أجرى مسؤولان في وزارة الخارجية الأميركية تقييما للغزو الروسي لأوكرانيا ولنتائج الحرب، وذلك مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للغزو في الرابع والعشرين من فبراير.

وأكد المسؤول الأول أنه "على الرغم من خوضها معركة صعبة ومواصلة القتال إلا أن أوكرانيا حققت تقدماً ملحوظاً فاق التوقعات وحسّنت موقفها إلى حد كبير منذ الأشهر الأولى من الحرب.

وشرح المسؤول الأميركي أن أوكرانيا استعادت خمسين في المئة تقريباً من الأراضي التي استولت عليها روسيا في غزوها الأولي الشامل عام 2022 في خاركيف، ثم في خارسون. كما قامت أوكرانيا بتحسين دفاعها الجوي بشكل كبير".

وأعرب المسؤول عن اعتقاده بأن أحد الفوائد التي لا تحظى بالتقدير من الهجوم المضاد في العام الماضي هو في الواقع فتح موانئ البحر الأسود، مما يمكن أوكرانيا من بدء التعافي الاقتصادي بطريقة جدية من خلال دفع أسطول البحر الأسود الروسي مرة أخرى إلى شرق البحر الأسود والاستمرار في ذلك". 

وأشار إلى أن هذا الأمر أدى إلى نمو اقتصادي مهم جداً في أوكرانيا. وقال " نرى التدفقات التجارية والروابط التجارية تنمو بالنسبة لأوكرانيا. لقد قاموا في شهر يناير فقط بتصدير 12 مليون طن متري من الحبوب ومنتجات الصلب وغيرها من الأشياء التي يتم إنتاجها في الاقتصاد الأوكراني. 

وأضاف "هذا يتجاوز بكثير ما تمكنوا من القيام به خلال مبادرة البحر الأسود وبدأ يقترب من مستويات ما قبل الحرب من حيث التصدير الاقتصادي. هذا أمر مهم لأنه يمكن الأوكرانيين ليس فقط من تلبية الطلب العالمي على الحبوب، بل تنمية اقتصادهم وتحمل المزيد من تكاليف الحرب بالاستعانة بمواردهم الخاصة. وهذا حقاً إنجاز مهم حققه الهجوم المضاد".

ووصف المسؤول الأميركي التقارير التي تحدثت  عن إخراج سفينة إنزال روسية أخرى بالقرب من شبه جزيرة القرم في الساعات الماضية بواسطة المسيرات الأوكرانية بأنه مسألة كبر.

وقال "إن حقيقة أن البحرية الروسية لا تستطيع العمل في البحر الأسود حسب رغبتها مقارنة بالطريقة التي كان يمكنها أن تعمل بها في بداية هذه الحرب تمثل تحولاً أساسياً في الوضع الاستراتيجي في منطقة البحر الأسود". 

وأوضح أنه وفقاً لبعض التقديرات فإن روسيا فقدت 20% من سفنها الحربية.

وحول أثر وقف المساعدات الأميركية لأوكرانيا بسبب عدم إقرار الكونغرس للموازنة الإضافية التي طلبتها الإدارة وانعكاس ذلك على الوضع الميداني في أوكرانيا، قال المسؤول الأميركي "يمكنني أن أقول من وجهة نظري الشخصية، إننا كنا في أماكن أسوأ في هذه الحرب. وأرى أن الأشهر الأولى من هذه الحرب كانت أشد خطورة على أوكرانيا من الوضع الذي نحن فيه الآن. 

وأضاف "كانت الحملة الجوية ضد البنية التحتية الحيوية للطاقة في الشتاء الماضي بمثابة لحظة أصعب بكثير بالنسبة للموقع الاستراتيجي لأوكرانيا في هذا الصراع". 

وأكد المسؤول الأميركي أن تصميم الأوكرانيين متواصل "وأنهم يدركون أن هناك تحديات كبيرة يتعين عليهم التغلب عليها ولكن هناك ثقة في أنهم سيتغلبون عليها".

من جهته قال مسؤول ثان في الخارجية الأميركية "إن أهداف بوتين لم تتغير ولم نر أي مؤشر يشير إلى عكس ذلك ويظل هدفه هو محو أوكرانيا وإخضاع الشعب الأوكراني بشكل كامل". 

