الثورة نت|

عقدت وزارة الإعلام اليوم بصنعاء مؤتمراً صحفياً لناطق الحكومة- وزير الإعلام ضيف الله الشامي، لاستعراض آخر الأحداث والمستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والموقف اليمني الداعم والمساند للشعب الفلسطيني.

وفي المؤتمر استعرض ناطق الحكومة، الإنجازات التاريخية والاستثنائية التي حققتها عملية “طوفان الأقصى” على الصعيد العسكري للمقاومة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة والتي أسفرت عن السيطرة على العديد من القواعد والمواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية.

وأكد أن من أبرز النتائج لتلك العملية النوعية انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية للكيان الصهيوني وكسر وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأسر ضباط وجنود صهاينة وما ترتب عليها من حالة الذعر والخوف لدى الكيان الصهيوني.

وأشار إلى أن انهيار الحالة المعنوية للكيان الصهيوني أدى إلى توافد وزيارة قادة الدول الداعمة لهذا الكيان وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وتوفير الدعم المعنوي والسياسي والعسكري لشن عدوان شامل على قطاع غزة وحصاره.

وتطرق الوزير الشامي، إلى استمرار المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني بغزة لليوم الـ130 عبر شن الغارات الجوية والقصف المدفعي والأحزمة النارية مع ارتكاب مجازر بحق المدنيين جلهم من الأطفال والنساء، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح 90 بالمائة من السكان.

وأكد أن الكيان الصهيوني المحتل ارتكب منذ السابع من أكتوبر أكثر من ألفين و438 مجزرة راح ضحيتها أكثر من 35 ألفا و176 فلسطيني ما بين شهيد ومفقود، وجرح 67 ألفا و784 فلسطينيا معظمهم من الأطفال والنساء في جرائم حرب مكتملة الأركان لم يسبق لها في التاريخ مثيلا.

ولفت إلى أن العدو الصهيوني ارتكب عشرات المجازر بشكل يومي في قطاع غزة أبرزها جريمة قصف مستشفى المعمداني الأهلي ما أدى إلى استشهاد 500 من المدنيين، وكذا استهداف المرافق والأعيان المدنية من مساجد وكنائس ومدارس وطواقم طبية ودفاع مدني وكل ما يتحرك على الأرض هو عرضة للاستهداف، كما استخدم الاحتلال قنابل الفوسفور الأبيض خلال عدوانه على قطاع غزة التي تعد من الأسلحة المحرمة دولياً وينتج عن انفجارها حرارة شديدة وأعمدة من الدخان الأبيض الحارق تؤدي إلى إذابة جلد الإنسان وفصله عن العظام.

وذكر ناطق الحكومة، أن العدوان الصهيوني ارتكب ايضاً العديد من جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتهجير القسري والاستهداف العشوائي للمدنيين واستهداف الفئات المحمية والنازحين في المدارس والمستشفيات والأطفال والنساء، وفرض حصار خانق بمنع دخول الماء والغذاء والدواء وقطع الكهرباء واستخدام القنابل المحرمة دولياً وجميعها جرائم تستوجب المساءلة أمام المحاكم الدولية.

وأفاد أن العدوان الإسرائيلي لم يتكف بهذه الجرائم بل تعدى ذلك وحاول منع إيصال الحقيقة إلى العالم بالرغم أن القانون الإنساني يعتبر استهداف الصحفيين جريمة حرب، إلا أن الكيان الصهيوني وضع الصحفيين في مقدمة أهدافه، في محاولة لإخفاء حقيقة جرائم الإبادة التي يرتكبها في غزة.

وأكد الشامي أن عدد الصحفيين الذين تم استهدافهم من قبل الكيان الصهيوني في قطاع غزة يفوق عدد الصحفيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام والحرب الكورية، مجتمعة، وبهذا فقد احتل هذا الكيان المرتبة الأولى عالمياً في استهداف وقتل الصحفيين والبالغ عددهم 126 صحفياً وصحفية.

