13 فبراير من كل عام، هو اليوم العالمي للإذاعة. وقد بدأ هذا الاحتفال متأخرًا قليلًا، قياسًا بعمر هذه الوسيلة الإعلامية الجماهيرية التي تحتفل هذا العام بمئويتها الأولى.
جاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم من قبل الأكاديمية الإسبانية للإذاعة، عندما قدمتها رسميًا عن طريق الوفد الإسباني الدائم لدى اليونسكو، في سبتمبر2011م، وأقرته المنظمة في نوفمبر من العام نفسه، وتم إقراره في ديسمبر 2012م من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليصبح يومًا تحتفي به جميع وكالات الأمم المتحدة، وصناديقها، وبرامجها، وشركاؤها.
وفي كل عام نجد أن اليونسكو تتبنّى موضوعًا أو شعارًا لترجمته، مستلهَما من توجهات ومبادئ المنظمة من ناحية، ومن الإمكانيات الفنية والمادية للإذاعات، ومدى قدرتها على الوصول للمستمع أينما كان على الكرة الأرضية، وما تتمتع به من تأثير على المتلقي بشكل عام. تاركة للإذاعات مساحاتها الخاصة للإبداع..
بل إنها تقدم كذلك بعض المقترحات للاشتغال عليها كما هو حال الاحتفال هذا العام، حيث قدمت ثلاثة عشر مقترحًا -متوافقًا عدديًا مع تاريخ 13 فبراير- استوقفتني عدة نقاط جميلة من هذه المقترحات، كما استوقفني بالمقابل عدم تمرير، أو تجاهل أي رأي أو مقترح حول الأحداث الساخنة جدا سواء في فلسطين المحتلة أو أي بؤرة ملتهبة في العالم، خاصة مع الاحتفال بمرور مائة عام على ظهور الإذاعة كوسيلة اتصال جماهيري، مرافِقة للإنسان في كل أحواله، وكيف عليها أن تتعاطى معها الإذاعات، حتى على الأقل من الزاوية التي تعنى بها اليونسكو، مثل السلام، والتهديدات المحدقة بالموروث التاريخي والثقافي للأمم.
فقدمت اليونسكو عشرين مقطعا صوتيا قصيرا تناقش أبرز الجوانب التي تميزت بها الإذاعة خلال مئويتها الأولى في خدمة الإنسان، ولكن للأسف لم أتمكن من الوصول إلى نسخة عربية! واقترحَت كذلك إنتاج برامج حوارية مباشرة أو مسجلة، تتحدث عن أهمية الإذاعة وجودة المعلومات التي تقدمها، مركزة على الشخصيات الإذاعية المتقاعدة والمعروفة لدى المستمع. وقد ترجمت الإذاعات العمانية أول أمس هذا المقترح بشكل واضح من خلال المساحات الواسعة التي خصصتها من بثها وجهدها.. كما اقترحت اليونسكو تنظيم فعاليات مباشرة من داخل أو خارج محطات الإذاعة كأن يكون في مؤسسات التعليم العالي المحلية، كحلقات نقاش بشأن أهمية قطاع الإذاعة. ودعت المتاجرَ المتخصصة ببيع الأدوات الإلكترونية إلى تنظيم مبيعات مخفضة في السوق المحلية في هذا التاريخ.
وإلى تنظيم حوارات دولية مع النظراء في البلدان الأخرى، تبث من المحطتين، وقد ترجمت إذاعة سلطنة عمان هذا المقترح من خلال قسم التبادل البرامجي بالإذاعة، مع الإذاعات العربية، بندوة مشتركة مع إذاعة العراق الشقيق، كما أجرت حوارات عديدة مع رواد العمل الإذاعي من عُمان وخارجها، وشخصيات من اتحاد الإذاعات العربية. كما اهتمت البرامج الثقافية، باليوم العالمي للإذاعة باعتبار الثقافة أحد العناصر الأساسية في مثلث الرسالة الإذاعية (إعلام - تثقيف - ترفيه).
الاقتراح السادس فيه التفاتة لطيفة إلى تبنّي الأغاني والفنون الموسيقية الشعبية التي تحمل كلمة راديو أو إذاعة لإدراجها ضمن احتفائية هذا اليوم. ولعل في هذا المقترح دعوة ضمنية لعودة وإنتاج الأغاني الموضوعية (بعيدا عن موضوعات الحب والغرام ولوعة الشوق وهجر الحبيب) فلم نعد نسمع إلا نادرا أغاني للأسرة أو الطبيعة أو جمال الشروق والغروب والقيم الإنسانية النبيلة. هنا وبخصوص الإذاعة تذكرت أغنية (يوم الإذاعة مبروك) للفنان العماني الراحل محمد حبريش، التي ربما كانت منسية منذ عقود، ولا نتذكرها إلا في مناسبتيّ اليوم العالمي للإذاعة 13 فبراير، ويوم الإذاعة العمانية 30 يوليو، وقد بدا عليها قدم التسجيل وضعف الصوت. أحيانا نتلذذ نحن قدامى الإذاعيين بهذا النوع من التسجيلات المليء بالتشويش والتقطعات التي تعد من العيوب الفنية الواضحة! ربما لحنين ما.. كما تذكرت فاصلا موسيقيا كان يبث في مطلع الثمانينيات في الإذاعة العمانية ظهرا، عندما كانت تُقتطع ساعتان يوميا من البث العربي وتخصص للغة الإنجليزية، قبل أن تنشأ إذاعة خاصة ناطقة باللغة الإنجليزية، والذي تتكرر فيه عبارة (Radio Oman).
