النااصرة/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول حذر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي من أن العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل “في خطر”؛ جراء خطة الحكومة لـ”إصلاح القضاء” وسياساتها تجاه الفلسطينيين والعزلة المتزايدة بين اليهود الأمريكيين وتل أبيب، مقترحا 3 توصيات لإصلاح تلك العلاقات. وفي دراسة أرسل نسخة منها للأناضول الخميس، قال المعهد التابع لجامعة تل أبيب: “في الوقت الحالي، العلاقات الإسرائيلية الأمريكية الخاصة في خطر، لا سيما بالنظر إلى اتساع الفجوات في تصور الديمقراطية، والسياسة الإسرائيلية بشأن القضية الفلسطينية، والعزلة المتزايدة بين الجالية اليهودية الأمريكية ودولة إسرائيل”.

ويأتي هذا التحذير على خلفية إصرار الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، على تمرير مشاريع قوانين خاصة بما تعتبرها “إصلاحات قضائية”، ولا تخفي واشنطن معارضتها لعدم وجود إجماع إسرائيلي بشأن التشريعات. وترى الحكومة أن هذه الخطة ستعيد “توازنا مفقودا” منذ سنوات بين السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية، بينما تقول المعارضة إنها ستمكن الحكومة من السيطرة على السلطة القضائية و”تحول إسرائيل إلى ديكتاتورية”. المعهد شدد على أنه “بدون قيم مشتركة، لا توجد مصالح مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة ولا علاقات خاصة، وللمرة الأولى في تاريخ العلاقات بين البلدين، تشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن إسرائيل لن تكون دولة ديمقراطية بعد الآن”. وشدد على أن “العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة توضح الفرق بين إسرائيل كقوة إقليمية وإسرائيل كدولة صغيرة ذات قدرات محدودة”. ولفت إلى معارضة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشدة لكل من “الإصلاح القضائي والسياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية”. وعلى الرغم من احتجاجات شعبية متواصلة للأسبوع الـ28 على مشاريع قوانين خطة “إصلاح القضاء”، تتواصل الجهود لتمريرها من جانب الحكومة التي تولت السلطة في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتوصف بأنها “أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل”. وفي أكثر من مناسبة، أكدت واشنطن تمسكها بحل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، ورفضها السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها البناء الاستيطاني وهدم والاستيلاء على منازل فلسطينيين. وتابع أنه “على الجبهة السياسية الداخلية الأمريكية، يدعم الناخبون الديمقراطيون الفلسطينيين أكثر ويؤيدون إسرائيل أقل. كما أن الولايات المتحدة محبطة من موقف إسرائيل من الصين وسياساتها فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية”. وتحتفظ إسرائيل بتعاون وعلاقات جيدة مع الصين، المنافس الاستراتيجي للولايات المتحدة، وترفض حتى اليوم تزويد أوكرانيا، المدعومة من الغرب، بمعدات عسكرية في حربها المتواصلة مع روسيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022. وبخصوص اليهود الأمريكيين، حذر المعهد من أنهم “يبتعدون عن إسرائيل”. وقدم 3 توصيات للحكومة الإسرائيلية لإصلاح الوضع مع الإدارة الأمريكية، وهي “وقف التشريع أحادي الجانب (تعديل القضاء) والمضي قدما على أساس اتفاق وطني واسع، والامتناع عن الخطوات الأحادية الجانب التي تغير الوضع الراهن على الأرض (في فلسطين)، والدفع بمبادرة إسرائيلية استباقية على الجبهة الفلسطينية”. ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب بينها تمسك تل أبيب باستمرار الاستيطان وتنصلها من إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لمبدأ حل الدولتين.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي: اليمن يتحول إلى قوة استراتيجية تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة

يمانيون../
أصدر معهد أمريكي مختص بدراسات الحرب تقريراً مطولاً يكشف عن تنامي القدرات العسكرية اليمنية بشكل ملحوظ، ما جعل من اليمن قوة مناوئة للولايات المتحدة، وتهديداً استراتيجياً لمصالحها في الشرق الأوسط والمحيطين الهندي والهادئ.

