د. محمد المعموري ما يثير الاستغراب ان بعضنا “يكذب” الكذبة ويصدقها بل ونحن نسمعها فنصدقها, ولا تقف عند هذا بل نروج للأكاذيب والمواقف لتكون منهجا لمستقبلنا وان كانت “ستقصم” ظهورنا وتحملنا اعباء مرحلة كاملة ؛ فتتناقض عندها المواقف وتروج للامة اسوء اهدافها فتتخلى بعض الانظمة عن دورها ” المفروض ” يكون فعال في قضايا امتنا العربية حتى لا تستمر في تقديم التنازلات واخرها سوف يأخذ منا كل شيء ونرضى “بللا شيء ” , ومما اثار حفيظتي تصريح اعلامي كبير ووصفه بان الجامعة العربية متوازنة في تصريحاتها مع الكيان الصهيوني في معرض حديثة عن سياسة بما يسمى ” التشدد ” في المطالبة بالحقوق العربية على وجه عام والحق الفلسطيني بشكل خاص , لأننا بصراحة لانفصل الحقوق العربية عن حق فلسطين والفلسطينيين في ارضهم وبناء دولتهم من النهر الى البحر وهذا مطلبنا ولن نرضى باي حل وسط ولا بحل الدولتين الذي تم الاتفاق عليه بعد ان اوهموا العرب بان هناك اتفاق ستلتزم به إدارة الكيان الصهيوني وان اتفاق حل الدولتين سيكون تحت رعاية دولية وتحت سلطة امريكا ونفوذها ومنذ ذلك الحين ونحن اصبحنا وامسينا كأصحاب الكهف ولن نلاحظ اي تقدم بهذا الاتجاه , واظن كان فقط لجس نبض العرب وبعض قادتهم عن كمية التنازلات التي يمكن ان يتنازل عنها العرب فقط لإرضاء امريكا , حتى اصبح بعض حكام العرب يسعون لتجميع المفردات للحفاظ على موقعهم وتصدرهم للحكم في بلدانهم ويتجنبون ان يكونوا بتماس مع اي موقف عربي والسعي الحثيث لتنفيذ ما تمليه عليهم ادارة واشنطن او ترتيبات تل ابيب .
وقبل ان نسأل هل حقا كانت سياسة الجامعة العربية متوازنة اتجاه الكيان الصهيوني ، علينا ان نسأل ماهو موقفها اتجاه القصايا العربية ولا نرى منها اي تحرك لنصرة القضايا العربية بعد ان ” غفت ” في سباتها دون ان تتحرك الا عندما يقتل ابناء شعبنا الفلسطيني فتدين وترجع لنومها او يظهر امينها في اجتماعات القمم العربية التي اصبحت لا تلزم العرب ولن تقدم لهم لا خير ولا شرا , عندها نعلم ان امين الجامعة العربية حي يرزق وانه لم يتغير منصبة واشك ان ابناء الامة العربية من شبابها يعرفون من هو امين جامعتهم العربية , لقد اصبحت الجامعة العربية اليوم لا تملك القرار وتبين من خلال العقدين الماضيين ان الجامعة العربية لا تقدم ولا تؤخر وقد فشلت في دعم سوريا وانهاء حرب اليمن وتجنبت مساعدة الشعب العراقي في ازمته اثناء الاحتلال الامريكي وتجاهلت حقوق الفلسطينيين , وتغافلت من اية مبادرة للتأثير على الراي العالمي لتتمكن من فك اسر الفلسطينيين الذين دخلوا “شبابا ” لسجون الاحتلال الصهيوني مدافعين عن شرف العروبة واصبحوا اليوم في اخر عمرهم ، ودارت ظهرها لتركيا وهي تبني السدود حتى اصبحت اكثر من 600 سد على منبعي نهري دجلة والفرات لكي تمنع المياه عن العراق وسوريا وقد فعلت دون اي اعتراض ، وسهت عن اثيوبيا وهي تهدد بتقنين تدفق الماء لنهر النيل بعد ان اصبح سد النهضة امر مفروض … وكل هذه التهديدات وغيرها ولم نجد لجامعتنا العربية من موقف يتوازى مع ما يمر به العرب من ضياع حتى ان بعضنا اصبح اليوم يستغرب عندما يسمع الوطن العربي لأنه لا يجد ما يبرر انتمائه لتلك الامة وهي ساكته عن ما تواجهه من ضعف وذل واستعباد من قبل امريكا وحلفائها فلا ناصر ولا مغيث الا الله سبحانه وتعالى وكل نظام يحذر شعبه من ان يصل ما وصل اليه نظام دولة عربية بسبب مواقفها فتهاوت اركانها فيعضهم ان لا يثوروا ضده وان لا يحملوا الرايات العربية التي تطالب بطر الكيان المستبد من فلسطين وان ما