استقبل الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، صباح اليوم الأربعاء 14 فبراير، الدكتور ضياء حلمي خبير الشئون الصينية، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية ورئيس الغرفة المصرية الصينية التجارية بالقاهرة.

ويحل الدكتور ضياء حلمي ضيفًا على صالون معهد كونفوشيوس الثقافي لشهر فبراير، في ندوة تحت عنوان  : "الثقافة والتجربة الصينية في عالم متغير" بحضور طلاب اللغة الصينية بالجامعة والباحثين والمهتمين بالثقافة الصينية.

ويُقام الصالون الثقافي الصيني بقاعة الفيديو كونفرانس بمبنى رعاية الشباب بالجامعة، تحت رعاية الدكتور ناصر مندور رئيس الجامعة، وإشراف الدكتور حسن رجب المدير التنفيذي لمعهد كونفوشيوس بالجامعة.

وخلال استقبال الدكتور ناصر مندور لضيف الصالون الثقافي الدكتور ضياء حلمي - صرح رئيس الجامعة أن الثقافة الصينية والمصرية بينهما توافق كبير، من حيث الترابط الاجتماعي والأسري، الارتباط بالجذور، كما يهتم الصينيون كثيرا بالاستثمار في أبنائهم وتعليمهم لأرقى مستوى، إيماناً منهم بأن الاستثمار في البشر هو الأولى والأهم.

ووجه الدكتور ناصر مندور بأهمية عقد الصالون الثقافي داخل معهد كونفوشيوس بصفة شهرية، وذلك حتي يتسنى لدارسي اللغة الصينية التعرف أكثر على هذه الثقافة العريقة، ولمد جسور التعاون المشترك بين جامعة القناة والجانب الصيني التي تستمر جذورها لأكثر من 20 عاماً، لافتاً إلى أن الجامعة تسعى إلى عمل مركز للدراسات الصينية العربية بالجامعة، وذلك حرصاً على دعم وتشجيع زيادة الجالية الصينية في الجامعة، مشيراً إلى أن الجامعة لديها ثلاثة برامج دراسية لتدريس اللغة الصينية في كلية الآداب، والألسن، وجامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، كما أن لديها ثلاثة كيانات هامة بالتعاون مع الجانب الصيني هى: الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية، ومعهد الاستزراع السمكي، ومعهد كونفوشيوس.

ومن جانبه - أشاد الدكتور ضياء حلمي بسعي الجامعة الدؤوب نحو التعاون مع الجانب الصيني، مشيراً إلى أن الثقافة الصينية تقوم على مبدأ متكافئ ألا وهو: "يمكن أن نكون أقوياء معاً"، مشيراً إلى أن عمق العلاقات المصرية الصينية وحضارتهما يؤهلهما للصدارة والريادة في العديد من المجالات، ودورنا في اقتناص الفرص واستثمارها.

وأشار الدكتور حسن رجب أن شهر أبريل القادم سيتم تنظيم احتفالية عن  "كموجو" الشاعر والأديب الصيني الكبير، لافتاً إلى أن معهد كونفوشيوس يضم متحف له، حيث يعد واحداً من أشهر أدباء الصين في الثقافة الحديثة.

حضر اللقاء - جو تينج تينج المدير التنفيذي الصيني السابق لمعهد كونفوشيوس.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صالون ثقافى جامعة القناة د ضياء الدکتور ناصر مندور إلى أن

إقرأ أيضاً:

قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية

صرّح الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، مؤخرًا بأن السفن الأمريكية، سواء التجارية أو العسكرية، يجب أن تمر مجانًا من قناة السويس وقناة بنما. هذا التصريح لا ينبغي قراءته كتهديد مباشر لمصر أو انتهاك فوري للقانون الدولي، بل يعكس رؤية استراتيجية أعمق ضمن صراع عالمي محتدم على الممرات الحيوية. إنه دليل على اضطراب في موازين القوى الاقتصادية ومحاولة أمريكية للتمسك بمفاتيح النفوذ، في مواجهة صعود قوى أخرى.

قناة السويس، منذ افتتاحها منتصف القرن التاسع عشر، تُعدّ أحد أهم الشرايين التجارية التي تربط آسيا بأوروبا. وقد نصّت اتفاقية القسطنطينية لعام 1888 على بقاء القناة مفتوحة للجميع دون تمييز، مع تأكيد سيادة مصر الكاملة عليها، وفقًا للقانون الدولي.