وذكر التقرير، الذي أعده الباحث الاستراتيجي “بريان كارتر”، أن الإدارة الأمريكية فشلت في الحد من التهديد الذي يمثله اليمنيون، ولم تتمكن من منع تعزيز قدراتهم العسكرية التي باتت تشكل تحدياً يرتبط مباشرة بخصوم واشنطن على المستوى الدولي. وأوضح أن العمليات العسكرية اليمنية أجبرت الولايات المتحدة على إعطاء الأولوية للبحر الأحمر، وهي أولوية تتعارض مع استراتيجيتها المعلنة في التركيز على المحيط الهادئ.

القدرات العسكرية المتنامية

أشار التقرير إلى أن اليمنيين اكتسبوا خلال عام من العمليات القتالية في البحر الأحمر خبرات عسكرية متقدمة، بما في ذلك معلومات حساسة عن نظم الدفاع الأمريكية. وأبدى مخاوف من احتمال مشاركة هذه المعلومات مع خصوم الولايات المتحدة، مثل روسيا، مما قد يعزز من فعالية الهجمات اليمنية مستقبلاً.

وأضاف التقرير أن القوات المسلحة اليمنية تمكنت من بناء مخزون كبير من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والصواريخ المجنحة، التي تمثل تهديداً حقيقياً للمصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة. كما أكد أن الهجمات اليمنية باتت أكثر دقة وفعالية في عام 2024، ما يعكس تطوراً مستمراً في القدرات القتالية.

فشل أمريكي في مواجهة التصعيد

انتقد التقرير محدودية الجهود الأمريكية في التصدي للعمليات اليمنية، مشيراً إلى فشل واشنطن في إحداث تأثير حاسم على القدرات الهجومية اليمنية. وأكد أن استمرار العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر والمناطق المحيطة يضع الولايات المتحدة في موقف صعب، حيث تضطر إلى تحويل تركيزها عن تهديدات أخرى استراتيجية، مثل التحديات في مضيق تايوان.

تحذيرات من السيطرة اليمنية

من أخطر ما ورد في التقرير تحذيره من إمكانية أن ينجح اليمنيون في إحكام السيطرة على منطقة الخليج، خاصة في ظل تصاعد التوترات العالمية. واعتبر التقرير أن هذا السيناريو يمثل تهديداً وجودياً للمصالح الأمريكية وشركائها الإقليميين.

تجاهل السياق الإنساني

في الوقت ذاته، تجاهل التقرير أهداف العمليات اليمنية المعلنة، والتي ترتكز على رفع الحصار عن اليمن ووقف الإبادة الجماعية في غزة، إضافة إلى استهداف الملاحة الصهيونية والشركات المتعاونة معها في البحر الأحمر والمحيط الهندي.

رسالة لصنّاع القرار

أنهى التقرير بتحذير صريح لصناع القرار الأمريكيين، داعياً إلى مراجعة السياسات الحالية لمواجهة التصعيد اليمني، ومحذراً من استغلال هذه التهديدات لتأجيج التوترات مع دول المنطقة ودفعها نحو مزيد من التدخل العسكري ضد اليمن.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علاقات دولية: الولايات المتحدة الأمريكية راضية عن مسار نتنياهو
  • الحكومة الإسرائيلية تدين اعتداءات مستوطنين على ضباط بالجيش
  • إسرائيل.. المصادقة على تعيين سفير جديد إلى الولايات المتحدة
  • تقرير أمريكي: اليمن يتحول إلى قوة استراتيجية تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة
  • عبدالمنعم سعيد: المرحلة الأولى من حكم ترامب ستتركز على الولايات المتحدة
  • معهد دراسات أمريكي يؤكد فشل أمريكا في إضعاف قدرات اليمنيين
  • قيادي فلسطيني يحمل الولايات المتحدة مسئولية استمرار المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
  • محلل: لبنان طلب من الولايات المتحدة منع الضربات الاستباقية الإسرائيلية
  • الخارجية الروسية: "فيتو" الولايات المتحدة يعقّد مساعي السلام في غزة
  • لجنة برلمانية تعتمد تقرير موضوع سياسة وزارة العدل بشأن معهد التدريب القضائي