كتب- محمد شاكر :

تحتفل مصر بعيد الحب مرتان في العام، في يومي 14 فبراير و4 نوفمبر، الأول هو احتفال عالمي يعرف بـ "الفلانتين داي" تخليدًا لذكرى القديس فلانتين الذي حكم عليه الإمبراطور الروماني بالإعدام لأنه يزوج العشاق سرًّا بالمخالفة لقراره بمنع الزواج، والثانى تحتفل به مصر منذ عام 1974، منذ أن كتب الصحفي الراحل مصطفى أمين في عموده الشهير "فكرة" بأخبار اليوم" عن ذلك حين رأى جنازة تمر أمامه في حي السيدة زينب بها ثلاثة رجال فقط، لأن المتوفى تجاوز السبعين ولا يحب أحدًا ولا أحدا يحبه، فأراد بعد هذا المشهد نشر المودة والسلام بين أفراد المجتمع.

وقال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، إن المصرى القديم جسّد مشاعر الحب فى صور متعددة ومنها لمسات المشاعر الجميلة فى التماثيل وعذوبة الكلمات شعرًا وقصص حب الملوك وإغراق المحبوبة بالزهور، وحرص المرأة على الظهور فى أجمل صورة وحتى الإسطورة جسّدت لديه مشاعر الوفاء للمحبوب

التماثيل.

ونوه ريحان إلى تصوير المصري القديم للعلاقة بين الزوجين على الجدران وفى نحت التماثيل بمنظر وقوف الزوج مجاورًا لزوجته أو الجلوس معًا على مقعد بينما تلف الزوجة ذراعها برفق حول عنق زوجها أو تضع يدها على إحدى كتفيه أو تتشابك أيديهما معًا رمزًا للحب الجارف أو تقف أمامه لتقدم له الزهور أو تقف جانبه وتسند عليه ذراعها كناية عن معاونتها له في كل الأمور.

ويجسّد تمثال القزم (سنب) وأسرته من الأسرة الخامسة بالمتحف المصرى روح المحبة والعطف التي تسود الأسرة المصرية حيث تجلس الزوجة إلى جوار زوجها وتلف ذراعها حوله برقة ولطف على حين وقف الأبناء بجانب الأب والأم فى أدب واحترام، ومنظر آخر على ظهر كرسى عرش الملك توت عنخ أمن بالمتحف المصرى يصور جلوس الملك دون تكلف والملكة مائلة أمامه وفى إحدى يديها إناء صغير للعطر تأخذ منه وباليد الأخرى عطر آخر تلمس به كتف زوجها برقة ولطف، وتمثال حور محب وكيف يمسك يد زوجته فى ود ومشاعر رقيقة أسرة 18 بالمتحف البريطانى، وتمثال نمتى نفر وزوجته المكتشف شمالى الهرم المدرج بسقارة ويرجع إلى الأسرة الخامسة ومحفوظ بمتحف الغردقة.

ويشير الدكتور ريحان إلى أن المصرى القديم نظم الحب شعرًا تجسدت فى دراسة أثرية للدكتور خالد شوقى البسيونى الأستاذ بكلية السياحة والفنادق بالإسماعيلية عنوانها "شعر الغزل والغرام فى مصر القديمة"، رصدت نماذج من الشعر المصرى مثل قصيدة العاشقة العذراء عن بردية شستربيتى تشبه أغنية ( يا امّا القمر على الباب)، وتقول القصيدة: لقد أثار حبيبى قلبى بصوته – وتركنى فريسة لقلقى وتلهفى – إنه يسكن قريبًا من بيت والدتى – ومع ذلك فلا أعرف كيف أذهب نحوه – ربما تستطيع أمى أن تتصرف حيال ذلك – ويجب أن أتحدث معها وأبوح لها – أنه لا يعلم برغبتى فى أن آخذه بين أحضانى – ولا يعرف بما دفعنى للإفصاح بسرى لأمى – إن قلبى يسرع فى دقاته عندما أفكر فى حبى – أنه ينتفض فى مكانه، لقد أصبحت لا أعرف كيف أرتدى ملابسى – ولا أضع المساحيق حول عينى ولا أتعطر أبدًا بالروائح الذكية.