واقترحت المنظمة كذلك تنظيم زيارات يدعى لها المستمعون أو طلبة المدارس لمحطات الإذاعات المحلية؛ لتثقيف جيل الشباب والتقرب للمجتمع. هذا النوع من الزيارات له تأثير مباشر ومهم على الناشئة؛ لأنه يقربهم إلى مفاهيم الرسائل الإعلامية وكيف يجري الاشتغال عليها، وقد يضيء لبعضهم طريقا لحب العمل الإعلامي.. وفي اقتراحها الثامن توجّه اليونسكو لتسليط الضوء على تأثير الإذاعة في حالات الطوارئ، ودورها في مساعدة المنكوبين. والحقيقة أن هذا النوع من العمل الإعلامي أثبتت فيه الإذاعات العمانية حضورًا لافتًا من خلال ما مرّ على عُمان من أعاصير وحالات مدارية، آخرها هذا الأسبوع في الحالة المدارية (وبل).. واقتراح آخر-ربما ينم عن قلق ما- وهو أهمية تزويد أجهزة الراديو في الطرازات الجديدة من السيارات بالموجات القصيرة (SW). فهذه الموجة الإذاعية بالذات تكاد تختفي نهائيًا، وهي من الموجات الاستراتيجية، الكفيلة بإيصال صوت أي إذاعة إلى أبعد بقاع الأرض، دون الحاجة إلى الإنترنت. كما دعت اليونسكو إلى استغلال هذه المناسبة كمسرح للفكر، من خلال الأعمال الدرامية الإذاعية.. الدراما الإذاعية لها سحر خاص من خلال متعة الخيال، كما أنها زهيدة التكلفة في الإنتاج مقارنة بالدراما المرئية. وشددت اليونسكو على أحقية فوز الإذاعة بلقب (وسيلة التواصل الاجتماعي الأولى) أو ما شابه؛ فالإذاعة هي أول من استقبل مكالمة مباشرة من المستمعين الراغبين في إبداء رأيهم، وتلقي المشورة، وطلب الاستماع إلى الأغاني، وتوجيه إهداءات آنية على الهواء. وتحت عنوان (خذني إلى الملعب) أشارت إلى أن الإذاعة هي أول وسيلة إعلام جماهيرية تقدم تغطية حية وفورية للأحداث الرياضية، ولها باع طويل وعميق في هذا المجال. ودعت -ضمن مقترحاتها- إلى استخدام البودكاست كمحتوى إضافي للبث في هذا اليوم، ونشره في المواقع الإلكترونية للإذاعات لتوسيع الانتشار. وفي اقتراحها الثالث عشر الأخير، ترى اليونسكو أن مناسبة هذا العام ترمز إلى قرن من إنجازات الإذاعة، والافتخار بحاضرها، والأمل في مستقبلها، بنظرة متفائلة.
تم إحياء هذا اليوم للمرة الأولى عام 2013م. وكان من الصدفة وحسن حظّي أن أتناول هذا الموضوع، على غير سابق تخطيط، عندما تلقيت اتصالا من إحدى الإذاعات الشقيقة قبلها بليلة لتجري معي حوارًا بهذه المناسبة ويقول لي الزميل المتصل: (كما تعرف أن غدًا هو اليوم العالمي الأول للإذاعة.... إلخ) والحقيقة أنني كما أجهل وليس كما أعرف، ولكن تصنّعت العلم بالمناسبة وهنأته وطلبت منه معاودة الاتصال بعد سويعات؛ لأتمكن من لملمة المعلومات العامة عن الحدث، ففي ذلك الوقت لم تنضج بعد ولم تنتشر كثيرا هذه الفكرة، وأتوقع أن ندرة من الإذاعات أحيت ذلك اليوم، فلم تتدفق بعد معلومات كافية عن هذا الموضوع، ولكن ما وصَلنا نحن البرامجيين مجرد خبر وكالات، مثل أخبار الأيام العالمية لبعض الأمراض أو الظواهر أو ذات الصفة الثقافية. وأعترف أنني أخذت الفكرة من الزميل، ولن أقول سرقتها؛ لأنها مشاعة لكل أعضاء اليونسكو، التي تدعو كل الإذاعات إلى تبنّيها، فخصّصت حلقة صباح الخير يا بلادي لهذا الموضوع، واستقبال المشاركات على سؤال (ماذا تعني لك الإذاعة) والأرجح أننا سبقنا الإذاعة الشقيقة التي سيبث برنامجها مساء ذلك اليوم. وإن كنت لا أعده سبقا حقيقيا؛ لأن المستمع هنا وهناك مختلف، ولكن أسعدني جدا أن إذاعتنا أعطت الموضوع حقه من أول سنة لهذه المناسبة.
