مكتبة الإسكندرية تشهد اليوم الثاني من منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
شهدت مكتبة الإسكندرية أعمال اليوم الثاني من منتدى المجتمع المدني العربي السادس للطفولة تحت شعار "تمكين الطفل العربي فيعصر الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها"، والذي ينظمه المجلس العربي للطفولة والتنمية بالشراكة مع مكتبة الإسكندرية وجامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند".
وبدأت الجلسة الأولي بعنوان "تحالف من أجل تنمية الإنسان" بعرض فيلم عن مسيرة منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة وأدارالجلسة الدكتور ناصر القحطاني؛ المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، ثم ألقت الأستاذة أماني البرقي؛ مدير مشاريعمؤسسة أحياها الإنسانية، كلمة صاحبة السمو الأميرة سرى بنت سعود؛ نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة "أحياها الإنسانية"، والتيأعطت فيها نبذة عن المؤسسة وذكرت أن هذا المنتدي بالغ الأهمية إذ أن مؤسسة "أحياها الإنسانية" يتوسع أثرها عطفاً علي ما قدمته منتمكين وتنمية للمهارات العقلية والقيمية للطفل، ودعم للمشاريع المبتكرة والمستدامة التي تخدم الأطفال وتحسن جودة حياتهم وتعمل عليخدمة الإنسان بابتكار.
وتحدث الدكتور ناصر القحطاني؛ المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) والذي تأسس عام 1980 بمبادرة من صاحبالسمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رحمه الله، ودعم قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وهو يتوجه باستراتيجيته إلى جذورمشكلات التنمية البشرية مستهدفاً جميع شرائح المجتمع بدون تمييز، ومن أبرز محاوره تحديات الطفولة وتمكين المرأة وحمايتها، تنميهالمجتمع المدني والتعليم المفتوح للشباب، وعبر عن سعادته بالاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، وتكلم عن التنمية المستدامة ومدي تأثيرهاعلى الأجيال القادمة وأضاف أن المؤسسة تهتم بالتعليم الالكتروني والديجيتال.
وبدأ الأستاذ الدكتور حسن البيلاوي الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية، كلمته بالتعريف بالمجلس ورسالته ورؤيته في إطارالتحول الرقمي، وأهدافه الاستراتيجية والإطار الفكري للمجلس، وما يتضمنه من ورش عمل ودراسات وبحوث لكيفية التعامل مع الأزمات،والتوجيه الرقمي والثورة الصناعية الرابعة.
وتحدث بالجلسة عبر الانترنت من تونس الأستاذ أحمد عبد الناظر؛ استشاري ومنسق برامج مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر"،وألقي مقدمة عن المركز وأوضح كيف يسعي الي المساهمة في بيئة عربية يتساوى فيها الرجال والنساء على مستوي الحقوق والممارسات. وذكر بعض أهداف المركز منها مناهضة التمييز والعنف ضد النساء، وتعزيز الشراكات، وقال إن إستراتيجية عمل المركز هي التمكينالسياسي والاجتماعي والاقتصادي.
وتكلم عن مجالات العمل في المركز مثل حقوق الإنسان، والمرأة وصنع القرار، والمشاركة السياسية للنساء، والعنف المبني على النوعالاجتماعي، والمرأة والإعلام والمرأة والتشريعات. وأضاف ان أهم ما يميز المركز أنه متخصص في البحث. وقال إن من أهم الإنجازات 7 تقارير عن المرأة العربية و325 دراسة ورقية وعلمية ووثيقة ببليوغرافية. كما اهتم المركز بقضايا الطفولة والمراهقين وأيضاً تضمنت مشاريعهالتمكين الشامل للنساء.
وفي نهاية الجلسة تكلمت الأستاذة هدي البكر؛ المدير التنفيذي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية عن تأسيس الشبكة وعما تم في المرحلةالأولي من عقد 56 ورشه تدريبية لبناء القدرات الإدارية والمؤسسية للتنظيمات الأهلية، ثم المرحلة الثانية وما تم فيها من ورش
وتقارير، كما استفادت 2365 أسرة عربية من أنشطة المجموعات التنموية الأهلية لمكافحة الفقر والتمكين الاجتماعي والاقتصادي من بعضالدول العربية، وأخيرا المرحلة الثالثة وهي التحول نحو التنمية المستدامة:2018-2024 والتي تعتبر مرحله جديدة. والجدير بالذكر أنالهدف العام لإستراتيجية الشبكة هو الإسهام في إنقاذ أجنده 2030. والتي تمس المنطقة العربية بشكل خاص حيث تجيب عن السؤالالذي تسبب في تحولات سياسية واجتماعية كبري في العديد من دول المنطقة والذي يتعلق بالتهميش، وغياب العدالة الاجتماعية، والتنميةالمتوازنة وحق الأجيال القادمة في بيئة مستدامة تسمح بالعيش والاستقرار والنمو.
