لجريدة عمان:
2025-05-03@04:28:26 GMT

«بغداد»..ملتقى شباب القصيدة

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

شغلت زيارة الأماكن القديمة التي أمضى الشعراء في أكنافها شطرا من حياتهم، أذهانهم، وأثارت في أنفسهم لواعج الحنين مع إدراكهم بأن الزمن يمضي إلى الأمام، وسكب الشعراء حروف كلماتهم على الأطلال، منذ أن تفتّح وعي الإنسان، وأدرك حركة الزمن، فصارت (المقدّمة الطلليّة) غرضا شعريا وركنا من أركان القصيدة العربية في العصر الجاهلي، ومن أشهرها معلقة امرئ القيس التي مطلعها:

قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ

وعندما زار الشاعر الراحل سليمان العيسى عام 1969م بغداد التي أمضى فيها شبابه طالبا في دار المعلمين العالية، بعد مرور اثنين وعشرين عاما على تخرّجه منها، ألقى قصيدة حملت عنوان (خذي شفتي) في مهرجان الشعر التاسع، الذي أقيم أواخر أبريل 1969م، سرعان ما جرتْ على كلّ لسان، واستنسخها الطلبة، وحفظوها، وصاروا يردّدونها في كلّ حفل تقيمه (الدار) التي تحول اسمها إلى (كلية التربية)، وقبل أن أذكر شيئا من أبيات القصيدة، لابدّ من الإشارة إلى أن العيسى، المولود عام 1921 م في أنطاكيا التركية والمتوفى بدمشق عام 2013 م دخل دار المعلمين العالية عام 1944م وتخرّج فيها عام 1947م، وخلال تلك السنوات تعرّف على الشاعر الرائد بدر شاكر السياب، ولقيا اهتماما من د.

محمد مهدي البصير، وأدخلهما في لجنة ثقافية طلابية كان يشرف عليها، فاقتربا أكثر ثم اتسعت الدائرة فتعرفا على لميعة عباس عمارة، وإحسان الملائكة، شقيقة الشاعرة نازك، وآخرين.

وقد عُرف عن الشاعر سليمان العيسى توجّهاته الوطنية والقومية، وقصائده الحماسية التي ردّدت بعض أبياتها الحناجر في المسيرات الشعبية بدول عربية عديدة، لكنّه كشف في قصيدته (خذي شفتي) أن تحت الجوانح قلبا رقيقا، ينبض بالمحبة، وهناك ما يشغل الشاعر غير القضايا القومية التي عُرف بها، وكادت أن تتسبّب بطرده من (الدار) بأمر من الوصي عبد الإله، لكنه تراجع عن ذلك، بعد تدخّل الخيّرين، من أساتذته:

خذي شفتي يا دارُ، ولْيركَعِ الحبُّ

يُسَلِّمُ عِنْدَ الباِبِ بالدمعة الهُدْبُ

لثمتُكِ سبعا.. ما ارتَويتُ.. ولا اكتفَى

على العَتَباتِ السمر ثغرٌ ولا لبُ

أتيتكِ هذا الصبحَ كالسرِ زائرا

كما ارتعشَتْ في العُشِّ صاديةٌ زُغْبُ

خذي شفتي فالطفلُ عاد.. ولَمْلِمي

أغانيه.. هل تَبْلى أغانيه.. هل يخبو؟

هنا وقفَتْ يوما.. هناك تحدَّثَتْ

هنا ابتسمَتْ.. لما التقى الدربُ والدربُ

هنا ارتعشَ الثغرُ الجميلُ مُتَمْتِما

بنصفِ صَباحِ الخير.. حسْبُ الهوى حَسْبُ

فالماضي لا يعود، وإن عاد الشاعر إلى طفولته، يقول الكاتب الأوروجوياني إدواردو جاليانو: «حتَّى حين نَعود، نحْن لا نعُود، شيءٌ منَّـا يذهبُ للأبَد»، لذا، غلّف القصيدة حزن، وقد اختار لقصيدته البحر الطويل ليتوافق مع إيقاعه النفسي الحزين وهو يستعيد ذكريات مضت، مثلما استعدت ذكريات الدراسة الجامعية، عندما حللتُ ضيفا على جامعة بغداد، وملتقاها «ملتقى جامعة بغداد الدولي للشعر الفصيح»، الذي نظمه قسم النشاطات الطلابية بالجامعة، متيحة لي فرصة الاستماع إلى قصائد الطلبة المشاركة في الملتقى الذي يشرف عليه أساتذة متخصصون، ونقاد أكفاء، فمن أهدافه الكشف عن مواهب الطلبة ليس فقط في جامعة بغداد، بل في الجامعات العراقية، والتعريف بها، وقد سبقت الملتقى تصفيات، ومنافسات، أجريت لاختيار الأفضل، فبلغ عدد المشاركين حوالي مائة شاعر وشاعرة من جميع المحافظات.

