اتفق الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان، على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل فوري، وتهدئة التوتر بالضفة الغربية، وصولا لتحقيق السلام، في حين أكد أردوغان أن بلاده ستظل على تعاون مع مصر لإعادة إعمار غزة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي للرئيسين، بالعاصمة القاهرة، بعد جلسة مباحثات ثنائية بين السيسي وأردوغان، الذي يزور مصر لأول مرة منذ عقد من الزمان، وبعد سنوات من القطيعة بين البلدين.

وقال السيسي إن زيارة أردوغان إلى القاهرة تمثل صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى تطلعه لتلبية دعوة أردوغان لزيارة تركيا خلال أبريل/نيسان المقبل.

وأضاف أن مصر سترفع مستوى التعاون الاقتصادي المشترك مع تركيا إلى 15 مليار دولار خلال السنوات المقبلة.

من جهته، أعرب الرئيس التركي عن سعادته لزيارة القاهرة بعد غياب، قائلا إن بلاده ومصر يتقاسمان تاريخا مشتركا، معربا عن رغبته برفع مستوى العلاقات الثنائية.

الرئيس #السيسي: أتطع لتلبية دعوة الرئيس #أردوغان لزيارة #تركيا في أبريل المقبل pic.twitter.com/gAbd9ZVcwC

— ????????????Mohammed Al-Awamry???????????? (@AwamryMohammed) February 14, 2024

اقرأ أيضاً

مصر وتركيا.. عقد من الخلافات ينتهي بلقاء أردوغان والسيسي في القاهرة (إطار)

وفي الحديث عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أفاد أردوغان بأن الوضع في غزة تصدر جدول أعمال مباحثاته مع السيسي، لافتا إلى أن توصيل المساعدات إلى غزة من أهم أولوياتهما.

وأكد أردوغان أن بلاده لن تقبل بتهجير سكان قطاع غزة، وأعرب عن تقديره لدور مصر برفض التهجير القسري.

وندد الرئيس التركي باستهداف إسرائيل للمنازل ودور العبادة والمؤسسات الأممية في قطاع غزة دون اكتراث للمطالب الدولية باحترام القانون الدولي.

ووفق التلفزيون المصري، فإن السيسي وأردوغان، وقعا عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين.

وذكر التلفزيون أن الرئيسين وقعا على إعلان مشترك حول "إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين".

#السيسي يقول إن زيارة نظيره التركي أردوغان إلى #مصر تفتح صفحة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين pic.twitter.com/ntIPznTrsf

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) February 14, 2024

اقرأ أيضاً

أردوغان يصل مصر في أول زيارة منذ 11 عاما.. والسيسي يستقبله (فيديو)

وكانت آخر زيارة لأردوغان لمصر في عام 2012، عندما كان رئيسا للوزراء، وكان حينها محمد مرسي رئيسا لمصر، وتوترت العلاقات بين البلدين لسنوات، بعد تولي السيسي رئاسة مصر، إلا أنها تحسنت تدريجيا في الفترة الأخيرة.

وتصافح أردوغان والسيسي لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، كما تحادثا غداة وقوع زلزال 6 فبراير/شباط 2023، الذي خلّف أكثر من 50 ألف قتيل في تركيا.

وتم استئناف العلاقات بين البلدين على مستوى السفراء في يوليو/تموز من العام الماضي، لتعود العلاقات بينهما إلى ما كانت عليه قبل 11 عاما.

وفي أحدث علامة على تحسن كبير في العلاقات، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأسبوع الماضي إن تركيا قد تبيع طائرات مسيرة لمصر.

وسافر فيدان، الذي قام بجولات دبلوماسية مكوكية في المنطقة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على غزة، إلى القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتقى بكبار المسؤولين المصريين، بمن فيهم السيسي.

اجتماع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي والوفود المرافقة لهما في قصر الاتحادية بالقاهرة pic.twitter.com/ufy2Aedrdd

— TRT عربي (@TRTArabi) February 14, 2024

اقرأ أيضاً

أردوغان في القاهرة.. فرصة لطي الخلافات وتوسيع آفاق التعاون

وسبق أن زار وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو مصر في 18 مارس/آذار من العام الماضي، وكانت الزيارة هي الأولى من نوعها لوزير خارجية تركي منذ 11 عاما.

ورغم التوتر السياسي بين البلدين لسنوات، فإن العلاقات التجارية بقيت جيدة بين القاهرة وأنقرة، إذ إن تركيا هي الشريك التجاري الخامس للقاهرة.

وكان أردوغان قد وصل إلى القاهرة، في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها لمقابلة نظيره المصري، ويرافقه وزير الخارجية هاكان فيدان، والخزانة والمالية محمد شيمشك، والدفاع يشار غولر، والصحة فخر الدين قوجة، والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجار.

ويقول المحللون إن العلاقات بين تركيا ومصر ذات أهمية حاسمة، ليس فقط بالنسبة للبلدين، بل للمنطقة أيضا.

ووفق وكالة "الأناضول" التركية (رسمية)، فإن مصر وتركيا بلدان كبيران ومهمان في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وتجمعهما علاقات تاريخية راسخة يتطلع الجانبان إلى تطويرها وتعزيزها.

وهذه العلاقات المتميزة تستند إلى تراث مشترك من التاريخ والثقافة، وروابط متينة تعززها شراكات التنمية والتعاون ورؤية استراتيجية نحو مستقبل مشترك بناء.

