هل صيام شهر شعبان فرض؟ وهل يُقضى إذا أفطر؟
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
يستحب الإكثار من صيام شهر شعبان، اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-. قالت عائشة -رضي الله عنها-: ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط، إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياما، في شعبان. رواه البخاري ومسلم.
وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان.
ولا يجب الصيام في شهر شعبان، ولا غيره من الشهور سوى رمضان؛ لما روى طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أهل نجد، ثائر الرأس، نسمع دوي صوته، ولا نفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خمس صلوات في اليوم والليلة. فقال: هل عليَّ غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطَّوع. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وصيام رمضان. قال: هل عليَّ غيره؟ قال: لا، إلا أن تطَّوع. قال: وذكر له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الزكاة، قال: هل عليَّ غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطَّوع. قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا، ولا أنقص. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أفلح إن صدق. متفق عليه.
وأما السؤال عن القضاء، فإن كان القصد هو السؤال عمن لمن يصمه أصلا. هل عليه قضاء؟ فالجواب: أنه لا قضاء عليه إجماعا؛ لأنه تطوع كما أسلفنا.
وإن كان القصد السؤال عمن شرع في صيام يوم تطوعا في شعبان، أو في غيره، ثم أفطر عمدا هل عليه قضاء أم لا؟
فالجواب: أنه لا قضاء عليه -على الراجح- لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: الصائم المتطوع أمير نفسه، إن شاء صام، وإن شاء أفطر. رواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث أم هانئ.
قال ابن قدامة في المغني: من دخل في صيام تطوع استحب له إتمامه، ولم يجب، فإن خرج منه؛ فلا قضاء عليه. وروي عن ابن عمر وابن عباس أنهما أصبحا صائمين، ثم أفطرا.... إلى أن قال: هذا مذهب أحمد والثوري والشافعي وإسحاق. انتهى.
وقال أبو حنيفة ومالك بوجوب القضاء؛ لأنهما يريان وجوب صوم النافلة بالشروع فيها، ولا شك أن القضاء هنا أحوط خروجًا من الخلاف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صيام شهر شعبان عائشة القضاء صلى الله علیه وسلم رسول الله
إقرأ أيضاً:
فضل صلاة الجمعة وأهميتها في حياة المسلم
فضل صلاة الجمعة وأهميتها في حياة المسلم،صلاة الجمعة هي شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وقد خصها الله بمكانة مميزة بين سائر الصلوات.
يوم الجمعة هو سيد الأيام، وصلاة الجمعة تجمع المسلمين في وقت واحد لتقوية روابط الأخوة الإيمانية، والاستماع إلى خطبة تذكرهم بالله وتحثهم على الخير.
إنها ليست مجرد صلاة عادية، بل محطة إيمانية أسبوعية تمنح المسلم دفعة من النشاط الروحي والوعي الديني.
فضل صلاة الجمعة وأهميتها في حياة المسلمصلاة الجمعة هي فريضة على كل مسلم بالغ عاقل مقيم، وهي علامة على الوحدة والتكافل بين المسلمين.
فضل صلاة الجمعة وأهميتها في حياة المسلمقال الله تعالى في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ." (الجمعة: 9).
فضل صلاة الجمعة1. تكفير الذنوب:
من فضل الله ورحمته أن جعل صلاة الجمعة سببًا في مغفرة الذنوب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر." (رواه مسلم).
2. ساعة الإجابة:
يوم الجمعة يحتوي على ساعة مباركة لا يُرد فيها الدعاء، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه." (رواه البخاري).
3. تضاعف الأجر:
حضور صلاة الجمعة يمنح المسلم أجرًا مضاعفًا، ويعتبر من أعظم الطاعات.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغُ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها." (رواه الترمذي).
4. تأكيد على وحدة الأمة:
تجمع المسلمين في صلاة الجمعة يعكس وحدة صفوفهم وتماسكهم، وهو أمر يعزز الأخوة الإيمانية ويقوي الروابط بينهم.
1. الاغتسال والتطيب:
يُستحب للمسلم أن يغتسل ويتطيب قبل التوجه لصلاة الجمعة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم." (رواه البخاري).
2. لبس أحسن الثياب:
من السنة أن يرتدي المسلم أفضل ما لديه من ملابس نظيفة وجميلة، مما يظهر احترامًا لبيت الله وللمناسبة.
3. المشي إلى المسجد:
من المستحب الذهاب إلى المسجد سيرًا على الأقدام بهدوء ووقار، لما في ذلك من أجر عظيم.
4. الإنصات للخطبة:
من آداب صلاة الجمعة الاستماع باهتمام إلى الخطبة دون حديث أو تشويش، فذلك جزء من العبادة.
5. قراءة سورة الكهف:
يُستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة لما لها من فضل كبير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين." (رواه الحاكم).
1. تعزيز الروح الجماعية:
صلاة الجمعة تجمع المسلمين وتعلمهم قيم التآخي والمساواة، حيث يقف الجميع سواسية أمام الله.
2. زيادة الوعي الديني:
خطبة الجمعة تذكّر المسلم بتعاليم دينه، وتحثه على الطاعات، وتوجهه نحو القيم السامية في الحياة.
3. تجديد النشاط الإيماني:
يوم الجمعة بمثابة محطة أسبوعية يُراجع فيها المسلم نفسه، ويجدد نشاطه الروحي لمواصلة الحياة بقلب مطمئن.
دعاء للأخ في يوم الجمعة المبارك
صلاة الجمعة ليست مجرد فريضة يؤديها المسلم، بل هي شعيرة تحمل في طياتها العديد من الفضائل والدروس.
إنها يوم تلتقي فيه الأرواح على طاعة الله، ويستعيد المسلم فيه قوته الإيمانية.
فلنحرص على أداء هذه الصلاة بخشوع واتباع آدابها، ولنغتنم بركات هذا اليوم العظيم بالذكر والدعاء والعمل الصالح.