وأوضح أن الكيان الصهيوني لم يكتف بالاستهداف المباشر للصحفيين، بل تعدى ذلك إلى استهداف أسرهم حيث تم استهداف عائلة الصحفي وائل الدحدوح مما أدى إلى استشهاد زوجته وابنته وحفيده ونجليه أحدهما صحفي، وكذا استهداف مراسل التلفزيون الفلسطيني محمد أبو حطب و11 فرداً من عائلته، وكذا طاقم قناة الميادين فرح عمر، وربيع المعماري، وآخر هذه الجرائم استشهاد الصحفيتين أنغام عدوان، وآلاء الهمص التي كانت تعمل مراسلة لقناة المسيرة جراء استهداف منزلها بقصف إسرائيلي على رفح وجباليا.

وذكر أن إجمالي عدد الصحفيين الذين تعرضوا لجروح نتيجة استهدافهم من الكيان الصهيوني بلغوا 35 صحفياً آخرهم إصابة مراسل قناة الجزيرة ومصورها أمس الثلاثاء واعتقال 54 آخرين وفقدان اثنين، منهم مراسل قناة اليمن الفضائية في غزة أحمد البرشي، واستهداف مراسل قناة اليمن وديع أبو السعود وكذا استهداف وتدمير 53 منزلاً وتدمير تسع مؤسسات ووسائل إعلامية.

ولفت ناطق حكومة إلى أن قطاع غزة يعيش ظروفاً إنسانية كارثية على كل المستويات ارتفعت وتيرتها في ظل تكثيف الكيان الصهيوني عدوانه وقصفه لمدينة رفح التي باتت الملاذ الأخير لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني.

وبين أن الحصار الصهيوني على قطاع غزة أدى إلى انعدام مقومات الحياة من الماء والغذاء والدواء والوقود وحدوث مجاعة تهدد حياة الملايين من الفلسطينيين وبشهادة العديد من المنظمات الدولية التي حذرت من المجاعة، وطالبت بالتحرك العاجل للحيلولة دون تحويل غزة إلى مقبرة جماعية.

وفيما يتعلق بالدعم الأمريكي لكيان الاحتلال الصهيوني أوضح ناطق حكومة الإنقاذ أن الدعم الأمريكي لكيان الاحتلال الصهيوني كان منذ الوهلة الأولى لعملية طوفان الأقصى في كل المستويات وصولاً إلى الانخراط المباشر من خلال الغطاء السياسي والدبلوماسي والدعم العسكري والاقتصادي وتبني الرواية الإسرائيلية وحشد الدعم الدولي لمساندة الاحتلال والتبرير لجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

وأكد أن أمريكا قامت بإرسال مساعدات عسكرية للكيان الصهيوني شملت أسلحة وصواريخ اعتراضية لنظام القبة الحديدة ونشر حاملات الطائرات وتقديم المعلومات الاستخباراتية والمستشارين وكل وسائل الدعم العسكري، وكذا استخدامها في 18 اكتوبر2023م لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار يدعو إلى هدنة إنسانية للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة رغم حصول القرار على 12 صوتا مؤيداً مقابل صوت واحد رافض.

وأشار إلى أن أمريكا استخدمت حق النقض الفيتو للمرة الثانية في شهر ديسمبر ضد الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وقوبل بانتقاد واسع على المستوى العربي والإسلامي والدولي واعتبر مشاركة مباشرة في الحرب على غزة، كما يعتبر الكيان أكبر متلق للمساعدات الخارجية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية حيث قدمت له أمريكا 158 مليار دولار في شكل مساعدات ثنائية وتمويل للدفاع الصاروخي وثلاثة مليارات لشراء بطاريات القبة الحديدة والصواريخ الاعتراضية وتكاليف الإنتاج المشتركة.

ولفت الوزير الشامي إلى أن أمريكا فتحت جسراً جوياً لنقل الأسلحة على كيان العدو منذ بدء حربها على قطاع غزة، وزيادة الدعم المالي لإسرائيل حيث وافق مجلس النواب الأمريكي على طلب إدارة الرئيس الأمريكي بايدن بتخصيص 14 مليارا و300 مليون دولار كمساعدات، فضلاً عن اعتراف وسائل إعلام الكيان بوصول 230 طائرة عسكرية و20 سفينة شحن أمريكية تحمل مساعدات عسكرية لإسرائيل.

