زلزال موديز يضرب قطاع البنوك.. خفض تصنيف أكبر 5 مصارف إسرائيلية
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
خفضت موديز تصنيفات الودائع طويلة وقصيرة الأجل للبنوك الـ5 الكبرى في إسرائيل: لئومي وهبوعليم وديسكونت ومزراحي تفاهوت وبنك إسرائيل الدولي الأول، إلى "إيه 3/بي-2" (A3/P-2) من مستوى "إيه 2/بي-1" (A2/P-1) مع نظرة سلبية مستقبلية لتصنيفات الودائع طويلة الأجل.
وخفضت هذه الوكالة تصنيفات مخاطر الطرف المقابل طويلة الأجل للبنوك الخمسة إلى "إيه 2" (A2) وتقييمات مخاطر الطرف المقابل طويلة الأجل إلى "إيه 2" (A2) مع أفق سلبي.
وتصنيف مخاطر الطرف المقابل هو طريقة لتقييم احتمال التخلف عن السداد بطريقة كمية، وتعتمد على بيانات حول الوضع المالي، والعمليات التجارية، والجدارة الائتمانية. وكلما ارتفع التصنيف، انخفض خطر التخلف عن السداد.
وفي الوقت نفسه، أكدت الوكالة التقييمات الائتمانية الأساسية للبنوك الخمسة عند "بي إيه إيه 2" (Baa2).
خفض التصنيف قد يمتد إلى ما هو أبعد من البنوك ليشمل الشركات الحكومية مثل الكهرباء الإسرائيلية
سبب الخفضوعزت موديز خفضها إلى تراجع الدعم الحكومي المتضمن في هذه التصنيفات بسبب تخفيض تصنيف إسرائيل.
وترى الوكالة احتمالًا كبيرًا جدًا للدعم الحكومي للبنوك الخمسة الكبرى نظرًا لأهميتها.
وتعكس النظرة المستقبلية السلبية لتصنيفات الودائع طويلة الأجل كلا من النظرة المستقبلية السلبية لتصنيف حكومة إسرائيل، وبالتالي احتمال زيادة الضعف في قدرة الدولة على تقديم الدعم، إلى جانب احتمال حدوث تأثير سلبي أكبر بكثير على الاقتصاد في حالة حدوث تصعيد في تداعيات الحرب على غزة، مما قد يؤدي إلى تأثر أساسيات البنوك المستقلة بشكل أكبر من الحالي.
وأضافت موديز أن المخاطر الاجتماعية التي تواجه البنوك زادت بسبب الحرب وضعف الوضع الأمني.
ونقلت صحيفة غلوبس الإسرائيلية -عن موتي سيترين نائب رئيس المؤسسات المالية بوكالة التصنيف الإسرائيلية "ميدروج"- قوله إن خفض التصنيف قد يمتد إلى ما هو أبعد من البنوك ليشمل الشركات الحكومية مثل الكهرباء الإسرائيلية.
وخفضت موديز، الجمعة الماضية، التصنيف الائتماني لإسرائيل إلى "إيه 2" (A2) مع نظرة مستقبلية سلبية، مرجعة ذلك إلى تداعيات الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتداعياتها، كما توقعت ارتفاع أعباء الدين بإسرائيل عن توقعات ما قبل الحرب على غزة.
وأضافت أن مخاطر تصاعد الصراع مع حزب الله لا تزال قائمة، مما يزيد احتمالات تأثير سلبي كبير على الاقتصاد الإسرائيلي.
وكان تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت أشار إلى أن خطوة الخفض قد تؤدي إلى خفض آخر للتصنيف، في حال تدهور الوضع الأمني والجيوسياسي والاقتصادي لإسرائيل.
خفض التصنيف يعني أن المستثمرين قد يصبحون أكثر حذرا في التوجه نحو أدوات الدين الإسرائيلية، وقد يضعون أسعار فائدة أعلى
غضب بإسرائيلوبحسب وكالة بلومبيرغ أيضا، فإن إسرائيل تعيش حالة غضب بسبب أول خفض لتصنيفها الائتماني منذ قرابة 50 عامًا من قبل موديز للتصنيف الائتماني.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين، لم تفصح عن هوياتهم، قولهم إن القلق يتمثل في احتمال تأثر العلاقة بين إسرائيل والمستثمرين، مع إقبالها على الاقتراض شبه القياسي لتمويل الحرب على قطاع غزة.
وجاء قرار خفض تصنيف إسرائيل على وقع الحرب التي تشنها على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدت بها إلى المثول أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية" بجانب توترات في الشمال مع حزب الله اللبناني، وهجمات جنوب البحر الأحمر ضد سفن إسرائيلية وأميركية وبريطانية.
ويعني خفض التصنيف أن المستثمرين قد يصبحون أكثر حذرا في التوجه نحو أدوات الدين الإسرائيلية، وقد يضعون أسعار فائدة أعلى، لمواجهة المخاطر التي رسمتها الوكالة تجاه الاقتصاد الإسرائيلي.
