سلط المحلل السياسي، الفاضل إبراهيم، الضوء على التدخل الإماراتي الجاري في الحرب الداخلية بالسودان بين القوات المسلحة، بقيادة عبدالفتاح البرهان، ومليشيات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مشيرا إلى أن إسناد أبوظبي للدعم السريع يأتي بنتائج عكسية تمثلت في دعم إيران للقوات المسلحة السودانية.

وذكر إبراهيم، في مقال نشره موقع "وورلد بوليتيكس ريفيو" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت هبوط طائرات شحن إيرانية في بورتسودان، وهي مقر الحكومة السودانية التي يقودها الجيش منذ سقوط العاصمة الخرطوم في يد الدعم السريع، وفي الشهر الماضي أسقطت قوات حميدتي طائرة إيرانية مسيرة كانت تديرها القوات المسلحة السودانية، مشيرا إلى أن كلا التطورين يؤكد الادعاءات بأن إعادة الحكومة السودانية الأخيرة العلاقات الدبلوماسية مع إيران كانت مصحوبة بدعم عسكري بالصراع الذي اندلع في أبريل/نيسان الماضي.

وأضاف أن السودان سبق أن قطع علاقاته مع إيران في عام 2016 بناء على طلب من السعودية، بعد أن هاجم متظاهرون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، ولذا يمثل قراره بإعادة العلاقات مع طهران تحولا جذريا في إعادة تشكيل التحالفات التي تجريها الحكومة السودانية.

 ويرسل هكذا تحول موجات لـ "صدمات جيوسياسية" في جميع أنحاء القرن الأفريقي، حيث كانت الإمارات اللاعب الخليجي الرئيسي على مدى السنوات العديدة الماضية، بحسب إبراهيم، الذي وصف ما يجري بأنه "نتيجة عكسية" لأهداف أبوظبي في السودان.

وتدهورت العلاقات بين السودان والإمارات في الأشهر الأخيرة بشكل كبير نتيجة لدعم أبو ظبي لقوات الدعم السريع، وفي يناير/كانون الثاني الماضي وصف ياسر عطا، الرجل الثاني في قيادة القوات المسلحة السودانية، الإمارات بأنها "دولة مافيا".

 وفي تقرير أصدره الشهر الماضي، أكد فريق من خبراء الأمم المتحدة اتهامات الحكومة السودانية للإمارات بتسليح قوات الدعم السريع، ووصفها بأنها "ذات مصداقية"، ورغم أن الإمارات رفضت هذه الاتهامات، إلا أن تورطها في الصراع معترف به حتى من جانب واشنطن.

فقد كتبت مجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكي رسالة إلى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ، عبدالله بن زايد آل نهيان، في ديسمبر/كانون الأول، يطلبون فيها من الإمارات "إنهاء دعمها لقوات الدعم السريع".

تغير استراتيجي

وتسلط تلك التوترات الضوء على مدى التغير الذي طرأ منذ عام 2019، عندما لعبت الإمارات دورا رئيسيا في تمهيد الطريق للإطاحة بالرئيس السوداني السابق، عمر البشير، ثم قامت برعاية المرحلة الانتقالية في مرحلة ما بعد البشير بشروط مواتية لتفضيلاتها ومصالحها.

وبعد سقوط البشير، بدأت الحكومة السودانية الانتقالية، التي قادها مدنيون وسارعت أبوظبي بتطوير العلاقات معها، في إعادة تشكيل العلاقات الخارجية للبلاد بطريقة تتفق مع مصالح الإمارات.

 كما ساعدت أبو ظبي السودان على إعادة تأهيل مكانته مع واشنطن، التي واصلت تصنيف الخرطوم كداعمة للإرهاب، من خلال التوسط في الاتصال بين حكومة ما بعد الثورة السودانية والمسؤولين الأمريكيين بالإمارات في أواخر عام 2020.

اقرأ أيضاً

صحيفة فرنسية: نفوذ الإمارات بالسودان وإثيوبيا يتسبب بكوارث إنسانية

وفي يناير/كانون الثاني 2021، وقع وزير العدل السوداني آنذاك، نصرالدين عبدالباري، إعلان دعم لاتفاقيات إبراهيم نيابة عن الحكومة الانتقالية بحضور وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشين، لكن الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع اندلعت قبل أن يتم التوقيع الرسمي للسودان على اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.

وكان حشد الدول العربية والإسلامية للتطبيع عنصرا حاسما في جهود الإمارات لاحتواء إيران، وفي إطار هذه الجهود عملت أبو ظبي جاهدة على تجميد نفوذ إيران في منطقتي البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وفي المقابل عملت على توسيع نطاق نفوذها الخاص من خلال عقود إدارة الموانئ للشركات الإماراتية وكذلك من خلال القوة العسكرية الصارمة.

وفي السياق، تولت شركة موانئ دبي العالمية تطوير ميناء بربرة في أرض الصومال، وتقوم بإدارته الآن، وعلى الجانب الآخر من البحر الأحمر في اليمن، وبعد نشر قوات على الأرض لمحاربة الحوثيين المدعومين من إيران، "احتلت الإمارات جزيرتي ميون وسقطرى، ما منحها السيطرة على نقاط الاختناق البحرية الاستراتيجية في باب البحر: مضيق المندب وخليج عدن"، بحسب تعبير إبراهيم.

وفي ضوء ذلك، أثبت دعم الإمارات لقوات الدعم السريع أنه يأتي بنتائج عكسية، فمن خلال دفع القوات المسلحة السودانية إلى أحضان طهران، منحت أبوظبي إيران موطئ قدم في البحر الأحمر.

فصائل الإسلاميين

وفي الوقت نفسه، كان اندلاع الحرب بمثابة انتكاسة للحرب ضد الإسلام السياسي في السودان أيضًا، بحسب إبراهيم، مشيرا إلى أن حكومة الانقلاب، الذي نفذه البرهان وحميدتي قبل اختلافهما، أعادت العديد من الإسلاميين الذين تم فصلهم من مناصبهم، وداهمت مكاتب لجنة استرداد الأصول التي كانت تسترد الثروات المختلسة.

وبعد اندلاع القتال بين الشريكين السابقين في أبريل/نيسان، ندم حميدتي على مشاركته في الانقلاب، ووصفه في مقابلة أجريت معه مؤخراً بأنه "فخ" نصبه البرهان لإحياء الإسلاميين.

وفي حين أن تأطيره للحرب الأهلية باعتبارها معركة ضد "الإسلاميين المتطرفين" مبالغ فيه لتحقيق مصالح ذاتية، إلا أن الصراع أدى بالفعل إلى تغذية الاتجاه نحو تمكين الإسلاميين وتقويتهم داخل القوات المسلحة السودانية والحكومة، بحسب إبراهيم.

ففي يونيو/حزيران الماضي، على سبيل المثال، عيّن البرهان محمد أحمد حاج ماجد لقيادة جهود الحشد الشعبي لتعزيز قدرات القوات المسلحة، وفتح باب التجنيد أمام كل من يريد القتال ضد قوات الدعم السريع.

وكان ماجد مشاركاً متحمساً في "الجهاد" ضد المتمردين في جنوب السودان خلال الحرب الأهلية التي استمرت عقوداً في السودان، كما قاد منظمة "الشهيد"، وهي مؤسسة خيرية ترعاها الحكومة وتقوم بتوزيع الأموال على عائلات وأقارب المقاتلين الذين سقطوا في الحرب في الجنوب.

بالإضافة إلى ذلك، عادت الجماعات شبه العسكرية الأخرى ذات الميول الإسلامية إلى الظهور للقتال إلى جانب القوات المسلحة السودانية، بما في ذلك "لواء البراء بن مالك"، الذي يتكون من شباب إسلاميين مرتبطين بالحركة الإسلامية السودانية، وكذلك وحدة العمليات الخاصة، وهي جناح مسلح لجهاز المخابرات والأمن الوطني يهيمن عليه الإسلاميون والموالون لرئيس مخابرات البشير، صلاح قوش.

وكنت وحدة العمليات الخاصة قد جرى حلها بدعم من حميدتي بعد سقوط البشير، لكن البرهان أعاد تشكيلها للحرب ضد قوات الدعم السريع.

اقرأ أيضاً

صراعات شرق أفريقيا.. نفوذ الإمارات يشعل الحرائق بالسودان والصومال

وإزاء ذلك، أثبت رهان الإمارات على قوات الدعم السريع أنه كان بمثابة "سوء تقدير خطير"، بحسب تعبير إبراهيم، فعلى الرغم من أن قوات حميدتي هي المهيمنة عسكرياً منذ اندلاع القتال قبل 10 أشهر، إلا أن عدم قدرتها على تعزيز الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتها يمثل حجر عثرة رئيسي أمام قدرتها على البقاء كبديل إماراتي على المدى الطويل.

