الكشف عن أكبر مبنى غير برجي في سلطنة عُمان .. عمره 4500 سنة
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
مسقط - العُمانية: كشفت أعمال التنقيب الأثرية التي يقوم بها قسم الآثار بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السُّلطان قابوس عن أكبر مبنى أثري غير برجي يعود عمره لأكثر من 4500 سنة على أطراف وادي عندام في ولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية وهي عبارة عن مستوطنة أثرية لها طابع معماري مُميز لم يعثر على شبيه له حتى الآن.
ترأس فريق الآثار الأستاذ الدكتور ناصر بن سعيد الجهوري، وضم كلا من الدكتور خالد دغلس والدكتور محمد حسين، بالإضافة إلى الفنيين والمصورين وغيرهم.
و تركزت أعمال التنقيب الأثري في الموسم الرابع (ديسمبر 2023) على أحد المباني في الموقع، وتبين أنَّه مميز جداً بالمقارنة مع مباني العصر البرونزي المبكر التي اكتُشفت في شبه الجزيرة العُمانية وذلك لعدة أسباب أولها: حجم المبنى، حيث تم الكشف عن معظم أجزاء المبنى الذي بلغت مساحته أكثر من 550 مترًا مربعًا، وهذه المساحة تمثل مبنى واحدًا مستقلًّا غير مرتبط بمبان أخرى وبهذه المساحة الإجمالية للمبنى، فإنَّه يمكن القول إنَّ هذا المبنى يمثل أكبر وأقدم مبني غير برجي يتم العثور عليه في شبه الجزيرة العُمانية حتى الآن من العصر البرونزي المبكر، وذلك بالمقارنة مع حجم المباني المزامنة له ثقافيًّا، والتي لم يتجاوز حجمها أكثر من 300 متر مربع كتلك التي عثر عليها مُسبقًا في موقع جزيرة أم النار في إمارة أبوظبي، وموقع دهوى في ولاية صحم في شمال الباطنة.
ومن المميزات الخاصة التي اتسم بها مبنى موقع الغريين تصميمه المعماري الفريد الذي لم يعثر له على شبيه حتى الآن في منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية، فقد أُنشئ المبنى في المرحلة الأولى على شكل حصن مستطيل الشكل بجدار حجري متقن محاط بجدار طويل وضخم مدعم بجدار استنادي على شكل مستطيل ذي زوايا محنية له مدخل عريض يقابل المدخل الرئيسي للحصن.
ويعتقد أن المبنى الرئيسي (الحصن) الذي يقع في وسط المبنى كان مفتوحًا غير مسقوف، وذلك بسبب كبر مساحته، أما ما يخص التفسير الوظيفي لهذا المبنى المميز، فإنَّ الدراسة التحليلية ما زالت في بدايتها ومع ذلك فإنَّه يمكن الجزم بأن المبنى لم يستخدم لأغراض سكنية، وإنَّما كان مبنًى عامًا، وربما يكون له طابع ديني.
