مسقط - العُمانية: كشفت أعمال التنقيب الأثرية التي يقوم بها قسم الآثار بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السُّلطان قابوس عن أكبر مبنى أثري غير برجي يعود عمره لأكثر من 4500 سنة على أطراف وادي عندام في ولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية وهي عبارة عن مستوطنة أثرية لها طابع معماري مُميز لم يعثر على شبيه له حتى الآن.

ترأس فريق الآثار الأستاذ الدكتور ناصر بن سعيد الجهوري، وضم كلا من الدكتور خالد دغلس والدكتور محمد حسين، بالإضافة إلى الفنيين والمصورين وغيرهم.

و تركزت أعمال التنقيب الأثري في الموسم الرابع (ديسمبر 2023) على أحد المباني في الموقع، وتبين أنَّه مميز جداً بالمقارنة مع مباني العصر البرونزي المبكر التي اكتُشفت في شبه الجزيرة العُمانية وذلك لعدة أسباب أولها: حجم المبنى، حيث تم الكشف عن معظم أجزاء المبنى الذي بلغت مساحته أكثر من 550 مترًا مربعًا، وهذه المساحة تمثل مبنى واحدًا مستقلًّا غير مرتبط بمبان أخرى وبهذه المساحة الإجمالية للمبنى، فإنَّه يمكن القول إنَّ هذا المبنى يمثل أكبر وأقدم مبني غير برجي يتم العثور عليه في شبه الجزيرة العُمانية حتى الآن من العصر البرونزي المبكر، وذلك بالمقارنة مع حجم المباني المزامنة له ثقافيًّا، والتي لم يتجاوز حجمها أكثر من 300 متر مربع كتلك التي عثر عليها مُسبقًا في موقع جزيرة أم النار في إمارة أبوظبي، وموقع دهوى في ولاية صحم في شمال الباطنة.

ومن المميزات الخاصة التي اتسم بها مبنى موقع الغريين تصميمه المعماري الفريد الذي لم يعثر له على شبيه حتى الآن في منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية، فقد أُنشئ المبنى في المرحلة الأولى على شكل حصن مستطيل الشكل بجدار حجري متقن محاط بجدار طويل وضخم مدعم بجدار استنادي على شكل مستطيل ذي زوايا محنية له مدخل عريض يقابل المدخل الرئيسي للحصن.

ويعتقد أن المبنى الرئيسي (الحصن) الذي يقع في وسط المبنى كان مفتوحًا غير مسقوف، وذلك بسبب كبر مساحته، أما ما يخص التفسير الوظيفي لهذا المبنى المميز، فإنَّ الدراسة التحليلية ما زالت في بدايتها ومع ذلك فإنَّه يمكن الجزم بأن المبنى لم يستخدم لأغراض سكنية، وإنَّما كان مبنًى عامًا، وربما يكون له طابع ديني.

جدير بالذكر أنَّ قسم الآثار في جامعة السُّلطان قابوس وبإشراف من وزارة التراث والسياحة قام بالتنقيب في موقع الغريين لأربعة مواسم، كان أولها سنة 2018م وآخرها ديسمبر 2023م، وكانت من أهم نتائج أعمال التنقيب تلك هي الكشف عن مستوطنة أثرية كبيرة تعود إلى العصر البرونزي المبكر (3000-2000 قبل الميلاد)، وقد أشار الدليل الأثري إلى أنَّ تلك المستوطنة سكنت عبر مرحلتين رئيستين من العصر البرونزي المبكر، وهما مرحلة حفيت (3000-2700 ق.م) ومرحلة أم النار (2700-2000 ق.م)، وهذا يعني أنَّ الموقع يُمثل مستوطنتين تم تشييدهما فوق بعضهما البعض خلال فترة امتدت قرابة الألف سنة،وقد تمكن الفريق الأثري من تمييز ما لا يقل عن 37 مبنًى من مرحلة حفيت وأكثر من 21 مبنًى من مرحلة أم النار، بالإضافة إلى برج دائري ضخم يزيد قطره عن حوالي 20 مترًا يتوسط الموقع، وأكثر من 50 مدفناً تركز معظمها على الأطراف الشرقية للمستوطنة، هذا بالإضافة إلى العثور على أعداد كبيرة من المدافن التي تعود إلى فترة العصر الحديدي المتأخر (900-300 قبل الميلاد) التي انتشرت في الأجزاء الشمالية من الموقع.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