وأكد أن ما تقدمه أمريكا من دعم ومساندة عسكرية وسياسية ومالية للكيان الصهيوني لمواصلة إبادة الشعب الفلسطيني يكشف حجم العداء للإسلام والمسلمين، وسعيها إلى تشكيل تحالف تحت مسمى “حارس الازدهار” بحجة حماية الملاحة في البحر الأحمر بينما في الحقيقية هو تحالف لحماية السفن الإسرائيلية أو المتجهة للموانئ المحتلة.

وأوضح أن العدوان الأمريكي- البريطاني قام باستهداف 10 من أفراد القوات البحرية في المياه الإقليمية مما أدى لاستشهادهم، وكذا إقدامهما على شن عدوان إجرامي على سيادة اليمن في مخالفة للمواثيق والقوانين الدولية.

وكشف ناطق حكومة أن إجمالي عدد الغارات الأمريكية والبريطانية الجوية والاستطلاعية ومن البوارج الحربية منذ بداية العدوان على اليمن بلغت 403 غارات منها 203 غارات جوية منها 86 غارة خلال الأسبوع الأخير، وكذا ممارستها ضغوطاً سياسية لوقف المفاوضات اليمنية – السعودية واستخدمت وسائل الترهيب ضد القوى الوطنية بهدف ثني اليمن عن موقفه الثابت والواضح تجاه القضية الفلسطينية.

وفيما يتعلق بالموقف اليمني الداعم والمساند للشعب الفلسطيني أكد ناطق حكومة – وزير الإعلام، انه ونتيجة المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم واستمرار الدعم الأمريكي والغربي للكيان الصهيوني أعلن اليمن قيادة وحكومة وشعباً موقفه الثابت والمبدئي المساند للقضية الفلسطينية وتأييد عملية طوفان الأقصى والوقوف إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطينية في غزة إزاء ما يتعرضون له من حرب إبادة من قبل الكيان الصهيوني.

وقال:” إن موقف الشعب اليمني نابع من هويته الإيمانية والواجب الديني والأخلاقي والعروبي والإنساني والقومي الذي لا يقبل المساومة مهما كانت التحديات، وهو ما تؤكده خطابات قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى”.

ولفت إلى أن موقف اليمن لم يقتصر على التنديد والإدانة ولكنه تصدر المشهد عربياً ودوليا من خلال المواقف العملية التي شملت الخروج في مسيرات مليونية في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات، وكذا المشاركة في المعركة المفتوحة عسكرياً واستهداف مواقع العدو الصهيوني في الأراضي المحتلة، ومنع السفن الإسرائيلية وكذا السفن المتجهة إلى الموانئ المحتلة من العبور من البحرين العربي والأحمر.

واستعرض مواقف اليمن لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني ومنها فرض حصار بحري على كيان الاحتلال حتى اليوم وتنفيذ حملة نصرة الأقصى، ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، والاستمرار في حملة التعبئة والتحشيد لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ضد العدو الصهيوني، وكذا صدور قانون بشأن حظر وتجريم الاعتراف بكيان العدو الصهيوني والتطبيع معه، ومنع إقامة العلاقات الدبلوماسية أو السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية والثقافية أو أي علاقات أخرى مع هذا الكيان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

وبين أنه يتم حالياً إعداد مشروع قانون بقائمة الكيانات والدول المعادية للجمهورية اليمنية ووضع الكيان الصهيوني على رأسها.. مؤكداً أن وزارة الصناعة والتجارة أصدرت قرارا بحظر دخول 99 سلعة تضمنت منتجات غذائية ومشروعات وعصائر وعطور وملابس وأدوات تجميل وإلكترونيات وشركات وسيارات ومعدات ثقيلة، وكذا شطب 354 وكالة أجنبية و12 شركة و23 فرع شركة وبيوت أجنبية وشطب 3227 علامة تجارية.