وأثار إعلان موديز -خفض تصنيف إسرائيل- توبيخا قويا بشكل غير عادي من المسؤولين الإسرائيليين تجاه الوكالة، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي شكك في الهدف من وراء القرار، وفق بلومبيرغ.
ويتركز خلاف إسرائيل مع موديز حول ما يعتقد المسؤولون أنه قراءة خاطئة لاقتصاد أثبت قدرته على الصمود في مواجهة الحروب، وما زال يتمتع بمصدات كبيرة من النقد الأجنبي.
وتبلغ احتياطات إسرائيل من النقد الأجنبي قرابة 200 مليار دولار، تشكل نسبته قرابة 37% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي قيمة مرتفعة، إلا أنها لا تملك أية احتياطات أخرى كالذهب والأسهم.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية -أول أمس- أن كبار مسؤولي وزارة المالية يسعون إلى تجنب خفض جديد من وكالتي التصنيف الائتماني الكبيرين الأخريين ستاندرد آند بورز وفيتش.
وبحسب الصحيفة، حدد المحاسب العام يالي روتنبرغ اجتماعات مع كبار مسؤولي الوكالتين في لندن هذا الأسبوع، وذلك لمعالجة القلق لديهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: طویلة الأجل خفض التصنیف
إقرأ أيضاً:
"موديز" ترفع تصنيف دولة عربية إلى "Aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة
الاقتصاد نيوز - متابعة
رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف المملكة العربية السعودية للإصدارات طويلة الأجل بالعملة المحلية والأجنبية إلى Aa3 من A1.
وعدلت الوكالة النظرة المستقبلية إلى مستقرة بدلًا من إيجابية، وهو ما يعكس ترجيحها تثبيت التصنيف الائتماني للبلاد خلال الـ12 شهرا المقبلة، في ظل التوازن بين المخاطر والعوامل المُحفزة لرفع التصنيف.
وأرجعت الوكالة رفع التصنيف إلى استمرار جهود تنويع الاقتصاد، وترجيحها استمرار الزخم الذى سيؤدى مع مرور الوقت لتقليل تعرض السعودية لمخاطر تقلبات سوق النفط والتحول إلى الطاقة منخفضة الكربون، بحسب تقرير لوكالة "موديز"، أطلعت عليه "العربية Business".
وأوضحت الوكالة في تقريرها بأن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني مع نظرة مستقبلية مستقرة، يأتي نتيجة لتقدم المملكة المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.
كما أشادت الوكالة بالتخطيط المالي الذي اتخذته حكومة المملكة في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة ومواصلتها لاسـتثمار الموارد المالية المتاحة لتنويع القاعدة الاقتصادية عن طريق الإنفاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.
نمو الناتج المحلي غير النفطيوقد أوضحت الوكالة في تقريرها أنها استندت إلى هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبيًا والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقارب 2-3% من الناتج الإجمالي المحلي.
وتوقعت "موديز" بأن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالمملكة العربية السعودية بنسبة تتراوح بين 4-5% في السنوات القادمة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.
وذكرت أن التوجهات المالية الأخيرة التي شملت مراجعة تخصيص الموارد المالية بشكل مرن و إعادة تقييم أولويات الإنفاق ومشاريع التنويع الاقتصادي -التي سيتم مراجعتها باستمرار- يساعد على خلق بيئة بناءة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي.
وتوقعت "موديز" عدم حدوث انخفاض كبير في أسعار النفط أو الإنتاج خلال السنوات المقبلة. وكذلك ترجح أن التوترات الجيوسياسية في المنطقة ضعيفة التأثير على المملكة.
عوامل مؤثرةترى وكالة موديز أن استمرار المشاريع التنموية الكبرى في التقدم، يزيد دور القطاع الخاص ويؤدي إلى تسريع تطوير القطاعات غير النفطية. وفي الوقت نفسه، أشارت إلى أن التطورات العالمية وسوق النفط قد تؤدي إلى قيود على الإنفاق.
تجدر الإشارة إلى أن المملكة قد حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاسـتمرار جهـود المملكة نحـو التحول الاقتصادي فـي ظـل الإصلاحات الهيكلية المتبعة، وتبنـّي سياسيات مالية تساهم في المحافظة علـى الاستدامة المالية وتعزز كفاءة التخطيط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة.
تسريع سياسات تحفيز الاستثمار في السياحةوفي مايو الماضي رفعت وكالة موديز تصنيف السعودية الائتماني بالعملة المحلية والأجنبية إلى Aa1 من Aa2، مشيرة إلى زيادة القدرة على التنبؤ بالسياسات وعمليات صنع القرار الحكومية التي تؤثر على القطاع الخاص.
ويمثل النمو الاقتصادي غير النفطي في السعودية أولوية قصوى، وقامت الحكومة بتسريع سياسات تحفيز الاستثمار في السياحة وتوسيع القطاع الخاص.
وقالت "موديز" في حينه إن التغيير في التصنيف يعكس "زيادة القدرة على التنبؤ بالسياسات وعمليات صنع القرار التي تؤثر على المصدرين غير الحكوميين في ضوء التحسينات المؤسسية".