البنك الأهلي يوقع اتفاقية لتركيب نظام ألواح الطاقة الشمسية في المبنى الرئيسي

مسقط- الرؤية
وقّع البنك الأهلي اتفاقية مع شركة نفاذ للطاقة المتجددة، لتثبيت أنظمة الطاقة الشمسية في المبنى الرئيسي للبنك، إذ تمثل هذه الخطوة محطة بارزة في مسيرة البنك نحو تعزيز ممارساته البيئية والاجتماعية والحوكمة، وترسيخ مكانته كمؤسسة مالية مسؤولة ورائدة.
وتتضمن المبادرة تركيب نظام حديث لمواقف السيارات يعمل بالطاقة الشمسية على سطح المبنى الرئيسي، باستخدام ألواح شمسية مزدوجة الوجه تتيح التقاط الضوء من كلا الجهتين، مما يعزز كفاءة إنتاج الطاقة بشكل ملحوظ، وبذلك يكون البنك الأهلي من أوائل المؤسسات المصرفية في سلطنة عُمان التي تتبنى هذه التكنولوجيا المتطورة. ويتوافق مشروع الألواح الشمسية المقترح بشكل كامل مع رؤية عُمان 2040 والتزام السلطنة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، حيث يمهد المشروع الطريق نحو مستقبل طاقي أكثر استدامة وصداقة للبيئة.
وشهد حفل توقيع الاتفاقية حضور كبار المسؤولين من الجانبين، حيث قام بتوقيع الاتفاقية من البنك الأهلي طاهر بن البخش البلوشي المدير العام الأول للاستراتيجية والتحول المؤسسي والتقنية والمشاريع، والمهندس مصعب الفارسي مدير المشاريع في نفاذ للطاقة المتجددة.
ويأتي تعاون البنك الأهلي مع شركة نفاذ للطاقة المتجددة الرائدة في حلول الطاقة المستدامة، ليعكس التزامه بالاستدامة كجزء لا يتجزأ من فلسفة أعماله ونظرته الاستراتيجية وحرصه على تبني التكنولوجيا المتطورة لدفع عجلة التغيير الإيجابي في السلطنة. 
ويعمل هذا التعاون على تطوير حلول مبتكرة ومستدامة تهدف ليس فقط إلى مواجهة التحديات البيئية الملحّة، بل أيضًا إلى وضع معايير جديدة للممارسات المؤسسية المسؤولة.
ومنذ المراحل الأولى لبناء هيكل مواقف السيارات، تم تصميم البنية الأساسية لدمج أنظمة الطاقة الشمسية المتطورة ذات إمكانات القياس الصافي، ويعكس هذا التوجه المستقبلي التزام البنك ببناء مستقبل أكثر اخضرارًا، وضمان توافق عملياته مع أولويات التنمية المستدامة لعُمان. 
وسيتم ربط نظام الطاقة الشمسية الجديد بأحد عدادات المرافق الأربعة للبنك، المخصص للقياس الصافي، بحيث يتم تصدير فائض الطاقة المولدة إلى شبكة شركة نماء، مما يسهم في تعزيز الأهداف البيئية الوطنية.
ويبرز هذا المشروع الحكمة المالية لاستراتيجية الاستدامة التي يعتمدها البنك الأهلي، فمن خلال استخدام الطاقة الشمسية، لا يُحسن البنك كفاءة استهلاكه للطاقة فقط، بل يحقق أيضًا وفورات ملموسة في التكاليف، مما يعزز العائد المالي لمبادراته البيئية والاجتماعية والحوكمية، كما أن إعادة ضخ فائض الطاقة إلى الشبكة الوطنية تُظهر دعم البنك لاستدامة الطاقة في السلطنة، وتشجع المؤسسات الأخرى على تبني حلول مبتكرة للطاقة المتجددة.
ومع تسارع وتيرة تحول السلطنة نحو مستقبل مستدام، يعزز البنك الأهلي مكانته كرائد في قطاع الخدمات المصرفية المسؤولة، ومن خلال مبادراته الاستباقية وشراكاته الاستراتيجية، يواصل البنك لعب دور محوري في صياغة مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا، مجسدًا مبادئ التميز في الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة في جميع جوانب عملياته.
 

مقالات مشابهة

  • بعد بسط الجيش سيطرته على المبنى.. فيديو يظهر آثار الدمار والخراب بمبنى محلية أم بدة بأم درمان
  • صدور كتاب "معالم الهوية" لتوثيق أبراج العصر البرونزي ودلالتها الاجتماعية والعسكرية
  • صحة المنيا: فحص 144 ألف سيدة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية
  • البنك الأهلي يوقع اتفاقية لتركيب نظام ألواح الطاقة الشمسية في المبنى الرئيسي
  • الدفاع المدني في دبي يسيطر على حريق مبنى بمنطقة البرشاء
  • قصر في إسطنبول بـ25 مليون دولار.. تعرّف على العائلة التي تمتلك أكبر عدد من القصور على البوسفور
  • ما المخاطر التي تحملها «مسكنات الألم الشائعة»؟
  • جهة البيضاء تتصدر قائمة الجهات التي أحدث بها أكبر عدد من المقاولات
  • مدير تعليم الفيوم يشهد تدريب "المرشد الأثري الصغير"
  • الشتاء في عُمان فرصة لاستكشاف سحر الطبيعة العمانية رغم التحديات التي تواجه العائلات