وترأس الجلسة الثانية الدكتور حسن البيلاوي بعنوان "المجتمع المدني العربي للطفولة في ظل التغيرات الراهنة"، وتكلم الدكتور سامحفوزي؛ كبير باحثين بمكتبة الإسكندرية وخبير في مجالات التنمية عن مفهوم المجتمع المدني وإشكالياته وقال إن المجتمع المدني العربي لميقدم "البديل السياسي" أسوة بما حدث في أوروبا الشرقية فإضعاف الدولة أدي إلى أزمات كبري (إرهاب، جريمة منظمة، اختلالاتاجتماعية...). وتكلم عن التنمية الذاتية وأن علينا اكتشاف القدرات الكامنة في البيئة المحلية، والاستثمار الأفضل في الموارد الماديةوالبشرية، والإبداع في رصد المشكلات، وتقديم الحلول. وأضاف أن من أجل تحقيق التنمية المستدامة يجب الحد من الفقر، والقضاء علىالجوع، والاهتمام بالتعليم والصحة. كما أضاف إن التأثيرات المناخية تسبب أزمه للأطفال على مستوي العالم وعدم قدرتهم على التكيف. كما قال ان الأطفال ضحايا الإرهاب والنزاعات المسلحة وانه يجب منع العنف ضد المرأة وأن يكون هناك تدخلات تنموية مبتكرة. وذكر بعضالتوجهات الإستراتيجية العامة مثل التركيز على قضية الفقر ومواجهه التهميش، والاهتمام بالتنمية متعددة الأبعاد، والشراكة بين المنظماتغير الحكومية ونظيراتها والحكومة والقطاع الخاص وتحفيز الإعلام التنموي وإطلاق الجوار المجتمعي الحقيقي.
وتحدث الأستاذ عصام علي؛ خبير في مجال حقوق الطفل عن دور المجتمع المدني العربي للطفولة في ظل الطوارئ والحروب وذكر أنالمجلس العربي للطفولة والتنمية لعب دور جسر التواصل بين عدة أطراف مثل الحكومات العربية ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمعالمدني.
وأضاف أن الهدف الرئيسي للخطة الاستراتيجية هو بناء ثقافة واعية ببعد كوني من خلال تطبيق نموذج تنشئة الطفل العربي "تربية الأمل" في ضوء المستجدات العالمية في إطار التحول الرقمي، وتمكين الطفل العربي من التفاعل الإيجابي مع مقتضيات الثورات الصناعية ومابعدها. وقال إنه يجب تطوير رؤية جديدة لمشروع المجلس العربي للطفولة والتنمية حول النهج الحقوقي وحماية الطفل وعلاقتهما بالحمايةالاجتماعية.
وفي نهاية الجلسة جاءت كلمة الدكتورة سهير زين؛ مديرة مركز البحوث والتطوير التربوي لجمعية المقاصد الخيرية لبنان وعضو اللجنةالتنفيذية للشبكة العربية للطفولة المبكرة بلبنان. وتحدثت عن انتشال الناس من الفقر وبناء مجتمعات قوية وتساءلت أين نحن من منظماتالمجتمع المدني الفاعلة والمستقلة ولماذا تلك المنظمات؟ وقالت إن هناك تفاوت وتنوع بأدوار منظمات المجتمع المدني في البلاد العربية، وذلكبسبب تعدد النظم السائدة وتنوعها، ومدي استقلالية عمل تلك المنظمات أو حرية تشكيلها وأيضا مدي الانصياع لأهداف المنظمات الأجنبيةبغية الحصول على التمويل. وأضافت أننا في خضم عصر المجتمع الخامس والثورة الصناعية الرابعة، حيث تسعي منظمات المجتمع المدنيإلي تطوير القدرات الإبداعية والتكنولوجية لدي الأطفال كي يشاركوا مشاركة فاعلة في التحول الرقمي. وذكرت بعض التحديات التي تواجهالأطفال في المنطقة العربية مثل الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية والبطالة.
والجدير بالذكر ان المنتدى شهد في يومه الثاني جلسة حوارية للأطفال بهدف التعرف على آرائهم ووجهات نظرهم فيما يخص الثورةالصناعية الرابعة، أدارها الدكتور جيفارا البحيري؛ الخبير في الذكاء الاصطناعي. كما أقيمت جلسة حوارية مع الشباب بهدف التعرف علىتجربة المجلس العربي للطفولة والتنمية في مجال تطوع الشباب للعمل في المجتمع المدني. أدار الجلسة الأستاذ الدكتور صلاح الخراشي؛أستاذ التربية بجامعة الإسكندرية، والأستاذة الدكتورة رشا شرف؛ المدير التنفيذي لأكاديمية طفولة العربية للتدريب وتنمية القدرات بالمجلسالعربي للطفولة والتنمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الانترنت الخليج العربى جامعة الدول العربية المجتمع المدنی العربی للطفولة العربی للطفولة والتنمیة الصناعیة الرابعة المدیر التنفیذی الخلیج العربی الطفل العربی وقال إن
إقرأ أيضاً:
مدير مكتبة الإسكندرية: نحن فى أشد الحاجة إلى نموذج "عقَّادي" لهذا العصر
عُقدت صباح اليوم، بمقر منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) فى الرباط بالمملكة المغربية، أعمال الندوة الدولية "العقاد والعالم الإسلامي، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، بمناسبة الذكرى الستين لرحيله، وذلك في إطار سلسلة "أعلام الفكر الحضارى الحديث".