في زيارة هي الأولى من نوعها.. الرئيس التركي #أردوغان يصل إلى #مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح #السيسي#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/vatUZT2hi3

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 14, 2024

اقرأ أيضاً

أردوغان: أزور هذا الأسبوع مصر والإمارات وغزة تتصدر المباحثات

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر تركيا أردوغان السيسي وقف إطلاق النار حرب غزة غزة الرئیس الترکی العلاقات بین بین البلدین اقرأ أیضا قطاع غزة pic twitter com

إقرأ أيضاً:

ترامب ومائة يوم في الحكم

مائة يوم مرّت على تسلّم دونالد ترامب مقاليد رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كشفت هذه الأيام، ولو جزئيا، ولو أوليّا، ما يمكن أن يُنجزه ترامب خلال أربع السنوات لإدارته الراهنة. فقد تكشفت بأن تهديداته، وما يلوّح به من تغيير، لم يقم على دراسة استراتيجية، أو خطط مدروسة معدّة للتنفيذ.

فهو يعتمد على نمط من الحرب النفسية، أو إخافة من يتوجّه إليهم، في تحقيق ما يطلبه منهم، فإذا قوبل برفض ومعارضة، أو واجه مقاومة مبطنة بالمساومة، فلا حرج عنده من التراجع، أو التقدّم بطلبات أخرى. فهذا ما حدث له، مثلا، مع عدد من الدول الحليفة لأمريكا، أو غير الحليفة، وهو يعالج رفع الرسوم الجمركية. وقد تراجع متخذا قرارا لتنفيذ وعده بعد تسعين يوما، طبعا قابلة للتمديد، بل هي قابلة أيضا للتراجع بعد مفاوضات.

الأمر يكشف، مع مرور مائة اليوم على عهد ترامب، ما وصله من انسلاخ عن الواقع وقوانينه، وموازين قواه. وذلك ابتداء من مطالبته بضم كندا إلى الاتحاد الأمريكي، فتصبح الولاية الواحدة والخمسين، مرورا برفع الجمارك الأمريكية على كل دول العالم تقريبا، وانتهاء بالحرب الإبادية الإجرامية، التي تُشنّ ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
وهذا ما حدث له بالنسبة إلى مطالباته من كندا والمكسيك وبنما، أو ما سيحدث له في مطالبته بإعفاء السفن الأمريكية من الرسوم لعبور قناة السويس. بل يمكن اعتبار تخليه عما فرضه على نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مثلا آخر على تردّده، أو في الأصح على عدم ثباته على الموقف، وتحويل ما حققه من نجاح إلى فشل، وذلك عندما عاد ليعطي الضوء الأخضر لنتنياهو الذي أطلق العنان لحرب إبادة ثانية، كانت نتيجتها عزلة عالمية، إذ لم تؤيدّهما دولة واحدة في العالم.

وبهذا عاد ترامب إلى سياسة متردّدة مرتبكة، بين المضيّ في تغطية سياسة نتنياهو الخرقاء الفاشلة من جهة، وبين الضغط مرّة أخرى لوقف إطلاق النار، لكن بازدواجية راحت تراوح بين المفاوضات واستمرار الحرب.

ترامب وطاقمه التنفيذي منحازون تماما للكيان الصهيوني، وقد وصل التطرّف بهم إلى المطالبة بترحيل فلسطينيي غزة، ودعك من المزحة السخيفة المتعلقة بتحويلها إلى "ريفييرا". ثم أضف التناقض الصارخ في نهج ترامب وإدارته للسياسة أو الحرب، عندما يصرّ على ضرورة إطلاق الأسرى جميعا، وهو الأمر الذي لا يتحقق إلّا بوقف إطلاق النار، ضمن الشروط التي تقبل بها المقاومة.

وهذا الأمر يكشف، مع مرور مائة اليوم على عهد ترامب، ما وصله من انسلاخ عن الواقع وقوانينه، وموازين قواه. وذلك ابتداء من مطالبته بضم كندا إلى الاتحاد الأمريكي، فتصبح الولاية الواحدة والخمسين، مرورا برفع الجمارك الأمريكية على كل دول العالم تقريبا، وانتهاء بالحرب الإبادية الإجرامية، التي تُشنّ ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

من هنا يحق توقع التقلّب والتذبذب والفشل لترامب على مستوى عام، كما على المستوى الفلسطيني، ولا سيما إذا لم يحسم في وضع حدّ لنتنياهو المأزوم، والآخذ بأمريكا والغرب إلى العار، وتغطية جرائم الإبادة.

مقالات مشابهة

  • سفير لبنان: زيارة الرئيس عون إلى الإمارات تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين
  • وزير الخارجية ونظيره الياباني يؤكدان على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • وزير الخارجية يستعرض مع نظيره الياباني العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين
  • قمة لبنانية-إماراتية: توافق على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية لما فيه خير البلدين
  • لبنان: ضرورة تفعيل لجنة الإشراف على إيقاف إطلاق النار مع إسرائيل
  • ترامب ومائة يوم في الحكم
  • أردوغان: إسرائيل نقلت النار وسفك الدماء إلى سوريا بعد غزة ولبنان
  • وزير الخارجية الأوكراني: نطالب روسيا بوقف إطلاق النار
  • الممثل الشخصي للرئيس السيسي يشارك نيابة عن وزير الخارجية في اجتماع وزراء خارجية البريكس
  • أردوغان: أولويتنا هي العودة فورا إلى وقف إطلاق النار بغزة