الكرملين: الوضع في الشرق الأوسط خطير ولا بد من حل عبر مسار سياسي
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
قال الكرملين إننا مستمرون في الاتصالات مع حماس لإطلاق سراح الرهائن الروس، مؤكدا أن الوضع في الشرق الأوسط خطير ولابد من حل عبر مسار سياسى.
وأشار إلى أن أى هجوم على رفح الفلسطينية سيوقع عددا كبيرا من الضحايا، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية فى خبر عاجل لها.
وأضاف: العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا قد تستغرق وقتا أطول.
وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، موقعة آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين، بالإضافة إلى تدمير مبان وطرقات.
ويعانى النظام الصحي في قطاع غزة من وضع صعب للغاية، بداية من جهاز الإسعاف شبه المنهار، حيث قصف الاحتلال الإسرائيلي نحو 108 مركبات إسعاف، وهناك 11 مُستشفىً من أصل 36 تعمل بشكل جزئي.
وسبق أن اقتحمت قوات الاحتلال غالبية المستشفيات في غزة وشمالها، ونكلت بالطواقم الطبية والنازحين والمرضى والمصابين، واعتقلت 34 من الطواقم الطبية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: رفح الشرق الأوسط الكرملين غزة حماس
إقرأ أيضاً:
الهدف الحقيقي لمشروع الشرق الأوسط الجديد
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
كان الهدف الأعلى والرئيس وراء إنشاء أم الكبائر (إنجلترا) لحلف بغداد عام 1955، والمتكوِّن من: إنجلترا وتركيا والعراق وإيران وباكستان، هو محاربة العروبة والمد القومي العربي بزعامة الخالد جمال عبد الناصر، رغم عنوانه الناعم والمُعلن حينها، وهو محاربة المد الشيوعي!
شجَّع هذا الحلف حينها عدنان مندريس رئيس الوزراء التركي على إحياء الحلم العثماني بالتمدُّد على حساب الجغرافية العربية، والمطالبة عام 1957 بمدينتي حلب والموصل؛ بزعم أنها أراضٍ تركية! الأمر الذي دفع بالزعيم عبدالناصر إلى التعجيل بالوحدة مع سوريا عام 1958؛ لحماية وحدة ترابها الوطني من الأطماع التركية. ولهذا السبب، لم يتحمس الزعيم جمال عبدالناصر كثيرًا مع دعوات مُحاربة الانفصاليين السوريين وإعادة الوحدة عام 1961، كما لم يتحسَّر على انفصال سوريا عن مصر؛ لأن الهدف الأسمى للوحدة تحقَّق وهو حماية وحدة التراب السوري من أطماع الغازي التركي.
وبقيام ثورة "14 يوليو 1958" بالعراق بقيادة عبدالكريم قاسم ورفاقه وسقوط الحكم الملكي، دُقَّ أول أسفين في نعش حلف بغداد الإنجليزي؛ حيث توالى الخروج من الحلف تباعًا، حتى أعلنت أم الكبائر وفاته رسميًا عام 1979، دون طقوس جنائزية أو مراسم، خاصة بعد قيام الثورة وانتصارها في إيران. وشجَّع الغرب الاستعماري- وما يزال- كل حركة أو دعوة انفصالٍ في الوطن العربي، خاصةً إذا كانت ضد العروبة، لهذا سمعنا عن حقوق الأقليات في الوطن العربي تعلو فوق كل صوت، وتزداد وتيرتها، وتتسع عامًا بعد عام وبشكل ملحوظ. ولم يقتصر الأمر على هذا؛ بل تواترت التقارير والبحوث المُزيَّفة والمُشكِّكة في العرب والعروبة، بدءًا من تحاليل الحمض النووي "دي إن إيه" تُشكِّك الكثير منها في منسوب عروبة هذا الشعب العربي أو ذاك، وصولًا الى التشكيك الجدلي بأن عربية القرآن الكريم ما إذا كانت منسوبة الى العرب أم قوة البيان. وما بين هذا وذاك تتوالى برامج التهافت على تدريس اللغات الأجنبية في المناهج التعليمية العربية بصورٍ مُقلقة ومُزعجة وعلى حساب الانتقاص وإهمال اللغة العربية، وامتد ذلك الى تفضيل اللغة الاجنبية على العربية في شروط التوظيف. وبهذا الهوس تبيَّن أن تعلُّم اللغات الاجنبية لم يعد في خانة العلم؛ بل أصبح من الهُوِّيات اللُغوية البديلة عن العربية، وهنا مَكمن الفخ والخطر. كما إن إعلان الحرب الضروس على التعليم "التقليدي" في الوطن العربي والمتمثل في الكتاتيب والزوايا والمحضرة يضع ألف سؤال وسؤال عن السبب وراء ذلك السُعار. والسبب بسيط جدًا، وهو أن ذلك التعليم يُعزِّز من الثوابت والهويات والخزين اللغوي، إلى حدٍ يُهدِّد مُخططات الأعداء ويُحصِّن الأجيال الى حدٍ كبير.
وانتزاع جغرافيات عربية من الوطن العربي اليوم، يأتي في سياق مُخطط "الشرق الأوسط الجديد"، كما إن دعوات التطبيع والإبراهيمية وأخواتها، تأتي في ذات السياق، والدعوات المدمرة للعروبة ومشتقاتها. يُضاف عليها دعوات المُتأسلمين المُتكرِّرة لعودة الخلافة- وتحديدًا العثمانية- وهي ليست نُصرةً للإسلام؛ بل مُعاداة صريحة للعروبة ومشتقاتها، لكنها مُبطَّنة بلحنِ الإسلام والأمة الإسلامية. وجميع المؤشرات السابقة والأفعال اليوم تدُل على هدفٍ واحدٍ ووحيدٍ لمشروع "الشرق الأوسط الجديد"، وهو تحطيم العروبة ومشتقاتها من هُوِيَّات لُغوية وقومية، وبالنتيجة سقوط التاريخ والدين والحضارة والمصير المشترك، وإحلال الهشاشة والتفاهة مكانها، وتفرُّد من يرغب بالانفصال عن الوطن تحت أي مسمى أو ذريعة.
حين شاور الرئيس الفرنسي شارل ديجول مستشاريه عن الرابط الاستعماري الذي يمكنه ربط شعوب مستعمراته بفرنسا بعد منحها "الاستقلال"؟ توالت المشورات عليه، لكنه لم يقتنع بأيٍّ منها؛ حيث قال لهم: "اللغة الفرنسية كفيلة ببقاء فرنسا في مستعمراتها السابقة بعد رحيلها؛ فأحرصوا على تشجيعها ودعمها"، وكان لهم ذلك!
قبل اللقاء.. حين كانت اللغة العربية في مكانتها الطبيعية توحَّد العرب والمسلمون من جميع الأعراق والطوائف والأديان والجغرافيات على لسان العرب، فارتقت الحضارة العربية الإسلامية وسادت العالم.
وبالشكر تدوم النعم.