وقال الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن الأديب والمفكر عباس محمود العقاد، يمثل شخصية فارقة في الفكر والثقافة العربية والإسلامية، وهو أحد أبرز أعلام النهضة الأدبية والفكرية في القرن العشرين، وكان من أبناء الجيل الذي خرج من رحم نهضة قادها رفاعة رافع الطهطاوي في مصر، ليملئوا المشرق نورًا وضياءً معرفيًا.
وأشار الدكتور أحمد زايد، إلى أن العقاد أبلى بلاءً عظيمًا في عدد من المجالات، فهو الشاعر والأديب والناقد والسياسي الوفدي الذي دفع ثمن إلتزامه السياسي غاليا، وهو المفكر المنخرط في قضايا وطنه وأمته العربية والإسلامية.
وقال مدير مكتبة الإسكندرية، إن العقاد كان يمثل، نموذجًا فريدًا في الجمع بين الفكر الإسلامي العميق، والرؤية النقدية المستنيرة التي ميَّزت عصره، وقد تركت مساهماته الفكرية أثرًا بالغًا في تشكيل الوعي الإسلامي الحديث، واستطاع أن يمزج بين التراث الإسلامي والفكر العالمي بأسلوب تحليلي قلَّ نظيره.
وأضاف أنه في سلسلة عبقرياته الشهيرة أظهر العقاد فهمًا عميقًا لشخصيات الإسلام المحورية؛ وكانت بمثابة دراسات فكرية تسلط الضوء على القيم الإنسانية والمبادئ التي قدَّمها هؤلاء العظماء للبشرية.
وقال زايد أن العقاد وعى أن العالم الإسلامى بحاجة إلى نهضة فكرية تتماشى مع روح العصر دون التفريط في ثوابته، فسخَّر قلمه للدفاع عن الإسلام في وجه التيارات المادية والإلحادية التي حاولت التشكيك في عقيدة الأمة، وفي ذات الوقت ظل منفتحًا على الثقافات العالمية، لكنه لم يكن مقلدًا لها. بل سعى إلى بناء جسر بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي من خلال تقديم الإسلام بصفته حضارة عالمية قائمة على التسامح والعقلانية.
وتطرق الدكتور زايد، فى كلمته إلى الحديث عن كتاب العقاد "التفكير فريضة إسلامية" الذى تناول فيه التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، وأكد أن الإسلام ليس مجرد دين للعبادة، بل هو نظام شامل للحياة يؤاخي بين الروح والعقل، ويجمع بين الفرد والمجتمع، وحث العقاد في كتابه على العودة إلى إعمال العقل بوصفه ضرورة لفهم النقل وليس معارضًا له كما روج عدد من الفقهاء والعلماء لقرون طويلة.
وأكد الدكتور زايد أننا فى أشد الحاجة إلى نموذج عقَّادي لهذا العصر الذي يعج بالتحديات الفكرية والثقافية، مشيرًا الى أننا فى حاجة إلى استلهام نهج العقاد الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة. فالإسلام ليس دين الماضي فقط، بل هو دين الحاضر والمستقبل أيضًا، ونحن قادرون على تقديم الإسلام للعالم بصورة إيجابية إذا ما أعدنا قراءة تراثنا بفكر نقدي، وبصيرة واعية.
وأضاف زايد أن العقاد يمثل مدرسة فكرية قائمة بذاتها، قدَّم للعالم الإسلامي إرثا فكريًا زاخرًا بالموقف والأفكار التي لا تزال تلهمنا حتى اليوم. مؤكداً علي أهمية استلهام روحه الفكرية في بناء نهضة إسلامية قادرة على مواجهة تحديات العصر.
وكان الدكتور سالم المالك المدير العام للإسيسكو قد افتتح الندوة بكلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور عبد الإله بنعرفة؛ نائب المدير العام للمنظمة، وأكد فيها على أن الاحتفال بالعقاد يأتى فى إطار الاحتفاء بأعلام عالمنا الإسلامى ممن أسدوا خدمات جليلة وتركوا مأثورات عظيمة.
وعقب الجلسة الإفتتاحية، عقدت جلسة علمية أدارتها السيدة سالي مبروك؛ مديرة مكتب المدير العام للمنظمة، تحدث فيها كل من الأديب والفنان محمد بغدادى، عن "الرحمة والعدل فى الإسلام.. بين عبقرية عمر وعبقرية محمد"، كما تناول الدكتور الطيب الوزانى الحديث عن "الروح الإسلامى فى شعر العقاد"، كما تناول الدكتور محمد بن على العمرى الحديث عن "العقاد والمملكة العربية السعودية"، وتحدث الدكتور صديق عمر الصديق عن "علاقة العقاد بالسودان"، وتحدث أيضاً الدكتور أحمد الديبان عن "العقاد وقيم الوحدة الإسلامية".