كشف تقرير أممي جديد أن ما يقرب من 44% من الأنواع المسجلة في اتفاقية الحفاظ على الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية يُظهر انخفاضا في أعدادها، وأن أكثر من واحد من كل خمسة (22٪) من الأنواع المدرجة في الاتفاقية مهدد بالانقراض.

ويشير التقرير الذي نشر يوم 12 فبراير/شباط الجاري في افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة الرئيسي للحفاظ على الحياة البرية، إلى أن 51٪ من مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية التي جرى تحديدها على أنها مهمة للحيوانات المهاجرة المدرجة في الاتفاقية لا تتمتع بوضع محمي، و58٪ من المواقع المراقبة المعترف بها على أنها مهمة للأنواع المدرجة في الاتفاقية تعاني من مستويات غير مستدامة من ضغط الأنشطة البشرية.

أنشطة غير مستدامة

ويُقصد بالأنواع المهاجرة تلك التي تسافر كل عام من أجل التكاثر والبحث عن الغذاء، تعبر في سبيل ذلك البحار والقارات، وتقطع أحيانا آلاف الأميال.

وتلعب الأنواع المهاجرة دورا رئيسيا في الحفاظ على النظم البيئية العالمية، وغالبا ما تشارك في تلقيح النباتات، ونقل العناصر الغذائية الأساسية، وتفترس الآفات، وتساعد في تخزين الكربون.

ويشير التقرير إلى أن أكبر التهديدات التي تواجه الأنواع المهاجرة تأتي من النشاط البشري الذي يُسبب فقدان الموائل والإفراط في استغلال مقدرات التنوع الأحيائي.

وفي إفادة صحفية عقب المؤتمر الصحفي الذي عقد الأحد وحضرته "الجزيرة نت"، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة "يونيب" إنجر أندرسون: "يُظهر لنا التقرير بوضوح أن الأنشطة البشرية غير المستدامة تُعرض للخطر مستقبل الأنواع المهاجرة، وهي مخلوقات لا تعمل كمؤشرات للتغير البيئي فحسب، بل تلعب دورا أساسيا في الحفاظ على وظيفة ومرونة النظم البيئية المعقدة لكوكبنا".

وأضافت أنه لدى المجتمع العالمي فرصة لترجمة هذه النتائج بشأن الضغوط التي تواجه الأنواع المهاجرة، إلى إجراءات ملموسة للحفاظ على البيئة. ونظرا للوضع غير المستقر للعديد من هذه الحيوانات، لا يمكننا تحمل التأخير، ويجب أن يعمل الجميع معا لجعل توصيات التقرير حقيقة واقعة.

دعوة للتآزر من أجل الأنواع

أشار التقرير إلى أن الاستغلال المفرط للأنواع من خلال الصيد المتعمد أو صيد الأسماك وكذلك الصيد العرضي، يؤثر على 70٪ من الأنواع المدرجة في اتفاقية الأنواع المهاجرة. وبطبيعة الحال، فإن تغير المناخ والتلوث والأنواع الغازية أثرت أيضا على الأنواع المهاجرة.

ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات لتعزيز الحفظ وعكس الوضع السيئ الذي تواجهه العديد من الأنواع المهاجرة.

وأوضحت أندرسون أن الطيور المهاجرة حين تعبر الحدود الوطنية للبلدان، فإن بقاءها يعتمد على جهود جميع البلدان التي توجد فيها أو تمر عبرها، وأضافت أن "هذا التقرير التاريخي سيساعد في دعم الإجراءات السياسية التي تشتد الحاجة إليها لضمان استمرار الأنواع المهاجرة في الازدهار في جميع أنحاء العالم".

وتشمل توصيات التقرير زيادة الجهود الدولية لمكافحة الصيد غير القانوني وغير المستدام للأنواع المهاجرة، وزيادة الحماية وإدارة المواقع المهمة لهذه الأنواع، والتصدي بشكل عاجل للتهديدات التي تتعرض لها تلك الأنواع الأكثر عرضة لخطر الانقراض، بما في ذلك جميع أنواع الأسماك التي تغطيها الاتفاقية تقريبا. كما لفت التقرير إلى ضرورة مكافحة التغيرات المناخية والتلوث البيئي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأنواع المهاجرة المدرجة فی من الأنواع

إقرأ أيضاً:

مسؤول أممي: جنوب السودان يتأرجح على شفا تجدد الحرب الأهلية

الأمم المتحدة: قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم إن الوضع المتدهور في البلاد يدفع إلى التقييم بأن جنوب السودان يتأرجح على شفا تجدد الحرب الأهلية، وفي تصريحات عبر الفيديو للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أشار هايسوم الذي يرأس بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (أونميس) إلى تدهور الوضع السياسي والأمني بشكل ملحوظ منذ أن اجتاح الجيش الأبيض، وهو ميليشيا شبابية، ثكنات كانت تحتلها سابقا قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان في ناصر في الرابع من آذار/مارس.

