إمّا أن نكون وإمّا أن نُساق كالقطيع
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري
ضغطت على الجهاز الخاص بالتلفزة … فغيرت الصورة البشعة إلى صور متناغمة حلوة ومريحة للنفس..، فلست خارقا للعادة لكي أغيّر هذا العالم..، ولي مثل كلّ أب عائلة تحتاجني لكي أعولها في ما تبقى من حياتي، ولست شيئا يذكر أمام هذه القوة الرهيبة المسماة الكيان الصهيوني ومدلّلته أمريكا …،ما أنا سوى كائن إلى زوال.
لا تفعلوا مثلي فما قمت وأقوم به هذه الأيام.. يعد استسلاما عاريا لا لبس فيه.. : فقد قرّرت ألا أنظر تلك البشائع المتلفزة عن لحم المفحم المقلي المصهود المعجون لأطفال ونساء غزة…، زاعما أن العالم يمكن أن يقول عنّي ما يشبه المتخاذل الخائن..، ولكني لن أتفرج في مجزرة العصور كلّها على المباشر…، هذا صراحة ما أفكر وما فكرت فيه طوال أربعة الشهور الفارطة.. ، فلا تسمعوني ولا تنصتوا إلا إلى أنفسكم وإلى وعيكم الباطن… :هذه الحرب زائلة بمرور الزمن..، ولن يبقى منها سوى من صمدوا وجابهوا وضحوا بما عندهم بأطفالهم وأحبابهم ومنازلهم وثرواتهم..، بل ضحوا بحيواتهم من أجل رفعة الإنسان..وطرد الحيواني منه…، نعم أنا بصراحة أردّدها ما عدت قادرا على مشاهدة اللحم الإنساني مفروما وملقى على الطرقات… نظرا لبشاعة المشهد… ،ولكني أعي تماما أن الأمة فيها من الحماة من سيواصلون النضال.. من خلف جهاز الكمبيوتر ومن على المنابر الخطابية ومن بين خرائب غزة..ومن أرحام النساء المجاهدات وهنّ يخلقن جيل الثأر ..، نعم أنا واع تماما بأنّ ملايين الشباب والشابات هم الآن يقاومون أعتى عسكر عرفته الإنسانية.. وأنهم لمنتصرون بأذن الله..، (وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) …
كتبت هذا النص من تعب فظيع ألمّ بي..، أردت أن أنبّه إلى خطر الاستسلام قبل الهزيمة.. ورفع الراية البيضاء.. فلم يبق لنا شيء أبيض.. كل شيء صار بلون الدم.. أما أن نكون وأما أن نساق كالقطيع…، وآخر ما أختم به هذا الشجن المشحون بالتهدئة والدعوة إلى التريّث والصبر العظيم ..هذا المقطع من قصيدة بعنوان ” اهدأ ” :
اهدأ اهدأ
ماذا؟
دمك الوثنيّ يُراق ولحمك يُنهش في كلّ مكانْ
لا بأس،
عليك فقط بالعدّْ
وغدا، حين تطول اليدْ
كلّ شهيد أشعل في ذكراه بلدْ
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: مكتب تونس
إقرأ أيضاً:
ما يعجب بوتين وما يرفضه تماما بطرح ترامب لإنهاء الحرب بأوكرانيا.. محلل يوضح لـCNN
(CNN)—تستمر جهود الإدارة الأمريكية لوقف الحرب الأوكرانية مع لقاء بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين مع المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، لتبرز جليا الانتقادات التي يوجهها ترامب للرئيس الأوكراني، فولودمير زيلينسكي دون توجيه انتقادات لنظيره الروسي، وهو ما يثير تكهنات وتساؤلات حول رأي بوتين بالمقترح الأمريكي ومدى توافقه مع السياسة الروسية.
محلل الشؤون السياسية والعالمية في شبكة CNN، باراك رافيد، عقّب على ما يثار في هذا الشأن قائلا: "أعتقد أن بوتين أشار، إلى حد ما، في اجتماعاته مع ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب، إلى استعداده لتجميد الحرب على هذا النحو طالما اعترفت الولايات المتحدة بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا، وطالما اعترفت الولايات المتحدة بحكم الأمر الواقع بأن الأراضي التي احتلها بوتين منذ غزو عام 2022 ستبقى جزءًا من روسيا، حتى لو لم تعترف بها الولايات المتحدة رسميًا".
وتابع: "إذن، فيما يتعلق بالأراضي، يكاد الاقتراح الأمريكي يطابق ما يريده بوتين. لكن بوتين لا يوافق على الجزء الآخر من اقتراح ترامب، وهو أن تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية قوية، وأن يتمركز قوات دولية داخل أوكرانيا. هذه أمور يرفضها بوتين رفضًا قاطعًا، يريد أن تكون أوكرانيا منزوعة السلاح، بدون جيش، وبالتأكيد بدون قوات دولية. ولهذا السبب، بالمناسبة، لم يوافق بوتين على هذا الاقتراح حتى الآن. سيعود ويتكوف إلى موسكو يوم الجمعة لمقابلة بوتين، وسنرى إن كان سيوافق على طلبه. لست متأكدًا من ذلك".
وعن الحرب الكلامية بين ترامب وزيلينسكي، قال رافيد: "مؤخرا ردّ الرئيس زيلينسكي على الرئيس ترامب بتغريدةٍ مفادها أن المشاعر مشتعلة اليوم. أعتقد أن هذا وصفٌ مثيرٌ للاهتمام للحرب الكلامية بينه وبين الرئيس ترامب. وأعتقد أن ترامب وزيلينسكي عالقان في مأزق، لأن خطة ترامب، التي تُمثّل، كما تعلمون، ما يُريده الرئيس بوتين تقريبًا، بعيدةٌ كل البعد عمّا يُريده الرئيس زيلينسكي، ولهذا السبب، لا يبدو أن هناك اتفاقًا قيد الإعداد حاليًا. علينا أيضًا أن نعترف بأن ردّ زيلينسكي لم يكن دقيقًا تمامًا فيما يتعلق بما اقترحه ترامب، ولم يطلب ترامب من زيلينسكي الاعتراف بشبه جزيرة القرم كجزءٍ من روسيا".
واستطرد: "قال (ترامب) فقط إنه في اتفاق سلامٍ يُنهي الحرب، ستعترف الولايات المتحدة بشبه جزيرة القرم كجزءٍ من روسيا. من الواضح أن هذا أمرٌ يُعارضه الأوكرانيون بشدة. ولكن على الأقل، لم تكن الطريقة التي صوّر بها زيلينسكي الأمر دقيقةً تمامًا".