وفي إطار الدعم العسكري للشعب الفلسطيني أكد ناطق الحكومة أن إجمالي عمليات القوات المسلحة اليمنية التي نفذتها خلال الفترة من 19 نوفمبر الماضي وحتى 6 فبراير الجاري بلغ 34 عملية استهداف للسفن منها 14 عملية استهدفت السفن الأمريكية، وثلاث عمليات استهدفت السفن البريطانية، و17 عملية استهدفت السفن التابعة للكيان الصهيوني والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.

وكشف عن وجود معلومات تفيد بأن دولة الإمارات تسعى إلى تجنيد مجاميع مرتزقة من جنسيات متعددة ومن القاعدة وداعش لاستهداف السفن في البحرين الأحمر والعربي بغرض التشويش على العمليات العسكرية والموقف اليمني.

وأكد الوزير الشامي أن العمليات العسكرية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب لا تستهدف سوى السفن الصهيونية أو المرتبطة بها حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة مع طمأنة دول العالم أن الملاحة في البحرين الأحمر والعربي آمنة وأن القوات المسلحة اليمنية حريصة على سلامة وأمن وحرية الملاحة البحرية.. لافتا إلى أن القوات البحرية اليمنية رصدت الرقم صفر لعدد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.

ونبه ناطق الحكومة دول العالم بأن أمريكا هي مصدر التهديد الحقيقي لحركة الملاحة البحرية الدولية والمتسببة في عسكرة البحرين الأحمر والعربي وأن تواجد قواتها التي جاءت من مسافة تسعة آلاف ميل لشن عدوان همجي على اليمن تحت مبررات كاذبة ومفضوحة إنما هي لحماية سفن الكيان الصهيوني ومساندته اقتصادياً وعسكرياً وليس الحماية وتأمين الملاحة الدولية.

وأوضح أن العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن يهدف لمنع أي مساندة للشعب الفلسطيني وحتى لا يكون هناك أي صوت مناهض لإسرائيل وجرائمها في غزة، وهو ما تحرص عليه أمريكا، حيث اجهضت في مجلس الأمن الدولي أكثر من مشروع لإصدار قرار بوقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وبين أن العدوان الأمريكي البريطاني الذي يتعرض له اليمن لا يمكن أن يؤثر على مواقفه الثابتة تجاه غزة وفلسطين كقضية مركزية أولى للأمة، محملاً الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية المتواطئة المسئولية الكاملة عن استمرار العدوان الصهيوني على غزة.

واستنكر الوزير الشامي بشدة استمرار الصمت والخذلان والتواطؤ الأممي والعربي والإسلامي تجاه ما يحدث في غزة، بل ان تلك المواقف المخزية والخاضعة تؤكد مساندتها للكيان الصهيوني في جرائمه ومحاولته تصفية القضية الفلسطينية ونسف ما بقي من قيم ومبادئ إنسانية عالمية مشتركة.

وجدد التأكيد على حق اليمن المشروع في الدفاع عن أرضه وسيادته والرد على الاعتداءات الأمريكية والبريطانية والتي لن تمر بدون عقاب.. مشيداً بالعمليات العسكرية النوعية للمقاومة الفلسطينية وتكاتفها وصمودها الأسطوري في مواجهة العدوان الصهيوني وتكبيده الخسائر الكبيرة.

وثمن الدور الكبير للعمليات البطولية لمحور الجهاد والمقاومة وتضحياتها المستمرة في هذه المعركة المقدسة.. داعياً الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم للاستمرار في مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية والغربية والشركات الداعمة لها كسلاح مؤثر وفعال.

وحيا ناطق الحكومة، مواقف الشعوب الحرة التي خرجت وتخرج في مسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني والداعية لوقف العدوان والحصار الإجرامي على غزة.

حضر المؤتمر قيادات المؤسسات والوسائل الإعلامية الحكومية والخاصة وممثلو وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: العدوان الامريكي البريطاني على اليمن البحرین الأحمر والعربی الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی للکیان الصهیونی للشعب الفلسطینی العدو الصهیونی ناطق الحکومة على قطاع غزة ناطق حکومة أن العدوان أن أمریکا أن العدو وأکد أن أدى إلى فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

21 يناير خلال 9 أعوام.. 103 شهداء وجريح في 3 جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن

يمانيون../
أوغل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في الحادي والعشرين من يناير خلالَ عامي: 2016م، و2017م، في ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، وسفك الدم اليمن، واسترخاص حياة عشرات المدنيين، وتدمير الأعيان المدنية، مستهدفاً بغاراتِه الوحشية منازل المواطنين وأحد المساجد وطواقم طبية وإعلامية ومسعفين بمحافظة صعدة، ومنشأة رأس عيسى النفطية بالحديدة وعمالها.