ونوه الدكتور ريحان إلى قصص الحب فى حياة الملوك ومنها قصة الحب الخالدة بين الملك أحمس الأول وزوجته أحمس- نفرتاري وهي الزوجة التي شاركته في الحكم وأقام لها معبدًا في طيبة وخصص لها مجموعة من الكهنة لعبادتها وقدسها الشعب بعد وفاتها كمعبودة فجلست مع ثالوث طيبة المقدس (آمون وموت وخونسو)، واستمرت عبادتها ٦٠٠ عام بعد وفاتها وحتى الأسرة الـ ٢١، وقد سجل نقش في معبد الكرنك للملك حريحور أول ملوك الأسرة الـ٢١ متعبدًا للأرباب ( آمون وموت وخونسو وأحمس- نفرتاري).

وقصة الحب الشهيرة بين الملك أمنحتب الثالث والملكة تيي، وهي القصة التي تحدت العادات والتقاليد، ومن أجلها أمر بتغيير القوانين المقدسة لكهنة آمون؛ حيث كانت «تيي» من خارج الدماء الملكية ولا يجوز زواجهما، ومن أجلها أمر بإنشاء بحيرة شاسعة لمحبوبته العظيمة، ومن أجلها أيضا أمر بإقامة معبد كرّسه لعبادتها في منطقة صادنقا على بعد 210 كم جنوبي وادي حلفا، ويشهد بهو المتحف المصري في القاهرة على وجود تمثال عملاق للملك تجلس إلى جواره محبوبته «تيي» بنفس الحجم، في دلالة فنية على علو الشأن وعظيم الحب.

وتزوج الملك أمنحتب الثالث في السنة الثانية لحكمه من الملكة «تيي»، ولم يكن لها أصول ملكية، ولكن والدها ووالدتها كانا يشغلان مناصب راقية في الدولة وأنجبت له أمنحتب الرابع خليفته، الذي آمن بالإله الواحد ومثله في الشمس (آتون) كعاطية للحياة وأخناتون تعنى «المخلص لآتون».

وخلّد معبدي أبوسمبل أعظم قصة حب جمعت بين الملك رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري (جميلة الجميلات) والتي أطلق عليها في مصر القديمة (المحبوبة التي لا مثيل لها والنجمة التي تظهر عند مطلع عام جديد رشيقة القوام الزوجة الملكية العظمى مليحة الوجه الجميلة ذات الريشتين)، حيث بنى لها رمسيس الثاني معبد أبو سمبل الصغير بجوار معبده وأعد من أجلها بوادي الملكات، أجمل مقابر تصور الملكة المحبوبة مرتدية ثياب الكتان الناعم وتزدان بالحلي الملكية النفيسة تصاحبها الآلهة.

الزهور للمحبوبة

وتابع الدكتور ريحان بأن مقابر الجيزة وسقارة ومقابر النبلاء غرب الأقصر تضم لوحات عن تقديم المصرى القديم الزهور لمحبوبته، وذلك لمكانة الزهور فى مصر القديمة خاصة زهرة اللوتس وكان يقدمها المحبوب لمحبوبته رمزًا للحب والجمال والبعث والحياة، فهى الزهرة التى تنتشر فوق الماء عند استشعار ضوء الشمس وتغلق أثناء الليل حتى تسقط تحت الماء، وتنبت من قاع النهر، وتفتح بتلاتها على سطح الماء، بما يشبه زنبق الماء من خلال الكشف عن قلب أصفر داخل مظهره الخارجي الأبيض الجميل، يختبىء بعيدًا في الليل وتستغرق الزهرة ثلاثة أيام لتتفتح فوق النهر بألوانها الزرقاء والحمراء والبيضاء ثم تبدأ دورة حياة جديدة، وهى الزهرة الذى استخلص منها المصرى القديم العطور ومستحضرات التجميل

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: سعر الفائدة كأس الأمم الإفريقية أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 طوفان الأقصى المزيد المصرى القدیم من أجلها

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي يوزع الهدايا على أبناء الشهداء خلال الاحتفال بعيد الفطر.. فيديو

وزع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الهدايا على أبناء الشهداء خلال الاحتفال بعيد الفطر.