وأضاف "لذا، لكي نكون واضحين للغاية، فإن هذا لا يشكل مجرد تهديد لأوكرانيا. إنما يشكل تهديداً لأوروبا والولايات المتحدة. وهذا يشكل تهديداً لحلفائنا وشركائنا وللقيم والمصالح التي نتقاسمها في جميع أنحاء العالم". 

وتابع "من الواضح أن بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا. ونحن نعرف ذلك من خلال كلماته وأفعاله في عام 2008 وفي عام 2014 وكذلك في عام 2022 وقد شكك مراراً وتكراراً في سيادة وتاريخ جيرانه من كازاخستان إلى دول البلطيق وبولندا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المسؤول الأمیرکی البحر الأسود

إقرأ أيضاً:

بين التصعيد وخريطة الطريق.. هل يعود اليمن للحرب الشاملة؟

على الرغم من ارتفاع نبرة الإعلام المحسوب على الحكومة المعترف بها دوليًا في الآونة الأخيرة باتجاه التصعيد العسكري؛ فما زال المجتمعان الدولي والإقليمي يتحدثان ويعطيان أولوية للتسوية السياسية، من خلال التزام تنفيذ خريطة الطريق.

 

السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، التقى في الثالث من آذار/مارس السفير العراقي لدى اليمن، قيس العامري، وقال السفير السعودي في «تدوينة» على منصة «إكس»، إنه جرى «مناقشة مستجدات الأزمة اليمنية، واستعراض جهود المملكة السياسية والإنسانية والاقتصادية والتنموية في اليمن، ودورها في دعم جهود السلام في اليمن، ودعمها لجهود المبعوث الأممي الخاص لليمن وخريطة الطريق بين الأطراف اليمنية، للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية».

 

وفي ذات السياق، أكدَّ المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، في إحاطته الأخيرة عن تطورات جهود السلام في اليمن، أمام مجلس الأمن الدولي، الخميس، أهمية الالتزام بخريطة الطريق «باعتبارها مسارًا قابلا للتطبيق». لكن المبعوث الأممي في إحاطته عينها حذر أيضًا من عودة اليمن إلى حرب واسعة النطاق في حال لم تلتزم الأطراف بالتهدئة.

 

كيف نقرأ التصعيد العسكري الراهن على الأرض وإن كان محدودا، بينما المجتمعان الدولي والإقليمي يؤكدان على الحل السياسي والتزام خريطة الطريق، التي أعلنت الأمم المتحدة توافق الأطراف اليمنية عليها في كانون الأول/ديسمبر 2023؟ هل الإقليم والمجتمع الدولي ما زالا مع الخريطة باعتبارها السبيل الوحيد للحل والتسوية السياسية في اليمن؟

 

العودة للحرب

 

يقول أمين عام حزب التجمع الوحدوي اليمني، وزير الثقافة الأسبق، عبد الله عوبل، لـ«القدس العربي»: «لا يوحي الوضع على الأرض بعودة الحرب في اليمن بين أطراف الحرب: الشرعية والحوثي، على الرغم من تصاعد التصريحات الإعلامية لإعلام الشرعية. أما المملكة السعودية فلن تعود للحرب، للتفرغ للتنمية ولعب دور أكبر في السياسة الدولية، وتفضل العودة إلى خريطة الطريق بينها وبين الحوثيين».

 

وأضاف: «خريطة الطريق كان مقررًا أن يتم توقيعها في كانون الثاني/يناير 2024، ولكن لأن الحوثيين ساندوا الفلسطينيين في غزة أثناء حرب الإبادة، التي يشنها الصهاينة على غزة والضفة الغربية، فقد جمد الأمريكان خريطة الطريق، ويبدو أنها الآن لن ترى النور بعد التصنيف الأمريكي للحوثي منظمة إرهابية أجنبية.

 

والسؤال هو لماذا يصرح المسؤولون السعوديون بأنهم متمسكون بخريطة الطريق حتى بعد قرار ترامب الأخير؟ تقديري إن المملكة تعير اهتماما لاتفاقها مع إيران برعاية الصين، وهي فعلا لا تريد العودة إلى الحرب في اليمن، وهي تتمسك بخريطة الطريق، لكن إذا الإمريكان سيعطلون تنفيذ خريطة الطريق لا بأس، (جاءت منك يا جامع) المثل لشخص لا يصلي، ويوم قرر أن يذهب للجامع وجده مغلقًا، فقال هذا المثل».

