توفيق أبو شومر: مَن هم ضحايا الذكاء الصناعي؟
تاريخ النشر: 20th, July 2023 GMT
توفيق أبو شومر أكَّد المفكر، فوكوياما في كتابه (مستقبل ما بعد البشرية) الصادر عام 2002م وهو الأستاذ في جامعة جون هوبكنز، وستانفورد، وغيرها من الجامعات الأمريكية، أكد في الكتاب؛ أن التكنلوجيا الحديثة ترمي إلى تحرير البشر من قيمهم التقليدية، وأشار في الكتاب إلى بداية الخطة حين تمَّ اختراع أدوية خاصة لتغيير المزاج الطبيعي للبشر، وذلك بتغيير الحزن إلى فرح، وهناك أدوية قادرة على محو الذاكرة، وهناك وسائل لتغيير الجينات بالإضافة إلى إعادة ضبط عضلات الجسد البشري، وغيرها من تقنيات حديثة! يقترح فوكوياما حلولا لهذا الخطر المحدق بالإنسان، وذلك بتأسيس كُتل ولوبيات، وجماعات للتصدي إلى خطر ما بعد الإنسانية، فهو يقول: “إذا بقيت التكنلوجيا تعمل بلا رادعٍ فإنها بالتأكيد ستؤدي إلى قمع كل الإبداعات والحريات الفردية، فعندما يصبح البشر أكثر قربا من التكنلوجيا، يصبحون في الوقت نفسه بعيدين عن بشريتهم، وأقل إنسانية”! هناك نظرياتٌ متفائلة تعتبر هذا الذكاء الصناعي صاروخا قادرا على نقل العالم من عالم بطيء مثقل بالأحمال والأوزار غير المجدية إلى وميضٍ فائق السرعة لا يعترف بالمسافات والحدود والتمايز والقدرات، فهو يُقصِّر عمليات الإنتاج أيا كان نوعها، ويوصل منتجات قادة الذكاء الصناعي ومخططات مسيريه بسرعة فائقة، لذلك فعلى كل الذين يرغبون في ركوب هذا الصاروخ أن يكونوا مستعدين لنزع عباءاتهم الثقافية التقليدية البطيئة المعوقة لمسيرة هذا الذكاء الصناعي والتخلص من أفكارهم التراثية الآسرة، والتخلي عن العقائد الدينية ومبادئ الأخلاق الموروثة، وإغلاق صفحات سير أبطال التاريخ، وتمزيق خرائط البلدان الطبيعية والجغرافية والثروات المخبوءة في باطن الأرض، كلُّ من يفعل ذلك سيجد له مكانا في دفيئات هذا الذكاء الصناعي، أما البشر الباقون فهم فضلاتٌ وزوائد بشرية يجب التخلص منهم! لم يُعالج فوكوياما أثر الذكاء الصناعي على البشر، ولا سيما على منظومة الأخلاق التقليدية المتوارثة، لأن (مُستحضر) الذكاء الصناعي لم يكن قد نضج بعد في زمن تأليف الكتاب، هذا المستحضر هو سلاح نووي جديد، فهو كما ظهر وما وصل إلينا منه في وسائل الإعلام، وما جرى تجريبه بالفعل، وفق الرؤية المتشائمة، سيحطِّم كل أسس البناء البشري، المؤسس على الحريات والإبداعات، لأنه سيصبح بديلا عن كل المجهودات، ويتحول البشرُ في عهد هذا الذكاء من منتجين ومبدعين مختلفين في القدرات إلى آلاتٍ صماء وشحنات في قطار الذكاء الصناعي، ويتحدد موقعها وفق قدرتها فقط على تسيير إحدى زوايا هذا الذكاء المحكوم بمسيريه وأباطرته بعد أن يُثبتوا ولاءهم المطلق لهذا المستحضر! مالكو ومسيرو هذا الذكاء يستطيعون في رمشة عين إلقاء كل حمولة زائدة ومعوقة لمسيرة الذكاء الصناعي في القمامة، بعد أن تجري عمليات تصفيتهم بسلاح رخيص بلا عتاد حربي، بنقرات سريعة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر! كشف بعض الباحثين عن بعض أسرار هذا الذكاء الصناعي ونشروا أبرز أهداف مخترعي الذكاء الصناعي، فأشاروا إلى أن العقول التي أبدعتْ هذا الذكاء الصناعي غايتها الرئيسة، التقليل من البشر فوق سطح الأرض، وإنقاص عددهم بغير حروبٍ تقليدية، وذلك بالتأثير على العواطف البشرية، وإعادة ضبطها من جديد، بحيث يصبح الزواجُ الطبيعي بين الرجل والمرأة تراثا غابرا مكروها، لتحل بدلا منه المثليات الجنسية لتصبح هذه المثليات هي القانون الطبيعي للبشر، أما الزواج التقليدي يصبح شذوذا! وصار ممكنا في الذكاء الصناعي، الحب والعشق وحتى الزواج الإلكتروني، بين البشر وبين صور ناطقة مُخلَّقة ومدبلجة إلكترونيا، بدون الزواج التقليدي! كذلك فإن هناك خطرا آخر يتمثل في التشكيك في كل الأمور المقدسة الُمسلَّم في صحتها تقليديا، بحيث تنتفي القدسيات والتابوات المعتادة، وهذا ينطبق على العقائد والأديان، لهذا فإن الذكاء الصناعي يمكِّنُ زبائنه أن يُحاكوا الصور والأصوات للرسل والزعماء والمسؤولين الغابرين والحاضرين، ويمكنهم أن يُزيِّفوا أقوالهم مما يؤدي إلى بذر الشك في هذه العقائد تمهيدا لإلغاء المصداقية والإيمان القاطع بحقيقة الأشياء مما يجعل عالم البشر عالما افتراضيا! أخيرا، هل هذه نظريات وتحليلات خيالية، أم أنها ستتحقق بالفعل؟! كاتب فلسطيني.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
انتقلت للأبقار.. تحذير أمريكي من انتشار إنفلونزا الطيور
أثار خبراء أمريكيون حالة من الجدل في الساعات الماضية بسبب فيروس إنفلونزا الطيور، حيث إن تطوره المثير للقلق قد يشكل تهديدًا محتملاً بجائحة مستقبلية، وسط علامات على تحول ملحوظ للفيروس، من خلال انتشاره بين الأبقار وإصابة بعض البشر في الولايات المتحدة، وفقًا لما نشرته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «CDC».
الصحة العالمية تحذر من انتشار إنفلونزا الطيوربعد تسجيل 58 حالة إيجابية مصابة بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة خلال العام الجاري، قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، في تصريحات لـ«الوطن»، إن منظمة الصحة العالمية حذرت من قبل من وباء «إكس»، وهناك تكهنات بأنه قد يظهر في عام 2025، وتشير النظريات إلى احتمال أن يكون فيروس إنفلونزا الطيور، بعد حدوث تحور وانتشار، هو السبب، إذ تنتقل العدوى في البداية من الطير إلى الإنسان، لكن بعد التحور، يمكن أن تنتقل من إنسان إلى آخر لتصبح وباءً جديدًا. ومع ذلك، حتى الآن، لا توجد مؤشرات مؤكدة على ذلك، وكلها مجرد توقعات بشأن ظهور وباء جديد وانتشار إنفلونزا الطيور.
الصحة العالمية تكشف تفاصيل خطورة انفلونوا الطيورووفق مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «CDC»، لا توجد في الوقت الحالي مؤشرات مؤكدة على انتقال المرض بين البشر، حيث تقيّم السلطات الصحية الأمريكية المخاطر على الصحة العامة بأنها «منخفضة».
ويواجه الفيروس H5N1 عقبات عدة تمنعه من الانتشار بسهولة بين البشر، وأبرزها الحاجة إلى طفرة وراثية تجعله أكثر فعالية في إصابة الرئتين، وأشارت دراسات نُشرت في مجلة «Science» إلى أن سلالة إنفلونزا الطيور المنتشرة بين الأبقار الأمريكية أصبحت على بعد طفرة واحدة من التسبب في انتشار أسهل بين البشر.
ومع ذلك، تستمر التحذيرات نظرًا إلى وجود احتمالات كبيرة لتكيف الفيروس، مما يزيد من قدرته على إصابة أنواع حيوانية مختلفة، وفي حال ظهور جائحة، قد تكون «شديدة الخطورة» بسبب عدم وجود مناعة مسبقة لدى البشر، لذلك، دعت منظمة الصحة العالمية إلى مضاعفة اليقظة والتأهب، مع التأكيد على ضرورة تعزيز الإجراءات الوقائية، مثل تشديد المراقبة، وتوفير معدات الحماية، وتكثيف تبادل المعلومات.