وأضاف أنه ردا على ذلك، تتعرض المجتمعات في جميع أنحاء أعالي النيل لقصف جوي مستمر باستخدام عبوات وقنابل برميلية، يُزعم أنها تحتوي على سائل شديد الاشتعال يعمل كمسرّع للانفجار.

وقال المسؤول الأممي: "تتسبب هذه الهجمات العشوائية على المدنيين في خسائر بشرية كبيرة وإصابات مروعة، لا سيما الحروق، بما في ذلك بين النساء والأطفال. ويقدر شركاؤنا في المجال الإنساني أن ما لا يقل عن 63,000 شخص قد فروا من المنطقة".

وأشار إلى ورود تقارير عن مزيد من التعبئة لقوات الجيش الأبيض وقوات الدفاع الشعبي في أعالي النيل، والتي يُزعم أنها تضم أطفالا جُندوا قسرا في صفوف التشكيلات المسلحة. وقال إن هذا الأمر، بالإضافة إلى نشر قوات أجنبية بناء على طلب حكومة جنوب السودان، يزيد من تأجيج الخوف والقلق في جميع أنحاء البلاد.

وأضاف أنه على الصعيد السياسي تم استبدال بعض كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين المنتمين إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة أو إقالتهم من مناصبهم الرسمية بينما تم اعتقال آخرين أو اختبأوا أو فروا من البلاد.

مخرج واحد من دوامة الصراع
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان إن بعثة الأمم المتحدة تجري دبلوماسية مكوكية مكثفة إلى جانب شركاء السلام الدوليين والإقليميين، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، ولجنة الرصد والتقييم المشتركة المُعاد تشكيلها.

وشدد على أنه لا يمكن لجهود المجتمع الدولي الرامية إلى التوسط في حل سلمي أن تنجح إلا إذا كانت الأطراف نفسها مستعدة للانخراط ووضعت مصالح شعوبها فوق مصالحها الخاصة.

وحذر من أن "البديل هو الانزلاق إلى صراع من شأنه أن يمحو جميع المكاسب التي تحققت بشق الأنفس منذ توقيع اتفاق السلام عام 2018. ومن شأنه أن يُدمر ليس جنوب السودان فحسب، بل المنطقة بأسرها، التي لا تستطيع ببساطة تحمل حرب أخرى".

وأضاف أن الرسالة الجماعية للمنطقة والمجتمع الدولي واحدة، وهي "ما زلنا مقتنعين بأن هناك مخرجا واحدا فقط من دوامة الصراع، وهو العودة إلى اتفاق السلام المُنشط، نصا وروحا".

وشجع هايسوم، رئيسَ جنوب السودان ونائبـَه الأول على الاجتماع لحل خلافاتهما بشكل بنّاء، وإصدار بيان عام مشترك يُطمئن جميع أبناء جنوب السودان على التزامهما الموحد والثابت بالسلام.

   

مقالات مشابهة

  • مبعوث ترامب للمهام الخاصة: الأسلحة النووية التي تخلت عنها كييف كانت ملكا لروسيا
  • السوداني يشارك الضباط والمقاتلين بقيادة القوات البرية مأدبة إفطار شهر رمضان
  • جنوب سيناء في 24 ساعة.. إفطار جماعي لمستقبل وطن وأسراب الطيور المهاجرة تلفت الأنظار
  • مسؤول أممي: جنوب السودان يتأرجح على شفا تجدد الحرب الأهلية
  • دراسة: براز الحيوانات يمكن استخدامه لإنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض
  • تقرير أممي: ذوبان الأنهار الجليدية يهدد حياة ملايين البشر
  • المباشرة بإصدار باجات الدخول في المنافذ البرية إلكترونياً
  • مشهد ساحر.. سماء طور سيناء تكتسي بأسراب الطيور المهاجرة في رحلتها السنوية
  • 5 مطارات تتصدر التقرير الشهري عن أداء المطارات الداخلية والدولية
  • الاحتلال يواصل عملياته البرية في غزة