 

واستطرد عوبل: «الغريب هو كلام المبعوث الأممي عن خريطة الطريق، وهو يعلم إن قرار ترامب بتصنيف الحوثي منظمة إرهابية قد قطع الطريق على أي عملية سلام، وبالفعل ليس في جعبة المبعوث أي شيء حول السلام غير خريطة الطريق.

 

أما الشرعية فلم تكن شريكا في مفاوضات خريطة الطريق، وهي الطرف الخاسر في خريطة الطريق هذه، ولا شك أن الرئاسي تنفس الصعداء بعد قرار الرئيس ترامب بتصنيف الحوثي إرهابيا، لكن الشرعية عاجزة أن تخوض حربا مع الحوثي بدون مساندة من المملكة العربية السعودية، وبالتالي فإن تصريحات الإعلام الشرعي ما هي إلا فقاعات في الهواء».

 

الملفات الإقليمية

 

عادل دشيلة، وهو باحث في مركز الشرق أوسطي للأبحاث في جامعة كولومبيا، يرى أن اللقاء السعودي في واشنطن نتج عنه بعد أيام قرار التصنيف الأمريكي لجماعة «أنصار الله» (الحوثيون) جماعة إرهابية أجنبية، كما تم إضافة قيادات في الجماعة إلى قائمة العقوبات الأمريكية.

 

وقال لـ«القدس العربي»: «هناك عدة مسارات؛ منها أن السعودية ستقول أنا قدمت خريطة الطريق وجماعة الحوثي رفضت الخريطة. هذا التصنيف لا علاقة لي به. السعوديون بكل تأكيد لا يريدون التصعيد العسكري مع جماعة الحوثي في الوقت الراهن، مع أنهم يدركون أن هناك رغبة دولية.

 

لكن السعودية لها الاستراتيجية الخاصة تجاه اليمن. لأنها لن تتعامل مع اليمن بمنظور اللحظة. ولهذا هي منذ اليوم الأول عارضت أي اندفاع عسكري في البحر الأحمر».

 

وأشار إلى أن «الملف اليمني مرتبط بالأزمات الإقليمية من غزة إلى سوريا إلى لبنان إلى العراق إلى إيران. في حال وجدت رؤية استراتيجية لكيفية التعامل مع هذه الملفات بطريقة عسكرية أو دبلوماسية، حينها يمكن الحديث عن إنهاء الأزمة في اليمن. لكن بدون معالجة كل الملفات في المنطقة لا أعتقد أننا سنصل إلى سلام في اليمن».

 

ثم ماذا؟

 

مما سبق نفهم إن استئناف الحرب في اليمن ما زال خيارًا غير وارد إقليميًا ودوليًا؛ لأن تداعياته ستكون كارثية على مستوى المنطقة ككل؛ وبالتالي فإن خيار التسوية ما زال خيارا مطروحا؛ وإن تراجعت حظوظه، لكن المجتمعين الدولي والإقليمي لا ينظران إلى مصالح تجار الحرب في الداخل، وبالتالي مهما كانت نبرة التصعيد إعلاميًا فإن قرار الحرب ليس بيد الداخل. كما لا يمكن تجاهل مدى التشابك الحاصل بين الملف اليمنيّ والملفات الإقليمية.


مقالات مشابهة

  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: العودة للحرب في غزة تعني موت المختطفين
  • مسؤولون: واشنطن تعتزم تقييم استعداد أوكرانيا للتنازلات خلال اللقاء في السعودية
  • المسؤول الأمني في الساحل السوري: العمليات التي نفذها فلول النظام المخلوع جاءت بدعم إيراني
  • فرنسا تخصص مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا من فوائد الأصول الروسية
  • أسطول البحر الأسود الروسي يحصل على زوارق مسيرة ودرونات انتحارية من جيل جديد
  • بين التصعيد وخريطة الطريق.. هل يعود اليمن للحرب الشاملة؟
  • إلى الحرابلة في مأزق لا للحرب: المستقبل يُبنى في الحاضر
  • ماذا نعرف عن المساعدات العسكرية التي قدمتها أمريكا لأوكرانيا قبل قرار ترامب بإيقافها؟
  • تمتلك سر الصندوق الأسود.. ما علاقة واشنطن بمكافحة الفساد في العراق؟
  • تمتلك سر الصندوق الأسود.. ما علاقة واشنطن بمكافحة الفساد في العراق؟ - عاجل