تحية وتهنئة إلى زملاء العمل الإذاعي في كل مكان، وتحت كل الظروف.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الیوم العالمی للإذاعة هذا الیوم من خلال فی هذا
إقرأ أيضاً:
الصحة تنظم ماراثون رياضي بالعاصمة الإدارية بمناسبة اليوم العالمي للأمراض النادرة - صور
كتب- أحمد جمعة:
نظمت وزراة الصحة والسكان، ماراثون رياضي، صباح اليوم الجمعة، تزامنا مع اليوم العالمي للأمراض النادرة، أمام مقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بهدف رفع الوعي المجتمعي، وتكاتف الجهود لإحداث تغيير إيجابي، وخلق مستقبل أكثر إشراقا لكافة المصابين بهذه الأمراض، وذلك تحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان.
التشجيع على ممارسة الرياضة والنشاط البدنيوأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن هذا النوع من الأنشطة، له تأثير كبير على زيادة الوعي بالأمراض النادرة التي قد لا تكون معروفة على نطاق واسع، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الصعوبات التي يواجهها المرضى وأسرهم في التعامل مع هذه الأمراض، إلى جانب التشجيع على ممارسة الرياضة والنشاط البدني، بما ينعكس على صحة المشاركين.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد حساني مساعد الوزير لشؤون مشروعات ومبادرات الصحة العامة، إن الهدف من الماراثون الرياضي هو الاحتفال باليوم العالمي للأمراض النادرة، ولكنه يختلف هذا العام بسبب تبني مصر للقرار الأممي الخاص بالأمراض النادرة 78 الذي يعقد في مايو المقبل في جنيف.
خطط مهمة لدعم الأمراض النادرةنوه مساعد وزير الصحة، إلى أن الوزارة تتبنى خطط مهمة لدعم الأمراض النادرة، ومنها قانون صندوق الأمراض النادرة، وبرامج تشخيص وعلاج الأمراض النادرة، التي تتضمن مشروع علاج مرض جوشيه، ومشروع علاج التليف الكيسي، ومشروع علاج ضمور العضلات، ومبادرة رئيس الجمهورية لكشف وعلاج الأمراض الوراثية والنادرة التي تتضمن 19 مرضاً، وإنشاء معمل للأمراض الوراثية والنادرة، والمركز المصري للتحكم والسيطرة على الأمراض.
وأشار "حساني"، إلى أن الأمراض النادرة تصيب ما بين 300 إلى 500 مليون مريض حول العالم، بما يتراوح بين 7 آلاف لـ 10 آلاف مرض، لذلك تسعى الوزارة إلى الاهتمام بالتوعية وإلقاء الضوء على الاهتمام بالأمراض النادرة والوراثية، سعيا إلى تحسين الصحة العامة للمواطنين.
ومن جهته، قدم الدكتور نعمة سعيد عابد ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، الشكر للدكتور خالد عبدالغفار، على مجهوداته في القطاع الصحي، ودعمه لجهود التوعية المجتمعية، ولتبنيه هذا الماراثون الرياضي الذي يهتم بالأمراض النادرة، كما قدم الشكر للقائمين على هذا الماراثون، مؤكدا أن قرار مصر بتبني الأمراض النادرة، يمثل الكثير من الفوائد التي ستعود على المرضى.
اقرأ أيضًا:
زيادة المرتبات والمعاشات وتبكير بعض الزيادات.. ماذا نعرف عن الحزمة الاجتماعية حتى الآن؟
استعدادًا لشهر رمضان .. "الأوقاف": افتتاح 115 مسجدًا 19 محافظة اليوم- (صور)
العمل تحذر المواطنين من فرص العمل بالخارج قبل التقديم| خاص
برودة شديدة وأمطار وشبورة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
وزراة الصحة ماراثون رياضي اليوم العالمي للأمراض النادرةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
إعلان
إعلان
"الصحة" تنظم ماراثون رياضي بالعاصمة الإدارية بمناسبة اليوم العالمي للأمراض النادرة - صور
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
16 11 الرطوبة: 39% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك