النزاهة تضبط عمليات هدر واختلاس في البصرة
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية، الأربعاء، تنفيذ ملاكات دائرة التحقيقات في البصرة عمليَّات ضبطٍ لهدرٍ بالمال العام في ديوان المحافظة، وضبط مُتَّهمين اثنين بالاختلاس في ميناء أم قصر.
وذكرت الهيئة في بيان٬ اطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"٬ أن "فريق عمل مُديريَّة تحقيق البصرة، الذي انتقل إلى ديوان المُحافظة، كشف مُخالفاتٍ في إحالة مُناقصة مشروع تأهيل وإنارة الشوارع الرئيسة في المُحافظة وشارع المطار وربطها بمنظومةٍ كاملةٍ بكلفة (11,000,000,000) مليار دينارٍ".
وأضافت، أنَّه "تمَّ استبعاد عروض أقلَّ من العرض الذي تقدَّمت به الشركة التي أُحِيْلَ عليها المشروع؛ ممَّا شكَّل هدراً للمال العام، فضلاً عن أنَّ مُدَّة المشروع في الإعلان كانت (90) يوماً، بينما في العقد كانت (300) يومٍ".
وتابعت أن "الفريق تمكَّن من ضبط مدير مكتب الوكالات البحريَّة في ميناء أم قصر / رصيف27 وأمين الصندوق في المكتب، وضبط مبالغ ماليَّةٍ بحوزة المُتَّهم الاول في مكتبه، أمَّا المُتَّهم الثاني فتمَّ ضبطه؛ لوجود نقصٍ في الأموال التي بذمَّته في قاصة المكتب، وتمَّ خلال العمليَّة ضبط مبلغٍ مُتسلَّمٍ من قبل أمين الصندوق بدون وصولاتٍ رسميَّةٍ، و(16) أمر تسليمٍ لم يتمّ استقطاع وصولاتها، منوهة بـ"قرار قاضي التحقيق المُختصّ بتوقيف المُتَّهمين".
وأشارت إلى "مُخالفاتٍ في مشروع صيانة وتأهيل ماء الشعيبة، إذ إنَّ تنفيذ العمل من قبل الشركة المُحال إليها المشروع جاء خلافاً للمُواصفات؛ ممَّا أدَّى إلى حدوث أضرارٍ في المضخَّات، كما رصد مُغالاة وتزويراً في عمليَّة شراء موادّ لمصلحة مُديريَّة ماء البصرة، وتمَّ ضبط وصولات شراءٍ من محلاتٍ ومكاتب وهميَّةٍ بأسعارٍ مبالغ فيها، وبمبالغ ماليَّـةٍ كبيرةٍ جداً".
وتابعت أن "فريق مُديريَّة تحقيق البصرة رصد في مُديريَّة التسجيل العقاري مُخالفاتٍ في عمليَّـة تحويل ملكيَّـة عقارٍ عائدٍ إلى وزارة الماليَّـة، مُنبّهاً إلى أنَّ عمليَّـة تحويل ملكيَّة العقار الذي يقع في مقاطعة الكباسي الكبير تمَّت وفق القرار (80)".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار م دیری
إقرأ أيضاً:
«الرحماني» تفك الحصار عن البصرة
في عام 1775م شهدت مدينة البصرة حصارًا فرضته القوات الفارسية بقيادة صادق خان، شقيق كريم خان زند، الذي أرسل جيشًا قوامه 50.000 مقاتل بهدف السيطرة على المدينة. جاء هذا الهجوم بعد أن عانت البصرة من وباء الطاعون الذي أودى بحياة العديد من سكانها، مما جعلها ضعيفة أمام التهديدات الخارجية.
تذرع كريم خان بأن الفرس يتعرضون لسوء معاملة وضرائب باهظة أثناء زيارتهم للأماكن المقدسة في النجف وكربلاء، مطالبًا الباب العالي في إسطنبول برأس والي بغداد عمر باشا، مهددًا بغزو العراق إذا لم تُلبَّ مطالبه. رفضت الدولة العثمانية هذه الشروط، مما دفع كريم خان إلى تنفيذ تهديده.
عند وصول القوات الفارسية إلى مشارف البصرة، اجتمعت القوات العثمانية وأهالي المدينة للدفاع عنها، لكن المواجهة الحاسمة لم تحدث، واستمر الحصار لأكثر من عام، تعرضت خلاله المدينة لقصف مكثف، مما زاد من معاناة سكانها.
في تلك الفترة، كانت بغداد تعاني من اضطرابات سياسية وصراعات داخلية، بالإضافة إلى انتشار وباء الطاعون، مما جعلها عاجزة عن تقديم الدعم للبصرة. أمام هذا الوضع، استنجدت القبائل العربية في البصرة بالإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي الذي كان قد خاض حروبا كبيرة مع الفرس وأخرجهم من السواحل العمانية.
استجاب الإمام أحمد بن سعيد لنداء الاستغاثة، وأمر بتجهيز أسطول بحري كبير يتألف من عدة قطع بحرية تتقدمها السفينة الحربية «الرحماني»، بقيادة ابنه هلال بن أحمد. كان الأسطول مزودًا بمدافع وقوات قوامها حوالي 10.000 رجل، مستعدًا لفك الحصار عن البصرة.
عند وصول الأسطول العُماني إلى مصب شط العرب، واجه سلسلة حديدية ضخمة نصبها الفرس على جانبي النهر لمنع أي إمدادات من الوصول إلى المدينة المحاصرة. بعد دراسة الموقف ووضع الخطط العسكرية، تمكنت السفينة «الرحماني» من تحطيم السلسلة الحديدية، مما أتاح للأسطول العُماني دخول شط العرب ومواجهة القوات الفارسية.
اندلعت معارك ضارية بين القوات العُمانية والفارسية، أظهرت فيها القوات العُمانية شجاعة وبسالة كبيرة. استمرت الاشتباكات لعدة أشهر، تمكن خلالها الأسطول العُماني من تأمين المساعدات القادمة إلى البصرة، مما ساهم في فك الحصار تدريجيًا.
شكل تدخل الأسطول العماني حسما واضحا للمعركة وفي تغيير موازين القوى وإفشال الحصار على مدينة البصرة التي عادت إلى السيادة العثمانية وأمر السلطان العثماني عبد الحميد الأول بصرف مكافأة سنوية لعُمان تقديرًا لدورها في الدفاع عن المدينة، وهي ممارسة استمرت حتى عهد السيد سعيد بن سلطان. وقويت الروابط بين الإمام أحمد بن سعيد والسلطان العثماني عبد الحميد الأول الذي خصص مكافأة سنوية للإمام ظلت تدفع حتى عهد السيد سعيد بن سلطان كما سمح للتجار العُمانيين بالمتاجرة في العراق، وأمر برفع الرسوم التي كانت تفرض على تجارة البن، مما أدى إلى ازدهار التجارة العُمانية في البصرة، حيث وصل عدد السفن العُمانية التي كانت ترتاد البصرة سنويا إلى ما يقارب الخمسين سفينة، وعادت الرحلات السنوية لأسطول البن العُماني للبصرة.
هذا التدخل العُماني في البصرة يعكس العلاقات الوثيقة بين عُمان والدولة العثمانية، ويبرز دور الإمام أحمد بن سعيد في تعزيز مكانة عُمان الإقليمية، وتأكيد قدراتها العسكرية والبحرية في تلك الفترة التاريخية.