ميلاديًا.
الآن، يقول العلماء إنّهم توصلوا إلى تسلسل الأحداث الذي ربّما قتل الضحية، وأدى إلى تكوين الزجاج الفريد والمحير، والذي يُعتقد أنّه مصنوع من أنسجة دماغية متحجرة.
عُثِر على هذه البقايا في بلدة هيركولانيوم الساحلية التي دُمرت تمامًا مثل بومبي نتيجة ثوران البركان.
ويُعتقد أنّها تنتمي إلى شاب، عُثِر على جسده مستلقيًا على وجهه فوق سرير مدفون تحت الرماد البركاني.
أشار تحليل جديد لعينات الزجاج الموجودة داخل الجمجمة والحبل الشوكي إلى أنّه لا بدّ أنّ أنسجة جسم الشخص سُخِّنت لتتجاوز 510 درجة مئوية قبل تبريدها بسرعة للسماح للزجاج بالتشكل في عملية تُعرف باسم "التزجيج" (vitrification).
وقال عالِم البراكين في جامعة "روما تري" في إيطاليا، والمؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت الخميس في مجلة "Scientific Reports"، جويدو جيوردانو، إنّ "عملية تحويل أي شيء سائل إلى زجاج يكمن في التبريد السريع، وليس التسخين السريع".
مع ذلك، أوضح جيوردانو أنّ التدفقات البركانية، المكونة من مواد بركانية سريعة الحركة والغاز السام، والتي اندفعت من بركان "فيزوف" ودفنت البلدة، ما كانت لتؤدي إلى تحول أنسجة دماغ هذا الشاب إلى زجاج.
وأفادت الدراسة أنّ درجات حرارة التدفقات البركانية لم تصل إلى أعلى من 465 درجة مئوية.
بالإضافة إلى ذلك، يحتمل أنّها بردت ببطء.
بدلاً من ذلك، خلصت الدراسة إلى أنه استنادًا إلى ملاحظات من الثورات البركانية الأحدث، يُحتمل أنّ سحابة رماد شديدة السخونة تبددت بسرعة لتخلق الظروف اللازمة لتحول أنسجة المخ البشري إلى زجاج.
لكن المجموعة المحددة من الظروف اللازمة لتحويل الأنسجة الرخوة إلى زجاج أثارت بعض الشكوك في المجتمع العلمي.
علاقة الرماد بالزجاجأوضح جيوردانو أن "سحابة الرماد تُعتبر جزء مخفّف من تدفق الحمم البركانية. وعادة ما تتشكل على الحواف، وفوقها، وعلى الجوانب"، مضيفًا: "قد تكون هذه السحب ساخنة بما يكفي لقتلك".
وبهدف التوصل إلى النتائج، قام جيوردانو وزملاؤه بتبريد وتسخين شظايا عينات الزجاج المأخوذة من داخل الجمجمة والعمود الفقري لفهم درجة الحرارة ومستوى التبريد اللازمين.
ووجد الباحثون أنّ أنسجة الدماغ تحولت إلى زجاج عند درجة حرارة لا تقل عن 510 درجة مئوية.
وأضاف جيوردانو: "لقد قتلت سحابة الرماد الأشخاص على الفور، حيث بلغت حرارتها حوالي 510 أو 600 درجة مئوية"، مشيرًا إلى وجود طبقة من الرماد البركاني الناعم التي ربما ترسبت بسبب سحابة الرماد أسفل طبقات الرماد والأنقاض التي دفنت بلدة هيركولانيوم.
وقالت عالِمة الأنثروبولوجيا الشرعية في جامعة "أكسفورد" بالمملكة المتحدة، ألكساندرا مورتون-هايوارد، إنّ تزجيج الأنسجة الرخوة "أمر غير محتمل بشكلٍ كبير".
وأضافت أنّها لم تكن مقتنعة بأن المادة الزجاجية مكوّنة من أنسجة الدماغ بالفعل.
وقد جمعت مورتون-هايوارد أرشيفًا فريدًا من المعلومات حول 4،405 من الأدمغة التي اكتشفها علماء الآثار، ولكنها لم تشارك في هذا البحث.