فرسوم العبور من النفط المنتج في جنوب السودان ويتدفق إلى محطات التصدير على البحر الأحمر في حسابات تسيطر عليها الحكومة العسكرية، كما انتقل البنك المركزي ووزارات الحكومة والبعثات الدبلوماسية الأجنبية إلى بورتسودان بعد سقوط الخرطوم في أيدي قوات الدعم السريع، التي لم تقم بإنشاء أي مؤسسات موازية في المناطق الخاضعة لسيطرتها بعد.

وبغض النظر عن التمويل، فإن قوات الدعم السريع تفتقر إلى المعرفة بمجال الحوكمة وتعاني من "قيادة وسيطرة مشكوك فيهما"، كما أن جنودها شاركوا في عمليات نهب وحشية للمنازل والبنوك والمصانع وجميع البنية التحتية الإنتاجية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وفي الأيام الأولى للحرب، أطلق جنود قوات الدعم السريع النار على القوافل الدبلوماسية التي كانت تقوم بإخلاء البلاد، وهاجمت سفير الاتحاد الأوروبي لدى السودان، إيدان أوهارا، في منزله، وأينما سيطرت على مكان عانى المدنون من سلوكها فيه، كما يتضح من النزوح الجماعي للسكان الذي يحدث في أي وقت تستولي فيه على أراض جديدة.

وإضافة لذلك، لا يتمتع حميدتي بأي من المزايا التنافسية التي يمتلكها الوكلاء المدعومين من الإمارات في مناطق الصراع الأخرى، إذ يسيطر وكيل الإمارات في ليبيا، خليفة حفتر، على مساحات واسعة من الأراضي المنتجة للنفط في البلاد، ما سمح له ببناء دولة داخل الدولة، وبالمثل، تمكن عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، من إعادة توجيه الضرائب والرسوم الجمركية التي تم جمعها من الموانئ ومصفاة عدن بعيداً عن الحسابات التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليا.

وعلى النقيض من ذلك، تهيمن قوات الدعم السريع على منطقة غير ساحلية في السودان حيث أدى القتال بلا هوادة إلى تدمير كل مؤسسة يمكنها دعم الدولة.

ورغم أن حميدتي يتمتع بدعم ناعم من تحالف القادة السياسيين المدنيين في السودان، إلا أن هؤلاء القادة لم تطأ أقدامهم البلاد منذ مغادرتهم بعد بدء الحرب، كما يُنظر إليهم الآن على أنهم أعداء للدولة بسبب تواصلهم مع حميدتي.

ويخلص إبراهيم إلى أنه "من دون اتفاق لتقاسم السلطة مع القوات المسلحة السودانية أو تحقيق انتصار عسكري كاسح، لن تتمكن قوات الدعم السريع من تحويل نفسها إلى دولة عميلة للإمارات مكتفية ذاتيا، كما فعل حلفاء أبوظبي في اليمن وليبيا. ولا يمكنها إلا أن تشن تمردًا طويل الأمد من شأنه أن يزيد من معاناة السكان المدنيين، فضلاً عن إدامة الضرر الذي تتعرض له سمعة الإمارات بالفعل بسبب دورها في الحرب".

اقرأ أيضاً

مندوب السودان الأممي: الإمارات تدعم عدوان الدعم السريع بالأسلحة والمرتزقة

المصدر | الفاضل إبراهيم/وورلد بوليتيكس ريفيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات السودان عبدالفتاح البرهان حميدتي القرن الأفريقي الدعم السريع البحر الأحمر القوات المسلحة السودانیة الحکومة السودانیة قوات الدعم السریع البحر الأحمر الإمارات فی فی السودان من خلال إلى أن إلا أن

إقرأ أيضاً:

هزائم الدعم السريع

يبدو أن الجيش السوداني يسير وفق خطة استراتيجية محكمة لاستعادة جميع المدن من قوات الدعم السريع المتمردة بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، فبعد تمكن الجيش في عملية خاطفة من استعادة جبال موية الاستراتيجية، عاد السبت الماضي لبسط سيطرته على مدينة سنجة الاستراتيجية، عاصمة ولاية سنار.

في هذا الإطار، أكد الجيش السوداني عبر موقعه الرسمي، سيطرته على قيادة الفرقة 17 مشاة، ومداخل ومخارج ووسط المدينة، وهو ما يعكس إصراره على استعادة المدن، والمناطق الرئيسية من قوات التمرد.