متى تنتهي تكبيرات عيد الفطر.. الأوقاف توضح الضوابط الشرعيةالرئيس السند.. السيسي بحمل "عكاز" أحد مصابي رجال الشرطة خلال تكريمه في احتفالية عيد الفطرتكريم أسر الشهداء والمصابين 

تضمنت الاحتفالية تكريم عدد من أسر الشهداء والمصابين الذين قدموا تضحيات جسيمة في خدمة الوطن، حيث قام الرئيس السيسي بتوزيع الهدايا التذكارية على أسر الشهداء والمصابين.

 كما تم تكريم عدد من المصابين الذين أصيبوا أثناء أداء واجبهم الوطني، مؤكدًا أن هؤلاء الأبطال سيظلون دائمًا في قلب الأمة المصرية.

وعبرت أسر الشهداء والمصابين عن مشاعر الشكر والامتنان لهذا التكريم، حيث أكدوا أن هذه المبادرة تؤكد أن الدولة لا تنسى أبداً من ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن، وأن الشعب المصري يقف خلفهم في كل الأوقات.

الرئيس السيسي يلتقط صورًا تذكارية مع الأطفال وأبناء الشهداء

حرص الرئيس السيسي على التقاط الصور التذكارية مع الأطفال وأبناء الشهداء في مشهد عاطفي يعكس عمق العلاقة بين القيادة والشعب. 

والتقط الرئيس العديد من الصور مع الأطفال، وحرص على مشاركتهم فرحة عيد الفطر المبارك، مقدمًا لهم التهنئة وأعرب عن تقديره لمشاركة أسر الشهداء والمصابين هذه المناسبة السعيدة.

ورسم الرئيس السيسي ابتسامة على وجوه الأطفال وأبناء الشهداء، مقدمًا لهم رسالة دعم ومحبة، مؤكدًا أنهم جزء لا يتجزأ من الوطن الذي يواصل النمو بفضل تضحيات ذويهم الأبطال. وكان لهذا التفاعل العاطفي وقع كبير على الحضور، حيث أعرب الجميع عن مشاعر الفخر والاعتزاز بتكريم القيادة السياسية لهذه الفئات التي قدمت أعظم التضحيات.


 

مقالات مشابهة

  • انطلاق الاحتفال بعيد الفطر بالمدينة المنورة بحزمة من الفعاليات والأنشطة الثقافية
  • عيد الفطر في مصر عبر العصور.. منذ الفتح الإسلامي حتى اليوم
  • الداخلية تشارك المواطنين الاحتفال بعيد الفطر وتوزع الهدايا عليهم
  • بالورود.. رجال الشرطة يشاركون المواطنين احتفالاتهم بعيد الفطر.. صور
  • لليوم الثاني.. المواطنون يواصلون الاحتفال بعيد الفطر في المحافظات
  • شم النسيم.. عيد فرعوني قديم يحتفي بالحياة والربيع
  • حوارات ثقافية| عن معرضه «دروب حانية».. الفنان ماهر جرجس لـ«البوابة نيوز»: استلهمت بعض لوحاتى من الفن المصرى القديم.. وأميل الى الألوان الساطعة والوضوح دون الإخلال بالقيم التشكيلية
  • وزارة الداخلية تشارك أسر الشهداء الاحتفال بعيد الفطر المبارك «فيديو»
  • وزارة الداخلية تشارك أسر شهداء الشرطة الاحتفال بعيد الفطر وتوزع هدايا الرئيس
  • الرئيس السيسي يوزع الهدايا على أبناء الشهداء خلال الاحتفال بعيد الفطر.. فيديو