أسفرت هذه الغارات الوحشية، عن 47 شهيداً، بينهم أطفال ونساء، وأسرة بكاملها، ومصور قناة المسيرة هاشم الحمران و56 جريحاً، وتدمير عشرات المنازل وأحد المساجد، ومنشأة نفطية، وخسائر وأضرار في الممتلكات والمعدات بالملايين، وترويع الأهالي، في 3 مجازر جماعية تهز الإنسانية.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

21 يناير 2016..54 شهيداً وجريحاً بينهم مصور المسيرة هاشم الحمران بغارات العدوان على صعدة:

في الحادي والعشرين من يناير 2016م، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية، جديدة، بغاراته المستهدفة لمنازل المواطنين وأحد المساجد ومسعفين، وطواقم الإعلام، في مدينة ضحيان مديرية مجز، محافظة صعدة، أسفرت عن 26 شهيداً بينهم مصور قناة المسيرة، هاشم الحمران، و28 جريحاً، ودمار واسع ومشاهد صادمة، ونزوح عشرات الأسر، وبكاء وصراخ للأطفال والنساء، وترويع الآمنين.

قبل الغارات كان أهالي مدينة ضحيان، يعيشون حياتهم الطبيعية، وكل بعد حالة، وفي لحظة مشؤومة حلق طيران العدوان في سماء المنطقة، ملقياً غاراته الوحشية على منازل المواطنين، ومسجدهم، حولها إلى دمار على رؤوس ساكنيها، فهرع الأهالي إلى المكان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وحضر طاقم قناة المسيرة، ليصور مشاهد المجزرة المروعة، لكن طيران العدوان عاود باستهداف الجميع في مشهد مأساوي يندى له جبين الإنسانية، وارتقت أرواح جديدة نحو باريها، وزادت قائمة الشهداء، وتضاعفت معاناة من سلم من جرحى الغارات السابقة، وتحول المسعفون إلى مستغيثين لمن يسعفهم.

يا لها من جريمة وحشية، وغارات لا ترحم، ولا تفرق بين مدني وعسكري، ولا كبير ولا صغير، وكل ما يدب على أرض صعدة بات هدفاً لها، دون أي رادع قانوني أو إنساني، هنا الأشلاء والدماء والجثث، والدمار والدخان والغبار، ومشاهد حشر لقيامة، دفنت الأحياء تحت الأنقاض، وغدرت بكل من وصل إلى المكان أو بقربه بعد الغارات الأولى، مستبيحة لدماء وأرواح بريئة.

صرخات من هنا وهناك واستنجاد، لكن لا مجيب، من يقترب من الجثث يرصده الطيران وتباشره الغارات بصواريخها وقنابلها الفتاكة، هنا رجل قطعت قدمه وذراعه، ينادي ابنه الصغير يا صلاح، وجريح بجواره ينادي إسعاف أسعفونا، لا مجيب، سوى صوت أب مقهور ينادي لفلذة كبده، فيقال له هذا ابنك، هذا رأسه، هل هذا هو صلاح، فيزيد البكاء ويجثوا عليه ليحتضن أشلاء مقطعة ومعالم وجه بريء مضرج بالدماء، إنها مشاهد قاسية لا تتحملها فطرة الإنسان، ولا يصدقها عاقل أن مرتكبها يدعى خادم الحرمين الشريفين!

هنا جريح آخر ينتشله اثنان من المسعفين منادين لسيارة على بعد أمتار، وما أن يصلون إليها ويضعون الجريح عليها، حتى يستهدفهم الطيران للمرة الثالثة، بغارة أزهقت رواح الجريح ومسعفيه وسائق السيارة، وبات الاقتراب من المكان أشبه بالانتحار، يتوارى المواطنون، خلف ما بقي من الجدران وتحت الأشجار، ويترك الجرحى والشهداء على مسرح الجريمة دون منقذ، إلا من تسلل زحفاً دون أن يرصد حركته الطيران! إنها الإبادة المتعمدة لشعب يمني أبى الركوع والخنوع لسياسة الغزاة والمستعمرين، وقوى الاستكبار العالمي.

