طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالإسراع في إنجاز صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، في حين أفادت تقارير غربية بأن المباحثات التي جرت بشأن الصفقة في القاهرة أمس الثلاثاء لم تحقق تقدما ملموسا، لكنها قد تستمر.

وقال عباس "نطالب حركة حماس بسرعة إنجاز صفقة الأسرى لتجنيب شعبنا الفلسطيني ويلات وقوع كارثة أخرى لا تُحمد عقباها، ولا تقل خطورة عن نكبة عام 1948، ولتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح، الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا، والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا"، وفقا لتصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

كما طالب عباس "الإدارة الأميركية والأشقاء العرب بالعمل بجدية على إنجاز صفقة الأسرى بأقصى سرعة، وذلك لتجنيب أبناء الشعب الفلسطيني ويلات هذه الحرب المدمرة".

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعربت واشنطن مرارا عن تطلعها لتمكين السلطة الفلسطينية من القيام بدور رئيسي في إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في يناير/كانون الثاني الماضي إنه بحث مع عباس "أهمية إصلاح السلطة الفلسطينية وسياساتها وحوكمتها لكي تتمكن بفاعلية من تولي مسؤوليتها في غزة".

عباس (يمين) استقبل وزير الخارجية الأميركي بلينكن في رام الله قبل أسبوع (الفرنسية)

من ناحية أخرى، نقل موقع أكسيوس الإخباري عن مصدر إسرائيلي أن محادثات القاهرة بشأن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل انتهت دون تحقيق تقدم ملموس.

وقال المصدر إن الفجوة الرئيسة هي "العدد الكبير" للأسرى الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي.

وعُقدت المباحثات في القاهرة أمس الثلاثاء لبحث التهدئة في قطاع غزة وتبادل الأسرى، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية مساء الثلاثاء إن الوفد الإسرائيلي سيغادر القاهرة من دون تحقيق تقدم، مشيرة إلى خلافات سبقت توجه الوفد إلى العاصمة المصرية، بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمسؤولين الأمنيين المكلفين بالتفاوض.

بيد أن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلت عن مسؤولين مطلعين قولهم إن مسؤولين إسرائيليين برتب أدنى سيواصلون المحادثات بعد مغادرة الوفد.

أولويات نتنياهو

في تلك الأثناء، رأى المحلل العسكري بصحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هرئيل أن التوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة لا يشكل أولوية لدى نتنياهو، رغم مظاهرات عائلاتهم ومطالباتهم بإنجاز الصفقة.

وقال هرئيل إن رئيس الموساد كان قد حصل في اللحظة الأخيرة على موافقة الحكومة للتوجه إلى القاهرة، "لكن التفويض الممنوح للوفد الإسرائيلي ضيق للغاية، ووصفت إسرائيل شروط حماس -وهي ليست طرفا مباشرا في المحادثات- بأنها غير مقبولة".

ورأى المحلل الإسرائيلي أن نتنياهو يتخذ "موقفا عدوانيا علنا، فهو لا ينوي الاستسلام لمطالب حماس، وستواصل إسرائيل استخدام القوة لمحاولة إنقاذ الرهائن، وسيستمر الضغط العسكري على حماس في خان يونس، كما يستعد الجيش لاجتياح رفح".

وقال هرئيل إن الحديث عن هجوم وشيك على رفح يهدف على ما يبدو للضغط على الدول العربية على أمل أن تتمكن من إقناع حماس بالبدء في البحث عن طريقة لإنهاء الحرب، وفق تعبيره.

وكان مصدر قيادي في حركة حماس قال للجزيرة أمس الثلاثاء إنه لا وجود حاليا لأي وفد من الحركة في القاهرة، وإن الحركة لا تزال تنتظر نتائج اجتماعات القاهرة، والاتصالات مستمرة مع الوسطاء.

وبينما تتحدث الولايات المتحدة عن مساع للتوصل إلى تهدئة لمدة 6 أسابيع على الأقل بين حماس وإسرائيل، تشير مصادر إلى وجود خلاف بشأن مدة الهدنة المحتملة وطبيعتها وعدد الأسرى المزمع تبادلهم.

وكانت الوساطة القطرية المصرية قد أفضت إلى هدنة بين حماس وإسرائيل لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى غزة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

خبراء لـ«الاتحاد»: تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا يعكس دور الإمارات المحوري عالمياً

عبدالله أبوضيف (القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات تقدم مساعدات إغاثية للأطفال المصابين بسوء التغذية في غزة الإمارات تدعو لتحليلات أكثر عمقاً بشأن حالات استخدام «حق النقض»