التصريح الأمريكي جاء متزامنًا مع تعاظم النفوذ الصيني من خلال مشروع «الحزام والطريق»، الذي يهدف لربط الصين بالعالم عبر مسارات برية وبحرية. وتُعدّ قناة السويس نقطة ارتكاز مركزية في المسار البحري لهذا المشروع، حيث تختصر آلاف الكيلومترات من طرق الشحن، ما يجعلها لا غنى عنها لنجاح المبادرة الصينية. ولهذا ضخّت بكين استثمارات كبرى في المنطقة الاقتصادية المحيطة بالقناة، لضمان نفوذ دائم وفعّال.

في ذات الاتجاه، أعلنت إيطاليا مؤخرًا عن مبادرة «طريق القطن» الأوروبية، التي تسعى للربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا خارج النفوذ الصيني، وقد اعتبرت مصر محورًا لا يمكن تجاوزه في هذه الخطة. وهو ما يعكس حجم التنافس الدولي على الموقع الجغرافي المصري، واعتراف الغرب بأهمية القاهرة في صياغة خريطة التجارة العالمية الجديدة.

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي السماح بمرور السفن الأمريكية مجانًا من قناة السويس دعمًا للعمليات العسكرية في البحر الأحمر، لكن مصر رفضت الطلب، مؤكدة أن أي تحرك يبدأ بوقف الحرب على غزة لا بتجاوز السيادة المصرية. هذا الموقف يعكس صلابة الدولة المصرية وقدرتها على حماية مصالحها دون الدخول في مواجهة مباشرة.

وفي سياق آخر، دعمت الولايات المتحدة وإسرائيل مشروع «قناة بن غوريون» عبر قطاع غزة، الذي سعى لخلق بديل استراتيجي لقناة السويس. المشروع بُني على مخطط لتهجير سكان القطاع قسرًا لشق ممر مائي من البحر الأحمر إلى المتوسط، يُمكّن تل أبيب من التحكم في ممر تجاري عالمي. إلا أن صمود الدولة المصرية أفشل هذا المخطط، وحافظ على مكانة قناة السويس كمسار لا بديل عنه في حركة التجارة بين الشرق والغرب.

اليوم، تفرض الجغرافيا من جديد كلمتها: لا ممر تجاري آمن ومستدام بين آسيا وأوروبا دون قناة السويس. سواء عبر مشروع الحزام والطريق الصيني أو طريق القطن الأوروبي، ظلت القناة نقطة الربط الحاسمة، وهو ما أعاد لمصر زخمها الدولي ورسّخ دورها كقوة جيوسياسية فاعلة.

القوانين الدولية تكفل لمصر إدارة القناة بسيادتها، مع التزامها بحرية الملاحة. كما تؤكد اجتهادات محكمة العدل الدولية أن السيادة على الممرات الدولية تُمارس وفقًا لمبادئ العدل والإنصاف.

وما صرّح به ترامب قد يدخل ضمن مظاهر اليأس الأمريكي، بعد أن استطاعت مصر، بحكمة وهدوء، حصار وتركيع قلب مشروع الشرق الأوسط الجديد دون صدام مباشر. وها هي، رويدًا رويدًا، تكشف عن قوتها الحقيقية، وخصوصًا العسكرية، التي أربكت واضعي المخطط وأدخلتهم في ارتباك جنوني أمام صعود مصري متزن يعيد رسم معادلات النفوذ في المنطقة.

اقرأ أيضاً«وكيل دفاع النواب»: تصريحات ترامب حول قناة السويس عدوان على السيادة المصرية

بكري: قناة السويس ليست إرثا لأجداد ترامب.. ومصر دولة عفية لا تفرط في سيادتها

خبيرا قانون: مطالب ترامب عودة للعقلية الاستعمارية.. والسيادة المصرية على قناة السويس لا تقبل المساومة

مقالات مشابهة

  • جامعة الوادى الجديد تستقبل وفد من جامعة صوفيا اليابانية
  • 60 يوما بالمستشفى.. وفاة طالبة ألسن جامعة قناة السويس ضحية الحادث المروري
  • هل صارت السويس من ممتلكات ترامب ؟
  • موكب النصر.. عندما عُزفت "عايدة" في قلب قناة السويس
  • تفكيك الفكر المتطرف محاضرة بالجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان
  • قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية
  • جامعة أسيوط تستقبل وفدًا من وزارة المالية لمتابعة تطوير النظام المالي والتحول الرقمي
  • طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يستكشفون مستقبل الذكاء الاصطناعي في مؤتمر دولي بتركيا
  • عبد الله بن زايد يبحث مع وزير الثقافة اللبناني التعاون الثقافي
  • انطلاق الامتحانات.. مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية يلتقي وزير التعليم العالي