جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-13@08:06:07 GMT

وعلاوة.. للأمطار!

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

وعلاوة.. للأمطار!

 

محمد بن زاهر العبري

 

لعلنا بتنا الوحيدين على وجه المعمورة، الذين نغلق البلد بأكمله؛ سواء للأمطار الغزيرة القادمة وفق تحذيرات الأرصاد أو شديدة الغزارة!

وعندما يسألنا زملاؤنا من الهند بلهجة لا تخلو من التهكم: نحن في الهند لا نعرف الأمطار إلّا شديدة الغزارة، وليس ليومين أو ثلاثة وإنما لأشهر، ولكن ما عطلنا المدارس يومًا!

فجوابنا المعتاد هو أن تضاريس بلادنا هي السبب! الوديان هي السبب! وكأنه لا توجد لجرف الوديان حلول! البعض أحال الصحاري إلى واحات غناءة، ونحن نفضل تعطيل البلد على أن تظل الوديان تجري!

بالطبع نتناسى أن الذي خططوا، نسوا أن مجاري صرف أمطار المياه ضرورية، ففي حين لا أثر لبرك الماء في البلدان التي لا تغيب عنها الأمطار، نعاني نحن من هذه البرك لأيام، جراء مرور بعض السحب الركامية في سمائنا!

والسؤال هُنا هو: ماذا نحن فاعلون إن شاءت الأقدار أن تُخيم على رؤسنا إحدى السحب الركامية لفترة أطول؟ لنقل اسبوعًا مثلًا؟  إلى متى ستظل الأخطار المحدقة جراء الأمطار لا تزال محدقة إلى يومنا هذا؟ لماذا نحن في آخر الركب عندما يكون الأمر متعلقا بالتطوير والتحديث والتغيير؟

الأمر المذهل الآخر أننا نسينا تمامًا الحياة التي عشناها في فترة كوفيد-19، كيف أن (الأون لاين) كان الخيار، عندما لم تكن الفرص سانحة لمزاولة النشاط الميداني، نسينا ذلك تمامًا، وإلّا فما الذي منع وزارة التربية والتعليم مثلا أن تحيل الدراسة إلى (الأون لاين) بالنسبة إلى المدارس التي يمكنها ذلك- وما أكثرها؟

وما الذي منع الوزارات الخدمية من أن تمارس أعمالها عن بُعد، فتشتغل المحطات الواحدة ومراكز تلقي الاتصالات من خلال العالم الافتراضي؟ كم من مواعيد للمرضى قد تأجلت وتأخرت؟ كم من معاملات تجارية تأثرت واهتز لها الاقتصاد برمته لأننا لا نريد أن نرجع إلى جوهر المشكلة ولماذا دائما نضطر إلى اللجوء إلى الإغلاقات بدلًا من حل جذور الأزمات؟

الحلول المؤقتة ومحاولات الترقيع هذه ربما قد تجعلنا يومًا نأسف على تبنيها فيما إذا شاءت ارادته تعالى أن يقبع في أجوائنا أخدود طويل العمر بعض الشيء.

تستطيع الدول أن تعيش في الشتاء القارس، كما يمكنها أن تعيش في الصيف القائظ.

تستطيع الدول أن تعيش تحت وابل من الأمطار الغزيرة طويلًا، وكأن شيئًا لم يكن، كما يمكنها أن تعيش في مراحل الجفاف كذلك، هذا عندما تكون الارادة مصممة على البحث عن خيار "حل الأزمات بنحو نهائي"، والذي هو متاح دائما لمن يطلبه، وإلا، فلنثبت في جدولة الرواتب علاوة جديدة وهي علاوة للأمطار، نسد بها فواتير الأضرار التي تصيب الناس جراء السيول التي لم نشأ أن نوجد لها حلولا لكبح جماحها وازاحة أضرارها.

والسؤال الأهم الذي تريد هذه المقالة طرحه: هل هناك جهة محددة تستطيع أن تعترف أنها المسؤولة عن هذا الارتباك حتى يتسنى توجيه السؤال لها "لماذا وإلى متى"؟

*****

حكمة رومانية: "السحب الكثيفة قد تحجب الرؤية، لكنها لا تزيلها".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أستاذ مناخ يكشف عن سبب حرائق لوس أنجلوس

كشف الدكتور علي قطب أستاذ المناخ، عن أسباب حريق لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال خلال مداخلة هاتفية لفضائية «إكسترا نيوز»، إن أسباب الحرائق في لوس أنجلوس هي سحب ركامية رعدية في طبقات الجو العليا تولد شحنات كهربائية، موضحًا أن الموقع الجغرافي للولايات المتحدة الأمريكية يحدها من الغرب المحيط الهادي ومن الشرق المحيط الأطلسي.

وأضاف أن أكثر المدن عرضة للطقس السيئ المدن المطلة على السواحل وبالتالي ساحل المحيط الهادي يشهد أعاصير مستمرة، وبالتالي تتكون السحب الركامية الرعدية وهذا النوع من السحب يتخللها برق ورعد وشحنات كهربائية، وتسقط على الأرض وفي مناطق الغابات، والغابات هي القلب النابض للأكسجين فتشتعل الحرائق.

اقرأ أيضاًكأنها قنبلة ذرية.. خسائر لوس أنجلوس جراء الحرائق

إجلاء مناطق جديدة في كاليفورنيا بسبب حرائق الغابات في لوس أنجلوس

أخر أخبار حرائق أمريكا.. حريق الغابات في لوس أنجلوس يأكل الأخضر واليابس |تفاصيل

مقالات مشابهة

  • أجواء غائمة وباردة بمدن العراق ولا فرص للأمطار مع استمرار الضباب
  • تأثر أجواء السلطنة بأخدود من منخفض جوي.. غدًا
  • تحذير لسكان لوس أنجلوس من السحب السامة
  • تحذير لسكان لوس أنجليس بسبب السحب السامة
  • أستاذ مناخ يكشف عن سبب حرائق لوس أنجلوس
  • نوة الفيضة الكبرى تضرب الإسكندرية.. كيف استعدت المحافظة للأمطار الغزيرة؟
  • الأرصاد الجوية: طقس اليوم معتدل نهارًا وشديد البرودة ليلًا مع فرص للأمطار
  • فرص لهطول أمطار متفرقة على بعض المناطق بالسلطنة
  • أحوال الطقس.. أمطار متفرقة على المناطق من سرت حتى شمال الشرقي
  • رسوم السحب والاستعلام من ماكينات ATM