بعد ساعات غادر الطيران سماء المنطقة بعد أن أفرغ كامل حمولته، وارتفعت أعمدة الدخان وألسنة النيران إلى عنان السماء، وبات غير قادر على معرفة المشاهد تحتها، فوجد الأهالي فرصتهم لإنقاذ أهاليهم والبحث عنهم بين الدمار، وتجميع أشلائهم، أحد الجرحى يقول أنا في حلم ذهنوني من الحلم، هذا كابوس، فزعوني، أبي قده نتاف أي “أشلاء “، يا قهر قلبي عليك يا والدي”.

وهذا مسعف آخر وصل إلى جوار جثة أخيه يقول، يا لله هذا أخي أحمد يا رجال عينوني أجمعه إنه مقطع، فيهرع الأهالي كل يأخذ ما وجده أمامه، إلى بطانية.

زميل الشهيد الإعلامي هاشم الحمران من فوق دمائه المسفوكة يقول : “هذه دماء زميلي هاشم، الطيران استهدف الكادر الإعلامي والصحي والمسعفين والمواطنين، ومن مكان استشهاد مصورنا العزيز، نؤكد أننا في سبيل الله، وفي سبيل إيصال الحقيقة؛ ومن أجل الحرية والكرامة، ومن أجل أن نرفع صورة المستضعفين إلى العالم، سنلحق بزميلنا هاشم الحمران ، ونحن على دربه مهما كانت التضحيات.

إلى ذلك كان في المدينة جامع عمار بن ياسر، وبجواره منزل أحد المواطنين، دمرته الغارات، ومحت معالمه، وأبادت أسرة من 4 شهداء بينهم طفلة وطفل، و4 جرحى، يقول، أخوهم الناجي “والله لن تهزوا فينا شعرة، ولن تركعونا مهما كان حجم إجرامكم”.

أم ناجية تنادي المسعفين أخرجوا بنتي من بين الدمار، غيروا علينا يا خلق الله، بنتي نازل تحت الدمار، اسمعوا صوتها، وبجوارها أطفال صغار مضرجين بدماء علت وجوههم، يبكون وينادون والدهم الشهيد، وأمهم الجريحة، تبتهل وتتوسل إلى الله أن ينقذ بنتها التي لا تزال حية تحت، وتنادي لمن يرفع من فوق جسدها الدمار.

مدينة ضحيان عمها الحزن ووصل القهر إلى كل أسرة، فالنساء يبكين على فراق أزواجهن وأبنائهن وإخوانهن، والأطفال يتموا، وتشيع الجاثمين، في مشهد جماعي، لمجزرة لن تمحى من ذاكرة اليمنيين، ويبدأ الناجون بإعداد قوافل الرجال والمال دعماً وإسناداً للجبهات، وفاء لدماء شهدائهم ودفاعاً عن المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال.

استشهاد وجرح 54 مدنياً بينهم أطفال ونساء، بغارات سعودأمريكية، داخل منازلهم جريمة حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية في اليمن، تضع النظامين المجرمين، أمام محكمة الجنايات الدولية والعدل الدولية، كمجرمي حرب، وتدعو كل أحرار العالم والمنظمات الإنسانية والحقوقية والجهات القانونية، والأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة لوقف العدوان ورفع الحصار، وتحقيق العدالة لأسر وذوي الضحايا.

إن جريمة كهذه وموثقة بكل التفاصيل عبر مشاهد حية مصورة لطيران العدو المحلق في السماء ولحظات الاستهداف، والانفجار، ومشاهد الضحايا، والدمار، وأصواتهم وصرخاتهم، وأشلائهم، ودمائهم، لهي دليل كامل تضع نفسها على طاولات محكمة الجنايات الدولية، لتقوم بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية، ويعتبر التأخر عن ذلك وصمة عار في جبين الأمم المتحدة والإنسانية جمعاء، ودليل دامغ لتخلف هذه المؤسسة الدولية عن القيام بواجبها.