ورغم أن الطابع التقليدي غلب على الكثير من النصوص المشاركة، لكنّ الملتقى وفّر فرصة للمشاركين لمراجعة أنفسهم، وأدواتهم، لتطويرها، والتعرّف على الهِنات التي وقعوا بها، شأن بدايات كلّ الذين سلكوا هذا الطريق، كما أنه جعلهم يبنون علاقات مع شعراء شباب يسيرون معهم على الطريق نفسه، وهذا أعاد إلى ذهني ذكريات لا تمحى خلال مشاركاتي في لجان تحكيم الملتقى الأدبي الذي تقيمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب، الذي عرّفنا على الكثير من المواهب ليس في الشعر الفصيح فقط، بل في الشعبي، والقصّة القصيرة.

إن المواهب الشابة تحتاج إلى الرعاية، ومثل هذه الملتقيات تتيح فرصة لهذه الشريحة التي نعقد عليها الآمال المضيئة، فالغد المشرق للشباب.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

جامعة أسيوط تنظم ملتقى التوظيف والعمل الحر الأحد المقبل

 

 

 

أعلن الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط عن انطلاق فعاليات ملتقى التوظيف والعمل الحر في دورته الثالثة، والذي تنظمه كلية الحاسبات والمعلومات بالتعاون مع معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI) التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك يوم الأحد الموافق 4 مايو 2025، في تمام الساعة 11 صباحًا، بقاعة الدكتور محمود رأفت بالمبنى الإداري للجامعة

 

ويُقام الملتقى تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، وإشراف الدكتور أحمد عبد المولى، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة هبة صالح، رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات، والدكتور تيسير حسن، عميد كلية الحاسبات والمعلومات، والدكتور خالد فتحي، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والمهندس أيمن عياد، مدير فرع المعهد بأسيوط.

وأكد المنشاوي على أهمية الملتقى باعتباره فرصة حيوية لربط الطلاب والخريجين بسوق العمل، وإتاحة المجال أمامهم للتواصل المباشر مع كبرى الشركات والمؤسسات العاملة في مجالات التكنولوجيا، مشيرًا إلى أن الملتقى يسهم في دعم ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال بين الشباب، وتعزيز قدراتهم التنافسية بما يتماشى مع مستهدفات الدولة نحو التحول الرقمي وتمكين الكوادر التقنية.

وأضاف رئيس جامعة أسيوط أن الملتقى يشهد مشاركة عدد من ممثلي الشركات المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى جانب عقد جلسات نقاشية حول أبرز المهارات الرقمية المطلوبة وفرص التدريب والتوظيف المتاحة في السوق المحلي والإقليمي.

وأوضحت الدكتورة تيسير حسن، عميد كلية الحاسبات والمعلومات، أن الملتقى يهدف إلى خلق منصة تفاعلية تُمكِّن الطلاب والخريجين من عرض أفكارهم ورؤاهم، والتعرف عن قرب على متطلبات سوق العمل واتجاهات تطوير الصناعة في مجال تكنولوجيا المعلومات. وأضافت أن نسخة هذا العام من الملتقى تشهد مشاركة نحو 20 شركة متخصصة، تُقدم أكثر من 200 فرصة وظيفية متنوعة، إلى جانب الإعلان عن أكثر من 5 آلاف فرصة تدريبية للطلاب والخريجين، مقدمة من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

مقالات مشابهة

  • جامعة أسيوط تنظم ملتقى التوظيف والعمل الحر الأحد المقبل
  • وهج.. ملتقى يجمع المواهب الفنية والعلمية بمنح
  • محمد المكي إبراهيم الشاعر الذي يشبه النيل
  • ملتقى الإعلام المالي يستعرض جهود تعزيز الوعي بالسياسات المالية
  • ملتقى الإعلام المالي بنسخته الثانية يرسم ملامح مستقبل القطاع المالي في الإمارات
  • اختتام ملتقى استمرارية الأعمال والخدمة البديلة «مرونة»
  • اختتام ملتقى استمرارية الأعمال والخدمة الوطنية البديلة «مرونة»
  • الدعم النفسي للمرأة ومواجهة التحديات الاجتماعية في مناقشات ملتقى "أهل مصر" بالعريش
  • ملتقى بصحار يناقش توظيف الذكاء الاصطناعي في السلامة المهنية
  • ملتقى للإرشاد الطلابي بجامعة السلطان قابوس