لجريدة عمان:
2025-06-30@23:05:00 GMT

ستة أيام..

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

ها قد انقضى عام كلمح البصر، عشنا فيه تجارب كثيرة متعددة، بعضها خضناه برغبتنا وإرادتنا، والآخر كان لزامًا علينا أن نعيشه ولم نكن نرغب فيه أو نختاره، وحرب الإبادة بحق أخوتنا الفلسطينيين مثال على ذلك. عام أعتقد أنه مثَّل صدمة كبيرة لكثير من المؤمنين بالتفوق الأخلاقي الغربي الناتج والمنبثق من تفوقه العلمي، ولكن قد أضاء الصبح لذي عينين وصار جليا البون الشاسع بين الحضارتين، الإسلامية العربية والاستعمارية الغربية في النظر والتعامل مع الإنسان والحيوان والجماد وقت التفوق العلمي والعسكري، وغدت المنفعة هي الرب الذي يصبو إليه الإنسان ذو الفكر الغربي، أما الروحانية الشرقية فصارت متحفا جيدا للتأمل والضحك على الإنسان من حيث كونه إنسانا بفطرته السليمة وقدسيته الممنوحة له من الله نفسه، حيث جعله خليفته في أرضه.

لا شك بأن الإنسان يتأثر بما يحدث له في الحياة، وسواء كانت تلك الأحداث اختيارية أم مفروضة عليه، فإن القراءة باعتبارها أحد أهم مصادر المعرفة تظل حاضرة وبقوة في حياة كل إنسان. فالذي يريد أن يبدأ مشروعه التجاري الجديد ولم تكن له خبرة في إدارة المشاريع فإن أول ما يقوم به هو القراءة والاطلاع في هذا المجال، والذي يريد النبوغ في تخصصه الأصلي أو الفرعي فالقراءة هي السبيل الأول لنيل مبتغاه، والذي يعيش الأحداث الجسيمة ويتساءل عن مبدئها وأصلها وعلتها، كقضية فلسطين واحتلالها من الصهاينة والفرق بين المصطلحات وأهمية تلك الفروقات في الحياة الواقعية وعلى المدى البعيد؛ فلا سبيل له إلى ذلك كله إلا عبر القراءة فالقراءة ثم القراءة.

يأتي معرض مسقط الدولي للكتاب والذي يفتتح أبوابه بعد ستة أيام، تحديدا يوم 21 فبراير 2024 حتى 2 مارس 2024، في فترة حرجة تمر بها المنطقة العربية خاصة والعالم أجمع. ولا شك أن جزءا كبيرا من الكتب التي سيبتاعها القراء من المعرض ستكون حول القضية المفصلية التي تشغل بال كل قارئ على حدة، والقضية الأم التي تشغل بال المجتمع بأسره اليوم ستكون حاضرة بلا شك ضمن هذه القراءات وهي القضية الفلسطينية؛ ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن، هل ستكون كل الكتب المكتوبة عن فلسطين كتبا مهمة ومفيدة؟ وهل ستكون هذه الكتب موضوعية وتسهم في وعينا بما يخدم أوطاننا والقضية الإنسانية العادلة؟ قطعا لا؛ هناك من ينظر إلى كل شيء نظرة نفعية خالصة، وهناك من يدس السم بالعسل.

فالذي يرى النفع هدفا وغاية في ذاته، لا يرى بأن عليه التحري وأخذ الأحسن في المجال الذي يطبع وينشر فيه الكتب؛ فتصبح مطبوعاته هي ما يشغل الناس في فترة ما، أو لنقل بأنه يطبع «حديث الساعة» ليجني ما يمكن جنيه في فترة القبول والطلب من الناس، فيطبع ويبيع الغث والسمين من الكتب. والذي يدس السم في العسل، يرى في ذلك فرصة لزرع بذور فاسدة في عقل الشعوب المراد قهرها، وليس هذا من قبيل حديث المؤامرة، وإنما هو واقع يدركه من يقرأ التاريخ والحاضر بتحولاته السياسية والاقتصادية الكبرى. وهنا بالذات تكمن أهمية المثقف كجرَّاح يشرّح الثقافة ويستأصل منها الضار ببلده ووطنه وعقيدته، ويقدم للناس النافع المفيد. والذي يقرأ أحداث حرب الإبادة في غزة وما حولها اليوم، يرى ما ذكرته واقعا. قبل عدة أيام نشر موقعا الجزيرة والـ BBC مقالا بعنوان «إدانة منتقدي إسرائيل باعتبارهم معادين للسامية تحريف للتاريخ» وأقتبس من الـ BBC «يتناول الكاتب في مقاله ما يواجهه اليهود الذين يتجرأون على انتقاد إسرائيل وممارساتها ضد الفلسطينيين، حيث يوصفون دائمًا بأنهم متنصلون من يهوديتهم بل وأحيانًا كارهون ليهوديتهم وبأنهم معادون للسامية مع أنهم يهود». إن هذا الفعل المشوه للحقائق هو سبيل كل سلطة تسعى لتوطيد أساسات بقائها لأطول فترة ممكنة، فتكرار الكذبة وإبرازها كالوجه الأوحد للحقيقة؛ ينشئ جيلا متأثرا بالمُستعمِر خانعا له، وتغدو الكذبة حقيقة مع مرور الزمن!. فيغدو الثائر على الاستعمار المنافح عن أرضه وأهله ووطنه إرهابيا مخربا! وشيئا فشيئا يصبح المواطن الجيد هو المواطن الذي يحتمي بحمى الاستعمار ويمكِّن له.