وقع للدولة الفلانية سببه انهم اضاعوا قوتهم , فاصبحنا وامسينا نعض ابنائنا بان لا نقاوم الاحتلال وان لا نقف بوجه بعض انظمة الذل من المطبعين لان مصيرنا لو فعلنا هذا الى ال…. والله المستعان . ومن اجل ذلك فإنني اقول ان الجامعة العربية لم تناصر اي موقف عربي بشكل عملي مؤثر وانها اليوم تنساق لسياسة الدول الاقوى في الجامعة العربية ، اما موقفها من الكيان الصهيوني فاعتقد ان هذا الاعلامي الذي ادعى بتوازن الخطاب مع الكيان الصهيوني هو فقط لتمهيد الطريق لنعتقد انه الحل الامثل لحل المشاكل “في الشرق الاوسط ” هو في الاعتدال والخنوع لهذا الكيان المستبد فمن مبدأ كذب وكذب حتى تصدق ما كذبتك ، … نحن نرفض الكيان الصهيوني واي صوت يهادنها فإننا نشجبه ونصم اذاننا عن تلك الاصوات التي تمهد لمحو الهوية العربية وبناء هوية جديدة لا تعترف بقومتيها العربية . ولو يعلم العرب ما أعد لهم من الكيان الصهيوني حقيقة لتركوا ما تقدمه لهم الصهيونية والاستعمار الفكري الغربي والامريكي من لهو ومضيعة وقت وهم يقلبون منصات التواصل الاجتماعي بين لاهية ومتحول , والكيان الصهيوني يعد العدة لتكون دولته من النيل حتى الفرات ولتكون امة العرب في خبر كان وربما سيصبح الصبح علينا لنجد ابناء صهيون اصبحوا ( ملاك ) الارض ونحن العاملين فيها وعندها سنجلد بسوط العدو الماكر فتضيع دولتنا ويذهب سلطان من خشى على سلطانه من الزوال وربما سيسرح ابنائنا في الجهل وتتلاشى كل مقوماتنا ونصبح على ما فعلنا نادمين … يا أمة العرب افيقي , يا أبناء امتنا اعلموا ان العروبة هي ملاذنا وان من يوهم الشباب العربي الان بانتمائيتهم الغير عربية انما يذهب بهم نحو الهاوية فمنهم من اصبح يدعي انه فرعوني ونجد الكثير ممن يروج لهذه الظاهرة الخطرة ومنهم من يدعي انه افريقي ولا داعي ان يكون ضمن كيان الامة العربية ومنهم من يقول انا خليجي والاغرب ان دول الخليج ترفض ان ينتمي لدولهم من هم ضمن الدول الواقعة على الخليج وتصنف تلك الدول بمن انتمى الى اتحادهم فقط وتلغي حتى الجغرافية فما بالك بالقومية العربية . للامة مقومات فاذا ابتعدنا عنها ولم نعزز تلك المقومات اصبحنا دول ضعيفة ولقمة صغيرة يطمع بها القاصي والداني ونهون على كل من يريد انهاء وجودنا ونصبح عرضتا للحروب والنزعات الاقليمية والعالمية عندما … والله اعلم وحسبي اقول كما كنت اقول ؛ وسأقول … الله المستعان . كاتب وباحث عراقي
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
الجامعة العربیة
الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
الجزائر ترحّب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال في حق مسؤولَين في الكيان الصهيوني
رحّبت الجزائر أيما ترحيب، اليوم الخميس، بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وحسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، فإن الجزائر أكدت أنّ هذا الإجراء الذي ما فتئت تطالب به الجزائر على لسان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يُمثل خطوة هامة وتقدما ملموسا نحو إنهاء عقود من الحصانة وإفلات المحتل الإسرائيلي من المساءلة والمحاسبة والمعاقبة وهو يعيث إجراما في الشعب الفلسطيني وفي كافة دول وشعوب المنطقة.
وتكريساً لحتمية إنصاف وحماية الشعب الفلسطيني - يضيف المصدر ذاته – فإنّ الجزائر تهيب بأعضاء المجموعة الدولية، لا سيما الدول الأعضاء في محكمة الجنايات الدولية اتخاذ التدابير المطلوبة والضرورية بغرض تنفيذ مذكرتي الاعتقال وتمكين العدالة الدولية من أخذ مجراها.