21 يناير 2016..41 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب لغارات العدوان على منشأة رأس عيسى النفطيةبالحديدة:

وفي جريمة حرب ثانية من اليوم والعام ذاته، استهدف العدوان السعودي الأمريكي، منشأة رأس عيسى النفطية في مديرية الصليف، محافظة الحديدة، بغاراته الوحشية المباشرة، أسفرت عن دمار هائل، و16 شهيداً، و25 جريحاً، واحتراق عشرات القاطرات، وخزانات الوقود، ومشاهد مهولة لتصاعد ألسنة النيران، وأعمدة الدخان، ورائحة تفحم جثث العمال والمواطنين الأبرياء.

يفر من نجا من الموت بخطوات سريعة من وسط الدخان الكثيف، والنيران المشتعلة، أمتار عشرية، خشية من امتداد وتوسع النيران، النابعة من تفجر خزانات الوقود، ومن يحاول الاقتراب يجد نفسه أمام محاولة نتيجتها صفرية، كمن يكب نفسه في الجحيم.

على ذاك الساحل الرملي يجد المسعفون جثة مرمية على الأرض هي لآخر واحد لم تدركه ألسنة اللهب، لكن الدخان والرعب نال منه وفتك به، حتى فقد وعيه وتوقفت ضربات قلبه، فيقول أحدهم، أين الإسعاف حصلت جثة لا أدري هل صاحبها حي أو ميت، يرد عليه الآخر، إن شاء الله حي، اسعفوه سريع”.

ساعات مرت وفرق الإطفاء، والدفاع المدني، تعمل بكل طاقاتها، ونيران الجريمة لا تزال تتقد، وما إن خفت ظهرت جثث ذائبة، لم يبق منها غير مشهد الجماجم فوق رماد العظام والأعصاب والمنصهرة، في سواد داكن، تخرج من أسفل فص الجمجمة وبين الرقبة نار حمراء، وعلى مقربة منها بقايا هياكل حديدية لقاطرات الوقود، تحولت إلى رماد، وخردة.

وما إن تقترب أكثر من عمق المنشأة، فأمامك لا شيء هنا، وكلّ ما كان فقد أثره، أنهته الغارات والنيران، وحولته إلى عدم، من يبحث عن قريبه أو زميله أو أخيه أو ابنه، يعود بحفنة رماد، في كيس، يشيعها الأهالي، لاسم دون جسم، أرعبت الأطفال والنساء، وأدمت قلوبهم، وأفقدتهم الأمل بالحياة، وهزت الإنسانية، أمام عدوان غاشم يتعمد الإبادة للمدنيين، وتدمير المنشآت والأعيان المدنية، عن سابق إصرار وترصد، ودون أي اعتبار للقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية.

صورة لثلاثة هياكل عظيمة على الأرض امتدت لتحمي نفسها من النيران والدخان وكانت على وجوهها، لكن انتشار الوقود والنيران المستعرة، أذابتها، وما إن تلمس بعضها تتحول إلى رماد، تعجز عن التقاط وصلة منها، فيما يظهر كوب زجاج ظل بجوارها سالم الهيكل، أسود الشكل، إنها نيران جريمة سعودية أمريكية بحق الإنسانية.

أحد الجرحى يقول من فوق سرير المستشفى: “ضرب الطيران وعادني خارج، سمعت الضربة قبل ما أدخل الهنجر، فهربت سريعاً، وأصبت بحروق وكسور، وما صدقت أني عايش، الحمد لله، زملائي الذي كانوا داخل ما خرج منهم أحد ، كلهم استشهدوا، وتفحموا، إنا لله وإنا إليه راجعون”.

بدوره يقول شاهد عيان: “هذه منشأة شركة النفط برأس عيسى، ومن فيها كلهم عمال، وجثث كثيرة تفحمت، أصحاب القاطرات بعضم تفحموا فوقها، هذا ظلم واستهتار، لا أحد كان يتوقع أن يحصل هذا، حسبنا الله ونعم الوكيل، هذه طرف قدم أحد العمال فيما جسده الباقي رماداً، وهذه هياكل عظمية فقط أمام العالم يشاهدها، لعمال، أبرياء مدنيين، لا ذنب لهم”.