من فضل الله علينا أنا ولدنا عمانيين، وهذه التربة التي كانت عصية على الدولة الأموية والعباسية وطردت المستعمر البرتغالي يوما ما، تعرف ألاعيب المستعمرين وحبائلهم؛ ولأنها كذلك بالذات ينبغي على أهلها أن يبنوا على ما بناه آباؤهم من عز ورفعة ومقاومة للظلم والطغيان. وبما إن الإنسان يبدأ بالأهم قبل المهم؛ فإن القراءة عن الشيء وقت حدوثه يتيح له تمحيص الحقائق بمقارنتها مع الواقع، والقراءة للدكتور عبدالوهاب المسيري وإدوارد سعيد ونعوم تشومسكي اليوم تعد ضرورة ماسة، فمن الأفضل أن تعرف عدوك وهو في الطريق قبل معرفته وهو يخلع باب المنزل! والصهيونية عقيدة استعمارية لا تعرف حدودا ولا حُرمة ولا قيودا، فلنواجهها بالمعرفة والفعل، ومعرض مسقط الدولي للكتاب فرصة لبداية الطريق.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وزير الإعلام: الحكومة ستكون يد عون للمستثمرين السوريين والعرب والأجانب الراغبين بالاستثمار في سوريا الجديدة والنهوض بواقعها الاقتصادي

2025-06-30hadeilسابق رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية: نطمح أن تكون بوابة دمشق وجهة إنتاج عالمية وليس فقط إقليمية انظر ايضاًرئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية: نطمح أن تكون بوابة دمشق وجهة إنتاج عالمية وليس فقط إقليمية

آخر الأخبار 2025-06-30وزير الإعلام: الحكومة ستكون يد عون للمستثمرين السوريين والعرب والأجانب الراغبين بالاستثمار في سوريا الجديدة والنهوض بواقعها الاقتصادي 2025-06-30رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية: نطمح أن تكون بوابة دمشق وجهة إنتاج عالمية وليس فقط إقليمية 2025-06-30رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية محمد العنزي: مشروعنا يحتاج إلى بنية تحتية خاصة لأن طبيعته تتوزع بين الجانبين العقاري والإعلامي ونتوقع تجهيزه بالكامل خلال فترة تتراوح بين 5 و7 سنوات 2025-06-30وزير الإعلام: بوابة دمشق ستساعد الدراما السورية على تحقيق قفزة نوعية تزيد من نجاحها ونحن نسعى لإنتاج 25 عملاً هذا العام لإثبات أن سوريا الجديدة ستكون تربة خصبة للإبداع، ومن أجل تشجيع شركات الإنتاج المحلية والعالمية على الاستثمار في سوريا 2025-06-30رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية محمد العنزي: أدعو الجميع في الخليج وغيره من الدول إلى المبادرة والاستثمار في سوريا حيث تتوفر فرص حقيقية وتسهيلات كبيرة يمكن الاستفادة منها 2025-06-30مؤتمر صحفي لوزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى في قصر الشعب بدمشق عقب توقيع مذكرة تفاهم مع شركة المها الدولية لإنشاء مدينة بوابة دمشق للإنتاج الإعلامي والفني والسياحي 2025-06-30حماة: تجهيز مركزين لغربلة بذار القمح المستلمة من الحقول الإكثارية 2025-06-30اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تلتقي فعاليات اقتصادية واجتماعية ودينية تمثل محافظة طرطوس 2025-06-30وزير الداخلية السوري يبحث مع وفد حكومي بريطاني سبل التعاون 2025-06-30الحرارة أعلى من معدلاتها والجو صيفي حار

صور من سورية منوعات شركة صينية تطرح روبوتاً لإزالة الأعشاب الضارة بالليزر 2025-06-30تحذير علمي: ارتفاع الحرارة يؤثر في القدرات الإدراكية 2025-06-29فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • القراءة والكتابة في مخيمات النزوح
  • وزير الإعلام: الحكومة ستكون يد عون للمستثمرين السوريين والعرب والأجانب الراغبين بالاستثمار في سوريا الجديدة والنهوض بواقعها الاقتصادي
  • رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية محمد العنزي: على بعد كيلو مترات من هذا القصر ولدت أول أبجدية عرفتها البشرية وعلى هذه الأرض خط الإنسان أولى الحروف التي تحولت لاحقاً إلى حضارات وتراث إنساني لا يزال نوره يهدي العقول والأمم ومن هنا من دمشق نطلق مشروعنا الث
  • رقمنة الكتب والترويج أولوية .. تفاصيل لقاء وزير الخارجية بوزير الثقافة
  • هل الأيام المقبلة ستكون أكثر حرارة؟ إليكم تفاصيل الطقس
  • تحدي القراءة العربي يتوّج أبطال دورته التاسعة في الإمارات الثلاثاء
  • تحدي القراءة العربي يتوج أبطال دورته الـ 9 في الإمارات بعد غد
  • الكتب المدرسية تتسلل الى الأسواق: من المخازن إلى الجشع
  • تربية ذي قار توضح تفاصيل تسريب الكتب الدراسية
  • بمشاركة واسعة من طلبة المنطقة الغربية.. انطلاق مسابقة تحدي القراءة العربي في صبراتة