جدير بالذكر أنَّ قسم الآثار في جامعة السُّلطان قابوس وبإشراف من وزارة التراث والسياحة قام بالتنقيب في موقع الغريين لأربعة مواسم، كان أولها سنة 2018م وآخرها ديسمبر 2023م، وكانت من أهم نتائج أعمال التنقيب تلك هي الكشف عن مستوطنة أثرية كبيرة تعود إلى العصر البرونزي المبكر (3000-2000 قبل الميلاد)، وقد أشار الدليل الأثري إلى أنَّ تلك المستوطنة سكنت عبر مرحلتين رئيستين من العصر البرونزي المبكر، وهما مرحلة حفيت (3000-2700 ق.م) ومرحلة أم النار (2700-2000 ق.م)، وهذا يعني أنَّ الموقع يُمثل مستوطنتين تم تشييدهما فوق بعضهما البعض خلال فترة امتدت قرابة الألف سنة،وقد تمكن الفريق الأثري من تمييز ما لا يقل عن 37 مبنًى من مرحلة حفيت وأكثر من 21 مبنًى من مرحلة أم النار، بالإضافة إلى برج دائري ضخم يزيد قطره عن حوالي 20 مترًا يتوسط الموقع، وأكثر من 50 مدفناً تركز معظمها على الأطراف الشرقية للمستوطنة، هذا بالإضافة إلى العثور على أعداد كبيرة من المدافن التي تعود إلى فترة العصر الحديدي المتأخر (900-300 قبل الميلاد) التي انتشرت في الأجزاء الشمالية من الموقع.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
النشيد الوطني عمره مئة: فهل كلنا للوطن؟
كتب الدكتور داود الصايغ في" النهار": الأسئلة المتنوعة في ما يعود إلى الجنوب تتجاوز إعادة الإعمار إلى مسألتين أساسيتين هما: إلى أين سلاح المقاومة؟ وإلى أين ولاءاتها ؟ أي بالمختصر، إلى أين تلك البيئة التي كانت منذ منتصف القرن التاسع عشر من المكونات الأساسية للكيان اللبناني، وهي المكون الشيعي الموالي لحزب الله»؟ هذه هي المشكلة اللبنانية الأساسية واليوم لمن القرار؟ ولمن الغلبة في بلد القرار؟ ولمن الحضور في الخارج. فأي وطن نطل فيه بعد اليوم على العالم: لبنان المقاومة أم لبنان الرسالة؟ بالطبع إن الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني إن لم تؤيد بالتحديد كلام البابا فعلى الأقل تنادي بالوفاق وتحييد لبنان والانفتاح والحرية. علماً أنه لولا هذه الحرية لما كانت اليد الإيرانية العابثة تمكنت من السيطرة على القرار اللبناني من مختلف نواحيه.السؤال الذي قد يتبادر إلى الأذهان الطرية لتلامذة المدارس وهم يصدحون بالنشيد الوطني، هو: هل نحن ننتمي حقاً إلى وطن واحد، ما دامت ولاية الفقيه في إيران هي مرجعية قسم من الشعب اللبناني؟ وكيف تستعاد تلك اللحمة الوطنية بين جميع مكونات المجتمع اللبناني.
شاءت التطورات أن تضع لبنان في قلب صراعات المنطقة وتجعله ساحة. فلميهدأ لسنوات طويلة. لكنه لم يتغير لأن هذا التكوين البشري الخاص يستمد أهميته من أنه أصيل وشديد القدم ومختلف عن جميع كيانات المنطقة. والعرب أدركوا ذلك منذ البدء. أدركوا تلك الخصوصية وأحبوها. وهم لا يزالون حتى اليوم أصدقاء تلك التجربة وأصدقاء ذلك البلد العربي المؤسس للجامعة الذي وحده يترأسه رئيس مسيحي. لبنان لن يتغير في تكوينه البشري ولا في نظامه السياسي. إنه في حاجة إلى سياج وسياج داخلي قبل الخارجي. والسؤال هل تمت محاسبة أحد طوال التاريخ الاستقلالي، محاسبة أحد من تلك الطبقة التي طغت على سمعة لبنان في الخارج طبقة الذين أساؤوا الأمانة وأشاعوا الفساد حتى يغدو لبنان رسالة بالفعل، وشرفة العالم العربي . بالطبع لم يُحاسب أحد. وهنا تكمن كل المشكلة وهنا الإصلاح الموعود كتمهيد للثقة الموعودة. مواضيع ذات صلة منيمنة: لا بأس من حوار وطني لتحصين أمننا الوطني باستراتيجية تفعل كافة أدواتنا السياسية والدبلوماسية وغيرها Lebanon 24 منيمنة: لا بأس من حوار وطني لتحصين أمننا الوطني باستراتيجية تفعل كافة أدواتنا السياسية والدبلوماسية وغيرها