نجحت الإمارات العربية المتحدة في إبرام صفقة تبادل جديدة للأسرى بين روسيا وأوكرانيا أفضت إلى خروج نحو 180 شخصاً من السجن بين الطرفين في عملية تأتي في ظل تصعيد عسكري واسع بين الطرفين ما دفع خبراء للتأكيد على الدور المحوري للإمارات في السلام الإقليمي والدولي.
وقال خبراء لـ«الاتحاد» إن الإمارات بالخطوة الأخيرة تحقق نجاحاً دبلوماسياً غير مسبوق على مستوى الحرب الروسية الأوكرانية وتدفع باتجاه فتح الحديث والوساطة السياسية بين البلدين في ظل فشل المجتمع الدولي وتورط قوى كبرى في زيادة الأزمة العسكرية منذ عام 2022 بين روسيا وأوكرانيا.
وقال المحلل السياسي الروسي أندري اونتكوف إنه من جديد تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً دبلوماسياً بارزاً وتعد الوسيط الأكثر نجاحاً بين روسيا وأوكرانيا على المستوى العالمي، حيث نجحت في إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة على الرغم من التصعيد الكبير الحادث بين الدولتين حققت الإمارات نجاحاً دبلوماسياً هائلاً في دفع الطرفين للتوصل لتفاهمات إنسانية.
وأضاف لـ«الاتحاد» أن نجاح الوساطة الدبلوماسية الإماراتية يعطي أملاً كبيراً في المستوى السياسي لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا في ظل تعثر المفاوضات الثنائية بين البلدين وفشل المجتمع الدولي في تحقيق دفعة للأمام فيما سينظر للإمارات بأنها طرف أصيل في الدفع باتجاه عملية السلام باعتبارها دولة تطبق نموذج عدم الانحياز ما جعلها وسيطاً مقبولاً للجميع.
وأشار إلى أن الجميع ينظرون للإمارات باعتبارها أكبر دافع للسلام في المنطقة والعالم لعملها الدائم على فض النزاعات الإقليمية والدولية وعدم تورطها بأي حال من الأحوال في سياقات الحرب والنزاع المسلح الذي تتورط فيه الكثير من القوى الإقليمية والدولية.
ووجهت وزارة الخارجية الإماراتية الشكر إلى حكومتي كل من روسيا الاتحادية وأوكرانيا على تعاونهما الأمر الذي أدى إلى نجاح جهود دولة الإمارات.
وأكدت الوزارة على استمرار مساعي دولة الإمارات في دعم كافة الجهود والمبادرات التي تهدف إلى الوصول لحل سلمي للنزاع بين البلدين، مؤكدة على أن الحوار وخفض التصعيد وتبني المسار الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة، وسيسهم في التخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عنها.
في سياق متصل، قال الخبير السياسي الأوكراني فديم ألكسندر إن الإمارات أثبتت في المرات الخمس على كونها طرفاً مستقلاً لدعم المفاوضات الإنسانية فيما يتعلق بتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا مشيراً إلى أن الأمر يمثل نجاحاً حقيقياً للدبلوماسية الإماراتية وما تدفع به باتجاه السلام الإقليمي والدولي على مدار السنوات الماضية.
وأضاف الخبير السياسي الأوكراني لـ«الاتحاد» أن هناك حاجة ماسة من المجتمع الدولي للتعامل مع الإمارات كونها الوسيط الحقيقي للسلام لحل الأزمة الأوكرانية الروسية وذلك على المستوى السياسي وليس على المستوى الإنساني فحسب خاصة مع كونها نموذجاً للدفع باتجاه السلام في المنطقة والعالم وعدم تورطها في أي نزاعات من أي نوع أو توجيه ودعم لطرف على حساب الآخر.
وأشار إلى أن الجانبين الأوكراني والروسي يؤكدان على احترامهما للجهود الدبلوماسية الإماراتية التي دفعت في كل مرة باتجاه الحلول الدبلوماسية وتقديم المساعدات الإنسانية للأطراف المتضررة ونتج عن ذلك خروج الأسرى من الطرفين وجمع للأسر على مدار العامين الأخيرين.

مقالات مشابهة

  • خبراء لـ«الاتحاد»: تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا يعكس دور الإمارات المحوري عالمياً
  • توجيهات عليا بعودة الوفد الحكومي لمفاوضات تبادل الأسرى في مسقط
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين لحكومة الاحتلال: نريد صفقة تبادل الآن
  • الوفد الحكومي: توجيهات عليا بالمشاركة في مباحثات مسقط بشأن تبادل الأسرى على رأسهم "محمد قحطان"
  • توجيه رئاسي بعدم إبرام أي صفقة تبادل مع المليشيات لا تشمل إطلاق السياسي محمد قحطان
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة تناشد بلقاء فوري مع نتنياهو لبحث صفقة تبادل واضحة
  • "حماس": الإفراج عن المواطنين الروسيين أولوية بالنسبة لنا في أي صفقة تبادل
  • جيش الاحتلال يزعم أن أحد أسراه في غزة قتل في 7 أكتوبر
  • الجهاد الاسلامي: لا صفقة تبادل الا بهذه الشروط
  • حديث نتنياهو عن صفقة جزئية يثير انتقادات وغضبا داخل إسرائيل