وجاءت هذه الخطوة بعد معارك عنيفة اعتمدت فيها القوات على استخدام الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي. وقد تقدم الجيش تدريجيًا من مناطق عدة، مثل الدندر والسوكي، حتى أحكم قبضته على سنجة، مشيرًا إلى نيته مواصلة التقدم نحو المناطق المجاورة مثل الدالي والمزموم وأبو حجار لاستكمال العملية العسكرية.

الانتصار العسكري في سنجة كان له صدى واسع بين السكان المحليين، حيث نظمت احتفالات في المدينة، لتحية الجيش ودعمه، كما شهدت مدينة الحواتة بولاية القضارف، التي لجأ إليها سكان سنار، احتفالات مماثلة، مما يعكس التفاف الشعب السوداني حول جيشه، وتوحد الجميع على هدف تحرير البلاد في حرب الكرامة.

إحباط تهريب الأسلحة وتأمين الحدود

ويبدو أن الجيش السوداني، والحركات المسلحة المتحالفة معه ينتظرهما جهد كبير لتحض قوات الدعم السريع المتمردة، التي تمتاز بسرعة العمل والحركة في المناطق الحدودية، إضافة إلى نجاحها في عقد تحالفات إقليمية ودولية لإمدادها بالأسلحة الحديثة بشكل مستمر، حيث كشفت تلك الحركات الخميس الماضي عن نجاحها في إحباط عملية كبرى، لتهريب الأسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر الحدود الليبية- التشادية- السودانية.

وأوضح بيان لحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، أن العملية تمت بالتنسيق بين الحركات المسلحة، والجيش السوداني لحماية حدود البلاد، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في هذا الاتجاه، وتطور على مستوى التنسيق العسكري والاستخباري بين الطرفين.

وأظهرت الحركات المسلحة في تسجيلات مصورة عددًا من المركبات القتالية، بالإضافة إلى صناديق ذخيرة ومدافع "كورنيت"، وهو سلاح مضاد للدروع.

وتظهر نوعية الأسلحة مدى التحدي الذي يواجهه الجيش السوداني في تحقيق أهدافه الخاصة بطرد التمرد من داخل المدن، وتأمين حدوده المتسعة مع سبع دول جوار.

مسيرات الدعم

وفي اتجاه موازٍ، لا تزال هجمات الطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع تشكل تحديات تقنية وعسكرية للجيش السوداني، حيث نفذت قوات التمرد هجمات موسعة ومنسقة بالمسيرات على مطار عطبرة الدولي بولاية نهر النيل، ورغم تصدي دفاعات الجيش للهجوم، إلا أن تكرار هذه يبرز حجم الدعم والإصرار الإقليمي والدولي على إمداد التمرد بتلك التقنيات الحديثة، ومحاولة حصار الجيش وحرمانه من الحصول على الأسلحة.

وكانت أجهزة الأمن السودانية قد كشفت كميات كبيرة من الأسلحة المهربة للتمرد في شاحنات المواد الإغاثية للنازحين واللاجئين السودانيين، وهو ما يظهر أيضًا تورط منظمات الإغاثة الدولية في دعم التمرد، وإشعال الحرب بغرض تقسيم السودان وخاصة فصل ولايات دارفور الخمسة عن السودان، حيث يسيطر الدعم على أربعة منها، ويحاصر ما تبقى من ولاية شمال دارفور، وعاصمتها الفاشر.

ويتبقى أمام الجيش السوداني فرصة تاريخية لاستعادة أراضيه والحفاظ على وحدة بلاده مستغلاً انشغال التحالف الاستعماري الجديد في الحرب مع روسيا من ناحية، وحتى انتهاء مرحلة البطة العرجاء في أمريكا والتي تنتهي في العشرين من يناير المقبل.

مقالات مشابهة

  • البرهان: لا تفاوض ولا تسوية مع "قوات الدعم السريع" 
  • الدعم السريع يهاجم أم درمان بالمسيرات ويقتحم 10 قرى بشرق النيل
  • هزائم الدعم السريع
  • خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
  • الجيش السوداني يكثف ضرباته على مواقع الدعم السريع في الخرطوم وبحري
  • إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
  • الجيش السوداني يدعو جوبا لمنع عناصر الدعم السريع من دخول أراضيها
  • الجيش صمم على تنفيذ الاتفاق بقية مناطق السودان دون الحاجة لموافقة قوات الدعم السريع
  • الجيش يعلن استعادة مقر الفرقة 17 من الدعم السريع وسط السودان
  • الحكومة السودانية تعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من “الدعم السريع”