ويتابع “أين هي حقوق الإنسان؟ أين هي الأمم المتحدة من هذه الإبادة المتعمدة؟ من يحاسب المجرمين يا عالم؟ من يحمي المدنيين، والمنشآت المدنية في اليمن؟”.

21 يناير 2017..5 شهداء و3 جرحى في جريمة حرب لغارات العدوان على منزل المواطن الشلبي بصعدة:

وفي العام 2017م، من اليوم ذاته، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة جديدة، إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً هذه المرة، منزل المواطن أحسن الشلبي في منطقة آل مغرم، مديرية باقم الحدودية، محافظة صعدة، بغاراته الوحشية، المباشرة، أسفرت عن 5 شهداء بينهم طفلان وامرأة، و3 جرحى، وتدمير المنزل بشكل كامل، وأضرار في ممتلكات ومنازل الأهالي المجاورة، وموجة نزوح لعشرات الأسر من مآويها، وترويع النساء والأطفال، ومضاعفة المعاناة.

أسرة الشلبي، كانت تعيش حياتها المعتادة وفي لحظة حلق طيران العدوان السعودي الأمريكي، فوق سماء المنطقة، ملقياً بقنابله المتفجرة وصواريخه المدمرة على سقف منزلهم الذي تحول إلى مقبرة جماعية لكل من فيه، فهرع الأهالي لانتشال الضحايا، ولم يجدوا غير طفل وحيد جريح ، فعاود الطيران قصف المسعفين مرة ثانية وثالثة، وما إن وصل الطفل إلى المستشفى حتى فارق الحياة، وتبخر الأمل لأسرة بكاملها.

يقول أحد الأهالي: “العدوان السعودي الأمريكي، استهدف أسرة كاملة، ما بقي منهم غير هذا الطفل الوحيد، وصلنا إلى هنا واستشهد، وكل ما حاولنا إنقاذهم يتم ضرب المسعفين، ثلاث مرات يستهدف المنزل، المرة الأولى أهل البيت، والثانية والثالثة المسعفين، أي إجرام هذا؟ وأية وحشية، هؤلاء 3 أطفال شهداء، طلعناهم بعد الغارة الأولى، وجت الغارة الثانية وكانت أمهم تنقذ معنا بخيرة، فاستشهدت، ودفنت أنا تحت الأنقاض، وطلعوني، وبعدها جت الغارة الثالثة وجرح عدد من المسعفين، ولكن هذا لن يزيدنا إلا أيماناً وتصديقاً”.

استهداف غارات العدوان لمنزل مواطن وإبادة أسرة بكاملها، وجرح المسعفين، وتعمد الاستهداف ومعاودة التحليق والغارات المتكررة، جريمة حرب وإبادة مكتملة الأركان، وعن قصد وترصد، تضع نفسها أمام العالم، وعلى طاولة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن ومحكمة الجنيات الدولية والعدل الدولية، وكل المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية، لينهضوا بمسؤولياتهم، ويسارعوا بوقف العدوان ورفع الحصار على الشعب اليمني، وحماية المجتمع البشري والقيم الإنسانية المشتركة، من وحشية قوى الهيمنة والاستكبار العالمي.

مقالات مشابهة

  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 23 يناير
  • السيد الخامنئي: لولا الاسناد الأمريكي لانهار الكيان الصهيوني في الأسابيع الأولى
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 22 يناير
  • أكد أن المقاومة هي الخيار الوحيد..ناطق سرايا القدس يُحيّي اليمن والقائد الشجاع السيد عبدالملك الحوثي
  • منها اقتحام قرى.. الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على قطاع غزة
  • 21 يناير خلال 9 أعوام.. 103 شهداء وجريح في 3 جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • خسائر كارثية جراء العدوان الصهيوني على غزة خلال 470 يومًا
  • مشايخ اليمن يباركون للشعب الفلسطيني ومقاومته الانتصار التاريخي على العدو
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 21 يناير
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 20 يناير